روما يتغلب على الشباب السعودي 2-1 في احتفالية اليوبيل الماسي
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
تلقى الشباب السعودي خسارة في مواجهته أمام روما الإيطالي 1-2، في المباراة التي جمعتهما على ملعب الأول بارك بالرياض، خلال احتفالية اليوبيل الماسي، بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس النادي السعودي.
وسجل لروما جواو كوستا والبديل لوكاكو بالدقيقتين 54 و85، في حين أحرز هدف الشباب الوحيد يانيك كاراسكو في الدقيقة 78.
وكاد روما الإيطالي أن يفتتح التسجيل عن طريق نجمه أندريه بيلوتي، لكن تسديدته من داخل منطقة الجزاء مرت خطيرة بجوار المرمى بالدقيقة 10، ورد عليه الشباب بهجمة خطيرة لهتان باهبري، لكن حارس روما تدخل في الوقت المناسب وأمسك بها.
وجاءت أخطر الفرص عند الدقيقة 43، حينما وصلت كرة لجواو كوستا لاعب روما داخل منطقة الجزاء بعد تمهيد رأسي من زميله ليستلمها، ويسدد يمينية قوية، لكن الحارس محمد العبسي أبعدها ببراعة لضربة ركنية.
وفي الشوط الثاني، أجرى مدرب الشباب تبديله الأول بدخول مصعب الجوير وخروج ماجد كنبة، ونجح روما الإيطالي في تسجيل هدف المبادرة الأول عن طريق جواو كوستا بعد عرضية متقنة من زليفسكي، تابعها كوستا بلمسة رائعة بيمناه بشباك الحارس الشبابي بالدقيقة 54.
وكاد الشباب يعدل النتيجة بالدقيقة 60، بعد تمريرة متقنة من كاراسكو داخل منطقة الجزاء لمتعب الحربي، ولكن الحارس تدخل بالوقت المناسب وسط مساعدة من المدافع، وسط مطالبة من الشباب باحتساب ركلة جزاء ولكن الحكم أمر باستمرار اللعب.
وحملت الدقيقة 63، ثلاث تبديلات لروما الإيطالي بدخول لوكاكو كارسدورب وبيليجريني وخروج بيلوتي ويورينتي وباريديس، وسنحت فرصة لتسجيل هدف ثان في اللمسة الأولى للوكاكو حينما أنفرد بالحارس ولكن تسديدته تصدى لها حامي العرين الشبابي، وتلقى كاراسكو تمريرة جميلة من نواف الصعدي ليواجه الحارس ويسدد بيسراه قوية، لكن حارس روما تصدى لها ببراعة بالدقيقة 67.
وزج مدرب الشباب بثلاث تبديلات بدخول كارلوس جونيور وعبدالله الجوعي والصبياني وخروج هتان باهبري ونواف الصعدي وهتان باهبري بالدقيقة 68.
قبل أن يضيف البلجيكي يانيك كاراسكو هدف التعادل للشباب من ضربة حرة مباشرة سددها بيمناه غاية في الروعة سكنت المقص الأيمن لحارس روما بالدقيقة 78، وحملت الدقيقة 85، هدف التقدم الثاني لفريق روما عن طريق النجم البلجيكي لوكاكو بتسديدة يسارية أرضية قوية سكنت شباك الحارس محمد العبسي.
وكاد كاراسكو يعدل النتيجة للشباب بهدف ثان بالدقيقة 88، من ضربة حرة مباشرة كرت خطيرة بمحاذاة القائم الأيسر، ورغم الحضور الهجومي الشبابي ولكن النتيجة لم تتغير، لينتهي اللقاء بفوز روما على الشباب بنتيجة 2-1.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روما الإیطالی
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية ديمقراطية.. ولكن!
مسعود أحمد بيت سعيد
masoudahmed58@gmail.com
أيامٌ قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسط حالة من الترقب والقلق غير المبرر من احتمالات فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والذي يُعد بكل المقاييس حالة استثنائية غير مألوفة وطارئة على المشهد السياسي الأمريكي.
وبعيدًا عن الهلع الذي ينتاب البعض وأية اعتبارات ومآخذ أخرى مُحِقَّة، ربما يكون الخيار الأنسب القادر على دفع تناقضاتها الداخلية إلى مستويات مُتقدِّمة، وبطبيعة الحال فإن ترامب يُشبه أمريكا ووجهها الذي تحاول إخفاءه. وكثيرة هي التساؤلات التي تُثار حول مستقبلها حال فوزه، بيد أن مجرد طرح مثل هذا التساؤل ينُم عن جهل عميق بتركيبة خارطتها السياسية؛ حيث إن الحزبين الجمهوري والديمقراطي الذين يتبادلان السلطة هما وجهان لعملة واحدة ولا يختلفان عن بعضهما، سوى في بعض البرنامج الإصلاحية الداخلية. أما فيما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية فلا يوجد بينهما خلاف، وإن كانت طرق مقارباتهما للأحداث والوقائع اليومية تُوحي أحيانًا بعكس الحقيقة.
الولايات المتحدة الأمريكية هي بالفعل نموذج الدولة الرأسمالية الديمقراطية التي استكملت كافة مؤسساتها التمثيلية شكلًا ومضمونًا، بحيث تصب كل ما تُفرزه فعاليتها الداخلية في بوتقة مصالح طبقاتها الرأسمالية الاحتكارية. وبهذا المعنى فإن من يقف على رأس السلطة التنفيذية مجرد مُمثِّل قانوني لإرادة اللوبيات الإمبريالية ومراكز الثقل المالي والاقتصادي والصناعي، التي تُدير ما يقارب 80 في المئة من الاقتصاد الأمريكي، وتتحكم بالمفاصل الرئيسية للنظام الرأسمال العالمي. وفي هذا الإطار، فإنَّ وصول دونالد ترامب أو كامالا هاريس الى البيت الابيض لا يستحق كل هذا الاهتمام؛ كونهما في نهاية المطاف سيخضعان لسطوة رأس المال وتطلعاته نحو إحكام السيطرة على الأسواق والمواد الخام والمواقع الاستراتيجية؛ الأمر الذي يعني المزيد من الحروب الاقتصادية والعسكرية، بكل ما يستتبعها من مآسٍ وكوارث إنسانية، وستظل الديمقراطية الأمريكية بكل عيوبها من أهم الأسلحة التي تُمكِّنُها من استعادة أنفاسها وترتيب أولوياتها بعد كل 4 سنوات عجاف من مواجهة الشعوب وأحلامها، في عالم تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية.
غير أن الديمقراطية وإن كانت طبقية إلّا أنها لا تخلو من المزايا؛ حيث إن فكرة التبادل السلمي للسلطة تُشكِّل بحد ذاتها حاجة موضوعية. وفي واقع الأنظمة الرأسمالية، هي عملية تجديد وضخ دماء جديدة في شرايين المؤسسات القائمة على الاستغلال وفرض السيطرة الطبقية. ومن الناحية النظرية، فإنها تُساير منطق التطور البشري وما راكمه من تراث معرفي يعلي من قيم العدل والمساواة، وتعد بمظاهرها الليبرالية المختلفة أقصى ما أنتجه الفكر السياسي البرجوازي الغربي، بحيث تُعطي للنظم الرأسمالية إمكانية إعادة تكريس بُناها الاقتصادية والاجتماعية والآيديولوجية القائمة على الاستغلال والاضطهاد والعمل المأجور.
علاوة على أن الهوامش النسبية من حرية الرأي والتعبير وغيرها التي تتمتع بها ما زالت لها بريقها، ومن الذي لا يستوقفه مشهد الملايين وهم مُتجهين نحو صناديق الاقتراع بلا عنف أو إراقة الدماء، بصرف النظر عن محتواها، مع الإقرار بأنَّ الديمقراطية الأمريكية هي نموذج مختلف؛ سواءً من حيث آليات اختيار مجلسي الشيوخ أو النواب، أو من حديث اختيار الرئيس، وضيق الخيارات أمام الناخبين، وحجم المقترعين التي لا تتعدى في السنوات الماضية حدود 30 في المئة من مجموع السكان، البالغ عددهم ما يقارب 400 مليون نسمة، وهي نسبة ضئيلة جدًا، ولا تُعبِّر عن إرادة الأغلبية الساحقة، إلّا أنها- بحسب نخبها وتكوينها السياسي- كافية لتبرير شرعيتها. وتتيح الانتخابات الأمريكية فرصة مناسبة لتقييم التجربة الاشتراكية النقيضة ونموذجها الأبرز الاتحاد السوفيتي السابق، الذي غابت الممارسة الديمقراطية عن نهجه؛ وهي حالة غريبة عن جوهر الاشتراكية نفسها. وقد حصدت بغيابها هزيمةً غير مُستحَقَّة؛ حيث تسلَّل ميخائيل جورباتشوف بمواصفاته الرديئة إلى رئاسة الحزب والدولة، واستطاع إخفاء جوهر برنامجه الحقيقي الذي ظل مخبوءًا في مُخيِّلته، حتى تمكن لاحقًا من نسف تجربة بشرية انتشلت ملايين البشر من براثن الجوع والعبودية، وحوَّلت بلدًا شبه مُتخلِّف نصفه إقطاعي ونصفه الآخر رأسمالي، إلى ثاني أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، وفتحت عصر الثورة الاشتراكية بكل آمالها في القضاء على القهر الطبقي واستغلال الإنسان للإنسان بكافة أشكاله وأنواعه.
وتبقى الديمقراطية وسيلةً لا غنى عنها في تصليب البنى الداخلية للشعوب وحماية منجزاتها، وأن كل محاولات احتكار السُلطة أو حصرها في فئات قليلة وعدم إشراك الجماهير وتعبيراتها السياسية في رسم مستقبلها، ستصل في النهاية إلى الطريق المسدود. وللأسف، فإن البلدان العربية تنحو يومًا بعد آخر نحو الديكتاتورية والأوتوقراطية، وتُجري محاولات مُتعددة لإقناع الجماهير بعدم جدوى المشاركة السياسية، وتقليص صلاحيات المجالس الشعبية المنتخبة، وإظهار عجزها في لجم النزعات الفردية والطبقية.
ومن نافلة القول إن الديمقراطية لا يمكن حصرها في جوانب تمثيلية شكلية فحسب؛ بل هي بالأساس مفهوم شمولي اقتصادي واجتماعي وسياسي، وممارسة عملية تقوم على ضمان حق الاختلاف وتجسيده في العمل المُنظَّم تحت مظلة دستورية وقانونية عصرية، تكفل حرية التنوع الفكري والسياسي بكل أبعادها وتجلياتها.
رابط مختصر