#الفلسطينيون ليسوا هنودا حمرا – #ماهر_أبوطير
يأتي من يشبه الشعب الفلسطيني، بالهنود الحمر أو السكان الأصليين في الولايات المتحدة، او نيوزيلندا، او استراليا، والتشبيه هنا ان كان بحسن نية يتجاهل حقائق كثيرة، ويتورط من حيث لا يحتسب بتصنيف الفلسطينيين باعتبارهم مجرد هنود حمر في بلادهم المحتلة.
يتم تداول فيديوهات مجهولة المصدر للمقاومين الفلسطينيين وطبيعة حركة أجسادهم في بعض نقاط المواجهة، وإجراء مقارنة جائرة مع ذات طريقة رقص الهنود الحمر أي السكان الأصليين في الولايات المتحدة، لكن هذه سذاجة لان المقارنة هنا جائرة، فالشعب الفلسطيني ليس مجموعة من الهنود الحمر، وان كان القصد المقارنة بين الفلسطينيين وبين شعوب كانت على أرضها فتمت إبادتها بشكل تدريجي، هذا مع تشكيكي أصلا بحسن نوايا من يتورطون في هذه المقارنات، وتوظيف هذه المقارنات للصورة بطريقة تثير التساؤلات حقا.
إذا عدنا الى التاريخ فإن مذبحة الهنود الأصليين تعد جريمة مرعبة وكانت ممتدة زمنيا لفترة ليست قصيرة، وبدأت بعد اكتشاف البحارة الإسبان للقارة الأميركية في القرن السادس عشر، وتم تنفيذ هذه المذابح والحروب بشكل رئيسي من قبل القوى الاستعمارية الأوروبية، وخاصة إسبانيا والبرتغال وفرنسا والمملكة المتحدة والأميركيين الوافدين، من أجل السيطرة على أجزاء مختلفة من القارة الأميركية وبغرض الاستحواذ على ممتلكات الهنود الأميركيين الأصليين والتي أسفرت عن تدمير مدن كاملة للهنود الحمر وأدت إلى مقتل 100 مليون شخص منهم.
مقالات ذات صلة سيخططون لمرحلة ما بعد الحرب 2024/01/24الولايات المتحدة آنذاك ذبحت مائة مليون هندي أحمر، أو أميركي أصلي، فلماذا ستقلق اليوم أمام استشهاد مليون عراقي في حروب العراق وحصاره، أو استشهاد عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مثلا، والكلام هنا لا يؤشر فقط على الطبيعة الاستعمارية القاتلة للانظمة السياسية، لكنه يؤشر من جهة ثانية على ان استدرار وتوسل عطف الدول المتنفذة في العالم لوقف الحرب في غزة، لن يؤدي إلى أي نتيجة، فأنت تناشد من تاريخه اسوأ بكثير من واقعه، وفي سجلاته التاريخية والسياسية أكبر انتهاكات لحقوق الإنسان في مواقع مختلفة أيضا.
في كل الأحوال فإن تشبيه الفلسطينيين بالسكان الأصليين، أو الهنود الحمر، تشبيه يوجب الوقوف عنده، لان الهنود الحمر في الولايات المتحدة تمت إبادتهم، وحتى لا يتورط المتعاطفون مع الفلسطينيين بتشبيهات تتنبأ بزوال الفلسطينيين فعليا مقارنة بزوال غيرهم من سكان أصليين في دول كثيرة، لا بد أن يقال أن أكثر من 75 سنة من الاحتلال لم تؤد إلى إبادة الشعب الفلسطييني، داخل فلسطين وفي جوارها، وفي مغتربات العالم، كما أن الفلسطينيين جزء من أمة يصل عددها إلى ملياري عربي ومسلم، وعلاقة الكل بفلسطين على ما يفترض ليست مجرد علاقة وطنية بقطعة أرض محتلة، فهي علاقة عقائدية لايمكن محوها وعلى صلة بالمسجد الأقصى والقدس وما يعنيه ذلك دينيا، وهذه الصلة العقائدية تحديدا، تؤدي الى موقف دمختلف، حتى لو كانت بين أيدينا ادلة على الضعف والخذلان وترك الفلسطينيين أمام هذه المذابح.
السكان الأصليون أو الهنود الحمر كما النموذج الأميركي ربما خسروا أوطانهم لكنهم ما زالوا موجودين ولهم مطالبات حاضرة حتى هذه الأيام، وبرغم ذلك فإن قصة الشعب الفلسطيني قصته مختلفة، فهو ليس مجرد نموذج حديث للهنود الحمر أو السكان الأصليين في فلسطين وستتم ابادتهم، وتدمير مدنهم، ويكفي ان إسرائيل ما تزال منذ تأسيسها حتى اليوم غير قادرة على حل أكبر أزمة في بنية إسرائيل أي الوجود الديموغرافي الفلسطيني داخل فلسطين بما يعنيه ذلك من وقوف عملي في وجه المشروع الإسرائيلي بشأن فلسطين، وكل المنطقة العربية حتى نتذكر ان الفلسطينيين هنا يتلقون كل هذه الضربات الدموية أيضا نيابة عن أمة كبيرة.
لا ليسوا هنوداً حمرا، ولن يكونوا كذلك.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الفلسطينيون الولایات المتحدة السکان الأصلیین الهنود الحمر
إقرأ أيضاً:
حكومة غزة تحذر الفلسطينيين من شائعات تدفعهم نحو الهجرة
حذرت حكومة غزة -الأربعاء- الفلسطينيين من شائعات تدفعهم نحو الهجرة من قطاع غزة عبر مطار رامون الإسرائيلي، معتبرةً أنها جزء من حملة خبيثة يقودها الاحتلال لزعزعة صمود شعبنا وضرب وعيه الوطني.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة -في بيان-: نتابع ما تم تداوله مؤخرا عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي من منشورات ومعلومات مُضللة تتعلق بترتيبات مزعومة للهجرة الجماعية من قطاع غزة، حيث يتولى ذلك شخصيات جدلية بالتعاون مع جهات خارجية، وتروج لسفر العائلات الفلسطينية عبر مطار رامون إلى دول مختلفة حول العالم.
وأضاف: نؤكد بشكل قاطع أن هذه المعلومات عارية تماما عن الصحة، وهي جزء من حملة خبيثة وممنهجة تهدف إلى زعزعة صمود شعبنا الفلسطيني، والنيل من وعيه الوطني، ودفعه نحو الهجرة القسرية تحت ضغط المعاناة والحرب.
وأردف المكتب أن من يقف خلف هذه المنشورات بالدرجة الأولى الاحتلال الإسرائيلي، وتروج لها حسابات وهمية أو حسابات مغرضة أو حسابات تعرضت للتضليل أو أشخاص لا يمتلكون معلومات صحيحة.
وتابع أن هؤلاء يستخدمون وثائق مزيفة ونماذج توكيل قانوني لا قيمة لها، ويروجون لوهم الاحتلال، بما يطلق عليه الهجرة الآمنة التي يتكفل الاحتلال بتمويلها، في محاولة لتجميل الوجه القبيح لمخططات التهجير الجماعي، التي فشل الاحتلال في فرضها بالقوة، ويسعى اليوم لتمريرها بأساليب ناعمة مكشوفة.
إعلانوحذر المكتب، من خطورة الانجرار خلف هذه الدعاية المسمومة التي تخدم هدفا إستراتيجيا صهيونيا واضحا يحلم به الاحتلال منذ عقود طويلة، يتمثل في تفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين الأصليين، وتحقيق حلم إسرائيل.
كذلك حذر من تداول أرقام هواتف ومعلومات مشبوهة تُنشر ضمن هذه الحملات.
ودعا المواطنين للحذر الشديد واليقظة التامة، فبعض هذه الأرقام تُستخدم كأدوات تجنيد وتواصل أمني، بهدف إسقاط الشباب الفلسطيني بعد فشل الاحتلال الإسرائيلي في اختراق النسيج الوطني المقاوم.
وشدد بيان المكتب الإعلامي الحكومي على أن الهجرة من الوطن في ظل الاحتلال ليست خيارا آمنا، بل هي فخ مغلف بالوعود الكاذبة، تقود إلى الاستدراج والاعتقال والتحقيق أو الإعدام والقتل المباشر، خصوصا عند التنقل عبر المناطق الحساسة أو خارج الأطر القانونية والرسمية.
كذلك أكد أن الحالات القليلة التي غادرت قطاع غزة مؤخرا، معلومة تماما، وهي من فئة المرضى والجرحى الذين أتمّوا إجراءات السفر لتلقي العلاج في الخارج عبر معبر كرم أبو سالم، وليسوا مُهاجرين، وما يُشاع خلاف ذلك هو كذب متعمد وتحريف للوقائع.
وإزاء هذه الدعاية المسمومة، دعت حكومة غزة، الفلسطينيين إلى عدم الانسياق خلف الشائعات والمعلومات الزائفة وعدم المساهمة في ترويجها.
وحثت على إبلاغ جهات الاختصاص بشكل فوري عن أي جهة مشبوهة تحاول استغلال حاجة الناس أو الإيحاء بقدرتها على ترتيب هجرة قانونية.
كما دعت إلى التواصل مع الجهات المختصة للتأكد من أي معلومات، أو لطلب مساعدة ذات علاقة.
وأكدت حكومة غزة أنه لا تهاون مع كل من يثبت تورطه في ترويج هذه الأكاذيب والشائعات، أو التواصل مع جهات معادية لشعبنا الفلسطيني، حفاظا على أمن المجتمع وسلامة نسيجه الوطني.
وختمت بالتشديد على أن فلسطين أرض مقدسة، وهي ليست للبيع، والشعب الفلسطيني العظيم لن يُقتلع من هذه الأرض، والرباط فيها شرف ومقاومة، والهجرة منها وهم قاتل.
إعلانوفي 4 مارس/آذار الماضي، اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها 5 سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة وتمسكتا بمخطط يروج له الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.