لبنان ٢٤:
2024-07-03@16:10:33 GMT

ماذا كان فعل نواب الأمة لو كانوا مكان الحكومة؟

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

ماذا كان فعل نواب الأمة لو كانوا مكان الحكومة؟

من استمع إلى مداخلات بعض نواب الأمة بدافع الحشرية فقط، وهم يناقشون موازنة العام 2024، لم يستغرب السبب الذي آلت اليه أوضاع اللبنانيين. فليس أسهل على المرء من أن يعتلي المنابر ويبدأ بالحديث والتنظير عن أحوال البلاد، وكأن لا دخل له بما يجري من حوله، أو كأنه كامرأة قيصر منزّه عن الخطأ. والأنكى أن بعض الذين استمعنا إليهم محاضرين في العفة هم المسؤولون أولًا وأخيرًا عن بقاء البلاد من دون رئيس للجمهورية، ونراهم يتحججون بأن الظروف الدولية والإقليمية غير مؤاتية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وينسى هؤلاء الذين أنزلوا الحكومة من "الشوحة" أنهم كانوا مشاركين عبر أحزابهم وكتلهم السياسية في الحكومات المتعاقبة، ولم يقدموا على أي خطوة مما يطالبون به اليوم غيرهم بالقيام به. وينسى هؤلاء أن الحكومة الحاضرة أمامهم قدّمت وللمرة الأولى في تاريخ الحكومات موازنة قبل موعدها الدستوري، وينسى أو يتناسى من يعتقد أن ذاكرة اللبنانيين قصيرة أن هذه الحكومة ورئيسها يجاهدون كل يوم في محاولات حثيثة للتقليل من أضرار الأزمات الاقتصادية المتراكمة، والتي ألقيت على عاتقهم دفعة واحدة، وهم المستنزَفون بردّ السهام التي توجّه إليهم، وكأنهم هم المسؤولون وحدهم عن كل تلك الموبقات، التي هي نتيجة الفساد المستشري الناجم عن تراكمات سياسية تقع مسؤوليتها على من تعاقب على المسؤولية في آخر ثلاثين سنة، وبالأخص في آخر ست سنوات. 
ونسأل هؤلاء النواب، الذين تحدّثوا في الجلسة الافتتاحية، أو أولئك الذين سيتحدّثون في الجلسات المقبلة: ماذا كانوا فعلوا لو كانوا في سدّة المسؤولية التنفيذية مع هكذا إمكانات متواضعة جدًّا؟وما هي الحلول التي كانوا سيتقدّمون بها لحلّ كل هذه المشاكل الملقاة على عاتق حكومة لا ترضي من لا يعجبه العجب حتى الصيام في رجب؟ 
فاللبناني الساعي وراء لقمة عيش عياله بشقّ النفس لا يهمّه كثيرًا ما يقوله هؤلاء النواب، وقد اعتاد على سماع هكذا نوع من الكلام الاستهلاكي. وبالطبع لا يهمّه إذا كان ما يُخطّط للبنان سيبصر النور اليوم أو بعده أو بعد سنة وأكثر. ومن يُقنع ذاك "الملفلف" بمئة بطانية ليطرد البرد الذي ينخر العظام عنه وعن بيته غير الدافئ لقلة المازوت أو الحطب، بأن نوايا هؤلاء النواب صافية، وبأن ما يرسم لنا من خرائط جديدة هي لمصلحة الشعوب الكادحة؟ ومن يستطيع أن يضمن بأن الأيام المقبلة ستكون أفضل مما هو عليه الوضع اليوم؟
لا مغالاة إذا قيل إن ما يريده كل لبناني من دون استثناء هو غير ما يُرَوج له من تسويات أو حلول. ففي التاريخ القديم، كما الحديث، وقائع ثابتة ودامغة بأن ما يرسمه الكبار للصغار لا يأخذ في الاعتبار ما يريح هؤلاء المعتبرين من الفئات المهمّشة وغير المسموعة أصواتها في أي حال من الأحوال. فـ "الكبار" في وادٍ و"الصغار" في وادٍ آخر، وكان بينهم هوة سحيقة. وكما حنا كما حنين. فإن ما بين الشعب ونوابه أكثر من هوة. بينهم قّلة ثقة. فالناس لم يعد يربطهم بهؤلاء النواب أي مصير، مع أنهم هم الذين انتخبوهم عن سابق تصوّر وتصميم، لكن غلطة الشاطر بألف، وأن المؤمن الذي لا يمكن أن يلدغ من الجحر مرتين قد "تعلّم من كيسو"، ولن يعيد الكرّة.  
ولكي لا يبقى هذا الكلام مجرد سرد أنشائي لا بدّ من أن تُعطى أمثلة حسّية على أن ما بين هؤلاء وأولئك فوارق واضحة في الرؤية والممارسة والمعاناة والقدرة على التحمّل. فلهؤلاء أهداف غير متقاربة وغير متطابقة مع الواقع المعيوش للذين يُعتبَرون من الفئات المهمّشة، بما فيه من معاناة غير مرصودة في قواميس المجتمعات، التي اكتسبت حقّ تقرير مصيرها ومستقبلها بأيديها. فما يعانيه المواطن اللبناني لم يعانه أي مواطن آخر، باستثناء من تشبه وضعيتهم حالته اليومية. ويُذكر في هذا المضمار بالطبع الشعب الفلسطيني، الذي يقاسي ما لا قدرة لشعب آخر على احتماله.
وما يُروى عن حجم وهول مأساة أهل غزة لا يمكن وصفه بكلمات قليلة، وإن كانت صادقة وشفافة. وكذلك هي حال أهالي الجنوب، الذين تنهمر على رؤوسهم صواريخ حاقدة، ولا يزالون مصرّين على البقاء في بيوتهم وأرزاقهم. 
فالمعاناة لا تُجزّأ، ولا يمكن التشارك بها تمامًا كالجمرة التي لا تكوي سوى مطرحها. وما يُقال هنا وهنا، وما يصدر من مواقف غير قابلة للصرف على موائد المصالح الدولية والإقليمية لا يقلّل من حجم القلق، الذي يعيشه اللبنانيون عمومًا، وأهل الجنوب خصوصًا، وإن كان التضامن مع أهل غزة يتمّ التعبير عنه بأشكال مختلفة، وقد يكون "التعبير بالنار والحديد"، وفق منطق عدد لا بأس به من اللبنانيين المكتوين من "الحليب" يجعلهم ينفخون على "اللبن"، وذلك لكثرة ما مرّ عليهم من تجارب مريرة كان فيها المدفع هو المتحكّم بالمصائر فكانت النتيجة أن "لا غالب ولا مغلوب". 
وكما كانت حال اللبنانيين بالأمس هي اليوم. وهكذا تكون غدًا ما دامت الهوة بهذا العمق بين من يعتبرون أنفسهم مسؤولين لا يزالون يعيشون في "كواكب" غير "الكوكب" الذي يعيش فيه سائر اللبنانيين، على مختلف انتمائهم السياسي والمذهبي والطائفي والمناطقي. فجميعهم في الهمّ سواسية. فلا ابن الجنوب راضٍ ولا ابن الشمال. وهكذا يتوحدّ اللبنانيون للمرة الأولى ولو على "الهمّ والغم"، ولا يختلفون على الأقل عندما يتعلق الأمر بامتحان التفضيل بين هذا النائب أو ذاك المسؤول. فجميعهم يوضعون في سّلة واحدة. 
فمن تابع وقائع جلسة مناقشة موازنة العام 2024 في مجلس النواب يدرك تمامًا ما المقصود من كل هذا الكلام الذي يصف الحالة التي نعيشها جميعًا بأوصاف مجرّدة من الغايات ومن المساحيق التجميلية ومن الرياء والتدجيل. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هؤلاء النواب

إقرأ أيضاً:

هل الألواح الشمسية الحل الأمثل لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي؟.. نواب يجيبون

تقدم عدد من أعضاء مجلس النواب، بطلبات إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، موجهه إلى وزير الكهرباء بشأن إتاحة استخدام الألواح الشمسية في مصر للقضاء على انقطاع التيار الكهربائي.

 


تمويل البنك المركزي للألواح الشمسية


وتقدمت النائبة الدكتورة سكينة سلامة عضو مجلس النواب، ببيان عاجل موجه للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، ومحافظ البنك المركزي حسن عبدالله، حول مبادر تمويل البنك المركزي شراء الأفراد والشركات لألواح الطاقة الشمسية.

وقالت "سلامة": “إن استخدام الطاقة الشمسية النظيفة ستساعد في تخفيف الأحمال عن شبكة الكهرباء، وستوفر الكثير سواء للأفراد والشركات”، مشددة على ضرورة تنفيذ مبادرة تمويل البنك المركزي لشراء ألواح وأجهزة توليد الطاقة الكهربية من الشمس لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة وما صاحبها من ارتفاعات في استهلاك الكهرباء.


وطالبت بتنفيذ قرار المجلس الأعلى للجمارك بإعفاء كل ما يخص الطاقة الشمسية والنظيفة من ألواح وبطاريات وأجهزة من الجمارك بشكل كامل واعفائها من ضريبة القيمة المضافة لتشجيع الأفراد والشركات على تركيبها والاعتماد عليها.

ووجهت عضو مجلس النواب، الشكر للقيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي على توجيهاته للحكومة بسرعة العمل على حل مشكلة تخفيف الأحمال وانقطاع الكهرباء معربة عن شكرها للرئيس الذي يشعر بالمواطن المصري ويحرص على الاهتمام به.

 

 

إعفاء الشركات العاملة بمجال الألواح الشمسية من الضرائب


أعلنت النائبة نجلاء العسيلي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، تقديم طلب إحاطة للمستشار حنفي جبالي، رئيس البرلمان، لتوجيهه إلى وزير الكهرباء بشأن إتاحة استخدام الألواح الشمسية في مصر للقضاء على انقطاع التيار الكهربائي.


وأضافت «العسيلي»، في بيان لها، أن مصر تمر بأزمة شديدة بسبب نقص الغاز مما يؤثر على استمرارية الكهرباء في عموم محافظات الجمهورية، ولا بد من تقديم إعفاءات ضريبية كاملة للشركات والمستثمرين العاملين في مجال الألواح الشمسية لتحفيزهم على إتاحة ألواح شمسية مما يقضي على أزمة انقطاع الكهرباء في مصر.


وأشارت عضو مجلس النواب إلى أهمية مشاركة البنوك المصرية في التمويل بإعطاء تسهيلات ائتمانية بفائدة قليلة ومدة سداد طويلة بالاستناد على مبادرة البنك المركزي، لرفع كافة الرسوم الضخمة لهيئة الطاقة المتجددة على تركيب الألواح الشمسية، مشددة على ضرورة إلزام أصحاب المشاريع الزراعية باستخدام الطاقة الشمسية، وإلزام أصحاب الكمبوندات الجديدة باستخدام الطاقة الشمسية.

 


الطاقة الشمسية من أفضل أنواع الطاقة المتجددة

تقدم النائب مجدي الوليلي عضو مجلس النواب وأمين حزب الشعب الجمهوري بالإسكندرية باقتراح برغبة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب لتوجيهه لكلا من رئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة ووزير المالية ومحافظ البنك المركزي.

وقال "الوليلي"، إن الانقطاع الدائم والمتكرر للتيار الكهربائي أصبح مشكلة كبيرة تؤرق الشعب المصري وتفاقمت الصعوبات التي يواجهها المواطنين نتيجة انقطاع الكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، مما يشكل خطورة على المرضى وكبار السن، وتزامنًا مع امتحانات شهادة الثانوية العامة، مما يشكل ضغطًا على الطلاب قبل خوض الامتحانات، إضافة إلى الانعكاسات السلبية للأزمة على المصانع، مما يهدد الاستثمارات الحالية، وبالتالي كان لا بد من إيجاد حلول ناجزة وسريعة.

وأضاف "الوليلي" أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لها حل من الممكن أن تتخذه الدولة بشكل جاد وسريع كما تم حلها في دول أخرى مثل اليابان التي نرى فيها أن معظم العمارات والأبراج السكنية يعلوها الألواح الشمسية لتوليد الكهرباء.


وأضاف أنه يوجد تكييفات في الجزائر لا تحتاج إلى كهرباء وتخدم لمدة ١٨ ساعة متواصلة عن طريق بطارية تشحن بالطاقة الشمسية، داعيا الشركات المصرية لتبني هذه الفكرة وتعميمها في مصر.

وطالب "الوليلي" الدولة بدعمها ومساندتها في تقسيط تكلفة بطاريات الشحن، الأمر الذي من شأنه الأسهام في تقليص كميات استهلاك الكهرباء ويضع أمام الحكومة بديل فعال ومبتكر للتغلب على أزمات الكهرباء المتكررة بديلًا عن الحل الأصعب وهو اللجوء لقطع التيار الكهربائي وتعريض حياة المواطنين للخطر.

كما طالب "الوليلي" بالسماح للأفراد بإستيراد الألواح الشمسية دون رسوم جمركية وبتسهيلات بنكية على عدة أقساط، الأمر الذي يجعل الدولة لا تتحمل مشكلة توفير الكهرباء بهذا الشكل الذي يستنزف موارد الدولة من توفير عملة صعبة لتوفير المحروقات والوقود اللازم ودون تحمل اي تكاليف.

ويتساءل "الوليلي" لماذا لا نجد للحكومة استراتيجية واضحة بخصوص تنمية واستغلال الطاقة الشمسية التي حبا الله بها مصر، سواء من خلال نشر لوحات الشحن الشمسية على أسطح المنازل والمدارس والمقرات الحكومية والطرق الرئيسية أو خطوات واضحة لتشجيع محطات توليد الطاقة الشمسية كي تكون بديل قوي للغاز والمازوت في معالجة تلك الأزمة.

وأوضح أن الطاقة الشمسية هي من أفضل أنواع الطاقة المتجددة التي تعتمد عليها حاليًا معظم الدول المتقدمة في شتى المجالات، معتبرًا أحد الحلول الفعالة لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل بالنظر إلى كونها مصدر طاقة متجدد لا ينضب مع الأخذ في الاعتبار طبيعة المناخ في مصر الذي يشهد وفرة في أشعة الشمس على مدار العام مما يزيد من فرص الاستفادة من هذه الطاقة النظيفة الصديقة للبيئة.

مقالات مشابهة

  • قراءة في تشكيل أول حكومة بولاية السيسي الثالثة.. هؤلاء كانوا كبش الفداء
  • عاجل - ننشر بالأسماء والصور نواب الوزراء في التشكيل الحكومي الجديد وأدوراهم
  • هل الألواح الشمسية الحل الأمثل لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي؟.. نواب يجيبون
  • ماذا قال النواب عن دراسة تطبيق نظم الري الحديثة خلال الجلسة العامة؟
  • الخوري ناقش مع نواب من تكتل لبنان القويموضوع هجرة السوريين الى لبنان وتداعياتها
  • مقتل 5 أفراد من عائلة واحدة في تحطم طائرة بنيويورك
  • الكهرباء في كربلاء: كيف يغير المستثمرون مسار المشاريع لصالحهم؟
  • أسئلة غزة المحرمة
  • الى الابطال في سنجة وفي كل مكان
  • بدء العد التنازلي لرحيل مجلس النواب.. ماذا عن الحكومة؟