إسرائيل وحماس تسعيان للتوصل إلى وقفة يحتاجها الطرفان
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
تسعى إسرائيل وحماس جاهدتين لاستئناف المفاوضات، مع وقف طويل للقتال. ويبدو أن الطرفين بحاجة لهذه الوقفة. ديفيد إيغناتيوس – واشنطن بوست
تهدف هذه الهدنة لمبادلة الرهائن الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين، وتقديم المساعدات للمدنيين اليائسين في غزة. وهذه القضايا العالقة هي عقدة الدم في هذه الحرب. بالنسبة لإسرائيل المصدومة، فإن إطلاق سراح الرهائن هو الهدف الأسمى.
لا يوجد انفراج بعد. لكن التقدم الذي تم إحرازه مؤخراً في تأطير القضايا هو الأول منذ ديسمبر في الطريق المسدود الذي حوّل غزة إلى كابوس من الموت والمرض. إذا استؤنفت المفاوضات غير المباشرة – بوساطة من قطر ومصر بمساعدة الولايات المتحدة – فقد يفتح ذلك الطريق نحو تهدئة كبيرة للحرب.
وقد تم تحديد هذه الخطوة لاستئناف المفاوضات هذا الأسبوع من قبل مصادر إسرائيلية وأمريكية مطلعة، تحدثت دون الكشف عن هويتها بسبب حساسية القضايا. وكما هو الحال دوما، فإن المساومة مقيدة بانعدام الثقة العميق والانقسامات السياسية الداخلية. لكن المسؤولين الذين كانوا متشائمين بشأن التقدم قبل أسبوع أصبحوا أكثر تفاؤلا الآن.
والعقبة الرئيسية أمام استئناف المحادثات غير المباشرة تتلخص في مطالبة حماس بوقف طويل الأمد لإطلاق النار؛ الأمر الذي ترفضه إسرائيل. لكن مفاوضيها على استعداد لقبول هدنة قد تستمر لأسابيع وربما يمكن تمديدها مع تطور الظروف. وتضغط إسرائيل على الوسطاء المصريين والقطريين لإقناع حماس بقبول الإطار التفاوضي حتى يمكن البدء بالمساومة على تفاصيل تبادل الرهائن والأسرى.
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة مطلب حماس بوقف دائم لإطلاق النار يوم الأحد. وقال: أرفض جملة وتفصيلا شروط استسلام حماس. ولكنه يواجه ضغوطاً داخلية متزايدة لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا تحت سيطرة حماس والذين يقدر عددهم بنحو 136 رهينة، لذا فهو في حاجة ماسة إلى خطة لإطلاق سراحهم.
ويتصور المفاوضون عدة مراحل في عملية إطلاق سراح الرهائن. أولاً، ستقوم حماس بإطلاق سراح حوالي 10 نساء وأطفال كان من المفترض إطلاق سراحهم بموجب اتفاق سابق في الشهر الماضي. وفي مرحلة "إنسانية" ثانية، ستقوم حماس بتحرير حوالي 40 رهينة، بين مريض وجريح ومسن، إلى جانب جنديات إسرائيليات. وفي المجموعة المتبقية المكونة من 86 فردًا تقريبًا، ستقوم حماس بتسليم الرهائن الذكور، بما في ذلك الجنود، وأخيراً جثث أولئك الذين ماتوا خلال هجوم 7 أكتوبر أو في الأشهر اللاحقة من الأسر.
وكل مغادرة للرهائن الإسرائيليين من غزة ستكون مصحوبة بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين. وتقول المصادر إن النسبة ربما تكون أكثر من ثلاثة فلسطينيين لكل إسرائيلي. ومن بين مئات الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، سيكون هناك بعض الذين يعتبرهم الإسرائيليون إرهابيين وقتلة، وهو ما يجعل هذه الصفقة مريرة.
لن يتم الاتفاق على قوائم التبادل النهائية إلا قبل وقت قصير من إطلاق سراحهم، لكن أحد المعتقلين الفلسطينيين الذين قد يتم إطلاق سراحهم هو مروان البرغوثي، الذي قاد الانتفاضة الأولى والثانية. وربما يكون البرغوثي هو الزعيم السياسي الأكثر شعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن المحتمل أن يوحد الفلسطينيين في حملة نحو إقامة الدولة.
وسيكون اتفاق المبادلة المتجدد مصحوبا بوقف طويل لإطلاق النار. وهذا من شأنه أن يسمح بتقديم المساعدات الإنسانية التي تحتاجها غزة، ولكن يتم منعها بسبب استمرار العنف والتعنت الإسرائيلي. على سبيل المثال، تم منع وصول فريق الأمم المتحدة الذي كان من المفترض أن يدخل شمال غزة قبل عشرة أيام لتقييم احتياجات المياه والإسكان والغذاء والصرف الصحي بسبب المناوشات المستمرة بين القوات الإسرائيلية وحماس.
مثل هذا التوقف في القتال يمكن أن يفتح طرقًا جديدة للمساعدات، بما في ذلك السفن التي يتم تفريغها في أرصفة عائمة قبالة الشاطئ. هناك حاجة ماسة للأطباء والأدوية مع انتشار الأمراض المعدية في المخيمات المزدحمة التي تم دفع اللاجئين الفلسطينيين إليها. ويعاني سكان غزة من "معاناة لا توصف"، كما كتب ليونارد روبنشتاين وج. ستيفن موريسون، وهما متخصصان بارزان في الصحة العامة، في تقرير حديث نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وإذا تمكن المفاوضون من معالجة القضيتين الأكثر إيلاما - رهائن إسرائيل في السابع من أكتوبرومعاناة المدنيين الفلسطينيين - فقد يفتح ذلك الطريق أمام إحراز تقدم بشأن مشاكل أخرى تبدو الآن غير قابلة للحل. ويصر نتنياهو على أنه لن يسمح بدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة، مما يعيق على ما يبدو النتيجة التي تفضلها الولايات المتحدة وتطالب بها المملكة العربية السعودية. لكن الدبلوماسية تهدف إلى سد مثل هذه الفجوات.
يؤكد المسؤولون الأمريكيون لنظرائهم الإسرائيليين أن أفضل ضمان للأمن على المدى الطويل هو هيكل إقليمي للتعاون يوحد إسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى ضد إيران ووكلائها - لكن العرب يطالبون بذلك، كجزء من الصفقة، وتقبل إسرائيل بدولة فلسطينية.
إن إسرائيل تحتاج إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بنفس القدر الذي تحتاج إليه حماس. يمكن أن تستمر المرحلة النهائية لحرب الأنفاق لعدة أشهر. ولكن فوق الأرض، تتحول غزة إلى نسخة من الصومال. ولذلك يتعين على إسرائيل وحماس البدء في التحرك نحو وقف تصعيد هذا الصراع الآن، في حين لا تزال أمامهما فرصة.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة مروان البرغوثي هجمات إسرائيلية إطلاق سراحهم إطلاق النار إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: موقف إسرائيل ثابت بشأن صفقة الرهائن المدعومة من بايدن
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم السبت، إن الجيش يواجه تحديات كبيرة في حربه في قطاع غزة.
وفي مستهل جلسة الحكومة، أوضح نتنياهو أنه سيقوم بتقييم الوضع ميدانيًا في القيادة الجنوبية، ومتابعة سير العمليات العسكرية والخطط المتعلقة بتحقيق أهداف الحرب.
وقال نتنياهو: "أتقدم بأحر التعازي إلى عائلات جنودنا الذين قتلوا في المعارك في غزة والضفة الغربية الأسبوع الماضي. نحن ملتزمون بتحقيق أهدافهم، وسنواصل القتال حتى القضاء الكامل على حماس".
وأشار نتنياهو إلى أن القوات الإسرائيلية تعمل في رفح والشجاعية ومختلف أنحاء قطاع غزة، قائلاً: "جنودنا ينفذون عمليات يومية تقضي على عشرات الإرهابيين. إنها معركة صعبة تخاض على الأرض، وأحيانا في مواجهات مباشرة، وكذلك تحت الأرض".
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي على ضرورة تحقيق ما وصفه بأهداف الحرب، قائلاً: "نحن ملتزمون بالقضاء على حماس، واستعادة جميع المختطفين لدينا، وضمان أن غزة لن تشكل تهديدًا لإسرائيل مرة أخرى. كما نسعى إلى عودة آمنة لسكاننا في الجنوب والشمال إلى ديارهم. لن نوقف الحرب حتى نحقق كل هذه الأهداف".
وفيما يتعلق بتحرير الرهائن، أوضح نتنياهو: "لا تغيير في موقف إسرائيل من خطة الإفراج التي أيدها الرئيس الأمريكي جو بايدن".
حرب غزة: الناطق العسكري يؤكد "لا يمكن تدمير حماس".. ونصر الله لإسرائيل: انتظرونا برا وبحرا وجوا إعلام عبري: قوات المراقبة الإسرائيلية رصدت "مناورات واسعة" لحماس قبيل هجوم 7 أكتوبرأيزنكوت: حماس فكرة متجذرة.. وقلق أمريكي من انهيار القبة الحديدية أمام هجمات حزب الله اذا توسعت الحربفي المقابل، أعلن مسؤول كبير في حركة حماس السبت، أنه لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.
وفي مؤتمر صحفي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، أكد أسامة حمدان أن حماس مستعدة "للتعامل بشكل إيجابي" مع أي اقتراح لوقف إطلاق النار يؤدي إلى إنهاء القتال.
وام تنجح جهود الوسطاء العرب، المدعومة من الولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الأعمال العدائية، حيث تبادلت حماس وإسرائيل الاتهامات بشأن الفشل في إحراز تقدم.
وأشارت حماس إلى أن أي اتفاق يجب أن يتضمن الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من غزة، بينما وافقت إسرائيل فقط من حيث المبدأ على وقف مؤقت للقتال حتى يتم القضاء على حماس تمامًا.
واتهم حمدان واشنطن بالضغط على الحركة لقبول شروط إسرائيل، قائلاً: "مرة أخرى، حماس مستعدة للتعامل بشكل إيجابي مع أي اقتراح يضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا شاملًا من قطاع غزة، وصفقة تبادل جادة".
وفي سياق متصل، أجبرت العمليات الإسرائيلية المستمرة في جنوب غزة المزيد من الفلسطينيين على الانتقال مرة أخرى، خاصة في المنطقة الواقعة بين رفح وخان يونس.
هذه العملية الأخيرة أجبرت جميع الفلسطينيين تقريبًا الذين لجأوا إلى رفح على المغادرة، بعد أن صمدت المنطقة أمام التوغل الإسرائيلي منذ أوائل مايو.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مجلس النواب الأمريكي يُصوّت لصالح إخفاء عدد القتلى في الحرب الإسرائيلية على غزة مسؤول إسرائيلي: "لا توجد خطة لإجلاء القاطنين في الشمال في حال نشوب حرب مع حزب الله اللبناني" الجيش الإسرائيلي يشرد بالقوة ربع سكان قرية أم الخير البدوية ويهدم عددا من منازلها في الضفة الغربية إسرائيل قطاع غزة حركة حماس فلسطين وقف إطلاق النار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني