قبور عشوائية بغزة.. أحياء يجاورون أمواتا وخشية من أوبئة
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
أعرب فلسطينيون عن تخوفاتهم من انتشار الأوبئة في المناطق السكنية ومراكز الإيواء شمال قطاع غزة، بعد أن بات المواطنون يجاورون القبور العشوائية التي دفن فيها أقاربهم الذين قتلوا بالهجمات الإسرائيلية.
وقالوا في حوارات منفصلة مع الأناضول، إن هذه القبور لم تُبن وفق أسس شرعية أو صحية، ما ينذر بانتشار الأوبئة قريبا.
ووصف المتحدثون حياتهم بين القبور والأموات بأنها «مأساة كبيرة»، مبدين آمالهم بانتهاء قريب للحرب المستمرة منذ نحو 4 شهور. منذ بداية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، لجأ الناس في كافة محافظات القطاع لإنشاء مقابر جماعية وفردية عشوائية، في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية.
يأتي ذلك نظرا لاستحالة الوصول للمقابر الرئيسية والمنتظمة، جراء تعمد الجيش قطع الطرق وتدمير البنى التحتية فضلا عن عمليات الاستهداف المتكررة للمواطنين.
كما عكف الجيش، مع بداية الحرب، على تجريف واستهداف المقابر في المناطق التي تتوغل فيها آلياته العسكرية.
وفي 13 ديسمبر الماضي، قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده في تصريح للأناضول، إن المرصد وثق إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية بمحافظات القطاع لدفن قتلى الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى صباح الثلاثاء «25 ألفا و490 شهيدا و63 ألفا و354 مصابا معظمهم أطفال ونساء»، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في «دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة»، بحسب الأمم المتحدة.
سمة رائجة
المواطن رائد ضيف الله، قال إن بناء القبور العشوائية الفردية والجماعية لدفن القتلى، باتت السمة الرائجة لمحافظتي غزة والشمال.
وأضاف في حديثه للأناضول: «إن دفن جثامين الشهداء في الأحياء السكنية ومراكز الإيواء والشوارع العامة، يأتي لتعذر دفنها في المقابر».
وأوضح أن المواطنين يتخوفون من التوجه للمقابر لدفن شهدائهم، خشية من استهدافهم برصاص الجيش الإسرائيلي.
واستكمل قائلا: «نحن اليوم لا نستطيع دفن الموتى في المقابر، المكان يحيطه قصف ودمار، فضلا عن تجريف الجيش للقبور ورفات الأموات، الوضع قاس هنا».
ونفى وجود أي مكان أو منطقة آمنة في محافظتي غزة والشمال، قائلا: «الجميع مستهدف هنا، أطفال أو نساء أو كبار في السن».
ووصف الحياة بين القبور بأنها «مأساة كبيرة»، معربا عن آماله في إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار وإعمار المنازل المدمرة والعودة القريبة إليها.
لا حياة هنا
بدورها، قالت سها نصير (36 عاما)، وهي تجلس إلى جانب قبر والدها في مستشفى «اليمن السعيد»، في بلدة جباليا شمال القطاع: «والدي كان يجلس في المدرسة (مركز الإيواء) حينما سقط عليه صاروخ إسرائيلي أرداه شهيدا».
وتضيف وهي تبكي: «نزح والدي من بلدة بيت حانون (شمال) نحو مركز الإيواء، ولاحقوه في المكان الآمن وقتلوه هناك».
وأوضحت أن عائلتها لم تجد مكانا لدفنه إلا داخل المستشفى، وذلك لتعذر الوصول إلى المقابر بسبب الاستهداف المتكرر للمواطنين.
وحول طبيعة الحياة في الشمال، قالت نصير: «لا يوجد شكل للحياة، خاصة مع عدم توفر أي طعام أو شراب أو مكان دافئ أو آمن».
وأردفت قائلة: «نحن أيضا أموات، لكننا نحاول أن نواسي أنفسنا للبقاء».
وفي مستشفى «اليمن السعيد»، أعرب نازحون عن تخوفهم من انتشار الأوبئة في المكان جراء دفن القتلى بشكل عشوائي وبلا معايير صحية.
وقالوا للأناضول إن الأوضاع الصحية والمعيشية سيئة للغاية، وهناك تخوفات من تدهورها عند تحلل الجثث المدفونة.
وأوضحوا أن المكان تنبعث منه روائح كريهة، في ظل شح المياه اللازمة للتنظيف، فضلا عن عدم توفر مستلزمات النظافة الشخصية.
وترتفع احتمالية انتشار هذه الأوبئة في ظل وجود جثث مفقودة تحت ركام المنازل المدمرة، وفق قولهم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة الهجمات الإسرائيلية
إقرأ أيضاً:
خبيرة طاقة المكان: الحيوانات الأليفة تجلب الطاقة الإيجابية ولا تمنع الحظ
أكدت سها عيد، خبيرة علم طاقة المكان، أن وجود الحيوانات الأليفة في المنزل يضيف نشاطًا وحركة، ما يعزز الطاقة الإيجابية في المكان، مشيرة إلى أن الاعتقاد بأن الحيوانات الأليفة تمنع الحظ غير صحيح.
وأوضحت عيد، خلال تصريحاتها ببرنامج صالة التحرير على قناة صدى البلد، أن التفاعل بين البشر والحيوانات الأليفة، مثل الكلاب والقطط، يساهم في تحريك الطاقة داخل المنزل.
وأشارت إلى أن الكلاب تُحفز النشاط والحيوية لدى أصحاب المنزل، بينما تميل القطط إلى إضفاء جو من الهدوء، ما قد يجعل الأجواء أكثر استرخاءً وربما أقل نشاطًا.
وأشارت إلى أن اختيار نوع الحيوان الأليف يجب أن يتماشى مع طبيعة أفراد المنزل واحتياجاتهم من الطاقة والنشاط.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية تعزيز العلاقة مع الحيوانات الأليفة لما لها من دور في تحسين الأجواء العامة وزيادة التفاعل الإيجابي داخل المنزل.