◄ 795 غرفة وجناحًا و44 حوض سباحة تمنح الضيوف متعة الاستجمام

دبي- مدرين المكتومية

بتصميم معماري فريد، يستقبلك منتجع "رويال أتلانتس دبي"، الكائن على طول الواجهة البحرية بعروس الإمارات، ممتدَّا على مساحة 500 متر، موفِّرا إطلالات خلابة على أفق دبي والخليج العربي، مع فرصة واعدة للاستمتاع بأقصى درجات العزلة والخصوصية داخل مساحات خاصة تضمن كل سبل الراحة والاستجمام.

ويشمل المنتجع 795 غرفة وجناحا و"بنتهاوس" و44 حوض سباحة، ويضمُّ أكبر عددٍ من المطاعم التي يُديرها طهاةٌ مشاهير في العالم؛ ومنها: مطعم "دينر باي هيستون بلومنتال" الذي يقدّم أشهى الأطباق البريطانية بلمسةٍ مُعاصرة، ومطعم "جاليو" بإدارة الشيف "خوسيه أندريس" للمأكولات الإسبانية المعاصرة ومطعم "استياتوريو ميلوس" بإدارة الشيف "كوستاس سبيلياديس" المختص بالمأكولات اليونانية، وكذلك مطعم المأكولات البحرية البيروفية "لامار" بإدارة الشيف "غاستون أكوريو"، والمأكولات اليابانية والبيروفية في مطعم "نوبو" قبالة "ذا بيتش".

وإضافة لذلك، يضمن "رويال أتلانتس دبي" تجربة لا تُنسى لعشاق الحلويات، من خلال متجر "ذا ليتل فينيس كيك كومباني"، بإدارة "ميتش تورنر"، الذي اعتاد تقديم الحلويات وأطايب أخرى للعائلات المالكة والمشاهير، فضلاً عن 10 مطاعم إضافية ونوادٍ ليلية ومقاهٍ واستراحات إلى جانب المطاعم الشهيرة لتلبية كافة الأذواق.

وبين الغيوم، يستطيع نزلاء منتجع "رويال أتلانتس دبي" الاستمتاع بوقتهم في أكثر من 90 حوضاً للسباحة؛ بما فيها حوض السباحة "كلاود 22" على السطح مع إطلالات خلّابة على الخليج العربي، ويوفر المنتجع كذلك أكثر من 10 مرافق مائية وأحواض أسماك ونوافير، بما فيها أكبر حوض لقناديل البحر في العالم كما يستضيف عرض "سكاي بلايز" الذي يجمع ما بين الماء والنار ويُعتبر الأول من نوعه في المنطقة.

مطعم لامار

ويقع لامار في طابق الميزانين في منتجع أتلانتس ذا رويال ويطل على نافورة Skyblaze، وعندما يقترب الضيوف من المطعم، يتم استقبالهم من خلال بابين من النحاس المؤكسد الممتد من الأرض إلى السقف والموجودين تقليديًا عند مدخل أحد المعابد العديدة في البيرو.

ويمكن للضيوف اختيار الجلوس على التراس المفتوح الكبير أو في بار cebiche الصاخب، حيث يقوم فريق أكوريو من الطهاة المتميزين بإعداد الأسماك المتبلة الطازجة بالإضافة إلى تيراديتوس والكوسا وعرض الوافدين يوميًا من المأكولات البحرية والأسماك الكاملة.

وخلال المساء، يمكن لأولئك الذين يتناولون الطعام على التراس أن يطلوا ويتأملوا نافورة Skyblaze الرائعة وهي أول نافورة في العالم تنفث النيران والمياه على أنغام راقصة.

وتشمل القائمة الطويلة من التواقيع الرائعة أيضًاtiraditos، وهو طبق ساشيمي خام حار ولذيذ، يكرّم تأثير المطبخ الياباني على المطبخ البيروفي؛ بالإضافة إلى طعام الشارع البيروفي الأصيل، أنتيكوتشوس، الذي يتكون من لحم متبل مشوي وصلصة حارة ومعجون فلفل بيرو، وأولئك الذين يفضلون المأكولات البحرية يمكنهم اختيار القريدس وخيارات الأخطبوط المفضلة.

وقال جاستون أكوريو: "ربما تكون دبي واحدة من المدن التي تتمتع بأكبر نشاط للمطاعم في العالم، ومن الممكن العثور على أفضل الأماكن وأشهر الطهاة في دبي الذين يشاركون مقترحاتهم ومفاهيمهم مع رواد المطاعم العالميين الذين يقدرون فن الطهو ويستمتعون به كنشاط يوحد الناس والثقافات، إنه لشرف كبير أن أكون حاضرًا مع سفارة الطهي البيروفية والانضمام إلى المطاعم البيروفية المختلفة التي تمثلنا اليوم في دبي".

وعلّق تيموثي كيلي  نائب الرئيس التنفيذي والمدير الإداري لمنتجعات ومساكن أتلانتس قائلاً: "سيكون لامار والشيف جاستون أكوريو إضافة خاصة جدًا ليس فقط إلى منتجغ أتلانتس ذا رويال بل على مشهد تناول الطعام في دبي، ونحن فخورين بنفس القدر بالترحيب بمطعم يعمل مع الاستدامة في جوهره، نتطلع إلى انضمام جاستون أكوريو إلى أمثال كوستاس سبيلياديس وغوردون رامزي ونوبو ماتسوهيسا وهيستون بلومنتال وخوسيه أندريس وأريانا بوندي، مما يعزز مكانة أتلانتس دبي كوجهة للطهي في المنطقة."

مطبخ "أريانا" الإيراني

تلذّذ بالمأكولات الإيرانية الكلاسيكية بلمسةٍ مميزة في مطعم الطاهية الشهيرة "أريانا باندي" في منتجع "رويال أتلانتس" دبي، حيث تستوحي الأطباق من وصفاتٍ عائلية تناقلتها الأجيال مثل سمك القاروس المنكّه بالورد وكباب "فيليه" محضّر على طريقة بحر قزوين فضلاً عن "الآيس كريم" مع الزعفران والفستق وماء الورد والشاي الفارسي التقليدي، يوفر المطعم إطلالاتٍ خلّابة على نخلة جميرا وأفق مدينة دبي من ترّاس الحديقة ويشمل مطبخاً تُقام فيه عروض الطهي الحي وشوّاية فحم ضخمة وغرفة خاصة لتناول الطعام للراغبين في احتفال راقٍ.

وتشتهر الشيف الإيرانية الأمريكية "أريانا" بكتاب الطهي الخاص بها الذي يحمل عنوان "الرُّمان والورد"، ومسلسلها التلفزيوني "مطبخ "أريانا" الفارسي الذي يُعرض على قناة "ناشيونال جيوجرافيك بيبول". ويُعتبر هذا المطعم الأول لـ"أريانا" ويتميّز بأجوائه الهادئة والأنيقة.

مطعم "سي فاير"

يجتمع أفضل المتخصصين في إعداد شرائح اللحم في مطعم "سي فاير" لتقديم ألذّ قطع اللحم المحضّرة بمكوّناتٍ فريدة ودقيقة على الدوام، حيث يمكنكم اختيار طبقكم المثالي ومستويات الشوي ونوعية التوابل وغيرها من التفاصيل التي تصنع كل الفرق، وتجعلكم تعيدون الكرّة وتزورون هذا المطعم في "أتلانتس النخلة"، ويتميّز هذا المطعم بموقعه وسط الفندق البديع، وأجوائه المريحة مع "أوركسترا" من الطهاة يعملون بكل حِرفية داخل المطبخ المفتوح، فيما تؤدّي النيران رقصاتٍ تزيد من شهيتكم، وتنشر الأسقف المرتفعة فخامةً إضافية مع الألوان الدافئة التي تزيّن الجدران، ما يجعل من هذا المطعم الوجهة المثالية لعشاءٍ رومنسي، أو لجلسةٍ رائعة تجمع أفراد العائلة للاستمتاع بقائمة طعام نيويوركية الطابع.

"أتلانتس بالم دبي"

ولقضاء عطلةٍ مُميّزة، لا يُنافس فندق "أتلانتس بالم دبي" فالفندق من فئة الخمسة نجوم، ويتوافر على مجموعة واسعة من وسائل الراحة على مستوى عالٍ، ومطاعم فاخرة، ومرافق تضمن تجربة مميزة من الاستمتاع بتجارب لا تُنسى؛ مانحًا نزلاءه فرصة الاستمتاع بمنظر أفق مدينة دبي المميز من نخلة جميرا؛ فالفندق الذي يضم أكثر من 1500 غرفة وجناحاً فندقياً، وغرفٍ تحت سطح المياه، يتميّز بتصميمه ومنحوتاته الرائعة المستوحاة من عالم البحار.

ويضمّ الفندق شاطئاً رائعاً ومرافق ترفيهيّة عديدة؛ كحوض "ذا لوست تشامبرز" وحديقة "أكوافنتشر" المائية وخليج الدلافين، إضافة للعديد من البوتيكات والمتاجر الحصرية، مع توفير تجربة التلذُّذ بمجموعةٍ من الأطباق المتنوّعة في مطعم "سافرون" وغيره من المطاعم الفاخرة لأشهر الطُّهاة العالميين مثل "بريد ستريت كيتشن" للشيف "غوردون رامزي" ومطعم "هاكسان" وغيرها.

ويضم الفندق مركز "أويكن ويلنيس" الفاخر الذي يضمن قضاء أوقات مليئة بالراحة والاسترخاء، إضافة لعروض الألعاب النارية خلال احتفالات رأس السنة وغيرها من الفعاليات الخاصة في "أتلانتس بالم".

ويجمع مطعم "سي فاير" في "أتلانتس بالم" أفضل المتخصصين في إعداد شرائح اللحم، لتقديم ألذّ قطع اللحم المحضّرة بمكوّناتٍ فريدة ودقيقة على الدوام؛ حيث يمكن للزائر اختيار طبقكه المثالي ومستويات الشوي ونوعية التوابل وغيرها من التفاصيل، كما يتميّز المطعم بموقعه وسط الفندق البديع، وأجوائه المريحة مع "أوركسترا" من الطهاة يعملون بكل حِرفية داخل المطبخ المفتوح، فيما تؤدّي النيران رقصاتٍ تزيد الشهية، وتنشر الأسقف المرتفعة فخامةً إضافية مع الألوان الدافئة التي تزيّن الجدران.

ولعشاق المغامرات المائية في قلب مدينة "أتلانتس" المفقودة، يوفر حوض "ذا لوست تشامبرز" في "أتلانتس بالم" جولة في الأنفاق المائيّة التي تضم آلاف الكائنات البحرية، والتي استوحي تصميمها من مدينة "أتلانتس" المفقودة، ليُشكّل تجربةً استثنائية تعرّف الزوار إلى حضارة مفقودة لم يبقَ منها سوى الأنقاض وحطام السفن. كما يضمّ الحوض أكثر من 20 معرضاً للكائنات البحرية؛ حيث يمكن التفاعل مع البعض منها والمشاركة في إطعامها بمساعدة من الخبراء.

حوض "ذا لوست تشامبرز"

يمكن لزوار الفندق اكتشاف الحياة البحرية عن قرب في حوض "ذا لوست تشامبرز" في "أتلانتس" النخلة من خلال القيام بجولة في الأنفاق المائيّة التي تضم آلاف الكائنات البحرية، استوحي تصميم الأنفاق المائية من مدينة "أتلانتس" المفقودة، ليُشكّل تجربةً استثنائية تعرّف الزوار إلى حضارة مفقودة لم يبقَ منها سوى الأنقاض وحطام السفن.

ويمكن الاستمتاع بمشاهدة مجموعة مذهلة من الكائنات البحرية الملونة في 10 حجرات رائعة، كما يضمّ الحوض أكثر من 20 معرضاً للكائنات البحرية حيث يمكنك التفاعل مع البعض منها والمشاركة في إطعامها بمساعدة من الخبراء، ويوفّر "ذا لوست تشامبرز" تجربة رائعة لجميع أفراد الأسرة، سواء كنت تريد الاكتفاء بمشاهدة الكائنات البحرية أو خوض مغامرة استثنائية داخل الحوض.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ثقافة الطعام جوهر الهُوية

يشير الطعام إلى تلك العادات الغذائية الصحية التي تحافظ على حياة الناس وصحتهم، وبالتالي فإنها تعكس الثقافة المجتمعية وما يرتبط بها من عادات وممارسات تميِّز مجتمعا ما عن غيره، أو فئة اجتماعية عن غيرها، فهذه الثقافة مكوِّن أصيل لا تقل أهميته عن القيم الإنسانية الأخرى التي تشكِّل الهُوية، لذا فإن الطعام ليس ذا قيمة غذائية وحسب، بل أيضا له قيمة ثقافية متأصِّلة في المجتمع ومترسِّخة في فكره وممارساته اليومية.

إن ثقافة الطعام تتضمن تلك العادات المرتبطة بالإعداد، والتقديم، وطريقة الأكل، والتخزين، وأيضا كيفية استهلاكه، وما يرتبط به من احتفالات وغير ذلك، وهي بذلك ترتبط بعوامل عدة كالموارد المتعلقة بالإنتاج سواء أكانت المناخ أو التربة أو المياه، وحتى الوقود والتقنيات، إضافة إلى أنها تكشف طبيعة الحياة التي يعيشها أفراد المجتمع ومدى التطوُّر التقني ومستوى الرفاه، وكذلك مدى انفتاحهم على الثقافات الأخرى، ولهذا سنجد أن هذه الثقافة من القيم الأصيلة التي تحرص المجتمعات على الحفاظ عليها وترسيخها ونقلها إلى الأجيال بل واتخاذها قيمة مضافة لهُوية الدولة، وهذا ما نراه جليا في مفاهيم (سياحة الطعام).

لقد حرصت الأمم على هذه الثقافة وجعلتها رمزا من رموز المحبة والعطاء والإيثار؛ ذلك لأن تقديم الطعام وتبادله وتهاديه وحتى تقديمه في الولائم والمناسبات الاجتماعية والدينية وغيرها، يُعد رمزا لتلك القيم الإنسانية التي تربَّت عليها المجتمعات، كلٌ حسب عاداته وتقاليده وطرائقه وقدرته، ولهذا فإن الطعام يُعد تعبيرا عن تلك المحبة بين أفراد المجتمع أو بين المجتمعات بعضها بعضا.

إن الطعام بالنسبة للمجتمعات صمام الأمان الذي يحميها اجتماعيا وصحيا واقتصاديا، ويحافظ على رفاهها، ولأنه كذلك فقد عملت الدول على الحفاظ على موارده المستدامة التي تحقق (الأمن الغذائي)، وتجعله متاحا للجميع بما يدعم مبادئ المساواة والعدالة، فالطعام هنا أساس للحفاظ على روابط مجتمعية قادرة على النمو الصحي والمجتمعي، وبالتالي ضمان مشاركة فاعلة في التنمية المجتمعية.

ولذلك فإن هذه الثقافة في ارتباطها بالمجتمع ونموه المعرفي والصحي والاقتصادي، لا تقوم على الحفاظ على سياقاتها العامة باعتبارها ثقافة مجتمعية وقيمة إنسانية، بل أيضا تتجلى في أنماط الاستهلاك التي تتَّبعها المجتمعات؛ فتلك الأنماط تكشف مدى وعي الأفراد بأهمية الطعام وقدرتهم على الحفاظ عليه بما يضمن لهم وللأجيال أمنا غذائيا مستداما، وهنا تكون ثقافة استهلاك الطعام من القيم الإنسانية المهمة في المجتمعات الحديثة.

يكشف تقرير مؤشر هدر الأغذية 2024، (فكِّر في توفير الطعام. متابعة التقدم المحرز للحد من هدر الغذاء إلى النصف)، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، أن هذا الهدر يُعد فشلا في المجتمعات على مستوى العالم، إذ يتم «التخلُّص من أكثر من تريليون دولار أمريكي من الطعام كل عام»، وهو كذلك فشل بيئي حيث «توِّلد نفايات الطعام ما يُقدَّر بنحو 8-10%من انبعاثات غازات الدفيئة على مستوى العالم»، الأمر الذي يدُّل على وجود إشكال على المستوى المجتمعي والبيئي وكذلك الاقتصادي، إضافة إلى التحديات التي تواجه المجتمعات في مجالات الزراعة والتصنيع وغيرها.

إن أنماط التخلُّص من الطعام تكشف ثقافة الاستهلاك التي جرَّت المجتمعات الحديثة إلى النظر إلى الطعام باعتباره مادة مستهلكة، الأمر الذي أصبح شراؤه والتخلُّص منه أمرا يسيرا، ولهذا فإن هذه المجتمعات بقدر اهتمامها بالطعام بوصفه قيمة، فإنها تستهلكه وتتخلَّص منه دونما النظر إلى تلك التحديات والإشكالات البيئية والاقتصادية التي يمكن أن تواجهها مستقبلا، والأمر هنا لا يعني أن الأفراد وحدهم من يتسبَّبون في هدر الأغذية بل أيضا سياسات التصنيع وسلاسل التوريد، وأنظمة البيع وغير ذلك كله يزيد من ذلك الهدر إلاَّ إذا ما تم العمل على تحسينها وتطويرها بما يضمن الحفاظ على الأغذية وأمنها.

ولأن ثقافة الطعام قيمة حضارية ومعرفية وأصل من أصول الهُوية الإنسانية، فإن طرائق الاستهلاك أيضا تنضوى تحت تلك الثقافة، بل إنها تقدِّم صورة ذهنية عن المجتمع و وعيه وفهمه لأهمية الطعام في ظل التداعيات الاقتصادية والتحديات التي تواجهها سلاسل التوريد في العالم، خاصة مع تلك الإشكالات السياسية والحروب، إضافة إلى تنافس القوى الاقتصادية العالمية، وهذا الفهم والوعي ينعكس على أنماط حمايتنا لثقافتنا الوطنية المرتبطة بالطعام والحفاظ عليه باعتباره قيمة؛ فالرفاه لا يعني الاستهلاك بقدر ما يعني جوهر تلك القيمة ومحورها.

ولعل ما أشار إليه تقرير مؤشر هدر الأغذية 2024، من أن هناك مجتمعات تهدر الأغذية بكميات عالية، في حين توجد في المقابل مجتمعات تعاني من نقص الأغذية بل هناك من يموت جوعا في دول قريبة، حيث «يتأثَّر ما يقارب 783 مليون شخص بالجوع كل عام، ويعاني 150 مليون طفل دون سن الخامسة من توقف النمو بسبب النقص الحاد في العناصر الغذائية الأساسية في وجباتهم الغذائية» – حسب التقرير –، ولهذا فإن الأمر هنا لا يتعلَّق بثقافتنا وحسب بقدر ما يكشف عن قيمنا الإنسانية ومشاركتنا للآخر.

لهذا فإن الحد من هدر الطعام يُعد تضامنا مع تلك المجتمعات التي تعاني من تحديات حقيقية مهما كانت الأسباب سواء أكانت بسبب الحروب أو الظروف الاقتصادية أو غير ذلك، الأمر الذي سيوفِّر فرصا للحفاظ على استدامة الأغذية وأمنها في المجتمع، وبالتالي الحد أيضا من إشكالات التضخم الذي تعاني منه الكثير من الدول؛ فهدر الطعام وتحويله من وجبات ذات قيمة ثقافية إلى نفايات تشكل عبئا على المجتمع لا يعني سوى عدم شعورنا بالمسؤولية.

وانطلاقا من هذه الأهمية اعتنت عُمان بالأغذية وتوسَّعت في دعم النُظم الغذائية المستدامة، وأوجدت البرامج والخطط لتوفير الغذاء في الأسواق بأسعار مناسبة لتكون في متناول أفراد المجتمع، كما عملت في مقابل ذلك على توعية المجتمع بأهمية الأغذية والحد من هدرها، وضرورة الحفاظ عليها باعتبارها موردا تنمويا مهما؛ فتوفُّر الأغذية والحفاظ عليها مرتبط باقتصاد الدولة والنمو السكاني وتغير المناخ وغير ذلك، وبالتالي فإن إدارة مواردها وحمايتها والعمل على تنميتها مطلب وطني مشترك.

إن فهمنا لثقافة الطعام والاهتمام بأنماطه وسبل الحفاظ عليه، بل وحتى طرائق إنتاجه، يمكِّننا من تطويره باستخدام التقنيات الحديثة الصديقة للبيئة، والاقتصادات الحيوية، وتثمين الموارد الطبيعية وإلائها أهمية في التنوُّع الاقتصادي، وبالتالي العمل على تحسين الإنتاجات المرتبطة بالأغذية وتكثيرها، بما يضمن مستويات عالية من الأمن الغذائي، ولعل ما تقوم به الدولة في هذا المجال يعكس الوعي المتزايد بأهمية هذه الثقافة وتقديم أفضل الخدمات المرتبطة بها.

ولأن الدولة تقوم بجهود كبيرة في مجالات الأمن الغذائي وما يرتبط به من ناحية، والحفاظ على خصوصية الأغذية العمانية وثقافتها باعتبارها أحد أصول الهُوية العمانية من ناحية أخرى، فإن علينا جميعا واجبا في ترشيد الاستهلاك والنظر إلى الطعام بوصفه قيمة أكثر منه استهلاكا، فهو جوهر وليس مادة، ولذلك وجب الحد من هدره لأنه نعمة من نِعم الله علينا، والنعمة واجبة الشكر والمحافظة عليها لأنها أمانة، فلنحافظ على الأمانات.

عائشة الدرمكية باحثة متخصصة في مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • “مبارك مارين” يشارك في بطولات زوارق فورمولا 4
  • مالك مطعم فيتنامي يطرد عائلة إسرائيلية.. نرحب بالكلاب والقطط (شاهد)
  • «جون سينا» يُعلن اعتزاله عالم المصارعة
  • جون سينا يعلن رسميا اعتزاله عالم المصارعة
  • جون سينا يعلن رسميا اعتزاله عالم المصارعة WWE في 2025
  • «إكسترا نيوز» تعرض تقريرا عن الشهيد أحمد منسي: قائد من طراز فريد
  • الشهيد أحمد منسي.. قائد من طراز فريد سيخلد التاريخ ذكراه
  • صاحب مطعم في فيتنام يطرد سياح اسرائيليين: نرحب بالكلاب والقطط ولا نرحب بكم .. فيديو
  • ثقافة الطعام جوهر الهُوية
  • مِنَ الزُّهد إلى الأدب