المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان لـ«الاتحاد»: الحوامل والأمهات في غزة يواجهن كارثة إنسانية مضاعفة
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
إيسيدورا تشيريتش (أبوظبي)
حذرت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ليلى بكر، من أن الحوامل والأمهات اللائي ولدن حديثاً في قطاع غزة يواجهن كارثة إنسانية مضاعفة، لافتة إلى أن هناك زهاء 50 ألف امرأة حامل في القطاع، ومن المتوقع أن تلد 5500 منهن في غضون شهر.
وقالت بكر، في حوار خاص مع «الاتحاد»: في خضم الحرب الدائرة في قطاع غزة، بلغت مأساة الحوامل والأمهات الجدد مستويات تثير قلقاً بالغاً، لاسيما في ضوء ضعف خدمات الرعاية الصحية والتهديدات المستمرة بالعنف، ونقص الموارد، مشيرة إلى أن هؤلاء النساء يواجهن تحديات ومخاوف لا يمكن تخيلها، في مرحلة من أصعب مراحل حياتهن.
وأوضحت بكر أن الوضع الراهن، المأساوي بالفعل، يتجه للأسوأ بصورة مستمرة، قائلة: «إن في غزة حالياً نحو 50 ألف امرأة حامل، ومن المتوقع أن تلد 5500 امرأة في غضون أربعة أسابيع».
وذكرت أن هناك نحو 650 ألف امرأة في عمر الإنجاب (بين 15 و45 عاماً) يواجهن تحديات صحية كبيرة، بسبب ضعف الوصول لاحتياجات الرعاية الصحية والضرورات الحياتية الأساسية. أخبار ذات صلة الإمارات: ضرورة الوقف الفوري «الإنساني» لإطلاق النار في غزة الإمارات تؤكد أهمية الاستثمار في بناء السلام
ونوّهت بكر بأنه قبل بدء الحرب الحالية، كان نظام الرعاية الصحية في غزة مجهداً بالفعل، وهو ما يجعل من الصعب توفير التسليم الآمن والمعدات الطبية الضرورية، وتدهور الوضع بشكل كبير منذ بدء الحرب.
وأوضحت: «أصبح النظام الصحي في الشمال غير قادر على العمل تماماً، حيث تم تدمير أكثر من 50% من المرافق الصحية»، لافتة إلى أن المستشفيات التي لا تزال تعمل تستوعب ضعفين أو ثلاثة أضعاف طاقتها، وتواجه نقصاً كبيراً في إمدادات النظافة والمياه الجارية والأدوية الأساسية، بما في ذلك التخدير للعمليات القيصرية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن 15% من النساء الحوامل في غزة من المحتمل أن يعانين من مضاعفات تتعلق بالحمل أو الولادة ويحتجن إلى رعاية طبية إضافية بعد الولادة.
وأشارت بكر إلى أنه «حتى أبسط الاحتياجات مثل المقص، أو قطعة بلاستيك نظيفة، وصابون، ورباط لربط الحبل السري، وغطاء للرضيع يمكن أن يكون الفارق بين الحياة والموت للأم وطفلها، محذرة من أن ندرة الموارد والطلب الكبير على الخدمات الطبية بسبب الاكتظاظ الشديد وضعت الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في موقف مؤلم».
وذكرت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في حوارها مع «الاتحاد» أنه في الظروف التي يتعين فيها اختيار ما بين شخص ينزف حتى الموت أو ولادة قيصرية، في كثير من الأحيان يتم تفضيل عدم إعطاء الأولوية للمرأة التي تحاول الولادة.
وروت بكر قصة امرأة في الأيام الأخيرة من الحمل، أتت إلى مستشفى بجروح خطيرة، واضطر الطبيب إلى اتخاذ قرار سريع بين معالجة جروحها، أو إجراء ولادة قيصرية لها، واضطرت إلى الخضوع لعملية القيصرية من دون تخدير، وفي النهاية، عاش الطفل، ولكن الأم توفيت.
وحتى بعد إجراء العمليات القيصرية من دون تخدير، يجب على الأمهات الجدد مغادرة المستشفى تقريباً فور إجراء الولادة، وهو ما يتركهن بلا مأوى.
وأشارت إلى الظروف المأساوية التي يعيشها النساء والأطفال في غزة، قائلة: «لا توجد مياه نظيفة، ولا أسرة.. النساء يلدن في الأروقة، ويتعين عليهن أن يلتقطن أطفالهن الرضع بعد الولادة القيصرية من دون تخدير ويذهبن».
وذكرت أنه وكأن التحديات لم تكن كافية، فالرعاية الطبية قبل وبعد الولادة تكاد تكون معدومة بسبب الاكتظاظ الشديد، ونقص إمدادات الرعاية الصحية، ونقص الكوادر الطبية، وهو ما يعرض الأمهات لمخاطر صحية خطيرة، خاصة في منطقة حيث معدلات العدوى مرتفعة بشكل مثير للقلق.
وتزيد أزمة الغذاء المستمرة في غزة من معاناة النساء الحوامل، حيث لا يتوفر لديهن وصول كافٍ إلى المياه النظيفة وألبان للأطفال.
وروت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان قصة إحدى زميلاتها، فقد ابنها الأصغر، الذي لم يكن يبلغ تسعة أشهر عند بدء الحرب، خمسة كيلوغرامات من وزنه بسبب سوء التغذية.
أشارت إلى أن اليأس دفع بعض الأمهات إلى إطعام أطفالهن بالماء الملوث، ممزوجاً بحليب للأطفال، وهو فعل ينبئ باليأس الشديد.
وشددت بكر على أن وقف إطلاق النار هو «أمر ضروري بما لا يدع مجالاً للشك»، داعية إلى وقف تام للهجوم على الشعب الفلسطيني، والامتثال للقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين.
وقالت: «هذا يتعلق بالشعب الفلسطيني، بالبشر، الذين لديهم الحق في الرعاية الصحية، والحق في العيش في سلام، وبكرامة، وعيش على أرضهم».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الأمم المتحدة فلسطين إسرائيل غزة الرعایة الصحیة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزيرة التخطيط تلتقي المديرة الإقليمية للبنك الدولي
التقت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية؛ وفد مجموعة البنك الدولي، برئاسة ميسكي برهاني، المديرة الإقليمية للتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي، وبحضور ستيفان جيمبرت، المدير الإقليمي لمصر واليمن بالبنك الدولي، و لوران ديبرو، مسئول قطاع التنمية المستدامة في المكتب الإقليمي لآسيا الوسطى بالبنك الدولي، و ماريا صراف، المديرة الإقليمية للممارسات البيئية للشرق الأوسط بالبنك الدولي، وذلك لمناقشة تعزيز سبل التعاون، وبحث موقف مشروعات التعاون الإنمائي الجارية بين الجانبين.
وخلال اللقاء، أكدت الدكتورة رانيا المشاط عمق العلاقات بين مصر والبنك الدولي مؤكدة تطلع الحكومة لتعزيز التعاون المشترك مع البنك في مختلف المجالات في ضوء جهودها لتنمية وتطوير البنية التحتية المستدامة والخضراء، مشيرة إلى المشروعات المتنوعة التي يجري تنفيذها مع البنك في مجالات حيوية مثل النقل والطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات.
وأوضحت «المشاط»، أن برنامج الحكومة الجديد يستهدف خلق اقتصاد تنافسي وجاذب للاستثمارات، وفي هذا الصدد فإن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تعمل على دفع النمو الاقتصادي المستدام، وتحقيق التكامل بين الموارد المحلية والشراكات الدولية، لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وحول الإطار الجديد لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أكدت «المشاط»، أن الإطار يركز على تحقيق نمو اقتصادي مستدام مع وضع "النمو النوعي" على رأس الأولويات، مشيرة إلى أن الإطار يعتمد على ثلاثة محركات رئيسية، تتمثل في استخدام سياسات مبنية على البيانات والأدلة لمعالجة الفجوات التنموية القطاعية، وبناء اقتصاد قادر على مواجهة المستقبل، وتحسين تخصيص الموارد، مضيفة أنه سيتم تنفيذ الإطار من خلال مشاركة أصحاب المصلحة المتعددين، بدعم من التنسيق الوطني والتعاون الدولي، بما في ذلك الوزارات المعنية، المحافظات، الجهات الحكومية، المؤسسات المالية الدولية، وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، القطاع الخاص، المنظمات غير الحكومية، مراكز الفكر.
وبحث الجانبان تطورات التعاون الجاري مع مجموعة البنك الدولي، والتي تضمن العديد من المجالات من بينها استراتيجية الاستثمار الأجنبي المباشر واستراتيجية التنمية الصناعية وتعزيز التجارة التي يتم إعدادها حاليًا من قبل البنك بالتنسيق مع الوزارة والجهات الوطنية، والتي تساهم في تحسين بيئة الأعمال والتنافسية، وتعد حاسمة للاستثمار المحلي والأجنبي المباشر، مع التركيز على خلق الوظائف وارتباطها بالقضايا الاقتصادية الكلية.
مشروعات جارية
وحول المشروعات الجارية والمستقبلية مع البنك الدولي، أشارت "المشاط"، إلى المشروعات الجارية بقطاع البيئة من بينها مشروع إدارة تلوث الهواء في القاهرة الكبرى وتغير المناخ، إلى جانب المشروعات الأخرى بمجال الصرف الصحي، بالإضافة إلى التعاون المستقبلي في مجال الاقتصاد الأزرق والدعم الفني للجهات الوطنية، في إطار الجهود التي تتبعها الدولة لدمج الأبعاد البيئية في تنفيذ خطط التنمية الوطنية بما يُعزز الاستدامة ويمكن الدولة من الموازنة بين التنمية والعمل المناخي.
رئيس التخطيط القومي يلقي محاضرة لمجموعة من الشباب الواعد في برنامج الدبلوماسية الشبابيةوزيرة التخطيط: سداد مستحقات الشركاء الأجانب يمهد لعودة التنقيب مرة أخرىكما ناقش الطرفان التعاون بين مصر والبنك الدولي فيما يخص برنامج «نُوَفِّي»، وتطرق اللقاء كذلك إلى مناقشة التعاون في مجال العمل المناخي وتحقيق التنمية منخفضة الكربون، بالإضافة إلى التعاون بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وصندوق الاستثمار في المناخ CIF، التابع لمجموعة البنك الدولي، لتنفيذ مبادرة الطبيعة والبشر والمناخ بالشراكة مع الصندوق، والمتابعة على نتائج البعثة التي انتهت أعمالها مؤخرًا في عام 2024، بشأن المباحثات الفنية لإعداد الخطة التنفيذية لمبادرة صناديق الاستثمار في المناخ (CIF) "الاستثمار في الطبيعة والبشر والمناخ (NPC)، بهدف الاستفادة من التمويل المرصود في المبادرة لتنفيذ المشروعات المتعلقة بتنفيذ مشروعات المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي».
ومن المقرر أن تركز المبادرة على مجالات أساسية وهي: الزراعة الذكية مناخيًا، الأعمال الزراعية والتمويل الزراعي، النظم البيئية للمناطق الساحلية، وتحفيز مشاركة القطاع الخاص كمحور مشترك.