زيارة هرتسوغ لواشنطن.. كيف يمكن قراءتها في تحديات العلاقة مع حكومة نتنياهو اليمينية؟
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
واشنطن- يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ اليوم بالبيت الأبيض. ويلقي الأخير -الذي يقوم بزيارة الولايات المتحدة بمناسبة الذكرى السنوية 75 لتأسيس إسرائيل- كلمة غدا أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس. وتوقع عدد من الخبراء، تحدثت إليهم الجزيرة نت، أن هرتسوغ سيسعى إلى إبراز الإيجابيات ودفع السلبيات وخلافات الطرفين إلى الهامش.
وتأتي زيارة هرتسوغ إلى واشنطن في الوقت الذي لم يقم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة واشنطن منذ عودته إلى رئاسة الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلا أن البيت الأبيض أكد أن بايدن دعا نتنياهو لزيارة واشنطن لاحقا هذا العام.
بايدن (يسار): حكومة نتنياهو واحدة من أكثر الحكومات تطرفا منذ عهد غولدا مائير (وكالات) الزيارة وشبح نتنياهووقبل هبوط طائرة الرئيس الإسرائيلي في واشنطن، تحدث بايدن لنتنياهو هاتفيا، طبقا لبيان من البيت الأبيض. وناقش المسؤولان، حسب البيان "مجموعة واسعة من القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك" وعبر بايدن عن قلقه "إزاء استمرار نمو المستوطنات ودعا جميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ المزيد من التدابير الانفرادية".
وجاء في نهاية البيان تأكيد الرئيس بايدن "في سياق النقاش الحالي في إسرائيل حول الإصلاح القضائي، على الحاجة إلى أوسع توافق ممكن في الآراء، وأن القيم الديمقراطية المشتركة كانت دائما ويجب أن تظل سمة مميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وردا على سؤال -على شبكة "سي إن إن" (CNN) الأسبوع الماضي- عن سبب عدم دعوته نتنياهو إلى البيت الأبيض حتى الآن، لم يذكر بايدن أيا من القضايا الخلافية مع نتنياهو، مثل قضية الإصلاح القضائي أو إيران، مركزا فقط على قضية المستوطنات والعلاقات مع الفلسطينيين.
وقال بايدن "هذه واحدة من أكثر الحكومات تطرفا منذ عهد غولدا مائير" وكرر أنه "واحد من أولئك الذين يعتقدون أن أمن إسرائيل النهائي يكمن في حل الدولتين".
وأثار ضم نتنياهو أعضاء متطرفين -مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وزراء في حكومته الائتلافية- جدلا في واشنطن حول الآثار المترتبة على العلاقات مع الولايات المتحدة.
زيارة هرتسوغ إلى واشنطن لم يكن القصد منها أن تكون بمثابة وخزة في عين نتنياهو، إذ وجهت القيادة الديمقراطية في مجلس النواب الدعوة للرئيس الإسرائيلي العام الماضي، في وقت لم يكن من الواضح فيه من سيكون رئيس الوزراء القادم، لكنها تمنح بايدن فرصة لتوجيه رسالة إلى نتنياهو، فحواها "أنا لا أوافق على ما تفعله أنت وحكومتك، لكنني ما زلت صديقا لإسرائيل".
وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، إلى أنه لا يعتقد أن نتنياهو سيحظى بزيارة للبيت الأبيض في عهد بايدن ما لم يقم بتغييرات كبيرة في سياسة حكومته.
وأضاف "أعتقد أن بايدن مرتاح لبسط السجادة الحمراء للرئيس الإسرائيلي وهو ما يستخدم وسيلة ضغط على نتنياهو لإجراء تغييرات. ولدى بايدن غطاء كاف من تأييد اليهود الأميركيين التقدميين، ومن معظم الديمقراطيين للقيام بذلك".
خلافات لا تفسد للود قضية
ومنذ تأسيس إسرائيل عام 1948، والاعتراف الأميركي الفوري بها، وهي تتمتع بدعم يتخطى الانتماء الحزبي، إذ تتنافس قيادات الجمهوريين والديمقراطيين على إرضاء إسرائيل ولوبياتها القوية بالولايات المتحدة، من هنا تقدم واشنطن دعما كبيرا لتل أبيب سواء في صورة مساعدات مباشرة أو دعم دبلوماسي على الساحة الدولية.
وقد أقامت واشنطن تعاونا ثنائيا وثيقا مع تل أبيب في العديد من المجالات، وتلزم مذكرة تفاهم توصل إليها الطرفان حول المساعدات العسكرية الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بمبلغ 3.3 مليارات دولار من التمويل العسكري الأجنبي، وإنفاق 500 مليون سنويا على برامج الدفاع الصاروخي المشتركة سنويا حتى عام 2028.
وتبقى هناك خلافات شكلية بين أميركا وإسرائيل، لكنها لا تصل أبدا لدرجة المطالبة الجادة بتغيير أو تعديل المواقف والسياسات الأميركية المؤيدة لتل أبيب.
وذكر برايان كاتوليس، المسؤول السابق بالخارجية، ونائب رئيس معهد الشرق الأوسط للسياسات حاليا، أن "زيارة الرئيس هرتسوغ إلى الولايات المتحدة ستسعى لإبراز الإيجابيات في العلاقات الثنائية ودفع السلبيات إلى الهامش".
وأضاف أن على بايدن أن "يجري مناقشات صريحة مع هرتسوغ حول 4 قضايا تلوح في الأفق بشكل كبير في علاقات الدولتين الثنائية، وهي تهديد الديمقراطية الإسرائيلية عن طريق مبادرة الإصلاح القضائي التي يريد نتنياهو تمريرها، وتلاشي آفاق حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، والفرص الضائعة المحتملة للتكامل الإقليمي والتطبيع بعد (اتفاقيات أبراهام) واختلاف سياسات الدولتين تجاه إيران".
من ناحية أخرى، سيضغط أعضاء المجموعة المؤيدة لإسرائيل على المشرعين بشأن 3 تشريعات رئيسية، أولها يتعلق باستمرار المساعدات لتل أبيب، وثانيها إجراء مناهض لحركة المقاطعة لإسرائيل "بي دي إس" (BDS) من شأنه أن يمنع الحكومة الفدرالية من الدخول في عقود مع الشركات والمؤسسات التي تشارك في المقاطعة المعادية لإسرائيل، وأخيرا مشروع قانون يزيد العقوبات على أولئك الذين يشاركون في عمليات شراء غير مشروعة للنفط الإيراني.
وفي حديث للجزيرة نت، اعتبر مدير مؤسسة دراسات دول الخليج جورجيو كافيرو أن "إدارة بايدن وغالبية المشرعين الأميركيين يريدون إثبات أن العلاقة مع إسرائيل لا تزال قوية. وخطوة دعوة هرتسوغ لزيارة البيت الأبيض، بدلا من نتنياهو، هي وسيلة للتعبير عن عمق العلاقات بطريقة أقل إثارة للجدل".
وأضاف كافيرو "في حين أن بعض الأعضاء التقدميين بالكونغرس سيقاطعون خطاب هرتسوغ أمام الكونغرس، فإن الرسالة الرئيسية من معظم المسؤولين الأميركيين هي أن واشنطن لا تزال ملتزمة بدعم إسرائيل على الرغم من وحشيتها ضد الفلسطينيين وحقيقة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، حتى بالمعايير الصهيونية، متطرفة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
ترامب يعود إلى واشنطن للاحتفال برئاسته الثانية وسط تحديات الطقس القاسي
عاد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى العاصمة واشنطن مساء السبت، للاحتفال مع عائلته وأصدقائه السياسيين استعدادًا لتنصيبه الثاني، بعد أربع سنوات من مغادرته المدينة وسط اضطرابات عقب الهجوم الذي شنّه مؤيدوه على مبنى الكابيتول في 2021.
اعلاناحتفل ترامب بعودته إلى السلطة في ناديه الخاص للجولف "ترامب ناشونال" في ولاية فيرجينيا، الذي يبعد حوالي 30 ميلاً عن العاصمة. في الحفل، وجه ترامب كلمة للحضور، حيث أشار إلى بعض الشخصيات السياسية مثل حاكم ولاية فرجينيا جلين يونغكين، ومؤسس أمازون جيف بيزوس.
الرئيس المنتخب دونالد ترامب يصعد على متن طائرة تابعة للقوات الجوية للمهام الخاصة في مطار بالم بيتش الدولي في فلوريدا، 18 يناير/كانون الثاني 2025Lynne Sladky/APكما أثنى على ستيف ويتكوف، مبعوثه إلى الشرق الأوسط، واصفًا إياه بـ"المفاوض العظيم"، وذلك بعد أن ساعد في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والذي دخل حيز التنفيذ اليوم الأحد.
بينما كان ترامب يتحدث، تجمع الضيوف أسفل الشرفة للمشاركة في عرض للألعاب النارية وأداء موسيقي من قبل المغني كريستوفر ماتشيو.
الرئيس المنتخب دونالد ترامب وميلانيا ترامب وعائلته يشاهدون الألعاب النارية في نادي ترامب الوطني للغولف، السبت 18 يناير 2025، في ستيرلينغ، فيرجينياAlex Brandon/APRelatedترامب يرجح فكرة منح تيك توك مهلة 90 يوما لتجنب الحظر الأمريكيالبنتاغون في حالة ترقب: من سيقود المؤسسة العسكرية بعد تنصيب ترامب؟البيت الأبيض وحرب المشروبات الغازية.. هدية من كوكا كولا لترامب في حفل تنصيبه فهل خسرت بيبسي المعركة؟استعدادات استثنائية للتنصيبعاد ترامب إلى واشنطن بعد مغادرته مدينة ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا على متن طائرة عسكرية من طراز C-32، برفقة زوجته ميلانيا وابنهما بارون، في رحلة حملت اسم "المهمة الجوية الخاصة 47"، في إشارة إلى أنه سيكون الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
ومع اقتراب موعد تنصيبه، اضطر منظمو حفل التنصيب إلى اتخاذ تدابير استثنائية بسبب الطقس البارد المتوقع في العاصمة. تقرر نقل معظم فعاليات يوم التنصيب إلى داخل مبنى الكابيتول، بما في ذلك مراسم أداء اليمين الرئاسية ونائب الرئيس، وذلك بسبب توقع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير.
تعتبر هذه المرة الأولى منذ عام 1985، عندما تم نقل مراسم تنصيب الرئيس رونالد ريغان إلى داخل الكابيتول، بسبب الظروف الجوية القاسية.
المنصة التي كان من المقرر أن تقام عليها مراسم التنصيب الرئاسي في الواجهة الغربية لمبنى الكابيتول الأمريكي في واشنطن، 17 يناير 2025Morry Gash/APالاحتجاجات والتغييرات في البرامجقبل وصول ترامب إلى واشنطن، خرج العديد من المحتجين إلى الشوارع احتجاجًا على تنصيبه. بعضهم كان قد شارك في احتجاجات سابقة ضد انتخابه في عام 2017، حيث ارتدت ميلودي حمود، المقيمة في واشنطن، القبعة الوردية نفسها التي كانت قد ارتدتها خلال مظاهرة 2017 ضد ترامب.
فيما كان العديد من الحاضرين يتجمعون لمشاهدة مراسم التنصيب من على المدرجات الخارجية في الشوارع، تم تغيير الخطة نتيجة للطقس، إذ تم إزالة المدرجات المعدنية التي كانت مخصصة لهذا الغرض.
متظاهرون يحتجون على إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادمة خلال مسيرة الشعب في واشنطن، 18 يناير/كانون الثاني 2025Jose Luis Magana/APخطط إدارية بعد التنصيبفي مقابلة مع شبكة NBC، أكد ترامب أنه يخطط لإصدار سلسلة من الأوامر التنفيذية في الأيام الأولى من ولايته الجديدة. كما كشف عن احتمال تمديد مدة عمل تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن كان من المقرر أن يدخل قانون يمنع توزيع التطبيق عبر متاجر التطبيقات الأمريكية حيز التنفيذ الأحد.
كما أكد ترامب في المقابلة أنه سيبدأ "بسرعة شديدة" بتنفيذ وعده الانتخابي بشأن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، خاصة أولئك الذين ارتكبوا جرائم خطيرة.
الرئيس المنتخب دونالد ترامب وميلانيا ترامب وعائلته يشاهدون الألعاب النارية في نادي ترامب الوطني للغولف، السبت 18 يناير 2025، في ستيرلينغ، فيرجينياMatt Rourke/APتنظيم المراسم والتحديات الباردةعلى الرغم من التحديات المناخية، من المتوقع أن يبدأ ترامب مراسمه التقليدية بالصلاة في كنيسة سانت جون الأسقفية، قبل التوجه إلى البيت الأبيض لتناول الشاي مع الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.
ثم سينتقل إلى مبنى الكابيتول لإتمام مراسم التنصيب في قاعة الكابيتول الداخلية، حيث ستقتصر الحضور على 600 شخص فقط، وذلك بسبب المساحة المحدودة في القاعة مقارنة بالأعداد المتوقعة التي كانت تتجاوز 250,000 شخص في الخطة الأصلية.
المنظمون يعملون على نقل مراسم أداء اليمين الدستورية يوم التنصيب إلى القاعة المستديرة في مبنى الكابيتول بسبب الطقس البارد المتوقع في واشنطن، 18 يناير 2025J. Scott Applewhite/APوفيما يتعلق بالموكب التقليدي في شارع بنسلفانيا، تقرر تحويله إلى حدث داخلي بسبب البرد القارس، على أن يُختتم بحفل عشاء خاص في البيت الأبيض، مع عدة حفلات موسيقية في المساء.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية احذروا من حكم الأثرياء.. جو بايدن يطوي خمسة عقود من العمل السياسي ويقول وداعًا "كنتُ اليد الحازمة التي كان العالم بحاجة إليها".. بايدن يخرج من البيت الأبيض منتشيًا بـ"إنجازاته" ردًا على قرارات بايدن "الرحيمة".. ترامب يتعهد بإعادة عقوبة الإعدام اقتحام الكابيتولتنصيبدونالد ترامبواشنطنالولايات المتحدة الأمريكيةالطقساعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعرض الآنNext غزة قبل النزوح الأخير.. "سننام مرتاحين وسيتوقف شلال الدم والخوف".. حكايات عائلات فلسطينية تشتت يعرض الآنNext "لن يشترينا لن نسمح له".. سكان غرينلاند يتحدون رغبة ترامب في الاستيلاء على جزيرتهم يعرض الآنNext الآلاف في لندن يتظاهرون ضد الحرب الإسرائيلية على غزة والشرطة تعتقل 8 أشخاص يعرض الآنNext بعد أن وضعت الحرب أوزارها في سوريا.. محطة قطارات يرونها رمزا للنهضة لأنها كانت ذات يوم مفخرة لدمشق اعلانالاكثر قراءة الإسرائيليون يهرعون إلى الملاجئ مع دوي صفارات الإنذار جراء هجوم يمني يسبق وقف إطلاق النار في غزة الصين تستكمل الهيكل الرئيسي لأطول جسر في العالم رومانيا: إطعام القطط الضالة بإعادة تدوير عبوات بلاستيكية.. بوخارست فعلتها حريق هائل في منشأة تخزين بطاريات بكاليفورنيا يتسبب في إجلاء المئات من بيوتهم تقدم الجهود المبذولة لاحتواء تسرب النفط من الناقلة المحتجزة مع اكتمال الحاجز التقني اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلقطاع غزةإطلاق ناردونالد ترامبإسبانيااحتجاجاتالحوثيونحركة حماسغزةمحكمةالأمم المتحدةاليمنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025