إيسيدورا تشيريتش (أبوظبي)
حذرت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ليلى بكر، من أن الحوامل والأمهات اللائي ولدن حديثاً في قطاع غزة يواجهن كارثة إنسانية مضاعفة، لافتة إلى أن هناك زهاء 50 ألف امرأة حامل في القطاع، ومن المتوقع أن تلد 5500 منهن في غضون شهر. 
وقالت بكر، في حوار خاص مع «الاتحاد»: في خضم الحرب الدائرة في قطاع غزة، بلغت مأساة الحوامل والأمهات الجدد مستويات تثير قلقاً بالغاً، لاسيما في ضوء ضعف خدمات الرعاية الصحية والتهديدات المستمرة بالعنف، ونقص الموارد، مشيرة إلى أن هؤلاء النساء يواجهن تحديات ومخاوف لا يمكن تخيلها، في مرحلة من أصعب مراحل حياتهن.

 
وأوضحت بكر أن الوضع الراهن، المأساوي بالفعل، يتجه للأسوأ بصورة مستمرة، قائلة: «إن في غزة حالياً نحو 50 ألف امرأة حامل، ومن المتوقع أن تلد 5500 امرأة في غضون أربعة أسابيع». 
وذكرت أن هناك نحو 650 ألف امرأة في عمر الإنجاب (بين 15 و45 عاماً) يواجهن تحديات صحية كبيرة، بسبب ضعف الوصول لاحتياجات الرعاية الصحية والضرورات الحياتية الأساسية. 

أخبار ذات صلة الإمارات: ضرورة الوقف الفوري «الإنساني» لإطلاق النار في غزة الإمارات تؤكد أهمية الاستثمار في بناء السلام

ونوّهت بكر بأنه قبل بدء الحرب الحالية، كان نظام الرعاية الصحية في غزة مجهداً بالفعل، وهو ما يجعل من الصعب توفير التسليم الآمن والمعدات الطبية الضرورية، وتدهور الوضع بشكل كبير منذ بدء الحرب.
وأوضحت: «أصبح النظام الصحي في الشمال غير قادر على العمل تماماً، حيث تم تدمير أكثر من 50% من المرافق الصحية»، لافتة إلى أن المستشفيات التي لا تزال تعمل تستوعب ضعفين أو ثلاثة أضعاف طاقتها، وتواجه نقصاً كبيراً في إمدادات النظافة والمياه الجارية والأدوية الأساسية، بما في ذلك التخدير للعمليات القيصرية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن 15% من النساء الحوامل في غزة من المحتمل أن يعانين من مضاعفات تتعلق بالحمل أو الولادة ويحتجن إلى رعاية طبية إضافية بعد الولادة.
وأشارت بكر إلى أنه «حتى أبسط الاحتياجات مثل المقص، أو قطعة بلاستيك نظيفة، وصابون، ورباط لربط الحبل السري، وغطاء للرضيع يمكن أن يكون الفارق بين الحياة والموت للأم وطفلها، محذرة من أن ندرة الموارد والطلب الكبير على الخدمات الطبية بسبب الاكتظاظ الشديد وضعت الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في موقف مؤلم».
وذكرت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في حوارها مع «الاتحاد» أنه في الظروف التي يتعين فيها اختيار ما بين شخص ينزف حتى الموت أو ولادة قيصرية، في كثير من الأحيان يتم تفضيل عدم إعطاء الأولوية للمرأة التي تحاول الولادة.
وروت بكر قصة امرأة في الأيام الأخيرة من الحمل، أتت إلى مستشفى بجروح خطيرة، واضطر الطبيب إلى اتخاذ قرار سريع بين معالجة جروحها، أو إجراء ولادة قيصرية لها، واضطرت إلى الخضوع لعملية القيصرية من دون تخدير، وفي النهاية، عاش الطفل، ولكن الأم توفيت.
وحتى بعد إجراء العمليات القيصرية من دون تخدير، يجب على الأمهات الجدد مغادرة المستشفى تقريباً فور إجراء الولادة، وهو ما يتركهن بلا مأوى.
وأشارت إلى الظروف المأساوية التي يعيشها النساء والأطفال في غزة، قائلة: «لا توجد مياه نظيفة، ولا أسرة.. النساء يلدن في الأروقة، ويتعين عليهن أن يلتقطن أطفالهن الرضع بعد الولادة القيصرية من دون تخدير ويذهبن».
وذكرت أنه وكأن التحديات لم تكن كافية، فالرعاية الطبية قبل وبعد الولادة تكاد تكون معدومة بسبب الاكتظاظ الشديد، ونقص إمدادات الرعاية الصحية، ونقص الكوادر الطبية، وهو ما يعرض الأمهات لمخاطر صحية خطيرة، خاصة في منطقة حيث معدلات العدوى مرتفعة بشكل مثير للقلق.
وتزيد أزمة الغذاء المستمرة في غزة من معاناة النساء الحوامل، حيث لا يتوفر لديهن وصول كافٍ إلى المياه النظيفة وألبان للأطفال.
وروت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان قصة إحدى زميلاتها، فقد ابنها الأصغر، الذي لم يكن يبلغ تسعة أشهر عند بدء الحرب، خمسة كيلوغرامات من وزنه بسبب سوء التغذية.
أشارت إلى أن اليأس دفع بعض الأمهات إلى إطعام أطفالهن بالماء الملوث، ممزوجاً بحليب للأطفال، وهو فعل ينبئ باليأس الشديد.
وشددت بكر على أن وقف إطلاق النار هو «أمر ضروري بما لا يدع مجالاً للشك»، داعية إلى وقف تام للهجوم على الشعب الفلسطيني، والامتثال للقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين.
وقالت: «هذا يتعلق بالشعب الفلسطيني، بالبشر، الذين لديهم الحق في الرعاية الصحية، والحق في العيش في سلام، وبكرامة، وعيش على أرضهم».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الأمم المتحدة فلسطين إسرائيل غزة الرعایة الصحیة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الوضع بشمال غزة لا يصلح للبشر

الثورة نت/
وصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مهند هادي، اليوم الأربعاء ، الوضع في أحد أماكن النزوح شمال غزة بالبائس ولا يصلح للبشر.
وقال هادي في تصريحات له خلال زيارته الأولى للمنطقة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في شمال القطاع: “هذا ليس مكانا يصلح لبقاء البشر على قيد الحياة، يجب أن ينتهي هذا البؤس وتتوقف الحرب، إن الوضع يتجاوز الخيال”.

وأضاف: “سمعت قصصاً مروعة من الناس الذين التقيت بهم في شمال غزة، مؤكدا “أنه لا أحد يستطيع أن يطيق ما يمر به الناس في القطاع”.
وتابع هادي بقوله: “هؤلاء هم ضحايا هذه الحرب، هؤلاء هم الذين يدفعون ثمن هذه الحرب – الأطفال من حولي هنا، والنساء، وكبار السن”.

وأردف قائلاً: “ما رأيته الآن يختلف تماماً عما رأيته في شمال غزة في أيلول الماضي، في هذه المدرسة، كان 500 شخص يقيمون فيها، والآن هناك أكثر من 1500 شخص، هناك نقص في الغذاء، ومياه الصرف الصحي في كل مكان، وكذلك تنتشر النفايات والقمامة”.
كما زار المسؤول الأممي “هادي” مساحة مؤقتة للتعليم وتُسمى النيزك في شارع الجلاء المدمر شمال مدينة غزة، وأقيمت فيه أيضاً خيام من أجل توفير الحد الأدنى من التعليم، ويشكل مكاناً آمنا لأطفال الحي للتعامل مع الأهوال التي عاشوها منذ بدء الحرب أكتوبر من العام الماضي.

مقالات مشابهة

  • الأمير فيصل بن عياف يلتقي المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية
  • النساء الحوامل النازحات من لبنان إلى سوريا: 7 آلاف حالة صحية حرجة في ظل نقص الدعم الطبي
  • ميانمار على شفا كارثة.. أكثر من 2 مليون شخص مهددون بالمجاعة
  • «الرعاية الصحية» تستقبل وفدًا من وزارة الصحة العراقية
  • لماذا تفشل المرأة في الوصول إلى البيت الأبيض؟
  • تركيا.. 48 امرأة يقتلن على يد رجال في شهر
  • الأمم المتحدة: الوضع بشمال غزة لا يصلح للبشر
  • مجلة طبية تهاجم الاحتلال: منع الولادات داخل غزة انتهاك للقانون الدولي
  • الأمم المتحدة تحذر من أوضاع إنسانية غير مسبوقة في لبنان
  • ترامب له تاريخ طويل في إهانة النساء