بلومبرغ: هجمات الحوثي تعرقل سلاسل التوريد وقد ترفع التضخم
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
تسببت هجمات جماعة الحوثي، على السفن في البحر الأحمر، في أكبر اضطراب للتجارة العالمية منذ جائحة كورنا 19، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.
جماعة الحوثي اليمنية، التي وضعتها الخارجية الأميركية على قائمة المنظمات الإرهابية، تقول إنها تنفذ تلك الهجمات تضامنا مع غزة، التي تشهد حربا بين إسرائيل وحركة حماس.
وحركة حماس أيضا مصنفة في قائمة الإرهاب الأميركية، وبعض الدول الغربية.
أثارت هجمات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، رد فعل عسكري قوي من الولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك بعد أن تسببت في إرباك الملاحة في البحر الأحمر، حيث أجبرت المخاطر المحدقة بالسفن هناك، كثيرا منها إلى تغيير مساراتها، ما رفع التكاليف ودفع شركات الشحن إلى إعادة توجيه جزء كبير من السفن والناقلات حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، وهي رحلة أطول وأكثر تكلفة.
تسببت هذه الوضعية أيضا في إذكاء المخاوف من أن يرتفع التضخم في كثير من البلدان، وأن تتم إعاقة سلسلة التوريد العالمية بشكل كبير.
ورصد تقرير بلومبرغ مجموعة من الأسئلة وطرح أجوبة وافية، قصد توضيح الصورة لما يجري في البحر الأحمر، وتأثير ذلك على الملاحة، التوريد وحتى التضخم.
ما التهديد الذي يشكله الحوثيون؟منذ منتصف نوفمبر الماضي، شن الحوثيون، الذين يسيطرون على شمال غرب اليمن، سلسلة من الهجمات على السفن شملت إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ.
وتم قصف ما لا يقل عن 16 سفينة، وفقا لشركة أمبري أناليتكس، بينما كان هناك أيضا إطلاق نار من قوارب صغيرة.
وحاول عناصر من الجماعة الصعود إلى بعض السفن والسيطرة عليها، لكنهم لم ينجحوا في أغلب تلك المحاولات، باستثناء الاستيلاء على حاملة السيارات (Galaxy Leader) المملوكة لإسرائيليين في نوفمبر.
ويشن الحوثيون هجماتهم من أماكن قريبة من مضيق باب المندب الذي تمر عبره السفن لدخول البحر الأحمر من المحيط الهندي.
يبلغ عرض المضيق، الذي يفصل بين اليمن وجيبوتي، في أضيق نقطة له، 29 كيلومترًا فقط.
والبحر الأحمر هو الطريق الوحيد المؤدي إلى قناة السويس، التي من خلالها تنتقل السلع.
سبب الهجمات؟يقول الحوثيين إن الدافع وراء هجماتهم هو دعم الفلسطينيين، ويزعمون أنهم يستهدفون السفن التي لها صلات بإسرائيل "على الرغم من أن السفن التي ليس لها مثل هذا الاتصال المباشر تعرضت للقصف أيضا" وفق بلومبرغ.
وبعد أن بدأت القوات الأميركية والبريطانية في شن غارات جوية على أهداف للحوثيين في اليمن في 12 يناير، قال المسلحون إن جميع المصالح الأميركية والبريطانية "أصبحت أهدافا مشروعة".
كيف تؤثر هجماتهم على التجارة والشحن؟يقول تقرير بلومبرغ إنه "اعتبارا من منتصف يناير انخفض متوسط عدد الناقلات وسفن الشحن التي تمر عبر قناة السويس بنحو 40% عن مستواه في بداية عام 2023".
وارتفعت الرحلات حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا بشكل متناسب، بينما يمكن أن تستغرق الرحلات المحولة حول أفريقيا فترة أطول بنسبة تصل إلى 25% من استخدام طريق قناة السويس المختصر بين آسيا وأوروبا، وفقًا لشركة Flexport Inc.
وبالنسبة لمشغلي السفن الذين ما زالوا على استعداد لاستخدام طريق البحر الأحمر، زادت تكاليف التأمين بمقدار عشرة أضعاف.
وارتفعت تكلفة الشحن من الصين إلى البحر الأبيض المتوسط مثلا، بأكثر من أربعة أضعاف منذ أواخر نوفمبر، وفقا لشركة شحن البضائع Freightos.
كيف تتأثر سلاسل التوريد؟أظهر وباء كورونا مدى هشاشة شبكات النقل عندما تتعطل الروابط الرئيسية لفترة طويلة من الزمن.
وبعد بدء هجمات جماعة الحوثي، ظهرت دلائل على أن أي مشاكل في البحر الأحمر قد تؤدي إلى إجهاد سلاسل التوريد، ما يعزز التضخم.
وخلال الفترة الأخيرة، أعلنت شركات صناعة السيارات عن توقف الإنتاج أو تباطؤه لفترة وجيزة في مصنعين على الأقل في أوروبا، كما أشار عدد من تجار التجزئة إلى مخاطر ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين.
وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إنها تشعر بالقلق من أن تعطيل سلسلة التوريد مرة أخرى (بعد كورونا) قد تؤدي إلى تقويض الجهود لمكافحة التضخم.
إلى ذلك، هناك مخاوف من احتمال انقطاع تدفقات المواد الطاقوية في وقت تعتمد فيه أوروبا بشكل متزايد على الغاز المسال المحمول بالناقلات ليحل محل الغاز الروسي، الذي ترفضه دول أوروبا، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
يذكر أن الحرب في قطاع غزة اندلعت إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة.
وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أنّ 28 على الأقل لقوا حتفهم.
وردّاً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمّر أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 25700 قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
الحوثي يهدد.. أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيقابل برد
حذّر زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، دولاً عربية من التورّط في التعاون مع العدوان الأمريكي على اليمن، مؤكّداً أن أي تعاون مع واشنطن في حربها على صنعاء، يُعدّ إسناداً لـ"إسرائيل".
ونبّه الحوثي في كلمته الأسبوعية إلى أن "أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيُقابل بردّ. وإذا قمتم بأي تعاون مع الأمريكي إما بالسماح له بالاعتداء علينا من قواعد في بلدانكم أو بالدعم المالي أو اللوجستي أو المعلوماتي فهو دعم وإسناد للعدو الإسرائيلي".
وطالب تلك الدول "بكفّ أذاها وشرّها عن اليمن، والاكتفاء بالتفرج على ما يحدث من جرائم ضد أبناء الشعب اليمني".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن "النجاح في تدمير ترسانة الحوثيين من الصواريخ والطائرات بدون طيار والقاذفات لم يكن كبيراً". مقابل التكلفة الباهظة التي تكبتها أمريكا من وراء عمليات القصف المستمرة في اليمن، والتي فاقت مليار دولار.
وأعلن الناطق باسم القوات الحوثية باليمن، فجر الأحد، استهداف سفينة إمداد تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" في شمال البحر الأحمر.
وقال العميد يحيى سريع إن القوات الحوثية اشتبكت مع حاملة الطائرات الأمريكية ترومان بالبحر الأحمر بالصواريخ والمسيرات عدة ساعات.
وأكد أن القوة البحرية استهدفت كذلك سفينة إمداد تابعة لحاملة الطائرات ترومان بصاروخ باليستي.
ومنتصف آذار/ مارس الماضي، أعلن ترامب أنه أمر جيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي في اليمن، قبل أن يهدد بـ"القضاء على الحوثيين تماما".
وشن الأمريكيون مئات الغارات على اليمن، ما أدى إلى استشهاد 67 مدنيا وإصابة 146 آخرين على الأقل، بينهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.
بينما تجاهلت الجماعة تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل "إسرائيل" وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف "تل أبيب" منذ 18 مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.