أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى في اليوم الدولي للتعليم أن الإسلام حثَّ على التعلم والتعليم، وكان أولَ ما نزل من القرآن الحثُّ على ذلك، قال تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]، وفي القرآن سورة باسم سورة القلم، قال تعالى: ﴿ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ [القلم:1].

اليوم الدولي للتعليم

وأشاد الإسلام بالعلم، ونوَّه بمكانة أهله، وأعلى من قدرهم، ورفع شأن العلم والمعلِّمِ؛ قال تعالى: ﴿يَرْفَع اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].

وجعل الإسلام العلم طريقًا إلى الجنة، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن سلَكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا، سهَّلَ الله له به طريقًا إلى الجنَّة» (رواه مسلم)، قال ابن حجر: "فيه بِشارةٌ بتسهيل العلمِ على طالبه؛ لأن طلبَه من الطرق الموصِّلة إلى الجنة".

وإذ يحتفي العالَم اليوم بالتَّعليم؛ فإنَّ الأزهر الشريف يؤكِّد على أنَّ التقدم الحقيقي يكمُنُ في التعليم الجيد البنَّاء، الذي يعمل على بناء الإنسان، وتحقيق تنمية المجتمعات.

وتزامنًا مع انطلاقِ معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، فإنَّ الأزهر الشريف يبذل الكثير من الجهود لتعزيز التَّعليم في المجتمع، من خلال مئات الإصدارات التي تحثُّ على العلم والتعلم وتعالج أبرز القضايا الفكرية المهمة التي تشغل بال القراء والباحثين وطلَّاب العلم، وتناقش الظَّواهر والقضايا المعاصرة وقضايا الأمة العربيَّة والإسلامية.

جناح الأزهر يناقش "التجديد في الفكر الإسلامي" و"نصر أكتوبر" بمعرض الكتاب غدا الضويني ووفد أزهري يزورون جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض الكتاب جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

استقبل الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، اليوم الأربعاء، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، بجناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

واصطحب وكيل الأزهر، رئيس الوزراء في جولة تفقدية لأركان الجناح المختلفة ومنها ركن الكتب، وركن الفتوى، وركن الخط العربي، ومقر الندوات، بالإضافة إلى مركز بيع الكتب، والذي يضم مئات الكتب فى مختلف فروع المعرفة، فضلًا عن عشرات الإصدارات التى تعرض لأول مرة، وإصدارات مختلفة مطبوعة ومترجمة لأكثر من لغة.

وأشاد رئيس الوزراء، بجناح الأزهر الشريف، وتنظيمه المتميز، مثمنا جهود الأزهر في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتيسير الخدمات المقدمة لرواد الجناح، قائلاً «شرفت اليوم بزيارة جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأدعو الله أن تواصل هذه المؤسسة العريقة نجاحها في نشر الإسلام المستنير في شتى ربوع العالم».

وتشارك مختلف قطاعات وهيئات الأزهر ومراكزه البحثية بمئات الإصدارات العلمية والكتب باللغة العربية واللغات الأجنبية وأنشطة متنوعة بالمعرض، حيث تعالج إصدارات جناح الأزهر أبرز القضايا الفكرية المهمة المعاصرة التي تشغل بالَ الباحثين وطلاب العلم، وتواجه المفاهيم المغلوطة، كما يجيب علماء الأزهر والواعظين والواعظات على أسئلة الجمهور ورواد الجناح في المسائل الدينية، وتضطلع الندوات الثقافية بالجناح بدور بارز في تقديم مناقشة فكرية عميقة بمشاركة كبار العلماء والمفكرين والكُتاب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر مركز الازهر العالمي للفتوى اليوم الدولي للتعليم معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 القاهرة الدولی الأزهر الشریف جناح الأزهر

إقرأ أيضاً:

مدير الجامع الأزهر يتفقد سير الدراسة برواق القرآن الكريم بالغربية ويوصي بانتهاج طريقة المصحف المعلم

قام مدير الجامع الأزهر بزيارة تفقدية لرواق القرآن الكريم في محافظة الغربية. تأتي هذه الزيارة في سياق متابعة سير الدراسة في مختلف فروع الرواق الأزهري وتقييم أداء الدارسين في حفظ وتلاوة القرآن الكريم.

 

وخلال الجولة، أبدى مدير الجامع الأزهر إعجابه الكبير بمستوى الأداء الذي أظهره الدارسون، مشيدًا بحماسهم واجتهادهم في حفظ وتلاوة آيات الله. كما أوصى د. عودة بانتهاج طريقة "المصحف المعلم"، التي تعتبر من الأساليب الفعالة في تعليم القرآن الكريم. وأوضح أن هذه الطريقة تسهم في ضمان تحقيق نتائج جيدة في الحفظ والتلاوة والتجويد، حيث تتيح للدارسين القدرة على فهم معاني الكلمات وطرق النطق الصحيحة.

 

وفي إطار زيارته، التقى مدير الجامع الأزهر بعدد من المحفظين برواق القرآن الكريم، حيث ناقش معهم التحديات التي تواجه العملية التعليمية والسبل الممكنة لتطويرها. وأكد على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في الاستماع إلى أئمة التلاوة وجهابذة علوم القراءات والتجويد، أمثال الشيخ الحصري والمنشاوي، واستخدام التطبيقات التعليمية والبرامج الرقمية لتعزيز تجربة الحفظ وتحسين مهاراتهم.

 

كما شدد المدير على ضرورة تقديم الدعم المستمر للدارسين، سواء من خلال توفير الموارد التعليمية المناسبة وتوفير المقارئ المستمرة، أو من خلال تنظيم ورش العمل والدورات التدريبية للمعلمين، مما يسهم في تحسين جودة التعليم القرآني.

 

وفي ختام الزيارة، قدم المدير شكره وتقديره للجهود المبذولة من قبل المحفظين والدارسين، مؤكدًا أن مثل هذه الزيارات تعكس اهتمام الرواق الأزهري بتعزيز تحفيظ القرآن الكريم في جميع أنحاء البلاد، مما يساهم في بناء جيل جديد يتمتع بفهم صحيح لكتاب الله وقِيَمه.

 

ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر

عقد الجامع الأزهر الشريف اللقاء الثاني لملتقى السيرة النبوية تحت عنوان "بشارة الميلاد وطهارة النسب الشريف". وحاضر في الملتقى أ.د نادي عبد الله، أستاذ الحديث وعلومه ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، والأستاذ الدكتور، صلاح عاشور، أستاذ التاريخ وعميد كلية اللغة العربية السابق، وأدار اللقاء فضيلة الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.

 

في البداية قال د. نادي عبدالله المولى عزَّ وجلّ يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس. فاصطفى أنبيائه من لدن آدم عليه السلام، اختياراً فيه صفوة وفضل ومنة، إلى أن جمع كل الفضائل في خاتمهم سيدنا محمد ﷺ.

 

وبيّن أستاذ الحديث وعلومه أن شرف نسب وطهارة شخص النبي ﷺ أمر واضح فهو ﷺ ذكره الله وطهره في كل أموره. في عقله هداية ورشد لأنه يلتقي بوحي السماء، وقلبه قد حفظه ربه. حينما كان يتنزل عليه جبريل بآيات القرآن كان يتعجل ويحرك لسانه خشية أن ينساه، فقال له المولى تبارك وتعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾. جمع الله كل الأنوار وكل الأسرار في قلب نبينا المختار ﷺ، وزكي نطقه وقوله، فهو لا ينطق إلا حقاً، ليس سباباً ولا لعاناً، ولا بفاحش في القول، بل كان ﷺ كل ما يقوله حق. وزكَّاه في فؤاده وشرح له صدره، وكمَّله بصفات الجمال والكمال، وطهره من الذنوب والأوزار. ثم مدحه وزكاه كله فقال:﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.

أما عن نسبه ﷺ وطهارة هذا النسب الطاهر يتحدث النبي ﷺ بنفسه عن طهارة نسبه المبارك. هذا اللؤلؤ الذي جرت خرزاته النقية الطاهرة من أول سيدنا آدم الى أبويه ﷺ. يقول ﷺ: (إن اللهَ اصطفى كنانةَ من ولدِ إسماعيلَ، واصطفى قريشًا من كنانةَ، واصطفى من قريشٍ بني هاشمٍ، واصطفاني من بني هاشمٍ). وجد ﷺ في قوم غلبت عليهم نفوسهم، وتغيرت فيهم الفطرة فكانوا يأتون بأشياء من أفعال الجاهلية كوأد البنات، وأكل حق الضعيف، وأمور غير أخلاقية تفشت في مجتمعاتهم. فكانت مهمة النبي ﷺ أمر ثقال وهى أن يخرج هذه النفوس من ظلماتها لاستقبال وحي الله عزّ وجلَّ ونور النبوة العطر. أراد النبي ﷺ أن يخلص تلك النفوس من هواها ومن شهواتها لتنغمس في حب الله ورسوله.  فأوجد طائفة من المؤمنين أحبوا الله ورسوله أكثر من حبهم لأنفسهم وأولادهم وزوجاتهم، وأحدث ﷺ تغييراً جذرياً في مجتمع عصبي همجي ليصبح مجتمعاً قائداً ورائداً.

 

وأوضح د. نادي أنه حين نتحدث عن شرف نسبه ﷺ وطهارته لابد أن نأخذ من وصفه الشريف، وأن نتخلق من خُلقه العظيم. يقول ﷺ: (آلُ محمَّدٍ كلُّ تقيٍّ)، فكل من اتقى الله وطهر قلبه وخلقه نال من نسب سيدنا رسول الله ﷺ. وكل نسب ينقطع يوم القيامة إلا من انتسب إلى سيدنا محمد ﷺ، انتسب إليه بالعمل الصالح، وأن يهتدي بهديه، ويقتدي بخلقه، موصياً بالاقتداء بأخلاق رسول الله ﷺ، واتباع وسنته، والسير على نهجه، وأن تصبغ الأمة نفسها في شرع المولي تبارك وتعالى، ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ﴾.

 

من جانبه أوضح د. صلاح عاشور أن الحديث عن مولده ﷺ حديث عطر وماتع. فبشارة مولده ﷺ التي أكد المؤرخون على أنها كانت حقيقة ثابتة، أثبتها كثير من المؤرخين من خلال الأمور التي وقعت قبل ميلاده ﷺ وكانت تنبئ فعلا باقتراب ظهور رسالة سماوية في هذه الأرض، وفي هذه البقعة المباركة من الجزيرة العربية -مكة المكرمة- كما كان يوجد أشخاص يرون أن ما عليه قومهم هو باطل، وأن عبادة الأصنام والأحجار لا تفيد ولا تنفع. كانوا يعرفون بالأحناف ومنهم قص بن ساعده، وزيد بن عمرو بن نوفيل. كما توجد بعض الأمور التاريخية التي تؤكد على أن هناك رسول سيبعث منها حادثة الفيل. كانت كل هذه مؤشرات تؤكد على اقتراب ظهور دين جديد ونبي جديد فتهيأت له المنطقة.

 

وأشار أستاذ التاريخ إلى أنه منذ بزوغ فجر الإسلام تغيرت كثير من المفاهيم التي كانت سائدة في العالم قبل قدوم الإسلام، حيث قدم منهجاً وفكراً جديدين، غيرا تلك المفاهيم المغلوطة. ويكفي أن الإسلام خلص العالم من ذلك الارتكاز الذي كانت فيه البشرية قبل ظهور الإسلام. جاء الإسلام ليخلص العالم من الفساد الذي كان موجوداً قبل الإسلام، وأخرج الإسلام العرب من الجزيرة العربية إلى شتى بقاع الدنيا لنشر علوم الدين وجعلهم أمة ذات شأن. والمتدبر فى القرآن الكريم يجده يؤكد على أن الدين عند الله الإسلام وما دون ذلك فليس هو الدين الصحيح.

 

وفى ذات السياق ذكر الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، أن ميلاد النبي ﷺ كان ضرورة للبشر كافة، كما بعث أيضاً للناس كافة، فكانت به تمام الرسالات. ولذلك كانت دعوة سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. فرسول الله ﷺ دعوة سيدنا إبراهيم، وبشارة الرسل من بعده، وبه تمت الرسالات. وكان ميلاده ﷺ ميلاد النور. يقول ﷺ: (مَثَلِي ومَثَلُ الأنْبِياءِ مِن قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيانًا فأحْسَنَهُ وأَجْمَلَهُ، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ مِن زَواياهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ به ويَعْجَبُونَ له ويقولونَ: هَلّا وُضِعَتْ هذِه اللَّبِنَةُ قالَ فأنا اللَّبِنَةُ، وأنا خاتَمُ النبيِّينَ.) فكانت هذه بشارة ميلاد الهدى والنور ﷺ.

 

مقالات مشابهة

  • تفاصيل البرنامج التدريبي حول الخطة الاستراتيجية للتعليم الأزهري قبل الجامعي
  • رحلة العمل الإنساني على أرض الكويت في جناح خاص بمعرض الكتاب الـ 47
  • إقبال كبير على جناح شبكة النماء اليمنية YDN بمعرض اتحاد منظمات العالم الإسلامي
  • وظائف مدرسين بالحصة في الأزهر الشريف.. اعرف الشروط وموعد التقديم
  • التسامح في الإسلام.. ندوة لـ”خريجي الأزهر” بتشاد
  • مدير الجامع الأزهر يتفقد سير الدراسة برواق القرآن الكريم بالغربية ويوصي بانتهاج طريقة المصحف المعلم
  • الأزهر تحتفل بالذكرى السابعة عشرة لتأسيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بمطروح
  • افتتاح جناح مصري بمعرض الكويت الدولي للكتاب 2024
  • موعد امتحانات الترم الأول لـ«صفوف النقل» في الأزهر الشريف 2024-2025
  • التفاصيل الكاملة للتقديم في بعثة حج الأزهر الشريف 2025