شارك نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح جابر الأحمد في أعمال جلسة مجلس الأمن المفتوحة النقاش على المستوى الوزاري حول الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.

وقد ألقى نائب وزير الخارجية كلمة الكويت في هذه الجلسة، نصها الآتي:

بداية، أتقدم لكم السيد الرئيس ولبلدكم الصديق الجمهورية الفرنسية بالتهنئة على رئاسة مجلس الأمن خلال الشهر الجاري، متمنيا لكم التوفيق والسداد في تيسير أعمال المجلس نحو تعزيز مكانة القانون الدولي اتساقا مع ما ورد من مبادئ ومقاصد وقيم في ميثاق الأمم المتحدة.

إننا نجتمع في ظل أوضاع وتطورات استثنائية وكارثية في هيئة أممية قدرها ومسؤوليتها هي حفظ السلم والأمن الدوليين ولكن أصبح واضحا بعد ما شهدناه في قطاع غزة من جرائم تفوق الوصف ومعاناة إنسانية تهز الضمائر بأن مجلس الأمن عاجز عن الاضطلاع بمسؤولياته السياسية والقانونية والإنسانية، وما هذا إلا نتيجة ازدواجية المعايير، حيث فشل المجلس في أن يكون له موقف مبدئي في وجه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووقف مكتوف الأيدي في ظل استمرار قوات الاحتلال بانتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية بما فيها قرارات هذا المجلس.

كما لم يتمكن المجلس من تبني قرار يطالب بالوقف الفوري للأعمال الإجرامية الإسرائيلية، وما ذلك إلا نتيجة مباشرة لتغليب المصالح الجيوسياسية الضيقة على أهمية ومركزية تطبيق القانون على الجميع دون استثناء.

السيد الرئيس

ما يشهده قطاع غزة من عقاب جماعي وقصف عشوائي وقتل للمدنيين الأبرياء والذي فاق الـ25 ألف قتيل بمن فيهم الأطفال والنساء وتدمير للبنى التحتية وهدم المنازل واستهداف الصحافيين والعاملين في المجالات الإغاثية فضلا عن القتل الذي طال أكثر من 150 موظفا أمميا علاوة على الاستهداف المستمر للمستشفيات ودور العبادة أمر يتعارض ويتنافى مع القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والتي ارتضيناها جميعا كملاذ للدفاع عن حقوق البشرية عندما تأسست هذه المنظمة العتيدة. لقد أتينا إلى مجلس الأمن للدفاع عن الشعب الفلسطيني الشقيق وعن القانون الدولي بأكمله ولا خيار لنا إلا بالاحتكام إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على كرامتنا وحقوقنا كأفراد وأمننا واستقرارانا كدول أعضاء في هذه المنظمة العريقة.

السيد الرئيس

تجدد الكويت ومن هذا المنبر تأكيدها على موقفها الثابت والراسخ والتاريخي الداعم للحق الفلسطيني، وتشدد على أن السبب الرئيسي للصراع هو وجود احتلال لا آفاق لنهايته. وإذا أردنا سلاما وأمنا مستدامين يجب أن تحل القضية وفقا للمرجعيات المتفق عليها وقرارات الشرعية الدولية لاسيما قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية لعام 2002 بما يضمن حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه السياسية المشروعة وحقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو للعام 1967.

السيد الرئيس

تجدد الكويت إدانتها واستنكارها الشديدين لاستمرار العدوان السافر على قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد الكويت على أهمية الوقف الفوري لهذه الحرب المدمرة وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للجرحى والمصابين الفلسطينيين دون عراقيل تنفيذا للقانون الدولي وضمان المساءلة والمحاسبة للجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت وترتكب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

وفي هذا السياق، ترحب بلادي بالخطوة التي اتخذتها جمهورية جنوب أفريقيا في تقديمها لدعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي لارتكابه جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.

ختاما، تدعو الكويت مجددا هذا المجلس إلى ضرورة تحمل مسؤولياته وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتناشد المجتمع الدولي ضرورة دعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه والتحذير من أي محاولات لتهجيره ومفاقمة قضية اللاجئين الذين يجب تلبية حقهم، فمرور الزمن وموجات التهجير القسري لا يمكن أن تحرم الشعب الفلسطيني الشقيق من حقه في العودة إلى وطنه.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

الشعب الجمهوري: اتصال بايدن بالرئيس السيسي يعكس التقدير الدولي للجهود المصرية

قال عياد رزق ، عضو لجنة الخطة والموازنة بالأمانة المركزية لحزب الشعب الجمهوري، إن الاتصال الهاتفي الذي جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن جهود الوساطة المكثفة التي تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، يعكس التقدير الدولي للجهود المصرية في إقرار السلام الشامل والعادل بالمنطقة، والاهتمام بجهودها الحثيثة في الحفاظ على الأمن القومي وحماية حقوق الشعوب بالمنطقة.

وأكد رزق في بيان له اليوم، أن تواصل الإدارة الأمريكية والمصرية باعتبارها قوتين ذات نفوذ وإرادة وصاحبتي قرار، قادرتان على التوصل إلى حل سلمي وعادل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإنهاء الحرب في غزة ومرور المساعدات الإنسانية والإغاثات للأشقاء في القطاع، ووقف جرائم الإبادة الجماعية التي يعكف عليها الاحتلال واستهدافه للمدنيين والمرضى والأطفال والنساء والتعدي على ممتلكاتهم وحقهم في إقامة دولتهم بما يخالف القوانين والحقوق الدولية.

وثمن عضو لجنة الخطة والموازنة بالأمانة المركزية لحزب الشعب الجمهوري، الجهود الدبلوماسية النشيطة التي تجريها مصر والاتصالات المكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف الفلسطيني، سعياً للحصول على دعم وتأييد لجهودها، بالإضافة إلى محاولاتها للتخفيف من معاناة المدنيين، ورفض مخطط التهجير القسري للفلسطينيين بما يهدد الأمن القومي في المنطقة.

وأشار عياد رزق إلى أن مصر تمتلك خبرة واسعة في مجال الوساطة وحل النزاعات، مما يجعلها مؤهلة للقيام بهذا الدور وحشد الرأي العام العالمي بهدف الوصول إلى حل نهائي لهذه الأزمة المعقدة التي تتطلب تضافر الجهود الدولية والإقليمية، لإنهاء الصراع وإعادة الحياة الآمنة للمنطقة مرة أخرى.

مقالات مشابهة

  • مخزومي: قلوبنا مع الشعب الفلسطيني وأملنا في بناء مستقبل واعد له
  • الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: نشكر مصر وقطر للوصول إلى وقف إبادة غزة
  • بن قرينة: وقف إطلاق النار في غزة يمثل انتصارا بيّناً للشعب الفلسطيني
  • بن قرينة: وقف إطلاق النار بغزة يمثل انتصارا بيّنا للشعب الفلسطيني
  • منظمة العفو الدولية تنتقد المجلس الإنتقالي الجنوبي وتوجه دعوة عاجلة لإطلاق الصحفي أحمد ماهر
  • الشعب الجمهوري: اتصال بايدن بالرئيس السيسي يعكس التقدير الدولي للجهود المصرية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: "الشعب تحمل عقودا من الاحتلال.. وحل الدولتين يحقق السلام بالمنطقة"
  • الوزراء السعودي ينوه بالمشاركة الدولية في الاجتماعات الوزارية بشأن سوريا ويُجدد مطالبته للمجتمع الدولي وقف الانتهاكات الإسرائيلية
  • دعوة شخصية من الملك.. أمير الكويت يزور بريطانيا
  • الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: أصبحنا أقرب لإتمام صفقة بين حماس وإسرائيل