وحشية العدوان ووقاحة أمريكا، وصمود المقاومة..
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
في الشهر الرابع للعدوان الصهيوامريكي على الشعب العربي في فلسطين الذي أدى حتى الأن إلي سقوط قرابة (مائة شهيد وجريح) من أبناء شعبنا العربي الفلسطيني، وبعد دمار شبه كلي لكل قطاع غزة، وبعد فشل الكيان وأمريكا وجيوشهما في تحقيق أي انتصار يذكر، بدت أمريكا وقادتها يسوقون فلسفة الخداع بهدف إخراج واشنطن من الشرنقة التي وجدت نفسها في تجاويفها عاجزة عن إنقاذ كيانها اللقيط في لحظة تبدو فيها واشنطن أكثر من يحتاج لعملية إنقاذ ذاتي، بعد أن أيقنت أن معركة طوفان الأقصى لم تكن مجرد معركة عابرة، وان ما يجري في غزة لا ينفصل عما جرى في جنوب لبنان عام 2006 م، وان أحلام أمريكا عام 2006م تمحورت حول إمكانية تشكيل شرق أوسط جديد الذي أسقطه حزب الله، فإن معركة طوفان الأقصى فرضت معادلة جديدة للصراع ليس في نطاق الصراع العربي الصهيوني بل في نطاق الصراع الجيوسياسي الذي لأجله هرولت واشنطن لتكون جزءا أصيلا من العدوان الحالي على الشعب العربي بل وعلى الأمة العربية والإسلامية، وكما سبق واسلفنا أن الحرب الدائرة في المنطقة ليست حربا بين المقاومة العربية والكيان الصهيوني، ولكنها حرب أمريكية، ويمكن وصفها بأنها حرب مصيرية لواشنطن، كما هي حرب وجودية لكيانها اللقيط، أمريكا التي اتخذت من أحداث 7 أكتوبر الماضي ذريعة لتهرول للمنطقة بعد سلسلة إخفاقات جيوسياسية تعرضت لها في أكثر من محور، وبعد فشلها في احتواء إيران أو الحد من قدراتها، وبعد أن أدركت أن أوكرانيا لن تمنحها تمديدا لهيمنتها وان روسيا الاتحادية ستفرض خياراتها وتحقق أهدافها فيما الصين تمضي في طريقها نحو أهدافها الاستراتيجية هي الأخرى، وبالتالي وجدت واشنطن نفسها شبه عاجزة عن التحكم والسيطرة الجيوسياسية، لذا هرولت في محاولة أخيرة بالنسبة لواشنطن وهي السيطرة وإعادة الانتشار في الوطن العربي، باعتبار أن هيمنتها على المنطقة العربية جيوسياسيا فعل يمكنها من مساومة خصومها الصاعدين، خاصة وان من كانت تراهن عليه في الهيمنة على المنطقة العربية اثبت عمليا فشله وهزيمته المدوية أمام حركة المقاومة.
تناقضات مثيرة يمكن التوقف أمامها برزت خلال فترة العدوان الوحشي وهو ليس مجرد عدوان صهيوني بل هو عدوان عالمي على الشعب العربي في فلسطين، طبعا معركة طوفان الأقصى أحبطت اهم واخطر مخططات واشنطن والصهاينة، غير أن الأهم في المعادلة ما بدر من اليمن من مواقف ضاعفت من إحباط واشنطن وأفشلت أهدافها في توظيف العدوان، أمريكا التي سعت لمنح الكيان حرية إبادة الشعب العربي في فلسطين والهدف ضرب المقاومة الفلسطينية ليس ماديا وحسب بل ومعنويا، والسعي لضرب فكرة المقاومة ومنع العرب حتى من مجرد التفكير بها، وجعل قطاع غزة (عبرة لمن يعتبر) وبالتالي ضرب فكرة المقاومة وتطويع شعوب المنطقة وادخلها في دائرة الاستلاب والاستسلام، وهذا ما سبق أن أشار له رئيس حكومة الكيان حين صرح ذات يوم (أن حل المشكلة مع الفلسطينيين أصبح مستحيلا، وان تحقيق السلام في المنطقة لن يتم إلا بتطبيع العلاقة مع الدول العربية، وبعدها سنفكر بحل مع الفلسطينيين).
نتنياهو حمل ومن على منصة الأمم المتحدة خارطة لكيانه تشمل كل فلسطين وجزءاً من سيناء والسعودية والأردن وسوريا ولبنان، ولم يتعرض حتى لمجرد انتقاد عابر حينها..
في ذات السياق ومن غبار معركة الطوفان يعود نتنياهو ليعلن رفضه لفكرة حل الدولتين ورفضه المطلق لقيام دولة فلسطينية وهي التخريجة التي برزت على وقع جرائم الكيان بحق الشعب الفلسطيني وكأنها تقول للعالم، دعونا ننهي المقاومة وبعدها نعمل على حل الدولتين، كشكل من أشكال التخدير للوعي وترحيل الاستحقاق إلا أن بطولات المقاومة وهزائم الكيان وفشله في تحقيق بنك أهدافه أجبر الصهاينة عن مغادرة مربع الخداع والكشف عن مكنوناتهم الاستعمارية، وهي أن لا حق للشعب الفلسطيني في الدولة والحرية والاستقلال، وهو شعور تشاركهم فيه أمريكا، غير أن أمريكا وجدت نفسها محرجة بل وفي ورطة حقيقية جراء مواقف الصهاينة، فتحدث بايدن عن فكرة( دولة منزوعة السلاح)!
ناسفا بهذا التصريح كل القرارات الدولية والحقوق المشروعة للشعب العربي في فلسطين.. وهذا وضع العالم في دائرة محرجة وخاصة أوروبا التي اجتمع وزراؤها ليفاجئهم وزير خارجية الكيان بمقترح إقامة (جزيرة صناعية في البحر المتوسط لتكون وطنا للفلسطينيين)!
هذه الغطرسة الاستعلائية تدل على همجية وانحطاط النظام الدولي برمته الذي تقوده أمريكا، واستهانة واستهتار بالقوانين الدولية التي تزعم واشنطن أنها جاءت للبحر الأحمر لحمايته..!
للموضوع تتمة
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العربی فی فلسطین الشعب العربی
إقرأ أيضاً:
أمريكا وأوكرانيا تستعدان لمفاوضات شاقة
لمدة عشرة أيام، ومنذ المشادة الكلامية في المكتب البيضاوي، تعرضت أوكرانيا لغضب دونالد ترامب. والآن، تقترب لحظة الحسم، أو ربما جولة أخرى من العقوبات القاسية، ففي 11 مارس (آذار)، من المقرر أن تلتقي الوفود الأمريكية والأوكرانية في جدة بالمملكة العربية السعودية.
يؤكد الجانب الأمريكي أن الهدف هو إنشاء "إطار لاتفاق سلام ووقف إطلاق نار مبدئي". ومع ذلك، فإن الجانب الأوكراني، رغم آماله، يخشى أن يكون الاجتماع مجرد مناورة تكتيكية أو محاولة من ترامب لاستخلاص تنازلات تصب في مصلحة روسيا، وفقاً لتقرير في صحيفة "إيكونومست".يتزامن هذا الاجتماع مع تصعيد روسي للضغط العسكري على أوكرانيا، حيث تتعرض كييف ومدن أخرى لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة. كما تقوم القوات الروسية والكورية الشمالية بمحاولة جديدة لطرد أوكرانيا من كورسك، الجيب الذي استعادته العام الماضي داخل الأراضي الروسية. وجوه قوية على الطاولة يضم الوفد الأمريكي شخصيات بارزة، منها ماركو روبيو، وزير الخارجية، ومايك والتز، مستشار الأمن القومي. لكن القيادة الفعلية للمفاوضات سيتولاها ستيف ويتكوف، المقرب من ترامب والمبعوث المتجول، الذي التقى مؤخراً بفلاديمير بوتين ويقود المفاوضات الرئاسية في الشرق الأوسط أيضاً.
????Trump Links Ukraine Aid to Zelensky’s Resignation????
???? Donald Trump is reportedly pressuring Volodymyr Zelensky to step down in exchange for renewed U.S. military aid to Ukraine, according to BILD.
???? Trump’s team has already met with Zelensky’s rivals—Yulia Tymoshenko and… pic.twitter.com/hUY7aFMDNT
ومع ذلك، يواجه يرماك مشكلة في علاقته بفريق ترامب. وبشكل لافت، سيكون زيلينسكي نفسه في الرياض يوم الاثنين لإجراء محادثات مع المملكة. الاستراتيجية الأوكرانية وبحسب التقرير، عملت أوكرانيا على تشكيل استراتيجيتها بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا، اللتين تلعبان دور الوسيط بين البيت الأبيض وكييف.
وتسعى أوكرانيا إلى توقيع اتفاق إطار حول تطوير المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. كما اقترح زيلينسكي في 7 مارس (آذار) وقف إطلاق نار جوي وبحري، بهدف إحراج روسيا ووضع الكرة في ملعبها.
For ten days, since the shouting-match in the Oval Office, Ukraine has been scorched by Donald Trump’s wrath. Now comes a moment of catharsis—or another round of brutal punishment https://t.co/y0N4N7nehZ
— The Economist (@TheEconomist) March 10, 2025 ويأمل المسؤولون الغربيون أن تسهم هذه الخطوات في إظهار استعداد أوكرانيا للتفاوض مع ترامب. وإذا رفضت روسيا الاتفاق الذي تقبله أمريكا وأوكرانيا، فسيكون على ترامب الضغط على بوتين للامتثال.لكن أوكرانيا ستوضح أن أي اتفاق سلام يقيد قدرتها على إعادة التسلح أو يفرض عليها الاعتراف القانوني بالأراضي المحتلة كأراضٍ روسية، أو يتدخل في سياساتها الداخلية - مثل فرض انتخابات في ظل الأحكام العرفية الحالية - سيكون مرفوضاً تماماً.
كما أن أوكرانيا قد تستمر في المطالبة بضمانات أمنية من الولايات المتحدة، رغم أن التقدم في هذا الملف يبدو صعباً. في الوقت الذي تطالب فيه بريطانيا وفرنسا بتوفير واشنطن قوة دعم احتياطية لقوات حفظ السلام الأوروبية حال تم التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل، لم تقدم الولايات المتحدة أي التزام بهذا الشأن. بل على العكس، فقد قلصت واشنطن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف الأسبوع الماضي. روسيا: شروط صعبة تشير بعض التقارير إلى أن بوتين قد يكون منفتحاً على هدنة بشروط معينة. لكن الموقف الروسي يبدو أكثر تعقيداً ودهاءً. وفقاً لمصدر مطلع على تفكير الكرملين، ستطالب روسيا بأن تعلن أوكرانيا الحياد وأن يُستبعد نشر أي قوات حفظ سلام أجنبية.
هذه الشروط تكاد تكون مستحيلة القبول بالنسبة لأوكرانيا، خاصة قبل بدء مفاوضات حقيقية. يرى كورت فولكر، المبعوث الأمريكي السابق لأوكرانيا في إدارة ترامب، أن روسيا ستستخدم أي اقتراح هدنة للمناورة: "سيقولون: لا يمكننا الموافقة على ذلك، ولكن لنفعل شيئاً آخر". من ناحية أخرى، يرى دبلوماسي أوكراني سابق أن أمريكا وروسيا تتبعان تكتيكات متشابهة في استنزاف أوكرانيا بمطالب تدريجية قبل بدء المفاوضات الجدية.
تسوية قسرية؟ أي اتفاق سلام ناجح ومستدام سيتطلب ضغطاً أمريكياً مستمراً على الكرملين. في 7 مارس، هدد ترامب بفرض عقوبات كبيرة على روسيا، لكنه بعد ساعات أشار إلى أن التعامل مع أوكرانيا أصعب من التعامل مع روسيا. يقول فولكر: "ترامب يحاول إبقاء أوكرانيا تحت السيطرة ليجعلها تقبل بأي تسوية متاحة… المشكلة هي أن الأوكرانيين لا يستسلمون".
The Trump administration is hopeful that Ukraine is ready to engage on a peace deal but will not make any assurances on resuming military or intelligence support to Kyiv ahead of a meeting of U.S. and Ukrainian officials on Tuesday in Saudi Arabia. https://t.co/enVgm94e5l
— The Washington Post (@washingtonpost) March 10, 2025 ,رغم عدم وجود مؤشرات على نية واشنطن التخلي عن أوكرانيا، يحذر مسؤول أمني أوكراني من أن نهج أمريكا قد يترك أوكرانيا في "منطقة رمادية"، مما سيجبرها على اتباع أساليب عسكرية أكثر شراسة للدفاع عن نفسها. ويضيف مسؤول أوكراني آخر أن الشخصيات القوية تهيمن على المفاوضات، مشيراً إلى مثل أوكراني يقول: "كما تكون، تجد".مع اقتراب موعد المحادثات، يزداد الضغط على أوكرانيا. إذا فشلت هذه الجولة، قد لا تحصل كييف على فرصة أخرى، حيث قد تتخذ واشنطن نهجاً أكثر إملائياً، وتملي على أوكرانيا شروطاً مشتركة مع روسيا.