قطاع السياحة يحتاج لخطة عمل واضحة المعالم
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
عيوننا على الوضع الاقتصادى فى مصر، وعلى العملة الصعبة، ويجب أن نفكر فى دعم موارد العملة الأجنبية تفكيرًا شاملًا وعميقًا، ففى ظل الأزمات الخانقة تتسع حتمية البحث عن كل الحلول الممكنة لزيادة الدخل القومى.
من هنا لا يجب النظر لقطاع السياحة باعتباره قطاعًا ترفيًا أو موسميًا، فهناك دول عديدة تقوم اقتصادياتها كليًا على السياحة والخدمات، وهو ما لا أفضله فى مصر، إيمانا منى بأن القطاع الصناعى الإنتاجى والنشاط التصديرى المرتبط به أكثر رسوخًا واستقرارًا، لكننى فى الوقت ذاته أعتبر السياحة موردا هاما للعملة الصعبة لا ينبغى التفريط فى عوائده.
وفى تصورى، فإن الأزمات الخارجية المؤثرة سلبيا على قطاع السياحة مثل ظروف الحرب فى الدول المجاورة، أو الاضطرابات، وحوادث الإرهاب، والتوترات الإقليمية هى أزمات عارضة، تزول سريعا مثلما تحل سريعا، وهو ما يعنى أن البيئة العامة للسياحة يجب أن تكون دائما مؤهلة لاستيعاب وفود إضافية من السياح، وجذب زوار جدد.
فببساطة شديدة، فإن كل سائح جديد يزور البلاد يعنى دخلا إضافيا من العملات الصعبة، وهو ما نحتاج إليه بشدة.
وإذا كنت قد سعدت قليلا بحديث أحمد عيسى وزير السياحة قبل أيام فى مجلس الشيوخ، والذى أشار فيه إلى اعتبار عام 2023 هو عام الأرقام القياسية فى القطاع السياحى المصرى، إذ بلغ عدد السياح القادمين لمصر نحو 14 مليونًا و900 ألف سائح وهو أعلى من الرقم القياسى السابق والذى تحقق فى 2010 وبلغ 14 مليونًا و700 ألف سائح، إلا أننى شعرت بوجوب التحفظ والتعليق على بعض ما يخص القطاع بشكل عام.
صحيح هناك زيادة ما فى عدد السياح القادمين إلى مصر، لكنها زيادة محدودة لا تعكس أبدا الزيادة الجارية فى عدد السكان، لدرجة أننا نعتبر الوصول إلى رقم السياح الذين زاروا مصر قبل ثلاثة عشر عاما إنجازا عظيما. كذلك، فإن مقارنة الرقم بما حققته دول مجاورة، تؤكد تواضع الإنجاز ومحدوديته، فمثلا تجاوز عدد السياح الذين زاروا تركيا فى العام الماضى تجاوز الـ50 مليونا، بينما اقترب عدد السياح الذين زاروا الإمارات من 25 مليونا.
إن أحدا لا يمكنه إنكار جهود الحكومة فى تنشيط القطاع السياحى وتذليل العقبات أمام الخدمات السياحية المقدمة من جانب الشركات، وهناك تحرك إيجابى فيما يخص تعديل بعض التشريعات المرتبطة بالنشاط السياحى، لكن الأهم من كل ذلك هو إضافة عدد كاف من الغرف الفندقية لاستيعاب أى سياح جدد، فإجمالى عدد الغرف الفندقية المتاحة يبلغ فى أقصى تقدير 220 ألف غرفة، وهو ما يعنى أن تغطيتها بالكامل لن ترفع عدد السياح عن 15 مليونا سنويا، وهنا فإن القضية ببساطة هى قضية مناخ استثمار يجب تهيئته لاقامة مشروعات جديدة، للوصول بعدد الغرف الفندقية إلى الرقم المستهدف الذى سبق أن أعلنته الوزارة وهو 400 ألف غرفة.
ولا شك أن ذلك يحتاج تيسيرات مهمة، وحلول غير تقليدية فيما يخص التراخيص والموافقات والإجراءات الروتينية الخاصة بتأسيس الشركات والمشروعات الجديدة، فضلا عن خطوط تمويل ميسرة لهذه المشروعات. وبشكل واضح، فإننا نحتاج لخطة معلنة ومحددة الأهداف والتوقيتات بشأن التنمية السياحية.
والأهم من كل ذلك فى نظرى، هو تأهيل العاملين فى قطاع السياحة وتحسين أدائهم، ورفع توعية المجتمع سياحيا، سعيا إلى تنمية مستدامة فى القطاع.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين قطاع السياحة خطة عمل واضحة المعالم قطاع السیاحة عدد السیاح قطاع ا وهو ما
إقرأ أيضاً:
غزة .. ترجيح مغادرة ما لا يقل عن 50 جريحاً يومياً عبر معبر رفح
سرايا - رجح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، إخراج ما لا يقل عن 50 جريحا من القطاع مع مرافقيهم عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وقال معروف، لـ"المملكة"، إنّ الجهات المعنية داخل قطاع غزة تسعى إلى رفع أعداد الجرحى الذين هم بحاجة لمغادرة القطاع باتجاه مصر لتلقي العلاج لإنقاذ حياتهم.
وأشار إلى وجود قرابة 15 ألف جريح لديهم تحويلات طبية صادرة من وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث إنّ الجرحى بحاجة إلى تدخلات جراحية حفاظا على حياتهم.
ودعا إلى الإسراع في نقل الجرحى بسبب انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي، حيث هنالك جرحى بحاجة إلى تدخلات جراحية مستعجلة يتعذر إتمامها في القطاع.
"أغلب مستشفيات القطاع خرجت عن الخدمة، من خلال إتلاف الأدوات والمعدات خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع"، وفقا لمعروف.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، قد أعلنت السبت عن مغادرة 50 جريحا غالبيتهم أطفال ومرافقوهم من القطاع عبر معبر رفح.
معروف قال خلال حديثه إنّ البروتوكول الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة شمل بندا ينص على مغادرة 100 شخص يوميا مع مرافقيهم لتلقي العلاج أو حالات إنسانية إن كانوا طلبة، أو أصحاب إقامات، كبار سن لعودتهم إلى ديارهم بعد محاصرتهم خلال العدوان داخل القطاع.
وأشار إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع جهزت كشوفات حسب الأولويات للجرحى الذين يحتاجون للعلاج خارج القطاع.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 930
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 01-02-2025 09:54 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...