اليمن لأمريكا وبريطانيا: لا تراجع عن مساندة غزة والرد آتٍ
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
للمرة السابعة، تشنّ الولايات المتحدة الأمريكية والبريطانية عدوانها غير المبرر على اليمن، إذ نفذت مساء أمس الثلاثاء أكثر من 14 ضربة جوية على صنعاء وتعز والبيضاء، بقصف المقصوف واستهداف المستهدف.
وقد استخدمت هذه المرة طائرات متطورة وقنابل فتاكة كنوع من استعراض القوة وإرهاب صنعاء، بهدف “إضعاف قدرة القوات المسلحة اليمنية”، وثنيها عن مساندة غزة، وإجبارها على رفع الحظر البحري على سفن العدو الإسرائيلي والمتجهة إليه.
تأتي هذه الجولة العدوانية بعد ساعات من إعلان القوات المسلحة اليمنية عن عملية عسكرية جديدة استهدفت سفينة “أوشن جاز” في خليج عدن بصواريخ بحرية متطورة، محقّقة إصابة دقيقة كجزء من الرد الأولي على العدوان الأمريكي البريطاني خلال الجولات السابقة، متوعّدة بأنَّ الرد المزلزل قادم لا محالة، وباتخاذ كل الإجراءات الدفاعية والهجومية إسناد لغزة ودفاعاً عن سيادة اليمن.
هذا التزامن يكشف أن عملية القوات المسلحة باستهداف سفينة الشحن العسكرية الأمريكية “أوشن جاز” كانت مؤثرة ومؤلمة للأمريكي بدليل العملية الهستيرية الأخيرة على خلاف الدعاية الأمريكية بأن السفينة المذكورة “لم تتعرض لأي هجوم”. هذا من ناحية.
من ناحية أخرى، فإن المنحى المتصاعد للعمليات العسكرية اليمنية ضد السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى “إسرائيل” والمساندة لها، أمريكية كانت أو بريطانية، يكشف فشل الضغوط العسكرية المتمثل بالعدوان الأمريكي البريطاني وزيف الادعاء بتدمير القدرات اليمنية، كما يكشف أيضاً أن خطوة تصنيف أنصار الله “منظمة إرهابية دولية” وفق ما جاء في القرار الأمريكي منزوعة المفاعيل على الأرض وغير ذات جدوى على بلد محاصر ومعتدى عليه بمشاركة أمريكية واضحة على مدى 9 سنوات.
الأمر الآخر أن العمليات اليمنية الأربع باستهداف 3 سفن تجارية أمريكية وسفن شحن عسكرية أمريكية يؤكد عملياً، وبما لا يدع مجالاً للشكّ، أن القوات المسلحة اليمنية أدخلت أسلحة متطورة قادرة على تجاوز منظومات الدفاع والرصد الأمريكي البريطاني عبر الطيران التجسسي والأقمار الاصطناعية، بل عن العمليات اليمنية، تؤكد تصريحات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والرئيس المشاط خلال الفترة الماضية بـ”القدرة على استهداف أي نقطة في البحر، وبما لا يؤثر في حركة الملاحة الدولية مطلقاً”.
أمام تهشم هيبة الردع الأمريكية البريطانية، والعجز العسكري والسياسي الواضح عن ثني اليمن عن مواصلة معادلة الإسناد لغزة وتدمير القدرات العسكرية اليمنية، وباعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن، تذهب واشنطن ولندن رسمياً إلى الادعاء أن عملياتهما “استهدفت موقع تخزين تحت الأرض” تابعاً للقوات المسلحة اليمنية و”مواقع مرتبطة بالقدرات الصاروخية والمراقبة الجوية”، كما جاء في البيان الأمريكي – البريطاني – البحريني المشترك.
المثير للسخرية أن دول العدوان تضع هذه الاعتداءات في خانة “الدفاع عن النفس” و”حماية الملاحة الدولية” كنوع من أنواع تضليل الرأي العام الدولي من جهة، والمشرعين الأمريكيين والبريطانيين من جهة، ولمحاولة إعطاء العدوان بعداً قانونياً، وبالتالي جرجرة مزيد من الدول إلى جانب نظام آل خليفة في البحرين لتوريطها في العدوان على اليمن.
هنا تبرز عدة تساؤلات، أهمها: كيف يدّعي الأمريكي والبريطاني، اللذان جاءا من وراء الأطلسي، على بعد آلاف الأميال، الى منطقتنا ومياهنا وبحارنا، أنهما في “موقع الدفاع عن النفس”، وأنهما جاءا من أجل حماية الملاحة الدولية؟ وهل عسكرة البحر وتفجير الوضع، في أهم ممر حيويّ، يخدمان الملاحة؟ وكيف للولايات المتحدة وبريطانيا، العاجزتين عن حماية سفنهما التجارية والعسكرية وسفن “إسرائيل”، أن تحميا سفن الآخرين، إن كان اليمن، كما تدّعيان، يهدِّد الملاحة الدولية؟
هذه الأسئلة تقودنا إلى حقيقة مفادها أن من يهدّد التجارة والملاحة الدوليتين، ويهدد الاستقرار الإقليمي، هو “ثلاثي الشر”، الذي يرفض كل الدعوات إلى خفض التصعيد في المنطقة، عبر إنهاء العدوان على غزة.
أما زعمهم أن هذه العمليات العدوانية هدفها حماية “الاستقرار الإقليمي” فهو محض افتراء، فمن شأن هذه الاعتداءات المتكررة والإصرار على جرائم الإبادة في غزة أن يوسعا رقعة الصراع ويدفعا الأمور نحو الحرب الكبرى، وبالتالي توسيع دائرة النار لاستهداف المصالح الأمريكية البريطانية الإسرائيلية في المنطقة.
وقد جاءت عملية المقاومة الإسلامية في العراق على ميناء أسدود، وقبلها عملية حرس الثورة الإيراني على سفينتين إسرائيليتين في المحيط الهندي، كجزء من المساندة لغزة والرد على الاغتيالات، مصداقاً لهذه الفرضية التي تخشاها أمريكا، والتي ستكون أكبر الخاسرين فيها.
والأخطر من ذلك أن الأمريكي والبريطاني يحاولان فصل ما يجري في البحر الأحمر عما يجري من جرائم إبادة في غزة، من خلال اعتمادهم تسمية “بوسيدون آرتشر” لجولة ليل الثلاثاء العدوانية على اليمن، وقولهم إنها منفصلة عن عمليات “حارس الازدهار” الذي فرط منذ الأيام الأولى، والذي لم نجد منه سوى الأمريكي والبريطاني ونظام التطبيع البحريني.
صنعاء: نحن في زمن الرد وشعبنا لا يعرف الاستسلام
قبل أن ينحسر دخان العدوان الأمريكي البريطاني ليل الثلاثاء، توعدت صنعاء بالرد، وأكدت أن منطق الاستسلام والاخضاع غير مقبول في اليمن، وأن “العدوان الأمريكي البريطاني يُعزز تصميم الشعب اليمني على المواجهة”، كما جاء في تصريح أدلى به عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي للمسيرة، مؤكداً أن “العدوان الأمريكي البريطاني هو محاولة يائسة لثني اليمن عن مناصرة غزة وإيقاف عملياته البحرية، وهو ما لم ولن يتحقق”، متوعداً بالرد.
هذا ما أكده رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام بأن “اليمن، وعملاً بمبدأ حق الدفاع عن النفس، لن يسمح بانتهاك سيادته، ولن يظل مكتوف اليدين أمام أي عدوان يتعرَّض له”، مهيباً بجميع الدول أن تقف إلى جانب الموقف اليمني، وألا تسمح لنفسها بأن تكون ضحية الخداع الأمريكي، مؤكداً أن “على أمريكا نفسها أن توقف عملية الهروب من مسؤولية وقف العدوان على غزة نحو اختلاق أزمات الجميع في غنى عنها”.
وسبق أن أكدت صنعاء من مختلف المستويات القيادية العسكرية والسياسية أنها لن تتراجع عن عمليات المساندة لغزة لو تحالف العالم كله ضد اليمن، بل هدد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بأن عمليات الرد ستكون “أكبر وأوسع إذ تكرر العدوان الأمريكي”، كاشفاً في خطابه الأخير إدخال صواريخ وأسلحة جديدة إلى الخدمة، مؤكداً أن استمرار الاعتداءات سيمكّن اليمن من تطوير أسلحته الكاسرة للتوازن ولن يضعفها.
هذا يقودنا في النهاية إلى خلاصة واحدة، مفادها أن الرد آتٍ لا محالة وقريب جداً، ليس من باب التخمين والتنجيم، إنما من منطلق اليقين الكامل بأن صنعاء تقول وتفعل، أين؟ وكيف؟ الله وحده يعلم.
– الميادين | علي ظافر
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الأمریکی البریطانی المسلحة الیمنیة الملاحة الدولیة القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
صنعاء تحذر من يساند العدوان
وقال وزير الخارجية جمال عامر في تدوينة على ( اكس): من باب من انذر فقد اعذر ، فان اي دولة تساند الكيان الصهيوني في عدوانه على اليمن بأي طريقة كانت فإنها ستصبح شريكة وتتحمل تبعات قرارها وحينذاك ستعلم اي خطيئة اقترفتها بينما هي تدفع ثمن اسناد حرب إبادة ابناء غزة.
مضيفاً : اما الكيان المربك الذي يتحدث عن بنك اهداف فقد اثبت فشله باستهداف المستهدف.