الثورة نت:
2025-11-04@22:24:20 GMT

تمييز الحق من الباطل

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

الشخص الذي اتصل بي من أصحاب الرؤية المتقدمة، الذي يطالب دائماً بإصلاح الأمور من الداخل ويرفض أي حل من الخارج أياً كان وممن كان ، وهو منهج سليم ومتميز إذا قارناه بمناهج آخرين يتمسحون بالخارج ويتحولون إلى عبيد عند الآخرين في سبيل الوصول إلى غايتهم مهما كانت هذه الغاية دنيئة أو رخيصة والتي قد لا تخرج في الغالب عن حفنة من المال.


تحدث الرجل بحماس عن موقف قيادة المسيرة القرآنية مما يجري في غزة وانتقال المعركة إلى البحر الأحمر ، طبعاً هو يتحدث وأمريكا في نظره غول رهيب ويشفق على الوطن من منطلق أن أمريكا لن تترك الأمور على حالها وستتدخل بقوة خاصة بفرض حصار اقتصادي على الشعب اليمني، كلها هواجس وهموم لم تصل بي إلى معرفة اتجاه الرجل وموقفه الحقيقي مما يجري، ودون أن يتحدث عن القوة العظمى ممثلة في تأييد الخالق سبحانه وتعالى ونصرته للمظلومين ، بل ظل يسبح في خيال ردود الفعل المتوقعة دون أن يقرأ قوله تعالى حينما خاطب المسلمين (( وإن خِفتُم عَيلة فسيُغنيكُم اللهُ من فضله ))، فالله سبحانه وتعالى هو المتكفل بالرزق وهو المُسخر وهو القادر على تغيير الأمور بين عشية وضحاها ، والتوكل عليه سبحانه وتعالى هو من أعظم الطرق التي تؤدي إلى الغلبة وتحقيق النصر مهما بلغت قوة الطرف الآخر، وشواهد القرآن كثيرة في هذا الجانب ، فقط إذا استطعنا الإلمام بشروط هذا التوكل وصفات الوصول إليه، وأهم تلك الشروط امتلاك بصيرة ثاقبة تجعل الشخص قادراً على التمييز بين الحق والباطل بالانحياز إلى الحق ونبذ الباطل مهما كانت مميزات الباطل ومكاسبه فإن المؤمن دائماً ينحاز إلى الحق وإن كانت الطريق إليه صعبة ووعرة ، وبالتالي فإنه لا يخشى أحداً من البشر ، أما الباطل فإنه كما قيل تكون له صولة قوية ثم يضمحل مهما عظم شأنه ، وهذه هي سنة الحياة وكم عرفنا للباطل من صولات وجولات كاد الناس أن يضلوا ويسيروا باتجاهه ، لكن الغفلة سرعان ما تزول ويعود الناس إلى الطريق القويم إذا وجدت القيادة السليمة المرتبطة بالله سبحانه وتعالى ، وهذا هو ما نؤمن به في ظل القيادة الحكيمة لقائد المسيرة القرآنية أبي جبريل.
إذاً يا صاحبي لا تخشى من أحد طالما أن الله معك وناصرك ومؤيدك وهذه نصيحة خُذها مني حتى لا تنغمس في الخطأ وتكون عبداً للباطل والمبطلين وصولاتهم ، وإن شاء الله النصر قريب وستذكر مثل هذا الكلام عندما سيتحقق ذلك طالما أن الإرادة موجودة والإيمان راسخ في النفوس ، والله هو الهادي إلى الحق والمؤيد والمعين والناصر .
* الشيخ أحمد علي المطري
نعيش هذه الأيام ذكرى رحيل الشيخ الوطني المناضل أحمد علي المطري، شيخ مشايخ بني مطر الذي انتقل إلى جوار ربه في مثل هذه الأيام بعد حياة حافلة بالنشاط والمواقف الوطنية الصادقة ، إذ يكفي أن نُشير إلى موقف واحد لهذا الرجل فلقد رفض العرض السعودي عندما عرضوا عليه تحديد ميزانية خاصة له كما هو حال بقية المشايخ الذين يتقاضون ميزانيات شهرية من السعودية على حساب الوطن ومكاسبه وسيادته واستقلاله ، وقال إن لي وطناً يمنعني الكفاف ويحميني من التكفف .
فمن منا لا يعرف الشيخ أحمد علي المطري بهيئته الشعبية المعروفة التي ظل متمسكاً بها في حله وترحاله إلى جانب أنه كان مطلعاً وثقافته واسعة بالذات في الجانب الديني وكان دائماً متميزاً في الردود على الآخرين والمقارعة بمنهج آل البيت ، لأنه كان يرى أنه المنهج القويم المتمسك بنهج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والمتكئ على التراث الواسع لإمام المتقين ويعسوب الموحدين الإمام علي بن طالب عليه السلام ، وهذا ما جعله يعيش حياة سعيدة حتى وافاه الأجل ويحظى بحب الناس جميعاً ، بل ويقوم بأعمال إصلاح ذات البين وحل أعقد المشاكل مستعيناً بالله وبأهل العلم ، إذ كثيراً ما شاهدته يجلس إلى فضيلة العلامة الحجة محمد بن محمد المنصور «طيب الله ثراه» ويأخذ آراءه في الكثير من القضايا التي تعرض عليه من الآخرين ، أي أنه كان لا يستكمل نفسه ولا يدعي المعرفة المطلقة، كما هو حال الآخرين ، وهذه هي من صفات الرجولة والقدرة على التحصيل ، وهو ما جعله مقبولاً وجعل الناس يلجأون إليه في كل صغيرة وكبيرة ، رحم الله الشيخ المطري واسكنه فسيح جناته ، وكم أتمنى لو أن من تبقى من أسرته يجمعون تراثه ويصدرونه في كتاب ، لأنه كثيراً ما أطلعني على خواطر كلها ترتبط بالدين والمعرفة وأحكام الشريعة الإسلامية، وله اسهامات في الأدب واهتمامات كثيرة بالشعر ، لذلك ستحقق الفائدة للكثير ممن يجهلون هذه الحقائق ، أتمنى أن تتحقق هذه الأمنية لتعم الفائدة وتخرج مثل هذه الأفكار إلى النور.. أكرر الرحمة على الفقيد ، والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: الكذب من الأمور التي يستحق صاحبها اللعن

قالت دار الإفتاء المصرية إن الغشُّ والكذب وكتمانُ العيب من الأمور التي يستحق بها صاحبها اللعن والمقت والطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى؛ فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، يَقُولُ: «مَنْ باع عيبًا لم يُبَيِّنْهُ لم يَزَلْ في مَقْتِ الله، ولم تَزَلِ الملائكة تلعنه»، أخرجه ابن ماجه.

الكذب:

كما أن الكذب من الأخلاق الذميمة التي يقع فيها كثير من الناس، وهو خُلُقٌ يجعل صاحبه يقول الشيء على غير حقيقته، ويخالف الواقع الذي هو من خلق الله سبحانه وتعالى،كما أن الكذب من صفات المنافقين، يقول تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ [المنافقون: 1].

الكذب في الإسلام:

وفي الحديث الشريف: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ» رواه البخاري، فالمؤمن ينقص إيمانه بالكذب وخلف الوعد وخيانة الأمانة.

صور الكذب:

والكذب له صور متعددة قد يغفل عنها كثير من الناس ويقعون فيها دون تقدير من جانبهم لمدى خطورة ما يفعلون، فهناك من يظهر للناس بمظهر المؤمن التقي الورع، وهو في حقيقة الأمر من أهل الشر والفجور والطغيان والبغي، وكذلك كذب التاجر ليروج سلعته، ويقسم بأغلظ الأيمان أن ثمنها كذا، على غير الحقيقة، أو أنها تمتاز بصفات ليست فيها ليرغِّبَ الناس في شرائها، فذلك كاذب.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ» وذكر منهم: «رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ» رواه البخاري.

وهناك كذب الوصوليين الذين ينافقون أصحاب المال والنفوذ ويبالغون في مدحهم والثناء عليهم بما ليس فيهم؛ طمعًا منهم في منفعة يحصلونها بسبب هذا المديح الكاذب، وهناك الكذب في شهادة الزور؛ للحصول على شيء غير مستحق.

مخاطر الكذب

ويتهاون الناس كثيرًا في الكذب لإضحاك غيرهم والسخرية والاستهزاء، قال صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ الْإِيمَانَ كُلَّهُ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي الْمُزَاحَةِ» رواه الطبراني، وكذلك الكذب على الأولاد، وهو سلوك سيئ في التربية وله آثار شديدة الخطورة على أخلاقيات أطفالنا.

ومن الكذب الذي لا يوجب الوقوع في المعصية ما جرت به العادة في المبالغة كقول الإنسان لآخر: اتصلت بك مائة مرة، فإنه يُقْصَد بها المبالغة لا تحديد عدد المرات، فإن لم يكن اتصل به إلا مرة واحدة كان كاذبًا.

مواضع يباح فيها الكذب

واستثناءً من ذلك هناك ثلاثة مواضع يُبَاح فيها الكذب، ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: "وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الْحَرْبُ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا".

قال الإمام النووي: "قالوا: ولا خلاف أنه لو قصد ظالم قَتْلَ رجلٍ هو عنده مختفٍ وَجَبَ عليه الكذب في أنه لا يعلم أين هو، وقال آخرون، منهم الطبري: لا يجوز الكذب في شيء أصلًا، قالوا: وما جاء من الإباحة في هذا؛ المراد به التورية واستعمال المعاريض لا صريح الكذب؛ مثل أن يَعِدَ زوجته أن يحسن إليها ويكسوها كذا وينوي إن قدر الله ذلك، وحاصله أن يأتي بكلمات محتملة يفهم المخاطب منها ما يطيب قلبه، وإذا سعى في الإصلاح نقل عن هؤلاء إلى هؤلاء كلامًا جميلًا ومن هؤلاء إلى هؤلاء كذلك وورَّى، وكذا في الحرب بأن يقول لعدوه: مات إمامكم الأعظم وينوي إمامهم في الأزمان الماضية، أو غدًا يأتينا مدد؛ أي طعام ونحوه، هذا من المعاريض المباحة فكل هذا جائز، وتأوَّلوا قصة إبراهيم ويوسف وما جاء من هذا على المعاريض، والله أعلم. وأما كذبه لزوجته وكذبها له فالمراد به في إظهار الود والوعد بما لا يلزم ونحو ذلك، فأما المخادعة في منع ما عليه أو عليها أو أخذ ما ليس له أو لها فهو حرام بإجماع المسلمين، والله أعلم".

 

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: الكذب من الأمور التي يستحق صاحبها اللعن
  • ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة يناقش نظرة الإسلام إلى الآثار والحضارات القديمة
  • أذكار المساء اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025
  • حذرنا رسول الله ﷺ منه.. حكم الغش بالشرع
  • علي جمعة: القسوة خلوّ القلب من الرحمة واللين.. ودواؤها دوام الذكر
  • خلاصة
  • وزارة النفط تُحيي الذكرى السنوي للشهيد
  • مصطلحات اسلامية: العصمة
  • احرصوا على التآلف العائلي فإنه هيبة ودواء!!
  • الكَمَراتُ ضرورةٌ… ولكن..!