نجم الفدائي محمود وادي لـ العرب: التأهل تضميد لجراح الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
بلغ منتخب فلسطين دور الـ16 من كأس آسيا قطر 2023 بعدما هزم منتخب هونغ كونغ 3-0 ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثالثة، يوم الثلاثاء الماضي على استاد عبد الله بن خليفة، وسجل نجم الفدائي عدي الدباغ ثنائية 12، 60 وزيد قنبر 48.
وصار رصيد منتخب فلسطين 4 نقاط وضمن تواجده كأفضل ثالث خلف إيران الأولى 9 نقاط، والإمارات الثانية بفارق الأهداف، أما هونغ كونغ فأنهت دور المجموعة بـ3 خسارات، العرب حرصت على إجراء مقابلة خاصة مع نجم المنتخب الفلسطيني ونادي المقاولون العرب اللاعب محمود وادي الشهير «بالبرج»، وتحدث بدوره عن التأهل التاريخي الذي اهداه للشعب الفلسطيني.
إهداء للشعب البطل
عبر نجم المنتخب الفلسطيني ونادي المقاولون العرب الكابتن محمود وادي عن سعادته الغامرة بالتأهل التاريخي الذي حققه المنتخب لمرحلة دور الـ «16» للمرة الأولى في تاريخ الفدائي، واردف انجاز غير مسبوق كل المنظومة تستحق ذلك لأن المسؤولية كانت كبيرة وتم انجاز المهمة بنجاح وأردف محمود بدوري وباسم اللاعبين والجهاز الفني والإداري اهدي الانتصار العريض والتأهل التاريخي إلى شعبنا الفلسطيني البطل واتمنى ما قدمناه أن يكون تضميدا لجراح الشعب البطل الذي يواجه ويلات الحرب من الكيان الصهيوني الغاشم، مشيراً إلى أن كرة القدم تصلح ما تفسده بعض الاشياء ونتمنى ما قمنا به أن يزرع الفرحة في قلوب الشعب الفلسطيني البطل ونأمل أن نواصل العروض الطيبة في قادم الجولات.
تأهل مستحق
وصف نجم الفدائي التأهل بالمستحق، مشيراً الى أن البداية كانت سيئة للغاية كان عنوانها الانهيار برباعية مقابل هدف أمام ايران لكن العودة السريعة وتدارك الموقف أمام الامارات وخطف نقطة جعلنا ندخل ترشيحات التأهل بصورة كبيرة إن كان قد فرطنا في انتصار تاريخي على الامارات بسبب ضياع علامة الجزاء لكن البركة كانت في النقطة التي خرجنا بها، وأردف دخلنا لقاء أمس الأول واعيننا على النقاط كاملة فضلا عن تسجيل أكبر عدد من الاهداف وكان التوفيق حليفنا انهينا المهمة بنجاح واستحققنا التأهل باقتدار ولم يكن ذلك بالصدفة إطلاقاً كما يزعم البعض.
لن نقف عند هذا الدور
وعن طموح الفدائي على مستوى البطولة اوضح مهاجم المنتخب الفلسطيني أن عزيمة واصرار اللاعبين لن تلين وسنعمل على مواصلة المشوار بروح الأبطال حتى نصل للأدوار الختامية من النسخة الحالية من بطولة كأس آسيا قطر، الجميع عازم على تقديم ما بوسعه خلال المرحلة المقبلة كل المقومات متوافرة بالنسبة للعناصر وتعاهدنا جميعا على مواصلة اسعاد الشعب الفلسطيني البطل لأن هذا أقل ما نقدمه لهم في محنتهم.
قطر في الموعد
اشاد نجم المنتخب الفلسطيني بالدور الكبير الذي ظلت تقدمه دولة قطر مع فلسطين في كافة المناسبات وأوضح أن قطر خيرها سابق على الشعب الفلسطيني، واضاف أما على مستوى البطولة ما تنظمه قطر هو مواصلة لابداعها في كافة المحافل
جمهور وفي
وعن الدعم الجماهيري الذي ظل يحظى به المنتخب الفلسطيني في المباريات أوضح وادي أن مثل هذه المبادرات ليست مستغربة على الشعوب العربية التي تؤمن بالقضية الفلسطينية وظلت تقف خلف الفدائي في حله وترحاله واعتبر الجماهير التي ظلت تساندنا طوال زمن البطولة سبب التوفيق وننتظر منها الكثير في قادم المشوار حتى نختم البطولة بالصورة التي تليق بالفدائي.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر منتخب فلسطين كأس آسيا محمود وادي
إقرأ أيضاً:
زكريا الزبيدي حرا.. التنين الفلسطيني الذي هزم الصياد
لم يكن في مخيلة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، الذي تباهى بإعادة اعتقال أسرى "نفق الحرية" عام 2021، أن يأتي اليوم الذي يُفتح فيه باب الزنزانة لزكريا الزبيدي، ليعود حراً إلى مدينة جنين، بقرار فرضته المقاومة الفلسطينية.
وتحرر اليوم الخميس زكريا الزبيدي أحد أبرز قادة "كتائب شهداء الأقصى" بالضفة الغربية، ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
وخرج ابن جنين من السجن، في وقت تتعرض فيه المدينة ومخيمها لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 10 أيام، مخلفة شهداء وجرحى ودمارا هائلا بالمنازل، شمالي الضفة الغربية.
وأطلق سراح الزبيدي إضافة إلى 109 أسرى فلسطينيين آخرين مقابل أسيرتين إسرائيليتين هما أربيل يهود وآجام بيرغر إضافة إلى أسير ثالث وهو غادي موزيس، وفق ما أعلن متحدث كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبو عبيدة مساء الأربعاء.
والزبيدي (49 عاما) عضو سابق في المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وهو من أبرز الأسماء الفلسطينية بالسجون الإسرائيلية، ومن خلال أطروحته للماجستير، يفضل تسمية نفسه بـ"التنين الذي يهزم الصياد".
نجح الزبيدي بتنفيذ فرار "أسطوري"من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين عام 2021 (رويترز) هروب أسطوريوفي 6 سبتمبر/ أيلول 2021 نجح الزبيدي في الهروب من زنزانته برفقة 5 من رفاقه في الأسر، من سجن جلبوع شديد التحصين عبر نفق حفروه، وأعيد اعتقالهم بعد أيام. في عملية وصفت حينها بـ"الأسطورية".
إعلانواعتقل جيش الاحتلال الزبيدي عام 2019، ووصفه مسؤول كبير بالمخابرات الإسرائيلية، بـ"قط الشوارع الذي وقع أخيرا في المصيدة".
لم يصدر حكم بحقه حين اعتقل، ولكن صدر ضده حكم بالسجن 5 سنوات على هروبه عبر النفق، أما بقية التهم ومنها إطلاق نار على مواقع إسرائيلية لم يصدر أحكام ضده بشأنها.
وللقيادي الفلسطيني تاريخ طويل في مقاومة الاحتلال، حيث قضى سنوات من عمره داخل السجون الإسرائيلية.
وفي عام 2007 سلّم الزبيدي إضافة إلى مجموعة فلسطينيين سلاحه للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق مع الاحتلال وحصل على "عفو إسرائيلي".
وعقب ذلك عمل الزبيدي في "المسرح"، وانشغل في إعداد دراسة ماجستير في العلوم السياسية، حملت عنوان "التنين والصياد"، تصف علاقته مع إسرائيل.
وبحسب تقارير فلسطينية فإن إسرائيل هدمت منزل الزبيدي 3 مرات.
اعتقل جيش الاحتلال الزبيدي منذ طفولته عدة مرات وظل مطاردا لسنوات (رويترز) من هو الزبيدي؟ولد زكريا بمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، وله 7 إخوة، تربى يتيم الأب، وفي 2002 قتلت القوات الإسرائيلية والدته سميرة وشقيقه طه.
وفي 15 مايو/ أيار الماضي، استشهد نجل زكريا، داوود في مستشفى "رمبام" في حيفا شمال إسرائيل، متأثرا بجراح أصيب بها في اشتباكات مسلحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين.
وفي سبتمبر/ أيلول 2024 قتلت إسرائيل نجله محمد مع عدد من المقاومين في غارة جوية بمدينة طوباس شمال الضفة الغربية.
كما أصيب زكريا بعمر 13 عاما بالرصاص خلال مشاركته في رجم القوات الإسرائيلية بالحجارة، واعتقل للمرة الأولى بعمر 15 عاما، وسجن 6 أشهر.
بعدها اعتقل بتهمة إلقاء عبوات حارقة على القوات الإسرائيلية، وحكم بالسجن 4 سنوات ونصف سنة.
في 2001، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (2000 ـ 2005)، بات الزبيدي قائدا عسكريا لـ"كتائب شهداء الأقصى" في حينه.
إعلانوقاد الزبيدي المجموعات المسلحة، وقيل عنه في وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه "الحاكم الفعلي لجنين".
وعام 2002، وإبان إعادة الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الغربية، شن معركة ضارية في مخيم جنين، أسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا، ومقتل 23 جنديا، وخلفت المعركة دمارا كبيرا في منازل الفلسطينيين.
تعرض الزبيدي لعدة محاولات اغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي (رويترز) محاولات اغتيالاستطاع الزبيدي أن ينجو 4 مرات من محاولات اغتيال، أبرزها في 2004، حيث قتلت القوات الإسرائيلية 5 فلسطينيين، بينهم طفل (14 عاما)، بعد استهداف مركبة كان يُعتقد أن الزبيدي فيها.
وفي العام ذاته، اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة مخيم جنين لتصفية الزبيدي، لكنها اشتبكت مع مقاومين، ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين، وتمكّن زكريا من الفرار.
عام 2005، كُشف كمين لقوات إسرائيلية خاصة قرب منزل تحصن فيه الزبيدي، وفي 2006، حاول الاحتلال اعتقاله غير أنه فشل وتمكن زكريا من الفرار.
عفو وإعادة اعتقالشكلت وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، نقطة تحول في عمل المقاومة المسلحة، حيث أعلن الرئيس الجديد في حينه محمود عباس، حل كتائب "شهداء الأقصى"، والبدء بفتح مسار سياسي مع إسرائيل.
وفي 15 يوليو/ تموز 2007، أعلنت إسرائيل عفوا عن مسلحي "كتائب شهداء الأقصى"، بينهم الزبيدي بناء على اتفاق مع السلطة الفلسطينية سلم مسلحون سلاحهم للسلطة.
وعن ذلك يقول الزبيدي في مقابلة تلفزيونية حينها "هم (الإسرائيليون) يعلمون أنني أوقفت العمل المسلح بناء على قرار لإعطاء فرصة للعمل السياسي لذلك حصلت على العفو".
وبعد 4 سنوات، أعلنت إسرائيل في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2011، إلغاء العفو عن الزبيدي، رغم تأكيده أنه لم ينتهك أيا من شروطه.
بقي زكريا بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مقر القيادة الفلسطينية، حتى اعتقاله من قبل قوات إسرائيلية بتاريخ 27 يناير/ كانون الثاني 2019.
إعلانواتهمت إسرائيل الزبيدي والمحامي الفلسطيني طارق برغوث في حينه بالتورط في "أنشطة تحريضية جديدة".
وآنذاك، وصف الضابط السابق في "الشاباك" الإسرائيلي يتسحاق إيلان الزبيدي، بأنه "قط شواع، لطالما حاولنا الإمساك به لكنه أفلت من أيدينا، والآن أعيد اعتقاله لانخراطه مرة أخرى في أنشطة إرهابية".
تسلم الزبيدي قيادة كتائب "شهداء الأقصى" في جنين خلال الانتفاضة الثانية (الفرنسية) التنينحصل الزبيدي على الثانوية العامة، ودرجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، رغم حياة المطاردة والمقاومة والاعتقال، وحضّر لرسالة ماجستير في جامعة بيرزيت الفلسطينية، تحت عنوان "الصياد والتنين.. المطاردة في التجربة الفلسطينية من عام 1968-2018".
وتقمّص الزبيدي شخصية "التنين" المستمد من أسطورة قديمة، تكون فيها الغلبة للتنين على الصياد، بعد مطاردة طويلة وصعبة، في إشارة إلى تجربته الشخصية مع الاحتلال.
وفي أطروحة الماجستير، تطرق زكريا إلى رحلة هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وربطها بالواقع الفلسطيني.
وفي هذا الشأن، يقول صديقه جمال حويل، "زكريا كأنه خطط للهرب من السجن قبل دخوله، عبر وصف رحلة الهجرة النبوية بواقع الحال الفلسطيني للخروج من مأزقه".
وعن عدم قدرة زكريا على إتمام رسالة الماجستير، يقول حويل "اليوم استطاع زكريا أن ينهي رسالته، بتجربة عملية (من خلال فراره من السجن)، حتى تكون رسالة للأجيال القادمة".
ويسترجع حويل ذكرياته مع الزبيدي، وخاصة في معركة جنين 2002، حيث يقول "نفدت الذخيرة معنا، قلت وقتها لزكريا انتهت اللعبة، قال لي لم تنتهِ، نحن من يكتب لها النهاية، رفض الاستسلام، واختبأ بين الركام حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي، ونجا".
وبعد سنوات من الأسر والمطاردة، يعود الزبيدي إلى جنين حراً ، ليجد المخيم كما عهده: يقاوم ولا ينحني.