نقاشات حول دور المناهج في تنمية الوعي بالتراث
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
د. إبراهيم الخليفي: يجب ألا تصبح اللغة الأجنبية حلما بالنسبة للأطفال والمتعلمين
د. شريفة العمادي: الثقة بالنفس تبدأ من حب الشخص وانتمائه للغته وثقافته
مريم المهندي: للإعلام دور في تعزيز التمسك باللغة العربية والهوية
ناقشت الجلسة الافتتاحية من فعاليات مؤسسة قطر بمناسبة اليوم الدولي للتعليم، التي حملت عنوان «اللغة والهُوية مسؤولية الجميع - التعليم ما قبل الجامعي»، مسؤولية الجميع تجاه اللغة والهُوية حيث تملك اللغة دورًا حيويًا في تشكيل الهُوية الفردية وتعزيزها، ما يضع الجميع أمام مسؤوليات كبيرة نحو لغتهم.
وقد سلطت الجلسة الضوء على دور المناهج في تنمية الوعي بالتراث المحلي، كما ركزت أيضا على ضرورة توطين التعليم لاسيما في المدارس الدولية؛ لما له من أثر على الهُوية. وعلى بيان دور كل من المدرسة، والأسرة، والإعلام في تعزيز اللغة والهُوية.
وتطرقت الجلسة إلى عدة محاور منها اهمية المناهج في تعزيز الوعي بالتراث المحلي والمشاريع الجديدة في المؤسسة، التي من شأنها تعزيز فهم الطلاب للسياق الثقافي العربي والإسلامي، والمدارس الدولية، وكيف يمكن أن تدار بنظام يدعم الهوية واللغة، وأهمية توطين التعليم وأثره على الهُوية.
كما تناولت مسؤولية المدرسة والمجتمع في تعزيز الهُوية الوطنية، ومسؤولية الأسرة في تعزيز اللغة والهُوية، ودور الإعلام في دعم القيم والهوية الوطنية.
شارك في الجلسة عدد من المتحدثين بينهم الشيخة نوف آل ثاني، المدير التنفيذي للمشاريع والشراكات الاستراتيجية في التعليم ما قبل الجامعي، والدكتور إبراهيم الخليفي، الخبير التربوي الكويتي وخبير علم النفس التربوي وسيكولوجيا النمو، والدكتورة شريفة العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، والأستاذة مريم المهندي، مديرة العلاقات العامة والاتصال بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
دعوة للمراجعة
أكدت الشيخة نوف آل ثاني على إمكانية تدريس المنهج الدولي، خاصة في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، بثنائية اللغة، مشيرة إلى حرص مؤسسة قطر على أن تكون اللغة العربية، هي لغة التعليم والتعلم في المرحلة الابتدائية، وأن المتعارف عليه أن برنامج السنوات الأولى في البكالوريا الدولية يدرس 6 وحدات بحثية باللغة الإنجليزية، وأن هناك ساعة واحدة في اليوم مخصصة للغة العربية، ولا يمكن اعتبار هذا البرنامج ثنائي اللغة.
وقالت الشيخة نوف آل ثاني: وقد حرصت المؤسسة على التباحث مع البكالوريا الدولية في إمكانية تدريس الوحدات البحثية بالبرنامج الابتدائي بلغتين، وزاد عدد الحصص من 7 في الأسبوع للغة العربية إلى 14 حصة، ما جعل منها لغة تعليم وتعلم، لأن الوحدات البحثية أصبحت تدرس بلغتين، لأن وقت اللغة العربية لم يعد مقتصر على اللغة العربية.
ونوهت إلى أن 5 مدارس في مؤسسة قطر يمكن اعتبارها ثنائية اللغة، وأن العمل جارٍ وفق خطة لتحويل 4 مدارس إلى ثنائية اللغة خلال العامين المقبلين.
وقال الدكتور إبراهيم الخليفي التربوي الكويتي وخبير علم النفس التربوي «إن اللغة الأجنبية بالنسبة لولي الأمر تحولت إلى سلعة وقيمة مضافة أو اكسسوار وعلامة من علامات التمايز الاجتماعي، وأن الكثيرين ممن دخلوا ليغنموا اللغة الأجنبية تحولوا إلى غنيمة، وانسحقوا أمام الغرب، وأن ذلك يتجلى في الشارع بالدول العربية. وأضاف: أود أن أثبت تاريخياً لدولة قطر أنها كسرت هذا الحاجز في كأس العالم فيفا قطر 2022، بالتأكيد على ضرورة احترام الهوية والثقافة. وأشار إلى أهمية الرفع من قيمة معلمي اللغة العربية، وألا يكون تعلم المواد على الأساسية على حساب اللغة العربية، وأن يحرص العرب على الدفاع عن لغتهم، فلا تصبح اللغة الأجنبية حلم بالنسبة للأطفال والمتعلمين.
فخر بلغتنا الجميلة
قالت الدكتورة شريفة العمادي: الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع، فالطفل يتعلم ويكتسب المهارات المختلفة من الأسرة، لذلك فمن المهم جداً من خلال الدراسات أن يكون اختيار الزوجين مبني على الحفاظ على الهوية وعلى العادات والتقاليد والجوانب الدينية التي نتمسك بها.
وأضافت: أن الأسرة الممتدة لها دور في عملية الهوية، ولدينا دراسة حول التماسك الأسري، وما يساعد على التماسك الأسري، بالتعاون مع جامعة قطر، وقد أوضحت أن 86 % أكدوا أن الأسرة الممتدة تساعد في التربية، حيث تقدم اللغة والهوية للأطفال، فالأسرة نموذج للأطفال، فيجب على البيت أن يمارس اللغة في المنزل، كما يجب ممارسة الدين، خاصة وأن المجتمع، متمسك بالدين، حيث تشير الدراسة إلى أن 94 % من الأطفال في واحدة من الدراسات أكدوا أن أمهاتهم يمارسون ويؤدون الشعائر الدينية.
وشددت على أهمية الفخر باللغة العربية، ليكون الطفل فخور بلغته، الأمر الذي يزيد من ثقة الطفل في نفسه، ولا يشعر بالاغتراب، وأن الثقة بالنفس تبدأ من ثقة الشخص وحبه وانتماؤه للغته وثقافته.
مسؤولية الإعلام
أكدت الأستاذة مريم المهندي مديرة العلاقات العامة والاتصال بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، دور الإعلام في تعزيز التمسك باللغة العربية والهوية الوطنية، وأن الإعلام أحد العناصر الرئيسية في المسؤولية تجاه القضايا المصيرية، ومن بينها قضية التمسك باللغة العربية، فهي المكون الأساسي للهوية الوطنية، وله دور بارز ورئيسي في التوعية بالقضايا يجب أن يهتم بها، ويطرح القضايا التي تعني المجتمع والتي يشعر أنها ملحة ويجعلها متاحة للحديث والمناقشة، لأن من خلال الحوار يصل للحلول من المشكلات.
وأشارت إلى دور الإعلام في زيادة وعي المجتمع بقضاياه، والتعريف بالأهداف التنموية للدولة، وأن للإعلام دور كبير، خاصة وأن الكثيرين باتوا يقضون مع الإعلام وقت أكبر مما يقضونه في المدرسة، مثل الإعلام الرقمي، الأمر الذي يحمل الاعلام والمؤسسات الإعلامية وكذلك بالمؤسسات الحكومية مسؤولية كبيرة، فالكل مؤتمن بوضع الحلول المناسبة لمختلف القضايا.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مؤسسة قطر اليوم الدولي للتعليم التعليم ما قبل الجامعي
إقرأ أيضاً:
مؤتمر بمسقط يناقش تحديات الترجمة وتعزيز مكانة اللغة العربية
العُمانية: أقيم اليوم بمحافظة مسقط المؤتمر الرابع عشر للتعريب بعنوان «توظيف المصطلحات العلمية والتقنية في فضاءاتها التخصصية»، ويستمر يومين.
ويهدف المؤتمر -الذي جاء بتنظيم مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية التابع للأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومكتب تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»- إلى تعزيز جهود توحيد المصطلحات العلمية والتقنية في العالم العربي، ودعم استخدامها في الفضاءات التخصصية بما يسهم في تطوير المحتوى العلمي العربي، كما يسعى إلى مناقشة التحديات التي تواجه الترجمة والتعريب، واستعراض الآفاق المستقبلية لهذه المجالات في ظل التحول الرقمي المتسارع.
رعى حفل افتتاح المؤتمر سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة.
وأوضح الدكتور عبدالله بن سيف التوبي، مدير مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية في كلمة له أنَّ المؤتمر يهدف إلى تعزيز جهود الترجمة والتعريب بما يتماشى مع رؤية المركز الاستراتيجية (2024-2030)، الهادفة إلى بناء قاعدة معرفية قوية تُبرز مكانة اللغة العربية في المجالات العلمية والتقنية.
وأشار إلى أنَّ المؤتمر يعكس التعاون الوثيق بين مكتب تنسيق التعريب بالرباط ومركز الترجمة والتعريب، ويُبرز أهمية التكامل بين المؤسسات العربية في دعم اللغة العربية بوصفها لغة علم ومعرفة.
وبيّن أن المؤتمر يُعنى بطرح رؤى عملية لتعزيز التعريب وتوظيف المصطلحات العلمية والتقنية في مختلف المجالات، مُشيرًا إلى أهمية تبادل الخبرات بين المشاركين من مختلف الدول العربية لتحقيق أهداف المؤتمر، ودعم مسيرة اللغة العربية نحو المزيد من الريادة العلمية والثقافية.
من جانبه، أشار الدكتور مراد العلمي الريفي، مدير مكتب تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمته خلال فعاليات المؤتمر، إلى أهمية هذا الحدث في تعزيز مكانة اللغة العربية، مؤكدًا على دورها المحوري كوعاء فكري ووجداني يعكس الهوية الثقافية والحضارية للوطن العربي.
وتطرق إلى الأهمية التاريخية لمؤتمرات التعريب، التي تُعقد بشكل دوري منذ انطلاقها، والتي تهدف إلى دعم اللغة العربية في مختلف المجالات العلمية والتعليمية والثقافية، بالإضافة إلى السعي لتعزيز حضورها في مواجهة التحديات التي تواجهها، سواء من حيث توحيد المصطلحات أو إنتاج معاجم متخصصة تسهم في إثراء المحتوى العلمي العربي ومواكبته للتطورات الحديثة.
وأكد الدكتور الريفي أن هذه المؤتمرات تشكل منصة حيوية لبحث سبل تطوير اللغة العربية وسبل إدماجها في المناهج التعليمية، بالإضافة إلى دورها في دعم الأبحاث العلمية والتكنولوجيا، بما يعزز مكانتها على المستوى الإقليمي والدولي.
تضمن حفل افتتاح المؤتمر عرضًا مرئيًّا عن مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية، وعرضًا مرئيًّا عن مكتب تنسيق التعريب، كما سيشهد تنظيم عدد من حلقات العمل لمناقشة مشروعات معاجم علمية ممثلة في «مشروع معجم مصطلحات الاقتصاد»، و«مشروع معجم مصطلحات المحاسبة والمراجعة المالية»، و«مشروع معجم قانون المال والأعمال» والتي أشرف مكتب تنسيق التعريب على إعدادها، بمشاركة فرق علمية عربية متخصصة.
وأقيمت ندوة علمية بعنوان «توظيف المصطلحات العلمية والتقنية في فضاءاتها التخصصية»، بمشاركة فيها نخبة من الباحثين والمختصين، وتتناول عدة محاور رئيسية ممثلة في واقع الترجمة والتعريب والآفاق المستقبلية، وتجارب الباحثين والمؤسسات في الاستفادة من المعاجم المختصة في مجال العلوم والتقنية، والمناهج الدولية في اختيار المصطلحات العلمية والتقنية ومؤشرات نجاحها، ورقمنة المصطلحات العلمية والتقنية؛ ما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز توحيد المصطلحات العربية وتطوير استخدامها في المجالات العلمية والتقنية.
الجدير بالذكر أنَّ مؤتمر التعريب يُعدُّ إحدى أبرز الفعاليات الدورية التي ينظّمها مكتب تنسيق التعريب بالرباط منذ دورته الأولى عام 1961، ويهدف إلى تطوير وتعزيز اللغة العربية بوصفها أداة علمية وثقافية قادرة على مواكبة التطورات العالمية.