كوبر ودبوب يكتبان التاريخ

دخل كل من الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب السوري والتونسي مكرم دبوب المدير الفني للمنتخب الفلسطيني التاريخ في بطولة كأس آسيا، قطر 2023، وذلك بعد قيادتهما منتخبي نسور قاسيون والفدائي للتأهل لدور الستة عشر للمرة الأولى في تاريخ المنتخبين، في إنجاز سوف يظل عالقاً في الاذهان وسيظل مرتبطا بقطر لاسيما أن البطولة تقام على أرض المونديال، واستطاع الثنائي التغلب على كافة الصعوبات والعراقيل التي واجهت المنتخبين قبل انطلاقة البطولة، رافعين شعار التحدي والاصرار في البطولة الآسيوية محققين المطلوب بالتأهل كأفضل ثوالث في مجموعات كأس آسيا.

سوريا والعبور
أخيراً وبعد انتظار ست نسخ من عدم التأهل، وصل المنتخب السوري لدور الستة عشر، بعد أن فاز على الهند بهدف للنجم عمر خريبين، وحصد نقطة في بداية المشوار مع تعادل سلبي أمام أوزبكستان مع خسارة وحيدة من أستراليا بهدف دون رد، جعلت المنتخب رصيده 4 نقاط، عدا هذه النسخة وخلال الست نسخ الماضية لم ينجح المنتخب السوري في عبور الدور الأول، وكانت المشاركة الأولى نسخة 1980 في الكويت، وتعادل مع إيران وفاز على بنغلاديش والصين وانهزم أمام كوريا الشمالية، وفي نسخة 1984 في سنغافورة، انهزم أمام السعودية والكويت وفاز على كوريا الجنوبية وتعادل مع قطر، ونسخة 1988 في قطر خسر من السعودية والصين وفاز على الكويت والبحرين، ونسخة 1996 في الإمارات انهزم من اليابان والصين وانتصر على أوزبكستان، ونسخة 2011 في قطر تغلب على السعودية وخسر من الأردن واليابان، ونسخة 2019 في الإمارات تعادل مع فلسطين وخسر من الأردن وأستراليا.

تأهل تاريخي للفدائي
من رحم المعاناة يولد الأمل.. هكذا نستطيع أن نلخص تأهل المنتخب الفلسطيني لدور الستة عشر للمرة الأولى في تاريخه، وهو ليس تأهلا فقط ولكن الفوز الأول أيضا بعد الانتصار على هونغ كونغ بثلاثية دون رد، وحصد النقطة الرابعة بعد التعادل في المباراة الماضية أمام الإمارات بهدف لكل فريق وكان وقتها الفدائي الأقرب للانتصار واهدر العديد من الفرص المحققة، ولم ينجح المنتخب الفلسطيني في المشاركتين السابقتين في التأهل، بداية في نسخة 2015 التي اقيمت في أستراليا،ثم شارك في النسخة التي أقيمت في الإمارات 2019 قبل  أن يظهر مجددا في الدوحة في نسخة 2023، ليكون الظهور الثالث على التوالي، وبدأ البطولة بخسارة من إيران برباعية مقابل هدف، قبل أن يستكملها بتعادل أمام الإمارات وفوز على هونغ كونغ.

التغلب على الصعوبات
تأهل فلسطين للدور القادم ليس تأهلا عاديا، ولم يأتي بسهولة ولكن بعد التغلب على الصعوبات، التي يعرفها الجميع، بالهجوم الغاشم من الاحتلال الاسرائيلي، مما اضطر الاتحاد الفلسطيني أن يوقف كافة الانشطة الرياضية، وخاض المنتخب معسكرا خارجياً للتجهيز لهذه البطولة، وسط قلق من اللاعبين على عائلتهم، وقد شهدنا العديد من التصريحات في الفترة الماضية أن اللاعبين يخوضون البطولة وهم لا يعرفون مصير عائلاتهم ولا يوجد تواصل معهم مطلقاً بسبب الظروف الراهنة في غزة، ولذلك رغم هذه العوامل، الصعبة على المنتخب، لاعبو الفدائي كانوا رجالا، ورسموا البسمة ليس في فلسطين فقط ولكن في جميع الوطن العربي، والجميع كان داعما لهم بقوة سواء في الملاعب او حتى خلف الشاشات، وفي النهاية كتبوا أجمل قصة في البطولة بالفوز الرائع والتأهل التاريخي لدور الستة عشر.

المصدر: العرب القطرية