سلطان بن محمد.. قائد مسيرة المجلس التنفيذي بجدارة وتميز
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
إعداد: جيهان شعيب
تشهد الشارقة بالدور التنموي اللافت والمقدر من سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي، ورئيس مجلس «أكاديمية العلوم الشرطية»، وسبق لسموّه تولي منصب رئيس مجلس إدارة مصرف الشارقة الإسلامي لنحو ثمانية عشر عاماً.
وعلى الدوام يتواصل اعتزاز مجتمع الإمارة بولاية سموّه عهدها منذ 11 مايو 1999، بناء على المرسوم الأميري الذي أصدره صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحينذاك رفع برقية شكر وولاء إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، قائلاً «أتشرّف بحمل تلك الأمانة الكبيرة التي وضعتموها في عنقي.
على مدار 16 عاماً، وتحديداً منذ عام 2008 يترأس سموّه المجلس التنفيذي للإمارة، الذي أسس بموجب المرسوم الأميري رقم (1) لسنة 2008، الذي أصدره صاحب السموّ حاكم الشارقة، ويعدّ السلطة التنفيذية العليا بالإمارة، وينفّذ السياسات، والبرامج التنموية في الإمارة ويطوّرها، لرفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي فيها. ويشمل دوره الإشراف على القضايا الإدارية والتنفيذية، وتقديم الاقتراحات، والتوصيات لحكومة الشارقة. كما تتضمن أهداف المجلس تعزيز التنمية المستدامة في الإمارة، وتحسين الخدمات، وتعزيز التعاون بين الدوائر الحكومية والخاصة، وضمان تحقيق الأهداف الاقتصادية، والاجتماعية.
الصورةويعمل سموّه، على توجيه أعضاء المجلس لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة، وتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، بما يعزز القدرات التنافسية للإمارة، ويوفر جودة الحياة لمواطنيها، وقاطنيها، وفق أعلى معايير التنمية المستدامة، كما يتابع سموّه تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في الإمارة، ويوجّه مسؤولي الجهات الحكومية فيها، إلى تعزيز الريادة، والمحافظة على التميّز، وتوظيف الإبداع والابتكار في مختلف المبادرات والمشاريع، لتكريس مكانتها، المشهودة محلياً وخارجياً، وبما يعود بالنفع على مواطنيها ومقيميها.
قرارات وتشريعات
ودائما توضح أقوال سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، أسس العمل المعتمدة للنهوض بالإمارة، وفق بنود ومبادئ واضحة، ومن قوله في ذلك «نعمل في الشارقة وفق موجهات رئيسية، تستهدف تحقيق التنمية في مختلف المجالات عبر سياسات، وخطط واضحة الرؤى، تعمل عليها كل الدوائر، والهيئات الحكومية، ضمن منظومة متكاملة في العمل الحكومي الرائد»، فيما تأتي القرارات التي اقرها المجلس التنفيذي، والتشريعات التي اعتمدها، لتؤكد تميز مسيرته الحافلة بأداءات مشهودة.
ومن بعض الاعتمادات، والقرارات المهمة للمجلس التنفيذي على مدار الفترة الماضية، وبناء على توجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، اعتمد سموّ الشيخ سلطان بن محمد، 100 مليون درهم للضباط وصف الضباط والأفراد كافة في القيادة العامة لشرطة الشارقة الذين شملهم قرار الترقيات التي اعتمدها «المجلس التنفيذي»، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة قائمة مستحقي الترقي للرتب التي تلي رتبهم من مرتب القيادة العامة لشرطة الشارقة و«أكاديمية العلوم الشرطية» البالغ عددهم (711)، منهم (205) ضباط، و(506) صف الضباط وأفراد، وترقية (261) من مستحقي الترقية المالية.
واعتمد المجلس تعديل قانون تنظيم «أكاديمية العلوم الشرطية»، وأقر دليل المزارع النموذجية، واعتمد تجديد وثيقة التأمين الصحي لموظفي الحكومة، وناقش تطوير التشريعات والأنظمة لمختلف القطاعات، واعتمد الدفعة ال 3 لمستحقي الدعم السكني لعام 2023، وخفض رسوم البيع والشراء بمعرض الشارقة العقاري 2024، وبحث جهود تعزيز السياحة البيئية في الإمارة، إلى جانب عمل أمانة المجلس، على تعزيز خدمة الرهن العقاري ل «التسجيل العقاري»، وإقرار المجلس منح المساعدات لملاك المساكن المتضررة من الكوارث الطبيعية في الإمارة.
اعتمادات مهمة
وتوالت مقترحات المجلس، ومنها مقترح نظام إدارة أصول الطرق في الإمارة، وإطلاق مشروع تطوير الخدمات ذات الأولوية، وتشكيل اللجنة الدائمة لفاقدي الرعاية الاجتماعية، ومناقشة منظومة إجراء الدراسات والبحوث الإحصائية، واعتماد مقترح برامج التمويل الجديدة في مؤسسة «رواد»، وتمديد تعهيد خدمات توثيق معاملات الشركات التجارية في الإمارة، واستحداثه مواد قانونية للمرسوم الخاص بإنشاء «الشارقة الصحية»، وإصداره قراراً بتنظيم المنشآت والأنشطة الإسلامية، واعتماد الدفعة الثانية للمستفيدين من الدعم السكني، وخصم 50% من قيمة مخالفات عدم تجديد التراخيص، واعتماده مشروع برنامج الترميز الجيني.
ومن الاعتمادات البارزة اعتماد اتفاقية تسيير خدمة النقل الجماعي للركاب بين إمارة الشارقة ومحافظة مسقط في سلطنة عُمان، التي تأتي من منطلق تعزيز التعاون، وتطويره بين الجانبين لخدمة القطاع اللوجستي، وبحسب الاتفاقية التي ستوقع بين هيئة الطرق والمواصلات بالشارقة، وشركة النقل الوطنية العمانية «مواصلات»، ستوفّر خدمة النقل الجماعي، وتسيّر رحلات يومية من محطة الجبيل في الشارقة إلى محطة حافلات العذيبة في مسقط والعكس. واعتماد المجلس إعفاء 102 مشروع من المشاريع الريادية المدعومة من مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية «رواد» بنسبة 50 % من رسوم الجهات الحكومية ولمدة سنتين، وتبلغ قيمتها الإجمالية 1.086 مليون درهم، من مختلف أنواع الأنشطة الاقتصادية والمتوزعة على مدن الإمارة ومناطقها، والكثير غير ذلك.
استحقاق كبير
ولا ينقطع تأكيد سموّ الشيخ سلطان بن محمد، ما حُظيت به إمارة الشارقة خلال سنوات حكم صاحب السموّ حاكم الشارقة، من تنمية ونمو وتطور طال مختلف الحقول، بما يمثّل خلاصة معارف، وتجارب، وتواضع سموّه، الذي يعدّ استحقاقاً كبيراً لأهل الإمارة الذين يعرفون حقّ المعرفة، مقدار إنجاز سموّه وعمله واجتهاده، وقيادته للشارقة، ومدى الجهود والاهتمام الكبير الذي أسهم في الارتقاء بحياة الناس، والتوجيهات السديدة لسموّه للعاملين كافة في مختلف المؤسسات، وللآباء والأمهات، وقيادات المجتمع لتواصل الشارقة تطورها وتقدمها.
وفي كلمة من سموّه - حين الاحتفاء بمرور 50 عاماً على تولي صاحب السموّ حاكم الشارقة مقاليد الحكم في الإمارة قال: «في بواكير سنوات تولي صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مسؤولية الإمارة كانت الفكرة تُعانقُ السماء، والطُّموح يلامسُ الأعالي، والعزم يوافقُ الجهود، وكان ذلك هو المشروعُ الإنساني الكبير، منذ أن بدأت الشارقة عهداً جديداً مع التنمية الشاملة بقيادة سموّه.. عهدٌ ووعدٌ تواثقَ عليه الجميع، برؤى سموّه الثاقبة على بناء مجتمع، يحملُ مواصفات التقدم والتطور ومقوماتهما، وكذلك المستقبل الذي عمل سموّه على إضاءته بكل القوة، والإرادة، ليتوالى العمل الكبير في الشارقة مُكلّلاً بالمعرفة العميقة، والنظرة الحكيمة لسموّه ففاضَ، وأجرى أنهراً من العطاء الجزيل، ليشمل إلى جانب أهل الشارقة الكثير من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، في مختلف المجالات الثقافية والفنية والمسرحية والتراثية والصحية والتعليمية وغيرها».
الصورةوثمن سموّه تجربة إمارة الشارقة المتميزة طوال الأعوام الماضية، بفضل عمل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على إرساء قواعد رئيسية في قيادة المجتمعات، بدأت بترسيخ قواعد العمل الحكومي المنظم، ومبادئ الشورى، والمشاركة بإنشاء المجلس التنفيذي لمتابعة إنجاز خطط، وسياسات، برامج التنمية لكل المؤسسات الحكومية، وإعلان المجلس الاستشاري، كونه أحد النماذج الحديثة، لتطوير العمل الحكومي، إلى جانب مجالس شورى الأطفال، والشباب، والكثير من المجالس واللجان المتخصصة، لتكون مجالاتٍ مفتوحة للمشاركة الواسعة، لأبناء وبنات الإمارة كافة في مختلف الشؤون العامة.
اعتزاز وفخر
لا يدّخر سموّ الشيخ سلطان بن محمد، وسعاً في إظهار كامل فخره بوطنه الإمارات، أرض زايد الخير، وكذا بشعبها، على اختلاف فئاته. وسموّه دائم السبق بالتعبير عن ذلك في المناسبات الوطنية، فحين الاحتفاء بيوم العَلَم في 3 نوفمبر، قال: «عَلَم الإمارات ظلّ طوال مسيرة الدولة في أرفع المستويات، والمحافل التي شاركت بها الدولة، ليعكس طموحها العالي، وشموخ شعبها، والمواقف المشرفة للقيادة، ويمثل رمزاً سامياً يعبر عن وحدة الاتحاد، والأسس الرصينة التي تقوم عليها الدولة».
وحين إعلان التشكيلة الجديدة لمجلس الشارقة للشباب في دورته الخامسة، أكد سموّه، أن شباب إمارات هم العنصر الأساسي في خطط التنمية، والتقدم التي تتبنّاها دولة الإمارات، حيث تسهم جهودهم في تحقيق جميع الأهداف المرجوّة، والوصول بمكانة الدولة إلى أرفع المستويات، قائلاً «إن طموحات الشباب وهمّتهم العالية تعكس الصورة المستقبلية التي ستكون عليها دولة الإمارات، فهم من سيقودون دفة التطور، والتقدم، إلى الاستمرار في المسارات الصحيحة، التي وضعها قادة ومؤسسو دولتنا».
وأضاف سموّه «نعمل في حكومة الشارقة بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على دعم الشباب، وتوفير متطلباتهم كافة، ووضعها ضمن جميع المشروعات، والمبادرات التنموية، وتنفيذ برامج متخصصة، تسهم في رعايتهم، وتنمية مهاراتهم، وقدراتهم».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشیخ سلطان بن محمد المجلس التنفیذی فی الإمارة فی مختلف
إقرأ أيضاً:
سلطان بن أحمد القاسمي: الاستجابة للحالة الإنسانية للفلسطينيين تتطلب حشداً للجهود والإمكانات
عمّان- وام
أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، أن الاستجابة للحالة الإنسانية المتفاقمة للأشقاء الفلسطينيين بشكل عام وتحديداً في قطاع غزة، تتطلب حشد الجهود والإمكانات لتنفيذ مشروعات تنموية مستدامة في قطاعات الصحة والتعليم والأمن الغذائي، تسهم في توفير مقدرات الحياة الأساسية للمجتمع الفلسطيني، داعياً سموه أهل العطاء والخير أفراداً ومؤسسات إلى الإسهام في هذه الجهود التي تجسد الواجب الإنساني الأسمى تجاه الضحايا من لاجئين ومهجرين ومتضررين.
جاء ذلك خلال زيارة سموه مخيم «ماركا» للاجئين الفلسطينيين الذي يستضيف أكثر من 70 ألف لاجئ فلسطيني، وعدد من المؤسسات الإنسانية في المملكة الأردنية الهاشمية، على رأس وفد من إمارة الشارقة ضم عدداً من المسؤولين، وممثلين عن مؤسسة القلب الكبير والدوائر الحكومية والشركات الخاصة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بهدف الاطلاع على أفضل نماذج المشروعات الإنسانية المستدامة، وبشكل خاص في قطاعات الصحة والتعليم والأمن الغذائي، إلى جانب أشكال الإغاثة العاجلة الأخرى، وحشد الدعم وتعبئة الموارد البشرية والمادية لتنفيذ هذه النماذج من المشروعات في قطاع غزة والدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين، بشكل يضمن فاعليتها واستدامتها وقدرتها على الاستجابة للاحتياجات الحيوية للضحايا والمتضررين من الشعب الفلسطيني.
وشدد سموه على أن الألم الذي طال فلسطين شعباً وأرضاً أكبر من أن يوصف وأن أبسط واجباتنا هو أن نكون قادرين على تقديم المساندة وحشد الجهود الإنسانية كافة في هذا الصدد، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً كانت وستبقى دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني، مشيداً سموه بالدور الإنساني الممتد منذ عقود طويلة للمملكة الأردنية الهاشمية التي تحتضن أكثر من أربعة ملايين لاجئ من الفلسطينيين ودول عربية أخرى وتقدم لهم كل إمكانات الحياة والعيش الكريم.
وقال سموه: «يعاني الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة التهجير والنزوح واللجوء ويواجه الأهالي في قطاع غزة، حالياً، أقسى أنواع المعاناة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة التي أفقدتهم حاضنتهم الاجتماعية والمؤسساتية وحرمتهم من أبسط الحقوق الإنسانية بما فيها التعليم والرعاية الصحية والخدمات العامة، لذلك نحن نركز في جهودنا الإنسانية إلى جانب الإغاثات العاجلة على الإسهام بمشاريع مستدامة تساند الأهالي والأجيال المقبلة من خلال الصحة والتعليم، لأن الصحة تعني مجتمعات فاعلة وحيوية، بينما ينقذ التعليم الأجيال المقبلة من الآثار المعنوية والمادية التي تتركها الأحداث المأساوية على المجتمعات والتي قد تستمر لسنوات طويلة حتى ولو تبدلت الظروف نحو الأفضل».
وأضاف أن هذه المرحلة تعد اختباراً لمنظومة العمل الإنساني كاملة وقدرتها على القيام بواجبها مهما كانت الظروف صعبة، وأن مهمتنا في هذه المرحلة أن نبذل كل الجهود ومعنا كل المخلصين في هذا العالم من أجل أن تستمر المنظومة الإنسانية في أداء واجبها ومهمتها، فالعمل الإنساني واجب ديني وأخلاقي وحق للمستضعفين والمحتاجين علينا جميعاً.
وتشكل هذه الزيارة، امتداداً لحملة «لأطفال الزيتون» التي أطلقتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، خلال شهر رمضان الماضي، بهدف توفير الدعم والرعاية الشاملة لأكثر من 20 ألف طفل يتيم يعيشون داخل قطاع غزة، حيث تضمن لهم الحملة حقهم في التعليم، والرعاية الصحية والنفسية، والتغذية، والمأوى.
وتضمّن البرنامج زيارة مدرسة إناث ماركا الإعدادية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»؛ حيث التقى سموه وفداً من الوكالة ضم نتالي بوكلي، نائبة المفوض العام لـ«الأونروا»، وأولاف بيكر، مدير شؤون «الأونروا» في المملكة الأردنية الهاشمية، والمهندس رفيق خرفان، المدير العام لدائرة الشؤون الفلسطينية في وزارة الخارجية الأردنية، وعدداً من مسؤولي الوكالة، وبحث معهم آليات التعاون وتعزيز الشراكات من أجل دعم المساعي والمشاريع الإنسانية التي تستهدف الفلسطينيين في غزة واللاجئين في الأردن وبشكل خاص في مجالات الصحة والتعليم والدعم المجتمعي.
وتجول سموه في الصفوف الدراسية ملتقياً الكوادر التعليمية والطالبات ومطلعاً على سير العملية التدريسية وآليات تطوير المدرسة وأبرز المختبرات والمرافق التي تضمها لتقدم التجارب العلمية المختبرية التي تدعم عملية التعليم، والاحتياجات المستقبلية للمخيم من المرافق التعليمية.
كما التقى سموه عدداً من الطالبات والطلاب ممثلي «البرلمان الطلابي» في مخيم ماركا واستمع منهم إلى شرح حول مسار عملية التعليم والتحديات التي يواجهها الطلبة، إضافة إلى احتياجاتهم الأكاديمية التي ترتقي بعملية التعليم وترفع من كفاءتها لمواكبة التطورات المتسارعة في المجالات كافة.
وانتقل سمو نائب حاكم الشارقة بعدها إلى مشروع الأمن الغذائي التابع لمنظمة «أنيرا» الإنسانية، التي تُعنى بدعم اللاجئين والمتضررين من النزاعات في لبنان وسوريا والأردن؛ حيث تعرف إلى تفاصيل المشروع الذي يركز في نموذج عمله على استثمار المساعدات والدعم من أجل تطوير قدرات تجمعات اللاجئين على إنتاج الغذاء بأنفسهم من خلال المزارع والبيوت البلاستيكية التي تؤمن المنتجات الزراعية على مدار العام.
ويتناغم هذا النموذج مع مستهدفات المشروعات التنموية المستدامة للقلب الكبير التي تخطط لتنفيذها في قطاع غزة لما لها من أهمية في تعزيز القدرات الذاتية لتجمعات اللاجئين والنازحين للنهوض بواقعهم اليومي وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي فقط؛ إذ يعد غياب الغذاء من أسرع المآسي الإنسانية تفاقماً وأثراً في المجتمعات عند اندلاع الصراعات والنزاعات أو وقوع الكوارث.
واطلع سموه على طرق الزراعة في مشروع الأمن الغذائي وأبرز المنتجات الزراعية التي تتم زراعتها باستخدام أساليب حديثة توفر من كميات المياه والتربة مع استدامتها في الإنتاج، ما يحقق أهداف المشروع في توفير الغذاء للمتضررين وتحقيق الأمن الغذائي.
بعد ذلك زار سمو المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير والوفد المرافق، مؤسسة «التعاون الفلسطينية»، المؤسسة الشريكة لـ «القلب الكبير» في الحملة الإنسانية «لأطفال الزيتون»، حيث عقد لقاءً تشاورياً لبحث مستجدات المساعي الإنسانية التي تستهدف اللاجئين الفلسطينيين في الأردن والنازحين في غزة والضفة الغربية على ضوء التداعيات المأساوية المستمرة، وسبل الاستجابة السريعة بما يضمن تأمين الشروط الأساسية للحياة، إلى جانب وضع تصورات مستقبلية للعمل على توفير الخدمات الحيوية الرئيسة في المجالات كافة.
واطلع سموه والوفد خلال الزيارة على عدد من المواد المرئية التي تم تصويرها من داخل قطاع غزة وتبين الواقع المؤلم والمعاناة التي يعيشها الأهالي هناك وتظهر حرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية.
وألقى الدكتور نبيل القدومي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعاون، خلال اللقاء، كلمة رحب فيها بسمو نائب حاكم الشارقة والوفد المرافق له، مشيداً بالجهود الكبيرة لمؤسسة القلب الكبير والشراكة الإنسانية المثمرة مع مؤسسة التعاون في خدمة اللاجئين.
واستعرض مجلس إدارة مؤسسة التعاون أمام سموه والوفد، برنامج نور لرعاية الأيتام الذي أطلقته المؤسسة في قطاع غزة؛ حيث وصل عدد الأيتام جراء الحرب إلى أكثر من 39 ألف طفل، واستمع الوفد إلى مجموعة من المداخلات المصورة والمباشرة للعاملين في البرنامج من قطاع غزة وجمهورية مصر العربية.
واختتم سموه برنامج الزيارة باجتماع مع الوفد المرافق تمت خلاله مناقشة نتائج الزيارات وبحث أفضل نماذج العمل الإنساني المطبقة في مخيمات اللاجئين في الأردن، وكيفية نقل تجربتها إلى اللاجئين والنازحين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً سموه إلى أن العالم اليوم بحاجة ماسة لتطوير البرامج والمبادرات الإنسانية بما يتلاءم مع الحالة غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة.
وضم وفد الشارقة المرافق لسمو المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير كلاً من الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ سلطان بن سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، واللواء عبدالله مبارك بن عامر، قائد عام شرطة الشارقة، وبدر جعفر، المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية، عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة القلب الكبير، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، ومريم الحمادي، مدير عام مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة القلب الكبير، وراشد عبدالله العوبد، مدير مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، وعلياء عبيد المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير، وعدد من مسؤولي وممثلي الشركات الخاصة الداعمين.
وتعد «مؤسسة القلب الكبير» من أبرز المؤسسات الإنسانية العالمية التي تواصل حملات الدعم والمساندة للأهالي الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي مخيمات اللجوء بالدول المستضيفة، عبر مجموعة واسعة من المشروعات التنموية في قطاعات حيوية عدّة.