لبنان تبلّغ موعد الحرب الإسرائيليّة؟
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
كتب ميشال نصر في" الديار": تسير الجبهة اللبنانية بخطى ثابتة نحو الانفجار، الذي يبقى سؤال توقيته عالقا عند المفاوضات، والجهة التي ستطلق صفارة انطلاقه، خصوصا ان ثمة من يعتقد ان البادئ سيكون الخاسر.
مصادر سياسية متابعة، رأت ان الخشية ليست من الحرب وتداعياتها وحسب، انما مما تخفيه من اجندة واهداف ترمي "اسرائيل" الى تحقيقها من خلال تصعيدها المتدرج لاعتداءاتها، قبل الوصول الى قرار الذهاب نحو التسوية الديبلوماسية وابلاغه الى الموفد الاميركي اموس هوكشتاين الناشط في زيارة مكوكية بين بيروت و"تل ابيب".
وتكشف المصادر ان ساعة الصفر لانطلاق العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية، والتي يتوقع ان تكون ساحتها الحامية المنطقة الواقعة حتى نهر الاولي، ستكون مع اعلان فشل جولة المباحثات الجديدة حول انجاز الانتخابات الرئاسية.
وتابعت المصادر بان سفيرا عربيا ابلغ مرجعية رئاسية رفيعة، عن ان المعلومات المتوافرة تؤكد عزم "اسرائيل" تنفيذ "شيء ما" ضد لبنان، وان ذلك سيحصل بغطاء دولي وغربي، قد تكون نتيجته قرار دولي جديد ملزم، لن تعارضه موسكو بالتأكيد وان تحفظت عنه.
واشارت المصادر الى ان الرهان على ان اشتعال جبهة غزة يقي لبنان من عملية عسكرية هو تحليل خاطئ، اذ يبدو ان "تل ابيب" لن تكون وحيدة في حربها ضد لبنان، اذ تكشف معظم التقارير الاستخباراتية عن دور استعلامي اميركي وبريطاني كبير في المواجهات الجارية راهنا على الجبهة الجنوبية.
ورأت المصادر ان الاعلان الايراني عن ان حزب الله مختلف عن الوضع مع حماس، انما يعقد الامور، في ظل الرغبة الاميركية في "حشر" طهران وحارة حريك، اللتين حتى الساعة يرغبان بابقاء لبنان خارج معادلة المواجهة الشاملة، رغم ان واشنطن "تأخذ دول المحور بالمفرق" من اليمن الى العراق، مرورا بغزة بعد تحييد سوريا بقرار روسي.
وفي هذا الاطار، يروي ديبلوماسي عربي في بيروت، ان بلاده تواصلت مع طهران من اجل تخفيف حدة التوتر على الجبهة الاميركية – الايرانية، خصوصا بعد توقف الاتصالات بين الطرفين، والاتهامات العسكرية الاميركية المباشرة للحرس الثوري بالوقوف وراء الهجمات التي تطال القواعد الاميركية من جهة، والسفن العابرة في البحر الاحمر، والرد عليها باتفاق مع روسيا في سوريا، حيث وجهت ضربة هي الاقوى للوجود الايراني فيها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ماكرون يصل إلى بيروت في رسالة دعم للقادة الجدد
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، إلى بيروت، في زيارة يؤكد خلالها دعم بلاده القادة الجدد وجهود تشكيل حكومة قادرة على فتح صفحة جديدة، في تاريخ البلد الصغير الذي عصفت به أزمات متلاحقة منذ زيارته الأخيرة.
وهبطت طائرة الرئيس الفرنسي قرابة السابعة صباحاً في مطار رفيق الحريري في بيروت، حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أن تشمل لقاءاته خلال الزيارة، التي تستمر يوماً واحداً، قادة اللجنة المشرفة على تطبيق وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، إثر مواجهتمها الأخيرة.وصل الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صباح اليوم إلى مطار بيروت وفي استقباله الرّئيس ميقاتي.#ماكرون #لبنان #فرنسا #ليبانوس pic.twitter.com/5YOOOXyaM0
— Lebanos (@lebanosnews) January 17, 2025وترأس فرنسا مع الولايات المتحدة اللجنة التي تضم كذلك قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) مع لبنان وإسرائيل.
ماكرون يتوجه إلى بيروت لدعم القيادة الجديدة واستقرار لبنان
➡️ https://t.co/ktdJSMeCOC pic.twitter.com/bwgU4j344m
وتهدف زيارة ماكرون إلى "مساعدة" نظيره اللبناني جوزيف عون، الذي انتخب قبل أسبوع بعد أكثر من سنتين على شغور سدة الرئاسة، ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، على "تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته"، بحسب ما أعلن الإليزيه.
وتنوّه دوائر الإليزيه بالتطوّرات الأخيرة في البلد المتوسطي الصغير، والذي يكتسي "قيمة رمزية وأخرى استراتيجية خاصة في الشرق الأوسط الحالي".
وسعى ماكرون جاهداً في السنوات الأخيرة لإيجاد حلّ في لبنان الغارق في أزمات متلاحقة. وكان زار البلاد مرتين عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) 2020، لدعم انفراج سياسي تعذّر عليه تحقيقه حينها، وسط انقسام سياسي حاد بين حزب الله وخصومه.
وترى الدبلوماسية الفرنسية في تكليف نواف سلام برئاسة الحكومة اللبنانية "انتصاراً" يكّرس جهودها، لأن القاضي الدولي، الذي يحظى باحترام كبير، كان مرشّحها للمنصب، لكن تسميته بقيت تواجه تحفظات من حزب الله، الذي شكل القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد.
ولم يحظ سلام الذي نال تأييد غالبية نيابية، بدعم حزب الله وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري.
بالصور.. هكذا استقبل الرئيس ميقاتي #ماكرون #lebanon24 #لبنان #فرنساhttps://t.co/6VXw1AgpPb via @Lebanon24
— Lebanon 24 (@Lebanon24) January 17, 2025ولا شكّ في أن أجواء زيارة ماكرون ستكون مختلفة عن تلك التي صاحبت زيارته السابقة للبنان. فما من حشود ستكون في استقباله وما من لقاءات جماعية مع الأحزاب السياسية، بما فيها حزب الله، كما كان الحال عام 2020.
وإضافة إلى الاجتماع بعون وسلام وبري، من المرتقب أن يلتقي ماكرون مع القائد العام لقوة اليونيفيل، والمشرفين على الآلية التي وضعت برعاية فرنسا والولايات المتحدة لمراقبة تطبيق وقف النار في جنوب لبنان.
وينصّ الاتفاق على انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في الجنوب، بحلول 26 يناير (كانون الثاني)، ويشمل الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.
وبحسب مصادر مقرّبة من الإليزيه، سيشدّد الرئيس الفرنسي خلال زيارته على ضرورة "التزام المهل المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار".
كما سيدعو حزب الله إلى "التخلي عن السلاح" بغية "الالتحاق بالكامل بالمعادلة السياسية".
وتعهدت الرئاسة الفرنسية أيضاً بـ"خطوات رمزية" لحشد دعم الأسرة الدولية للبنان بعد مؤتمر أقيم في باريس في أكتوبر (تشرين الأول).
وأشار ماجد إلى أن "لبنان لطالما كان بالنسبة إلى فرنسا بوابة دخول" إلى الشرق الأوسط، لأن الفرنسيين هم من الجهات القليلة التي "لها نفوذ على كلّ اللاعبين"، إذ "في وسعهم التحاور مع الجميع، بما في ذلك حزب الله وإيران"، خلافاً للولايات المتحدة.
وإذا ما "استطاع البلد النهوض من كبوته، فإن دور فرنسا سيتعزّز في المنطقة"، وفق المحلل السياسي كريم بيطار.