الثورة نت:
2025-01-23@16:51:36 GMT

تمييز الحق من الباطل

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

الشخص الذي اتصل بي من أصحاب الرؤية المتقدمة، الذي يطالب دائماً بإصلاح الأمور من الداخل ويرفض أي حل من الخارج أياً كان وممن كان ، وهو منهج سليم ومتميز إذا قارناه بمناهج آخرين يتمسحون بالخارج ويتحولون إلى عبيد عند الآخرين في سبيل الوصول إلى غايتهم مهما كانت هذه الغاية دنيئة أو رخيصة والتي قد لا تخرج في الغالب عن حفنة من المال.


تحدث الرجل بحماس عن موقف قيادة المسيرة القرآنية مما يجري في غزة وانتقال المعركة إلى البحر الأحمر ، طبعاً هو يتحدث وأمريكا في نظره غول رهيب ويشفق على الوطن من منطلق أن أمريكا لن تترك الأمور على حالها وستتدخل بقوة خاصة بفرض حصار اقتصادي على الشعب اليمني، كلها هواجس وهموم لم تصل بي إلى معرفة اتجاه الرجل وموقفه الحقيقي مما يجري، ودون أن يتحدث عن القوة العظمى ممثلة في تأييد الخالق سبحانه وتعالى ونصرته للمظلومين ، بل ظل يسبح في خيال ردود الفعل المتوقعة دون أن يقرأ قوله تعالى حينما خاطب المسلمين (( وإن خِفتُم عَيلة فسيُغنيكُم اللهُ من فضله ))، فالله سبحانه وتعالى هو المتكفل بالرزق وهو المُسخر وهو القادر على تغيير الأمور بين عشية وضحاها ، والتوكل عليه سبحانه وتعالى هو من أعظم الطرق التي تؤدي إلى الغلبة وتحقيق النصر مهما بلغت قوة الطرف الآخر، وشواهد القرآن كثيرة في هذا الجانب ، فقط إذا استطعنا الإلمام بشروط هذا التوكل وصفات الوصول إليه، وأهم تلك الشروط امتلاك بصيرة ثاقبة تجعل الشخص قادراً على التمييز بين الحق والباطل بالانحياز إلى الحق ونبذ الباطل مهما كانت مميزات الباطل ومكاسبه فإن المؤمن دائماً ينحاز إلى الحق وإن كانت الطريق إليه صعبة ووعرة ، وبالتالي فإنه لا يخشى أحداً من البشر ، أما الباطل فإنه كما قيل تكون له صولة قوية ثم يضمحل مهما عظم شأنه ، وهذه هي سنة الحياة وكم عرفنا للباطل من صولات وجولات كاد الناس أن يضلوا ويسيروا باتجاهه ، لكن الغفلة سرعان ما تزول ويعود الناس إلى الطريق القويم إذا وجدت القيادة السليمة المرتبطة بالله سبحانه وتعالى ، وهذا هو ما نؤمن به في ظل القيادة الحكيمة لقائد المسيرة القرآنية أبي جبريل.
إذاً يا صاحبي لا تخشى من أحد طالما أن الله معك وناصرك ومؤيدك وهذه نصيحة خُذها مني حتى لا تنغمس في الخطأ وتكون عبداً للباطل والمبطلين وصولاتهم ، وإن شاء الله النصر قريب وستذكر مثل هذا الكلام عندما سيتحقق ذلك طالما أن الإرادة موجودة والإيمان راسخ في النفوس ، والله هو الهادي إلى الحق والمؤيد والمعين والناصر .
* الشيخ أحمد علي المطري
نعيش هذه الأيام ذكرى رحيل الشيخ الوطني المناضل أحمد علي المطري، شيخ مشايخ بني مطر الذي انتقل إلى جوار ربه في مثل هذه الأيام بعد حياة حافلة بالنشاط والمواقف الوطنية الصادقة ، إذ يكفي أن نُشير إلى موقف واحد لهذا الرجل فلقد رفض العرض السعودي عندما عرضوا عليه تحديد ميزانية خاصة له كما هو حال بقية المشايخ الذين يتقاضون ميزانيات شهرية من السعودية على حساب الوطن ومكاسبه وسيادته واستقلاله ، وقال إن لي وطناً يمنعني الكفاف ويحميني من التكفف .
فمن منا لا يعرف الشيخ أحمد علي المطري بهيئته الشعبية المعروفة التي ظل متمسكاً بها في حله وترحاله إلى جانب أنه كان مطلعاً وثقافته واسعة بالذات في الجانب الديني وكان دائماً متميزاً في الردود على الآخرين والمقارعة بمنهج آل البيت ، لأنه كان يرى أنه المنهج القويم المتمسك بنهج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والمتكئ على التراث الواسع لإمام المتقين ويعسوب الموحدين الإمام علي بن طالب عليه السلام ، وهذا ما جعله يعيش حياة سعيدة حتى وافاه الأجل ويحظى بحب الناس جميعاً ، بل ويقوم بأعمال إصلاح ذات البين وحل أعقد المشاكل مستعيناً بالله وبأهل العلم ، إذ كثيراً ما شاهدته يجلس إلى فضيلة العلامة الحجة محمد بن محمد المنصور «طيب الله ثراه» ويأخذ آراءه في الكثير من القضايا التي تعرض عليه من الآخرين ، أي أنه كان لا يستكمل نفسه ولا يدعي المعرفة المطلقة، كما هو حال الآخرين ، وهذه هي من صفات الرجولة والقدرة على التحصيل ، وهو ما جعله مقبولاً وجعل الناس يلجأون إليه في كل صغيرة وكبيرة ، رحم الله الشيخ المطري واسكنه فسيح جناته ، وكم أتمنى لو أن من تبقى من أسرته يجمعون تراثه ويصدرونه في كتاب ، لأنه كثيراً ما أطلعني على خواطر كلها ترتبط بالدين والمعرفة وأحكام الشريعة الإسلامية، وله اسهامات في الأدب واهتمامات كثيرة بالشعر ، لذلك ستحقق الفائدة للكثير ممن يجهلون هذه الحقائق ، أتمنى أن تتحقق هذه الأمنية لتعم الفائدة وتخرج مثل هذه الأفكار إلى النور.. أكرر الرحمة على الفقيد ، والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

آفة المقارنات

توزيع الأرزاق بين الناس، حكمة من الله جلَّ جلاله، ولو بسط الله الرزق، لحدثت كارثة بشرية كبيرة ، وهي البغي في الأرض، ولأن الله خبير بصير، جعل الرزق ينزل بقدر ، قال الله تعالى “وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ” ، وهذا يجعلنا نؤمن أن الأرزاق ينزلها الله بقدر ما يشاء، ويقسمها بين عباده فسبحان الله الرزاق.

ما نشاهده اليوم من مقارنات ومتابعة لأرزاق الناس والتدقيق عليها وتصويرها والتحسر الذي قد يصل إلى تجاهل كل خير لديك من أجل أن خير واحد فقط عند قريب أو جار لا يوجد لديك ، هو آفة كبيرة قضت على سعادة الفرد والجماعة والأسرة ، وسبَّبت طلاقا ومقاطعات ومشاكل مالها آخر ، وممّا أجّج من نار هذه الآفة، وسائل التواصل الإجتماعي، التي أصبحت منتشرة بشكل مخيف، ووصلت إلى كل يد ، ونافذة يطل من خلالها الجميع على أحوال الناس حتى الشخصية والسرية منها ، الإنفاق حسب السعة بدون إسراف، قاعدة رائعة. قال تعالى: “لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ”، يقابلها قاعدة أخرى جميلة لمن قدر عليه قلة الرزق، قال تعالى “وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا”.

الكثير من القضايا الإجتماعية ومنها آفة المقارنات ، تحتاج للكثير من تضافر الجهود وتوحيدها للوصول لنتائج إيجابية يجني ثمارها المجتمع ، من خلال منابر الجمعة والوسائل الإعلامية المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي ، وكلنا في خدمة الوطن.

مقالات مشابهة

  • الله يعوض عليه
  • غزة.."العتمة سور يجي النهار تنهار"
  • هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟ 10 حقائق عليك معرفتها
  • باسيل خصم المعارضة مهما فعل
  • أوقاف الفيوم تنظم احتفالا بذكرى الإسراء والمعراج بمسجد أبوعش الكبير
  • هل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمة
  • آفة المقارنات
  • شهيد القران رضوان الله عليه
  • علماء أوقاف الفيوم: الإسراء والمعراج كانت تكريمًا إلهيًّا لنبينا وجبرًا لخاطره
  • عضو بـالعالمي للفتوى توضح أسهل طرق لكسب قلب الحما: خلي هدف رضا ربنا