مات غايتس سياسي أميركي ونائب في مجلس النواب، ولد عام 1982 في فلوريدا. حصل على دكتوراه في القانون ومارس المحاماة فترة من الزمن قبل دخوله معترك السياسة. انتخب خلال عامي 2012 و2014 عضوا في مجلس نواب فلوريدا، ثم أصبح نائبا في مجلس النواب الأميركي عام 2016. وهو من أشد المدافعين عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وله مواقف وآراء مثيرة للجدل.

أعلن غايتس في بداية أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن تقدمه بطلب لإقالة رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي من منصبه، وتمكن مجلس النواب من عزل الرئيس لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد تصويت 216 نائبا على إجراءات عزل مكارثي مقابل 210 نواب صوتوا لصالح بقائه.

المولد والنشأة

ولد مات غايتس في السابع من مايو/أيار 1982 في هوليود بولاية فلوريدا لعائلة سياسية بامتياز، فوالده هو دون غايتس رجل الأعمال والسياسي الجمهوري الذي تزعّم مجلس الشيوخ ما بين عامي 2012 و2014، أما جده فهو جيري غايتس السياسي الأميركي الذي لمع نجمه في داكوتا الشمالية.

الدراسة والتكوين العلمي

في عام 2003 حصل غايتس على بكالوريوس في العلوم متعددة التخصصات من جامعة فلوريدا، وحاز على درجة الدكتوراه في القانون عام 2007، وانضم بعد ذلك بعام إلى نقابة المحامين في فلوريدا.

في عام 2016 ترشح غايتس لنيل مقعد في مجلس النواب الأميركي (رويترز) التجربة العملية والسياسية

عمل غايتس في بداية حياته محاميا في شركة محاماة تحمل اسم "كيفي أنكورس آند جوردون"، لكن نقابة المحامين أوقفته عن ممارسة المحاماة عام 2021 بسبب عدم دفعه الرسوم.

دخل غمار السياسة في وقت مبكر، ففي عام 2010 بعد استقالة ممثل الولاية الجمهوري راي سانسوم بتهم الفساد، قرر غايتس خوض الانتخابات لخلافته في المنطقة الرابعة في مجلس النواب بفلوريدا، والتي شملت جنوب مقاطعة سانتا روزا ومقاطعة أوكالوسا، وتمكن من الفوز بها بنسبة 43% من الأصوات متغلبا على 4 مرشحين آخرين.

لكن في الانتخابات أمام المرشح الديمقراطي جان فيرنالد هُزم غايتس، إذ فاز فيرنالد بنسبة 66% من الأصوات.

خلال حملته الانتخابية تلقى غايتس تمويلا من الداعمين يقارب 480 ألف دولار، أي حوالي 5 أضعاف ما حصل عليه أي شخص آخر في هذا المجال.

شكلت هذه النجاحات نقطة انطلاق لغايتس، إذ أعيد انتخابه في عامي 2012 و2014 عضوا في مجلس نواب فلوريدا، وفي عام 2016 ترشح لنيل مقعد في مجلس النواب الأميركي ممثلا لمنطقة الكونغرس الأولى في فلوريدا، وتمكن من الفوز بنسبة 69% من الأصوات.

الإطاحة بمكارثي

لعل أبرز لحظات مات غايتس بصفته نائبا عن ولاية فلوريدا كانت مساهمته في الإطاحة برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي.

بدأت القصة عندما عقد مكارثي اتفاقا مع الديمقراطيين يتيح بموجبه مواصلة تمويل الإدارة الفدرالية لمدة 45 يوما، إلا أن تكتل الحرية، الذي يعد مات أحد زعمائه البارزين، رفض هذا القرار، لأن التكتل يرفض إتاحة تمويل إضافي لمؤسسات فدرالية من دون إقرار اقتطاعات في الإنفاق.

لذلك أعلن مات غايتس في بداية أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن تقدمه بطلب لإقالة مكارثي من منصبه بناء على القرار الذي أصدره.

وتمكن مجلس النواب من عزل الرئيس لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد تصويت 216 نائبا على إجراءات عزل مكارثي مقابل 210 نواب صوتوا لصالح بقائه.

مدافع شرس عن ترامب

عرف مات غايتس في الأوساط السياسية بشكل رئيسي بأنه مدافع شرس عن ترامب. وقد ظهر هذا في تصرفاته، كمناقشته لإمكانية انتخاب ترامب لرئاسة مجلس النواب، وترشيحه إياه لتسلم هذا المنصب.

ورغم أن غايتس يعرف نفسه بأنه "شعبوي تحرري"، إلا أن وجهات نظره تدل على انتمائه لليمين المتطرف، وهو يلتقي مع حليفه ترامب في عدد من وجهات النظر حول القضايا السياسية والاجتماعية المختلفة.

فقد تحدث غايتس، على سبيل المثال، خلال حملته الانتخابية عام 2016 عن أهمية "قتل الإرهابيين المسلمين وبناء الجدار"، وعلى خلفية تبنيه لوجهات نظر ترامب أُطلق عليه لقب "تلميذ ترامب الفخور".

كما دافع غايتس عن ترامب في عدد من المناسبات، فهاجم بشكل لاذع محامي ترامب السابق مايكل كوهين، الذي اعترف ضد ترامب في عدد من القضايا.

ونشر تغريدة اتهم فيها المحامي كوهين بعلاقات جنسية مشبوهة خارج نطاق الزواج، ثم اضطر لاحقا لحذف التغريدة والاعتذار عنها بعد تعرضه لهجوم من الكونغرس لمحاولته الضغط على أحد الشهود.

في عام 2018 صوّت غايتس ضد قانون السماح للدول والضحايا بمحاربة قانون الاتجار بالجنس عبر الإنترنت (رويترز)

وفي مايو/أيار 2018 كان غايتس واحدا من 18 جمهوريا في مجلس النواب صوتوا لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام لدوره في محادثات السلام مع كوريا الشمالية.

وفي يونيو/حزيران 2021 كان غايتس واحدا من 21 عضوا جمهوريا في مجلس النواب صوتوا ضد قرار منح ميدالية الكونغرس الذهبية لضباط الشرطة الذين دافعوا عن مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير/كانون الثاني 2021.

ويتشابه غايتس مع ترامب باعتقاده أن الرئيس الأميركي جو بايدن ليس هو الرجل المناسب لقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك كان غايتس واحدا من المشاركين في رعاية قرار قدمته الممثلة مارجوري تايلور غرين لعزل بايدن عام 2021، وفي 2022 وصف غايتس عزل بايدن بأنه "أولوية".

مواقفه الخارجية

تتناغم آراء مات غايتس من قضايا الشرق الأوسط مع تيار اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه، كما يتبنى وجهات نظر ترامب في كثير من هذه القضايا. ففي ديسمبر/كانون الأول 2017، أيد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال إن هذه الخطوة ستضغط على فلسطين للاعتراف بإسرائيل.

وفي عام 2019 كان غايتس واحدا من 60 نائبا صوتوا ضد إدانة انسحاب ترامب من سوريا. وقد كان كذلك من المشرعين الذين أيدوا سحب الدعم الأميركي من اليمن، وإلغاء تفويض استخدام القوات العسكرية الأميركية في العراق.

ففي أبريل/نيسان 2019 بعد أن أصدر مجلس النواب قرارا بسحب الدعم الأميركي للتدخل الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن؛ كان غايتس واحدا من 9 مشرعين وقعوا على رسالة إلى ترامب يطلبون فيها عقد اجتماع معه ويحثونه على التوقيع على القرار المشترك لمجلس الشيوخ رقم 7، الذي يستدعي قانون صلاحيات الحرب لعام 1973، لإنهاء المشاركة العسكرية الأميركية غير المصرح بها في النزاع المسلح الذي يشنه التحالف بقيادة السعودية ضد قوات الحوثيين في اليمن.

وفي يونيو/حزيران 2021 كان غايتس واحدا من 49 جمهوريا في مجلس النواب صوتوا على إلغاء تفويض استخدام القوة العسكرية ضد قرار العراق عام 2002، وهو التفويض الذي أقره الكونغرس في 2002 وشنت على أساسه القوات الأميركية حربها على العراق.

أما في عام 2023 فكان غايتس من بين 47 جمهوريا صوتوا لصالح القرار رقم 21، والذي وجه فيه الرئيس بايدن بسحب القوات الأميركية من سوريا في غضون 180 يوما.

قضايا وآراء مثيرة للجدل

يعدّ غايتس أحد النواب المشجعين على حمل السلاح على الرغم من أنه أحد أكثر القضايا جدلا في الولايات المتحدة، لا سيما مع تصاعد وتيرة العنف والهجمات المسلحة على المدارس، والتي على أثرها نشبت حرب بين المدافعين عن حمل السلاح وأولئك الذين يعتقدون بأهمية تقييد إمكانية حيازته.

وعندما كان غايتس في مجلس النواب في فلوريدا، قاد جهودا فاشلة للسماح لسكان الولاية الذين لديهم تصاريح أسلحة مخفية بحمل تلك الأسلحة علنا. وفي إطار الضغط من أجل مشروع القانون، قال "إن حمل الأسلحة في الهواء الطلق هو حق لا تمنحه الحكومة، بل الله".

وهاجم غايتس المرأة في خطاباته العامة، وسخر من النساء البدينات و"غير الجذابات" اللواتي يدعمن حق الإجهاض قائلا: إنه من غير المرجح أن يحملن، وبالتالي لا يحق لهن التحدث عن الإجهاض.

وقد لاحقت الفضائح الجنسية مات غايتس، ففي عام 2021 أعلنت لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب الأميركي فتح تحقيق ضده بتهمة إقامة علاقة مع قاصر تبلغ من العمر 17 عاما، إذ زُعم أنه دفع لها أموالا مقابل خدمات جنسية.

ومن مواقفه المثيرة للجدل تصويته عام 2017 ضد قانون مكافحة الاتجار بالبشر، وهو مشروع قانون يخصص موارد حكومية إضافية للمساعدة في مكافحة الاتجار بالبشر، وكان الوحيد الذي صوت ضد القانون.

وفي العام الذي تلاه صوّت غايتس ضد قانون السماح للدول والضحايا بمحاربة قانون الاتجار بالجنس عبر الإنترنت، والذي تم دمجه بحلول ذلك الوقت مع قانون وقف تمكين المتاجرين بالجنس.

كما أنه من محاربي وجود المهاجرين، فعند إعلان ترشحه للكونغرس قال إن "المهاجرين غير الشرعيين يمتصوننا بشدة"، وفي 2018 دافع عن تصريح ترامب الذي قال فيه إن هاييتي والدول الأفريقية هي "دول قذارة"، وبرر ذلك بأن هاييتي مغطاة بالصفائح المعدنية والقمامة، وقال إن هذه الدول "مثيرة للاشمئزاز".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی مجلس النواب الأمیرکی الولایات المتحدة فی فلوریدا ترامب فی فی عام عام 2016

إقرأ أيضاً:

ما سر دعم شركات التكنولوجيا العملاقة لترامب؟

قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن رئيس شركة ميتا مارك زوكربيرغ كان من أشد الناقدين لدونالد ترامب في الماضي، لكنه يتحول اليوم نحو الرئيس ويعيد تشكيل أكبر شركة تواصل اجتماعي في العالم. ولاحظت الصحيفة بحسب تقرير لها ترجمته "عربي21" أن التغير يأتي في وقت تحقق فيه شركة ميتا أرباحا مالية.

وأضافت أنه "قبل أن يبدأ الرئيس ترامب ولايته الثانية، اتخذ رئيس منصات ميتا زوكربيرغ خطوة كبيرة أخرى نحو إعادة ضبط الأمور مع الرئيس الجديد".

 ففي محادثة استمرت ما يقرب من ثلاث ساعات مع جو روغان، وهو مقدم بودكاست شهير ومؤيد صريح لترامب، تحدث زوكربيرغ عن قرار عملاق وسائل التواصل الاجتماعي التوقف عن استخدام مدقق الحقائق لمكافحة المعلومات المضللة.



وبدلا من ذلك، سيترك للمستخدمين مهمة مراقبة بعضهم البعض. وانتقد زوكربيرغ وسائل الإعلام والإدارة المنتهية ولايتها، قائلا إن مسؤولي بايدن كانوا ينتقدون بشكل روتيني العاملين في الشبكة الاجتماعية أثناء وباء كورونا مطالبين بسحب ما اعتبرته الحكومة معلومات مضللة حول لقاحات كوفيد-19.

ولدى روغان، ملايين المستمعين، لكن رسالة زوكربيرغ عن التوجه الجديد في ميتا وصلت بالفعل إلى الشخص الذي ربما كان يهتم به أكثر من غيره.

فقبل أيام قليلة من بث البودكاست، علق ترامب بأنه سعيد بالتغييرات في ميتا. وقال إن الشركة "قطعت شوطا طويلا".

وكان الظهور في البودكاست مجرد أحدث تطور في تمرين واضح في إعادة صياغة العلامة التجارية للشركات من قبل أحد أكثر الشخصيات نفوذا في صناعة التكنولوجيا.

وهو تحول تسارع في الأشهر الأخيرة حيث وجد زوكربيرغ نفسه في مواجهة واقع سياسي جديد، وهو الذي أطلق بعد فوز ترامب الأول في الانتخابات عام 2016 برنامج التأكد من الحقائق، وتحداه بشأن قضايا مثيرة للجدل مثل الهجرة.

ورفعت شركة ميتا، الجمهوري جويل كالان لقيادة السياسة العالمية وتبرعت بمليون دولار لحفلة تنصيب ترامب وقامت بتعديل المحتوى وشطبت سياستها المتعلقة بالتنوع والمساواة والشمول.

وانضمت دانا وايت، أحد حلفاء ترامب والمديرة التنفيذية لـ "التيمت فايتنغ تشامبيونشيب" كعضو في مجلس إدارة ميتا.

ولا يعد زوكربيرغ الزعيم التقني الوحيد الذي يحاول استرضاء ترامب، حيث تتنافس شركات أخرى مع ميتا لقيادة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تعيد تعريف وسائل الإعلام والصناعات الأخرى.

ومع علمهم بأن ترامب قد يساعد أو يعيق جهودهم، فقد بذل مؤسس أمازون جيف بيزوس والمدير التنفيذي لـ "أوبن إي آي"  سام ألتمان، والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، الذين أنفقوا أكثر من 200 مليون دولار لدعم حملة إعادة انتخاب ترامب، قصارى جهدهم لوضع أنفسهم في موقف جيد مع الرئيس.

وعلقت كاتي هارباث، المديرة التنفيذية لشركة "أنكور تشينج"، وهي شركة استشارات تكنولوجية ومديرة السياسات العامة السابقة في فيسبوك لفترة طويلة: "عندما يكون الفوز حاسما وترى شخصا مثل إيلون ماسك يتمتع بمثل هذا النفوذ ويتواجد في الغرفة، إذا كنت مارك، فأنا أريد التأكد من وجودي على الطاولة".

وبدا التدافع لاسترضاء إدارة ترامب الجديدة واضحا بعد إعلان شركة تكنولوجيا صينية عن  "ديبسيك" في المحادثة للذكاء الاصطناعي والذي قالت إنه طور بكلفة أقل من تكلفة البرامج الأخرى الموجودة التي طورتها الشركات الأمريكية المنافسة.

 وقال زوكربيرغ إنه يتوقع أن يقوم "ميتا إي آي" بتوفير الخدمة لأكثر من مليار مستخدم في عام 2025. وفي منشور على فيسبوك، قال إن عملاق التواصل الاجتماعي يخطط لاستثمار ما يصل إلى 65 مليار دولار في النفقات الرأسمالية وتنمية فرق الذكاء الاصطناعي وبناء مركز بيانات ضخم.

 وفي مقابلة روغان وأماكن أخرى قال زوكربيرغ إن التغييرات التي طرأت على سياسات التأكد من الحقائق في ميتا تم إجراؤها لتعزيز حرية التعبير من قبل المستخدمين والحد من أخطاء تعديل المحتوى.

ورفضت الشركة التعليق أكثر من ذلك. ولكن مغازلة ترامب المثير للانقسام ليست خالية من بعض المخاطر.

فقد يتردد بعض المعلنين في الإعلان خوفا من ظهور علاماتهم التجارية جنبا إلى جنب مع محتوى زائف أو مسيء أو التردد في التعامل مع شركة ينظر إليها على أنها تستخف بالدقة والسلامة عبر الإنترنت.

 لكن مع وجود أكثر من 3 مليارات شخص يستخدمون واحدا من تطبيقاتها يوميا، فإن أي ضربة للإعلانات التجارية الخاصة بعملاق وسائل التواصل الاجتماعي ستكون على الأرجح ضئيلة، بحسب محللين.

وتقول ياسمين إنبرغ، نائبة رئيسة "إي ماركت"، والمحللة الأساسية فيها والتي يشمل عملها منصات التواصل الاجتماعي: "إنهم على استعداد لتحمل بعض هذه المخاطر في أعمالهم الأساسية لأنهم يعتمدون على حقيقة أن فيسبوك وإنستغرام من المنصات الأساسية للمعلنين".

وواجه زوكربيرغ وترامب بعضهما البعض ولعدة سنوات. ففي عام 2016 وقبل ولاية ترامب الأولى، سخر زوكربيرغ بشكل غير مباشر من ترامب، الذي دعا إلى بناء جدار بين الحدود الأمريكية والمكسيكية.

وقال في مؤتمر مطوري فيسبوك في ذلك العام: "أسمع أصواتا خائفة تدعو إلى بناء الجدران وإبعاد الأشخاص الذين يصفونهم بالآخرين".

وفاز ترامب بالرئاسة ذلك العام، حيث فاجأ مدراء شركات التكنولوجيا الكبرى الذين دعموا منافسته الديمقراطية. وفي محاولة لكسر الجليد مع ترامب، نشر مسؤولون في شركات التكنولوجيا ومنهم ماسك وبيزوس صورة عن لقائهم معه في برجه بعد انتصاره.

لكن التقارب لم يعمر طويلا، فقد حاول ترامب منع المسافرين من دول ذات غالبية إسلامية إلى أمريكا وبدأ حملة قمع ضد المهاجرين غير الشرعيين في أمريكا.

وفي عام 2017 لجأ زوكربيرغ الذي أنشأ مجموعة تركز على المهاجرين باسم "أف دبليو دي دوت يو أس" إلى منصات التواصل الاجتماعي لمشاركة مخاوفه، قائلا إن "ملايين الأشخاص غير المسجلين الذين لا يشكلون تهديدا سيعيشون في خوف من الترحيل".

وفي ذلك العام، قام زوكربيرغ أيضا بجولة في الولايات المتحدة، مما أثار شائعات بأنه يريد الترشح للرئاسة.

وأطلقت شركة فيسبوك وبعد ضغوط وتأكيد بأنها ليست "الحكم على الحقيقة" برنامج التأكد من الحقائق عام 2016. وبينما حاولت فيسبوك الحد من انتشار المعلومات المضللة، اتهم ترامب مرارا وتكرارا وسائل التواصل الاجتماعي بممارسة "التمييز التام ضد الأصوات الجمهورية / المحافظة".

واشتعلت التوترات من جديد بعد أن أوقفت فيسبوك ويوتيوب وتويتر حساب الرئيس الجمهوري على منصاتها في عام 2021 بسبب مخاوف من أن تؤدي تصريحات ترامب إلى المزيد من العنف بعد هجوم 6 كانون الثاني/ يناير على مبنى الكونغرس.

 وقال زوكربيرغ مبررا قرار منع ترامب  في منشور من أن: "قراره [ترامب] باستخدام منصته للتسامح مع، بدلا من إدانة تصرفات أنصاره في مبنى الكونغرس أزعج الناس في الولايات المتحدة وحول العالم".

وفي ذلك العام، سجل زوكربيرغ نفسه كديمقراطي، مع أنه لم يحدد في السابق مواقفه الحزبية، وفقا لسجل الناخبين في مقاطعة سانتا كلارا. وقد وصف قطب التكنولوجيا نفسه ذات يوم بأنه "مؤيد لاقتصادالمعرفة"، وتبرع لكل من الجمهوريين والديمقراطيين، وفقا لبيانات "أوبن سيكرت".

وبعد طرده من فيسبوك، رفع ترامب دعوى قضائية ضد الشبكات الاجتماعية وأنشأ شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال"، وأشار إلى زوكربيرغ عدة مرات واصفا إياه بـ "زكرباكس" واتهمه بالتدخل في الانتخابات.

وكان ترامب قد توقع في كتابه "إنقاذ أمريكا" الصادر عام 2024 بأن زوكربيرغ  سيقضي بقية حياته في السجن، لو فعل أمرا غير قانوني في انتخابات العام الماضي.

وكانت العلامة الأولى لتصحيح مسار ميتا والموقف من ترامب قد حدثت في تموز/ يوليو 2024 عندما تعرض ترامب لمحاولة اغتيال في أثناء تجمع انتخابي.

وقال زوكربيرغ لوكالة بلومبيرغ إن رؤية ترامب يلوح بقبضته في الهواء بتحد والدم يسيل على وجهه كان "أمرا رائعا" و"كأمريكي، من الصعب ألا تتأثر عاطفيا بهذه الروح وهذه المعركة"، ولكن زوكربيرغ  لم يؤيد بايدن أو ترامب للرئاسة.

وبعد فوز ترامب، أعلن الملياردير البالغ من العمر 40 عاما في مقطع فيديو في كانون الثاني /يناير أن ميتا ستنهي برنامج التأكد من الحقائق التابع مع الناشرين من خلال طرف ثالث.

وبدلا من ذلك، ستستخدم الشركة نهجا تبنته منصة إكس المعروفة سابقا بتويتر، حيث يتطوع المستخدمون بكتابة "ملاحظات مجتمعية" تحت المنشور المضلل.

وفي ترديد واضح لخطاب ترامب وأنصاره، قال زوكربيرغ إن هناك "رقابة مفرطة"، ويريد العمل مع الرئيس "للرد على الحكومات في جميع أنحاء العالم التي تلاحق الشركات الأمريكية وتدفع إلى فرض المزيد من الرقابة". وقال في الفيديو: "كان مدققو الحقائق متحيزين سياسيا ودمروا المزيد من الثقة أكثر من تأكيدها، وبخاصة في الولايات المتحدة".

ورد شركاء ميتا على مزاعم التحيز في فحص الحقائق. وقال ألان ديوك، المؤسس المشارك ورئيس تحرير فحص الحقائق في "ليد ستوريز": "قمنا بفحص كل الأطراف، بعيدا عن ولائهم في الطيف السياسي، فنحن مع الحقائق وليس السياسة". كما أجرت شركة ميتا تغييرات أخرى، قائلة إن حظر إزالة المحتوى من مواقعها سيكون أعلى بكثير من ذي قبل.



وتأتي التغيرات في المواقف في وقت تشهد فيه شركة ميتا زيادة في الإيرادات في عام 2024 حيث بلغت إيرادات 164.5 مليار دولار، بزيادة 22٪ مقارنة بعام 2023، حسبما ذكرت الشركة يوم الأربعاء.

ونما صافي دخل عملاق وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي بنسبة 59٪ إلى 62.36 مليار دولار. وارتفعت أسهمها، التي أغلقت يوم الجمعة عند أعلى بقليل من 689 دولارا، بأكثر من 76٪ خلال الأشهر الـ 12 الماضية.

 وخلال المكالمة الهاتفية للأرباح الفصلية للشركة، أشاد زوكربيرغ بترامب مرة أخرى. وقال: "لدينا الآن إدارة أمريكية فخورة بشركاتنا الرائدة، وتعطي الأولوية للتكنولوجيا الأمريكية الفائزة وستدافع عن قيمنا ومصالحنا في الخارج وأنا متفائل بشأن التقدم والابتكار الذي يمكن أن يؤدي إليه هذا".

مقالات مشابهة

  • نجل الرئيس الأميركي في قلب العاصفة.. ودعوات إلى "المحاسبة"
  • مجلس الشيوخ الأميركي يصادق على تعيين كريس رايت وزيرا للطاقة
  • مجلس الشيوخ الأميركي يوافق على تعيين كريس رايت وزيرا للطاقة
  • مقابل الدعم الأميركي.. ترامب يكشف ما يريده من أوكرانيا
  • ما سر دعم شركات التكنولوجيا العملاقة لترامب؟
  • ترامب: صندوق الثروة السيادي الأميركي الجديد قد يشتري تيك توك
  • رئيس النواب الأمريكي: لا يمكن لـ حماس الاستمرار في السلطة
  • هيئة رئاسة مجلس النواب تدين دعوات ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني
  • بالوثيقة.. نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب
  • تفاصيل لقاء مجلس أمناء الحوار الوطني برئيس الوزراء