صحيفة الخليج:
2024-09-19@14:10:04 GMT

سلطان.. إنسانية وحكمة وعطاء

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

سلطان.. إنسانية وحكمة وعطاء

إعداد: جيهان شعيب

إنسانية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تتوازى بحكمته، وتشكل كيانه السامي، الذي تحتفي الإمارة اليوم بمرور 52 عاماً على توليه مقاليد حكمها في 25 يناير 1972، لتمرّ الأعوام ما بين رحمته ورأفته، وعطاءاته الطيبة، وإنجازاته المتوالية للإمارة، التي صعد بها إلى مصافّ المدن المتقدمة، بما عمل عليه من ترسيخ بنيتها التحتية، وشمولها بمشروعات تنموية ناهضة عمّت جوانب مدنها، وتوفيره أحوال العيش الكريم لمواطنيها، على اختلاف فئاتهم، مع تيسير سبل الراحة المعيشية، والحياتية لهم.

سلطان الإنسانية طالما كان ولايزال كلاً لا يتجزّأ، في جميع ما يصدر منه وعنه، فيدُه ممدودة دوماً بالخير، وهدفه الأساسي إدخال السعادة في قلوب أبناء الإمارة، ومن يعيشون على أرضها، دون تصنيف أو انحياز، فعطاؤه الكبير، لا يفرق بين أحد، وميزان عدله يتساوى فيه الجميع، وهكذا دأب سلطان العطف، والحنوّ الذي أشرق وجه الحياة بولادته في 2 يوليو 1939.

الابن الثالث

وسلطان الرحمة، هو الابن الثالث للشيخ محمد بن صقر بن خالد بن سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، هو الحاكم الثامن عشر لإمارة الشارقة من حكم القواسم الذي يعود إلى عام 1600 ميلادية.

رحلة التعليم

وما بين الشارقة والكويت ومصر، دارت رحلة تعليم سلطان الحكمة، التي سبقتها دراسته القرآن لدى الشيخ فارس بن عبد الرحمن. ومن ثم وكان عمره تسع سنوات، بدأ تعليمه العام في عام 1948 في مدرسة «الإصلاح القاسمية». وفي عام 1954 انضم إلى المدرسة الإنجليزية الخاصة ليدرس اللغة الإنجليزية. وبين الشارقة والكويت تنقل لتلقّي التعليم الإعدادي والثانوي. وفي نهاية عام 1965 بدأ الدراسة الجامعية في كلية الزراعة بجامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1971.

وفي «جامعة إكستر» في المملكة المتحدة أكمل تعليمه العالي، وحصل منها عام 1985على الدكتوراه في التاريخ بامتياز. وفي عام 1999 التحق ب«جامعة درم» في المملكة المتحدة، وتخرج فيها حاملًا دكتوراه في الجغرافية السياسية للخليج، عن أطروحة بعنوان «صراع القوى والتجارة في الخليج من سنة 1620 حتى 1820».

ومن فبراير 1961 إلى سبتمبر 1963، عمل لمدة عامين مدرساً لمادتي الإنجليزية، والرياضيات بالمدرسة الصناعية بالشارقة، ثم ترأس البلدية عام 1965. وبعد عودته إلى الشارقة بعد إتمامه دراسته الجامعية عام 1971 تسلّم إدارة مكتب الحاكم بإمارة الشارقة. وبعد أيام قليلة من قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، تشكّل مجلس الوزراء، وعُيّن الشيخ سلطان القاسمي وزيراً للتربية والتعليم. وفي 25 يناير 1972 تسلّم مقاليد حكم إمارة الشارقة، وأصبح عضواً في المجلس الأعلى لدولة الإمارات، وعمره آنذاك 32 عاماً.

الوطنية والعلم

حب الوطن، والشغف بالعلم، والثقافة، المكونان الأساسيان لشخصية سموّه؛ فالوطنية تشرّبها منذ نعومة أظفاره، والإقبال على التعلم، وتنمية الذات جوهر تكوينه الثري بالمعرفة، والبحث، والتحليل، الذي نتاجه الدائم آراء حكيمة وشمولية، ورؤى صائبة، واعية، وانعكس ذلك على قيادته لمسيرة الإمارة على مدار 52 عاماً، حيث شهدت طفرات نهوض نوعية على الصعد كافة، أشاد بها القاصي والداني.

ألقاب مستحقة

وجرّاء ذلك حصلت الإمارة على كثير من الألقاب، منها «عاصمة الثقافة العربية» 1998، و«عاصمة الثقافة الإسلامية» 2014، لدور سموّه الكبير في دعم أركان العلم والمعرفة بها، عبر كثير من الجامعات وغيرها، لاسيما مبادرة إنشاء «الجامعة القاسمية» وهي جامعة إسلامية عربية. فضلاً عن جهده المشهود في خدمة الثقافة العربية، ومحاولة إعادة الروح بقوة إلى الشعر، والأدب العربي في الأقطار العربية، بدعم الشعراء، فضلاً عن كونه أديباً، ومحباً للشعر النبطي، وداعماً لشعرائه، ومؤرخاً، له كثير من المؤلفات في السياسة، والتاريخ، والأعمال المسرحية والأدبية.

ومن الألقاب التي حصلت عليها الشارقة، «عاصمة السياحة العربية» 2015، و«مدينة صحية» عامي 2015 و 2022، و«صديقة للطفل» 2015، و«عاصمة الصحافة العربية» 2016، و«مدينة مراعية للسنّ» 2017، و«مدينة صديقة لذوي الإعاقة الحركية والبتر» 2018، و«عاصمة عالمية للكتاب» لعام 2019، و«مدينة صديقة للأطفال واليافعين» 2019، و«ضمن شبكة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» للمدن المبدعة» 2019، و«عاصمة الثقافة الرياضية العربية» لعام 2021.

تنمية وازدهار

وفي التنمية والازدهار والنهوض، شهدت الإمارة منذ تولي سموّه مقاليد الحكم تطوراً لافتاً، على الصعد كافة، الاقتصادية والصحية، والاجتماعية، والعمل الإنساني، وتعددت العطاءات السامية في ذلك، ومنها تكفّله بتوفير المنح الدراسية للطلبة من ذوي الإعاقة الراغبين في إكمال دراستهم الجامعية في مراحل الدبلوم، أو البكالوريوس، أو الماجستير، أو الدكتوراه في جامعة الشارقة، وتوفير وظائف لهم في الإمارة، واعتماده الهوية الجديدة لمبادرة تعلم اللغة العربية في مدارس الشارقة، تحت مسمّى «لغتي» استكمالاً لمبادرة دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية لطلبة إمارة الشارقة، التي أطلقها عام 2013، والهادفة إلى تعزيز اللغة العربية والتعلم بها، وغير ذلك.

وعمل سموّه على توفير العيش الكريم لأبناء الإمارة، وتيسير سبل المعيشة المستقرة، وفي ذلك أنشأ لجنة معالجة ديون مواطني الشارقة، التي تستهدف خمس فئات: المسجونون المحكوم عليهم، والملاحقون أمنياً في قضايا مالية، والصادرة بحقهم بلاغات ضبط وأحكام قضائية، والغارمون، والمتوفَّون وعليهم ديون، وتسديد مديونياتهم وفق ضوابط محددة، فضلاً عن إنشائه صندوقاً للضمان الاجتماعي، وتوجيهاته بشمول مواطني الإمارة بالتأمين الصحي، بعد أن كان يشمل الموظفين وكبار السن من عمر 60 عاماً فما فوق.

فضلاً عن تلمّسه احتياجات المواطنين ومطالبهم، وحلّها على الفور حين استماعه لها في برنامج «الخط المباشر» الذي يبثّ عبر هيئة الشارقة للإذاعة والتليفزيون، وتأسيسه المجلس الاستشاري من أجل التواصل بين أصحاب القرار والمواطنين، والاطّلاع على مطالبهم، وتوفير احتياجاتهم، إلى جانب إنشائه المجالس البلدية ومجالس الضواحي. كما وجّه سموّه بزيادة رواتب المتقاعدين من شرطة الشارقة، ومساواتهم بالمتقاعدين من حكومة الشارقة، استكمالاً لدعمه المستمر لشرطة الشارقة، والكثير غير ذلك.

زمالات متنوعة

تتعدد الإسهامات الأدبية، والعلمية، والثقافية، لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، التي عليها تنوعت الزمالات الفخرية العالمية التي حظيت بنيله لها، ومنها:

الزمالة الفخرية العالمية من جامعة باريس بانثيون – أساس، نظير إسهاماته العلمية والثقافية والأدبية، ودعم مسيرة التعليم الأكاديمي والبحث العلمي، 23 فبراير 2023. الزمالة الفخرية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، لجهوده ومساهماته الكبيرة في التصميم والهندسة المعمارية، ودوره في بناء مجتمعات أكثر استدامة، 02 نوفمبر 2018. العضوية الفخرية بمجمع اللغة العربية، لدوره في خدمة اللغة والثقافة العربية، 24 ديسمبر 2015. الزمالة الفخرية من كليات الأطباء الملكية في لندن وغلاسكو وإدنبرة، لدوره في دعم المسيرة التعليمية والطبية في العالم، 16 يونيو 2015. الرئيس الشرفي للاتحاد العربي للمرشدين السياحيين، 2013. الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، 2012. الزمالة الشرفية من الكلية الملكية الإنجليزية للجراحين، لندن، بريطانيا 12نوفمبر 2009. الرئيس الفخري لاتحاد الجامعات العربية، 2009. الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، 2008. الرئيس الفخري للجمعية العربية لعلوم الفضاء والفلك 2008. الرئيس الفخري للمؤسسة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين 2008. العضوية الفخرية في اتحاد كتاب مصر 2008. العضوية الشرفية، في الجمعية الوطنية للجغرافيا، لدعمه للجمعية بالولايات المتحدة، التي أسست عام 1888، للعناية بعلم الجغرافيا وتطوير البحث والاستكشاف، واشنطن، أمريكا يناير 2004. الرئيس الفخري للجمعية المصرية للدراسات التاريخية 2001. الرئيس الفخري للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، 2000. الرئيس الفخري للخدمات الجامعية العالمية 1998. الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 1998. العضوية الفخرية في مركز الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية، جامعة درم، المملكة المتحدة 22 أكتوبر 1992. الزمالة الفخرية، معهد الدراسات الإفريقية، جامعة الخرطوم، السودان، 1977.

رئاسات وعضويات

تشرفت كثير من المناصب برئاسة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ومنها:

رئيس الجامعة الأمريكية في الشارقة 1997-2023. رئيس جامعة الشارقة 1997-2021. أستاذ زائر، جامعة إكستر منذ عام 1998. محاضر في تاريخ الخليج الحديث بجامعة الشارقة منذ عام 1999. العضو المؤسس في مجلس الداعمين بجامعة كامبريدج، المملكة المتحدة في 21 يونيو 2004. العضو المؤسس في مجلس الداعمين بجامعة إكستر، المملكة المتحدة، 15 مايو 2007. عضوية هيئة التدريس بجامعة القاهرة أستاذاً زائراً (غير متفرغ) بالجامعة 2008. عضوية أكاديمية العلوم، لشبونة، 3 أكتوبر 2013. رئيس الجامعة القاسمية في الشارقة، 2015-2021. رئيس مجمع اللغة العربية في الشارقة، 2017. رئيس مجلس التخطيط العمراني في الشارقة، 2019. رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، 2019. رئيس جامعة خورفكان، 2022. رئيس جامعة كلباء، 2023.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الزمالة الفخریة المملکة المتحدة الرئیس الفخری اللغة العربیة فی الشارقة کثیر من

إقرأ أيضاً:

سلطان بن أحمد يفتتح الدورة الـ 24 لملتقى الشارقة الدولي للراوي

افتتح سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، صباح الخميس، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لملتقى الشارقة الدولي للراوي.
الملتقى ينظمه معهد الشارقة للتراث، تحت شعار «حكايات الطيور»، وذلك في مقره بالمدينة الجامعية حتى 23 سبتمبر/أيلول الجاري.
وألقى د. عبد العزيز المسلم، رئيس المعهد، في مستهل الحفل، كلمة أكد فيها الاستمرار في السير على النهج الثابت لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في بناء ركائز تراث شعبي محلي أصيل نابع من القيم والموروث الأصيل لدولة التسامح والحضارة.
وأشار المسلم إلى اعتزاز الشارقة بالتراث الإماراتي باعتباره جزءاً حيوياً وأساسياً من الهوية المحلية الإماراتية، وعلامة بارزة على رقي الإنسان الإماراتي واعتزازه بجذوره الأصيلة، وأن الإنجازات المتحققة في هذا المجال تسلط الضوء على الدعم اللامحدود الذي يوليه صاحب السمو حاكم الشارقة لهذا التراث، وترجمة لتطلعات وطموحات سموه السديدة في تحقيق تميزه وتطوره.
وشاهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد والحضور، عرضاً فنياً تناول نشأة وتاريخ ملتقى الراوي وحكاياته المتنوعة على مدار الـ24 عاماً، إضافة إلى أهمية حكايات الطيور وأبرز إصداراته ودوره في ترسيخ ثقافة ومكانة الراوي، وتعزيز دور الملتقى في نقل القيم والتقاليد للأجيال المقبلة.
وكرّم سموه مجموعة من الرواة من أصحاب الإنجازات والآثار المتميزة، معرباً سموه عن تقدير الشارقة لدور الرواة في التراث الشعبي المحلي العالمي، وثمّن ما قاموا به من إنجازات متميزة في هذا المجال.
وتجول سموه في أروقة الملتقى مستمعاً إلى شرح مفصل حول تطور الملتقى وأهميته على مدى 24 عاماً من العطاء، ودوره الحيوي في ترسيخ مكانة الراوي والحفاظ على هذا التراث الشفهي الغني، إلى جانب جهوده المستمرة لتعزيز دوره في نقل القيم والتقاليد عبر الأجيال. واطلع سموه على الأجنحة المشاركة في الملتقى، ومعرض «حكايات الطيور» الذي يسلط الضوء على دورها في التراث الإماراتي والعربي والعالمي.
وتقام خلال أيام الملتقى 160 فعالية تتضمن ورشاً وعروضاً مسرحية وأمسيات علمية تراثية. ويضم الملتقى 37 ورشة بينها: «بيضة العنقاء»، و«عش الرابية»، و«مربى الببغاوات»، و«مسار الفنون التشكيلية»، و«خيوط ومسامير»، و«تلوين الطيور على الورق»، و«الفنون والحرف»، و«صنع عش الطير»، و«الصقر في الإمارات»، و«الطيور الملونة»، وغيرها.
وتشارك في ملتقى الشارقة الدولي للراوي 32 دولة من قارات العالم كافة، بما يزيد على 145 راوياً وخبيراً وباحثاً. وتحل الجمهورية الإسلامية الموريتانية (بلاد شنقيط)، ضيف شرف الملتقى هذا العام، نظراً لما تتمتع به من رصيد كبير وغني بالتقاليد المروية والمكتوبة، ممثلةً في د. موسى ولد أبنو، الشخصية الفخرية، والراوي الراحل يحي ولد الراجل، الشخصية الاعتبارية.
ويُصاحب هذه الدورة تقديم أكثر من 35 عنواناً متنوعاً تتماشى مع شعارها، لتعرض ثراء وتنوع الحكايات. وتشهد هذه الدورة مشاركة واسعة من منظمات ومراكز ثقافية وجامعات ومعاهد وجهات حكومية مختلفة. من أبرز المؤسسات الأكاديمية والثقافية المشاركة: جامعة الشارقة، المعهد العالي للفنون الشعبية (مصر)، معهد اللغات والترجمة «سان دومينيكو بروما»، جامعة زيجيانغ للعلوم الصناعية والتجارية، وجامعة تورينو في إيطاليا، إضافة إلى مشاركة الجهات الحكومية المحلية والاتحادية على مستوى الإمارات.

مقالات مشابهة

  • سلطان بن أحمد يفتتح الدورة الـ 24 لملتقى الشارقة الدولي للراوي
  • عبدالله بن سالم القاسمي يفتتح «الشارقة للاستثمار»
  • انطلاق ملتقى الشعر العربي في نيجيريا
  • سلطان القاسمي يمنح وسام شرطة الشارقة للواء سيف الزري الشامسي
  • جامعة الشارقة تستضيف الملتقى الثاني للجمعية العامة لمؤتمر رؤساء الجامعات في الشرق الأوسط (C2R)
  • «تنفيذي الشارقة»: تعديل اختصاصات اللجنة الطبية بحكومة الإمارة
  • رئيس جامعة بني سويف يستقبل الرئيس التنفيذي لمجموعة تيتان للاسمنت
  • ولي عهد الشارقة يترأس اجتماع المجلس التنفيذي
  • جامعة الشارقة تستقبل رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة
  • سلطان القاسمي يترأس الاجتماع الـ2 لمجلس أمناء جامعة الذيد