المجلات الثقافية.. رافعة التنوير
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
يقوم مشروع الشارقة الثقافي على نشر المعرفة وتزويد الإنسان العربي بأدوات تمكّنه من أن يتعامل مع هذه اللحظة الحضارية التي يعيشها بوعي بنّاء، ومن أجل ذلك، وجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، المؤسسات الثقافية بإصدار المجلات ونشر الكتب واتخاذ الوسائل والوسائط المتعددة، التي يمكنها أن توصل المعرفة إلى المتلقي العربي في كل مكان.
ولم يأت اهتمام الشارقة بالنشر من فراغ، فقد كان لها تاريخ طويل في إصدار الصحف والدوريات، وشكّل بيت حاكم الشارقة ومجالس رجالها منذ بداية القرن الماضي، منتديات تصل إليها عبر نشاط تجارها، بعض المجلات والدوريات والكتب التي تصدر في كبريات المدن العربية، وقد شجع ذلك بعض مثقفي الإمارة في تلك الأيام على المبادرة بإصدار المجلات.
كان إبراهيم محمد المدفع، هو أول من أصدر صحيفة، وكانت بعنوان «عُمان» في عام 1927، وكانت تنسخ باليد وتوزع على أعيان المدينة ومثقفيها، ثمّ أسس صحيفة ثانية بعنوان «العمود» عام 1932، وكذلك ظهرت صحيفة تسمى «صوت العصافير» في الثلاثينات، وأخرى تسمى «الديار» في ستينات القرن الماضي.ومنذ تولي صاحب السمو حاكم الشارقة حكم الإمارة، بدأت توضع الخطط لما سيعرف بمشروع الشارقة الثقافي الذي جعلها إمارة الثقافة في الوطن العربي، وكان من مظاهره مشاريع ثقافية كبيرة عمت الوطن العربي بأكمله، وتتابع ظهورها وتواصلت على مدى عقود.
وفي خضم تلك المشاريع، ظهرت تباعاً المجلات الثقافية لتدعم المشروع وتقويه وتروج للثقافة، وكان لدائرة الثقافة النصيب الأوفر منها، حيث أصدرت عام 1993 مجلة «الرافد» التي أحدثت حراكاً ثقافياً كبيراً، وأصبحت توزع على اتساع خريطة الوطن العربي، ويكتب فيها خيرة الكتّاب العرب، وأسست على مدى ربع قرن جمهوراً من القراء المثقفين المتابعين لما تنشره، وأسهمت في تنوير الساحة العربية بالجديد في مجال المعرفة، حتى عام 2017، عندما أصدرت الدائرة مجلتها الثانية «الشارقة الثقافية».
وتبنت المجلة الجديدة توجهاً يقضي بأن تخصص «الرافد» لمتابعة المشهد الثقافي المحلي، رصداً وتحليلاً، من أجل إنارة الجمهور بمختلف جوانب المشروع الثقافي للإمارة، وأما مجلة «الشارقة الثقافية»، فخصصت للمشهد الثقافي العربي الشامل، مركزة على الثقافة واللغة العربيتين، وعلى إقامة جسور للتواصل الفكري والمعرفي مع الفعاليات الثقافية المحلية والعربية والدولية.
كما أصدرت دائرة الثقافة، وموازاة مع النشاط المسرحي الكبير والواسع الذي تقوم به على مدى عقود، مجلة «المسرح»، لرصد الظاهرة المسرحية عربياً وعالمياً، وتسعى إلى توثيق الحياة المسرحية العربية، كما أنها معنية بالبحوث والدراسات والوثائق وعرض الكتب والمتابعات والترجمات والتوثيق.
وفي مطلع عام 2019، أصدرت الدائرة مجلة «القوافي» المتخصصة في الشعر الفصيح، ومجلة «الحِيرة من الشارقة» المتخصصة في الشعر النبطي، لكي تسهما في رصد المشهد الثقافي المحلي والعربي ومتابعته وتحليله، وتحتفيا بالشعر ومبدعيه. وفي مطلع أكتوبر 2019، أضافت الدائرة مجلتين شهريتين أخريين، هما «الشرقية» و«الوسطى»، وتعنيان بالمنطقتين الشرقية والوسطى من إمارة الشارقة، وتركزان على المشهد التنموي والثقافي فيهما.
وتواكب المؤسسات الثقافية الأخرى المشهد المحلي والعربي بإصدارات متنوعة من المجلات المتخصصة، منها في مجال المسرح مجلة «المسرح العربي» التي تصدرها الهيئة العربية للمسرح، وتعنى بالمسرح بشكل عام، من خلال متابعات مكثفة لكل أحداثه، ومعالجات نقدية ودراسات بحثية، وتعمل على تطوير الحركة المسرحية في الوطن العربي.
كذلك تصدر جمعية المسرحيين الإماراتيين مجلة «كواليس» التي تهتم بمتابعة الشأن المحلي بشكل خاص، والإضاءة على المسرحيين المحليين.
وفي مجال التراث، يُصدر معهد الشارقة للتراث مجلتين، هما: مجلة «مراود» التي تسعى لتحقيق المتعة والفائدة للقارئ، بما تحويه من موضوعات وأفكار تلامس مختلف جوانب التراث الثقافي في الإمارات، ومجلة «الموروث»، وهي مجلة علمية فصلية تعنى بالدراسات والبحوث المتعلقة بالتراث العربي عموماً.
وفي مجال صناعة الكتاب، تُصدر هيئة الشارقة للكتاب منذ عام 2017، مجلة «الناشر الأسبوعي»، المتخصصة في شؤون النشر وصناعة الكِتاب، وتتضمن دراسات ومقالات وحوارات وأخباراً ومراجعات للكتب، كما أصدر مجمع اللغة العربية بالشارقة مجلة «مجمع اللغة العربية بالشارقة» التي تعنى بشؤون اللسان العربي ودراساته.
وعلى مستوى المؤسسات والدوائر الحكومية، تتبنى الدوائر المختلفة إصدار مجلات متخصصة ترصد وتواكب ما تقوم به تلك المؤسسات من أعمال، ومن أهمهما مجلة «مرامي» الصادرة عن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، التي تعنى بشؤون الأسرة والطفل.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الوطن العربی فی مجال
إقرأ أيضاً:
طلاب بولنديون يستعرضون تجربة تعلمهم «مجمع اللغة العربية بالشارقة»
الشارقة (الاتحاد) شهدت فعاليات «معرض الشارقة الدولي للكتاب» في دورته الـ43، ندوة حوارية بعنوان «اللغة العربية في عيون الطلاب البولنديين»، للإضاءة على تجربة الطلاب البولنديين في تعلم اللغة العربية في مجمع اللغة العربية بالشارقة، بمشاركة الدكتورة بربارا ميخالاك بيكولسكا، رئيسة قسم اللغة العربية ومديرة معهد الاستشراق في جامعة ياجيلونسكي بمدينة كراكوف، بولندا، وعدد من الطلاب البولنديين، وقدمتها هبة هشام، الباحثة اللغوية في مجمع اللغة العربية بالشارقة. وشهدت الندوة حضور نخبة من الكوادر الإدارية في جامعة ياجيلونسكي، وأبرزهم البروفيسور ياروسواف جورنياك، رئيس جامعة ياجيلونسكي للعلاقات الدولية، والبروفيسور وادسيفا فيتاليش، عميد كلية الآداب في الجامعة، والدكتورة أغنيشكا بالكالاسيك، بروفيسورة قسم اللغة العربية في الجامعة، إلى جانب ثلاثة من الطلاب البولنديين الموفدين إلى الشارقة. واستهلت الدكتورة بربارا الندوة باستعراض العلاقات الوثيقة بين جامعة ياجيلونسكي ومجمع اللغة العربية بالشارقة، التي بدأت في عام 2018، وأضاءت على تاريخ تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة ياجيلونسكي، الذي يعود إلى عام 1919م، مما يجعله واحداً من أقدم مراكز اللغة العربية في أوروبا وأقدمها في بولندا. وحول أسباب تعلم اللغة العربية، أكد الطلاب المشاركون في الندوة أن اهتمامهم باللغة العربية يعود إلى اهتمامهم بلغات الشرق الأوسط والدراسات الاستشراقية، غنى اللغة العربية وثرائها الثقافي والمعرفي، مشيرين إلى أن أبرز المعالم التي نالت إعجابهم في الشارقة تشمل مجمع اللغة العربية بالشارقة، ومجمع القرآن الكريم بالشارقة، والمخطوطات النادرة التي يحتضنها من قرون مختلفة، إلى جانب المدينة الجامعية بالشارقة. وتناول الطلاب التحديات التي واجهتهم خلال تعلم اللغة العربية، ومنها الاستماع، واختلاف الحروف الأبجدية العربية عن حروف اللغات الأوروبية، ومخارج نطق حروف اللغة العربية، وكثرة المفردات المترادفة عموماً والتي تختلف بمعانيها الدقيقة، واختلاف اللهجات العربية العامية، التي تعلموا منها اللهجتين السورية والمصرية، مؤكدين أنهم يفضلون العربية الفصحى. وشدد الطلاب على أن اللغة العربية شكلت مفتاحاً لفهم الثقافة العربية، وأن بعض المفردات العربية وجدت طريقها إلى اللغة البولندية، مثل كلمة «أدميرال»، والتي تعني «أمير ال»، مشيرين إلى تأثير اللغة العربية على الثقافات الأوروبية، حيث لعبت عملية الترجمة في «بيت الحكمة» التاريخي ببغداد دوراً بارزاً في تطور الفلسفة والعلوم الأوروبية.