لبنان ٢٤:
2025-02-03@04:52:45 GMT
قراءة عسكرية لجبهة الجنوب: جهوزية لحرب مستبعدة
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": بدّل «حزب الله» استراتيجية تعامله العسكري، حتى سكان المناطق الحدودية يتخذون اجراءات احترازية، تفادياً لأساليب اسرائيل وتطورها الاستخباراتي والتكنولوجي بشكل يعيق عمليات استهدافه. لكل حرب ثمن و»الحزب» يدفعه غالياً وسيستمر. ذلك أنّ قراءته لا تشي بنهاية قريبة للحرب الدائرة في الجنوب ربطاً بالحرب على غزة.
أدّت الحرب التي يخوضها «حزب الله» غرضها بالحدّ من الحرب جغرافياً، لكنّها لم تجعل لبنان في منأى عن توسعها، لذلك أعلن أقصى درجات الجهوزية والاستعداد لأي عمل عسكري إسرائيلي غير مستبعد، ولو كانت نسب حصوله غير مرتفعة. فمؤشراته تقول إنّ اسرائيل ستمتنع عن خوض الحرب، وإنّ التهديدات بشنها يقع في سياق الضغط عليه لقبول تسوية حيال القرار 1701 وإخراج قوات «الرضوان» الى بعد 7 كيلومترات من الحدود، ونشر الجيش اللبناني أو قوات الطوارئ بعد تعديل صلاحياتها، وتطمين المستوطنين وحضهم على العودة. أما في الواقع العسكري فإنّ اسرائيل ليست جاهزة للحرب. لا تستهين بتهديدات «حزب الله» الذي لم يستخدم كامل قدراته العسكرية والقتالية بعد، ولعلمها أنّ عواقب الحرب ستكون وخيمة عليها، وأنّ الحرب على غزة تختلف عن الحرب على لبنان، حيث الإمتداد والعمق الأوسع لأي جبهة من لبنان الى سوريا فالعراق، ناهيك عن رد فعل الإقليم الرافض توسع الحرب ومثله الأميركي، وإن كان شريكاً في خوضها.
ما تشهده ساحة الجنوب يجعل «حزب الله» أكثر إصراراً على بلوغ تسوية لمصلحته ولمصلحة الفلسطينيين في غزة. هذه المرة تختلف عن سابقاتها. فالحرب هذه المرة لن تكون نزهة للإسرائيلي حسب قوله. قد تجرّ معها دماراً هائلاً، لكنها ستضع مصير إسرائيل على المحك. الثمن الذي يدفعه «حزب الله» يجعله لا يلتفت إلا لساحة معركته بعيداً عن أي ضجيج سياسي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هذا ما فعله أبناء جنوب لبنان.. رسالة!
منذ يوم الأحد الماضي، حينما توافد سكان جنوب لبنان إلى مناطقهم الحدوديّة التي يحتلّها العدو الإسرائيليّ إثر انتهاء مهلة الـ60 يوماً المنصوص عليها باتفاق وقف إطلاق النار، تزايد الكلامُ عن أمورٍ عديدة "سطحية"، لكن ما وُجد في المقابل هو أمورٌ أخرى تستحق الوقوف عندها وعدم تخطّيها على الإطلاق.القناعات التي يجب أن تُكتب هنا هي الأساس، فيما مشهدُ صمود الجنوبيين لا يمُكن إضاعتهُ بـ"ترّهات" من هنا و"فذلكات" من هناك، ذلك أن أصحاب الأرض لم يتنازلوا عن حقوقهم، ولو كلّف الأمرُ دماءً فوق دماء.
ماذا كشفت مشهدية الجنوب؟ هذا السؤالُ هو الأساس، ومن خلال الإجابة عليه يجبُ تثبيت المعادلات.
ما أظهرهُ واقع جنوب لبنان منذ يوم الأحد الماضي هو أن سكان المناطق الحدودية "أجهضوا" المخطط الإسرائيليّ الهادف لتحويل خط القرى الأمامية إلى منطقةٍ عازلة، وهو الأمر الذي لا يجب القبول به على الإطلاق، فسكان المناطق هناك هم أبناء تلك الأرض، وأي إقصاء لهم يعتبر انتهاكاً للدستور وضرباً لحق المواطن في الحفاظ على موئله وأرضه.
ما فعله أبناء الجنوب في مواجهاتهم مع العدو الإسرائيلي، نسف تماماً المخطط الإسرائيلي لتهجيرهم، خصوصاً أن تل أبيب كانت تتحدثُ مراراً عن أن المنطقة الأمامية يجب أن تكون خالية من السكان وليس فقط من السلاح، في حين أنَّ عمليات التجريف والنسف التي طالت المنازل كانت تهدف لجعل منطقة الحدود جرداء قاحلة.
النقطة الأهم التي تجلّت هناك هي أنَّ "الإلتحام" بين الجيش وأبناء الجنوب يُمثل أقوى رسالة باتجاه إسرائيل عنوانها التمسُّك بإرادة الشرعية التي تعمل إسرائيل على نقض صورتها وتسخيفها والإشارة من خلال مزاعمها إلى أنَّ الجيش "ضعيف".
عملياً، فإن وقوف الجيش اللبناني مع أبناء الجنوب والتقدم معاً بخطواتٍ موحدة نحو المناطق المحتلة يعكس مشهداً لم يظهر في مُستوطنات شمال فلسطين المُحتلة. فهناك، السكان خائفون من العودة ويخشون تماماً الرجوع إلى المُستوطنات لأن الثقة بقواتهم العسكرية "منعدمة"، ما يؤكد أن ورقة القوة التي يتمتع به لبنان ما زالت مطروحة على الطاولة.
اليوم، فإنَّ مُشكلة إسرائيل ليست محصورة مع "حزب الله" كفصيلٍ عسكريّ أنهكته الضربات، ولا مع صواريخ أو وسائل قتالية أو أنفاق هجومية.. الأمر أبعد بكثير.. إن مُعضلة إسرائيل اليوم مرتبطة ببيئة شعبيّة تقدّمت نحو الخطوط الأمامية ولم تأبه لطلقات الرصاص ولا لرشقات المدفعية.
من السذاجة هنا إغراق تقدم أبناء الجنوب واندفاعهم نحو أرضهم بمسائل لا تُقدّم ولا تؤخر خصوصاً تلك التي ارتبطت بـ"الأعلام الحزبيّة واللبنانيّة". في الأساس، من الطبيعي أن يحمل أبناء المنطقة هناك أعلام "حزب الله" و حركة "أمل"، فهم بيئة "الثنائي" والأمرُ ليس غريباً.. في المقابل، فإن ما هو غريبٌ هو عدم توجيه البوصلة نحو الهدف الأساس ألا وهو الضغط نحو إحداث دفعٍ وطني نحو تحرير أرض الجنوب من الإحتلال.
اليوم، ما يجب فعله هو وضع كل الملفات الخلافية جانباً، وعدم التركيز على الحرب بقدر ما يجب التركيز على انتزاع نتائج إيجابية تحمي لبنان بعد المعركة التي شهدها. قطعاً ومن دون أي نقاش، هناك معركة اسمها "تحرير الجنوب"، وبالتالي يجبُ خوضها بكل قوة وعلى كافة الأصعدة.. فلندحر المُحتل أولاً وبعدها نتناقش في أمورٍ أخرى، لكن الأولوية أولاً لتحرير الأرض ليس إلّا!
المصدر: خاص لبنان24