فى حياة الأمم والشعوب أيام لا تنسى، نستخلص منها الدروس والعبر، واليوم هو الخامس والعشرون من يناير، أحد الأيام البارزة والتاريخية فى حياة الشعب المصرى، الذى سطرت فيه الشرطة المصرية أروع الأمثلة فى الفداء والتضحية فى مواجهة قوات الاحتلال الانجليزى فى معركة الاسماعيلية الشهيرة فى يناير 1952.. وهو أيضًا ذات اليوم الذى خرج فيه الشباب المصرى بمظاهرات فى ميدان التحرير تعبيرًا عن رفض الأوضاع القائمة وطلبًا للتغيير، وتكمن أهمية الحدثين فى الأسباب التى أدت إلى وقوعهما، ثم النتائج التى ترتبت عليهما سواء بالايجاب أو السلب، باعتبار أن مثل هذه الأحداث التاريخية لها نتائج وآثار هامة فى حياة الأمم والشعوب يجب دراستها والوقوف أمامها بالفحص والتحليل باعتبارها تجارب هامة وكاشفة يمكن استخلاص منها الكثير سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، وكلنا يعلم أن الحدثين كان لهما آثار ونتائج كبيرة على الدولة المصرية وشعبها، ولهما أيضًا آثار على المنطقة العربية والمحيط الاقليمى، وعلى خطط وأهداف استراتيجية دولية بسبب الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى محيطها على مدار تاريخ طويل.
الخامس والعشرون من يناير عام 1952، شهد ذروة الأحداث بين مصر وبريطانيا، بعد أن ألغى مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر معاهدة 36 فى السابع من اكتوبر عام 1951، وأصبحت القوات البريطانية المتواجدة فى مدن القناة غير شرعية، وبدأ المصريون فى الأعمال الفدائية ضد المعسكرات الانجليزية، كما توقف التجار والمتعهدون عن توريد السلع الغذائية لهذه المعسكرات، وأعلنت حكومة الوفد عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء العمال المصريين الراغبين فى ترك أعمالهم بمعسكرات الانجليز والانضمام لكتائب الكفاح الوطنى، وهو ما دفع قائد القوات البريطانية اللواء كينيث اكسهام لإنذار قوات الشرطة المصرية صباح 25 يناير 1952 بالانسحاب من مدينة الاسماعيلية وتسليم مبنى المحافظة وأسحلتهم للقوات البريطانية على اعتبار أن الشرطة المصرية تساعد الفدائيين، وبعد اتصال الضابط مصطفى رفعت بوزير الداخلية فؤاد سراج الدين، قرر أبطال الشرطة رفض الانذار الانجليزى، ودارت معركة غير متكافئة بسبب استخدام قوات الاحتلال الدبابات والمدافع والأسلحة الثقيلة المدعومة بسبعة آلاف جندى فى مواجهة 880 من رجال الشرطة التى تحمل أسلحة خفيفة ومع هذا سطرت الشرطة المصرية الباسلة ملحمة خالدة فى البطولة والفداء والوطنية واستشهد منها 52 بطلاً وأصيب 73، واستطاعت قتل 13 بريطانيا وإصابة 22 لتضرب أروع الأمثلة فى الوطنية ويتحول هذا اليوم إلى عيد للشرطة يحتفل به كل المصريين عرفانا بالجهود المضنية التى يبذلها رجال الشرطة ليل نهار لجعل مصر ساحة للأمن والأمان والاستقرار.
ويأتى الخامس والعشرون من يناير عام 2011 لتشهد مصر خروج مظاهرات شبابية كبيرة، لأسباب عدة ربما كان أبرزها نتائج انتخابات مجلس الشعب ومصادرة الحياة السياسية لحساب فصيل واحد، ومع أن أهداف الشباب كانت نبيلة ومحددة، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين استغلت هذه الفرصة وقفزت على مظاهرات الشباب فى يوم الجمعة 28 يناير، وكشفت الجماعة فى هذا اليوم عن وجهها العنيف فى قيادة المظاهرات، وسرعان ما تكشفت خيوط المؤامرة على مصر والمنطقة بأكملها، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها من جماعات الاسلام السياسى ومساعدتها للوصول إلى السلطة، وظهر الوجه الإرهابى لجماعة الإخوان فى مواجهة المصريين بعد أن قبضت على السلطة ووجهت ميليشياتها بمواجهة المصريين بالسلاح تارة والسحل تارة أخرى، وأيقن المصريون أن الوطن فى حالة اختطاف فى ظل سعى الجماعة إلى أخونة المؤسسات المصرية ومصادرة سلطات الدولة خاصة بعد الاعلان الدستورى الفاضح والضغط على المؤسسات المصرية، ولم يشغل الجماعة حالة الانهيار التى تتعرض لها الدولة ومرافقها واقتصادها، الأمر الذى دفع الشعب المصرى للخروج بكل فئاته وطوائفه فى مظاهرات حاشدة لم يشهدها العالم من قبل ويسطر ثورة عظيمة فى الثلاثين من يونيو عام 2013 تحت حماية المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية، ليستعيد المصريون وطنهم وبدء مرحلة جديدة من البناء والتنمية، وتبقى هذه التجربة درسًا من الدروس المستفادة فى الحاضر والمستقبل.
حفظ الله مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ 25 يناير حياة الأمم والشعوب الشرطة المصریة
إقرأ أيضاً:
حزب ”المصريين“: رسائل الرئيس السيسي من أكاديمية الشرطة تجسد رؤية طموحة
أثنى الدكتور خالد مهدي، أمين لجنة الصناعة بحزب ”المصريين“، على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته التفقدية إلى مقر أكاديمية الشرطة، والتي تناول فيها أهمية ملف الصناعة ودوره المحوري في تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد المصري، إلى جانب الإشادة بجهود تطوير الموانئ البحرية لتعظيم الاستفادة من موقع قناة السويس، معتبرًا أن هذه الرسائل تُجسد رؤية استراتيجية طموحة لمستقبل مصر الاقتصادي.
وأكد ”مهدي“ خلال بيان اليوم الأحد، أن تركيز الرئيس السيسي على ملف الصناعة يعكس إدراك القيادة السياسية لأهميته كرافعة اقتصادية تسهم في توفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة، موضحًا أن الاستثمار في تطوير الصناعات المحلية، سواء التحويلية أو الثقيلة، سيمكن مصر من تعزيز قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وهو ما سينعكس إيجابيًا على الميزان التجاري والاقتصاد الوطني ككل.
وأشار أمين لجنة الصناعة بحزب ”المصريين“ إلى أن الحزب يدعم بقوة توجه الدولة نحو تحسين بيئة الاستثمار الصناعي وتطوير المناطق الصناعية الجديدة، خاصة في ظل الاهتمام بتوطين التكنولوجيا وتشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها عصب الاقتصاد وأحد المحركات الأساسية للتنمية الشاملة، فضلًا أن ملف الصناعة بوجه عام هو العمود الفقري للنهضة الاقتصادية في جميع الدول.
وفيما يتعلق بإشارة الرئيس السيسي إلى تطوير الموانئ الجديدة وتعظيم الاستفادة من موقع قناة السويس، أكد الدكتور ”مهدي“ أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تعزيز دور مصر كمركز لوجستي عالمي، موضحًا أن الاستثمار في البنية التحتية للموانئ يساهم في تحسين كفاءة الخدمات المقدمة لشركات الشحن الدولية، ويجذب المزيد من الاستثمارات في مجالات النقل البحري والخدمات اللوجستية.
وأضاف أن موقع قناة السويس، باعتبارها واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، يمنح مصر ميزة تنافسية كبيرة يجب استغلالها من خلال تعزيز تكامل الأنشطة الصناعية واللوجستية في المناطق المحيطة بالمجرى الملاحي، مشيرًا إلى أن رسائل الرئيس السيسي أكدت على العلاقة التكاملية بين تطوير الصناعة وتحسين كفاءة الموانئ، فالاهتمام بالصناعة المحلية سيساهم في زيادة الصادرات، وتطوير الموانئ سيعزز قدرة الدولة على تيسير حركة التجارة ونقل البضائع، مما يخلق منظومة اقتصادية متكاملة تدفع عجلة التنمية.
واختتم: تصريحات الرئيس السيسي تمثل خريطة طريق واضحة لتحقيق النهضة الاقتصادية، وحزب المصريين يثمن هذه الجهود التي تعكس إصرار القيادة السياسية على النهوض بملف الصناعة وتطوير البنية التحتية بشكل يعزز مكانة مصر الإقليمية والدولية، وجميعنا على ثقة أن هذه الخطوات ستؤتي ثمارها قريبًا في تحسين مستوى معيشة المواطنين وتحقيق طفرة نوعية في الاقتصاد المصري.