أعجبتنى الطريقة التى أدارت بها باكستان معركتها مع إيران، وبالذات عندما صدر بيان عن مكتب أنوار الحق كاكر، رئيس الوزراء الباكستانى، فقال: إن الجارتين قادرتان على التغلب معًا على الخلافات البسيطة!
أما علامة التعجب التى جاءت فى نهاية العبارة السابقة فهى من عندى، وأما سببها فهو أن الخلافات بين الجارتين لم تكن بسيطة بأى حال.
المسألة بدأت عندما أطلق الحرس الثورى الإيرانى عددًا من الصواريخ على منطقة بلوشستان الباكستانية الحدودية مع إيران، وقال الحرس الثورى إن صواريخه استهدفت جماعة "جيش العدل" المسلحة، التى تناوئ إيران وتتخذ من المنطقة مقرًا لها.. والظاهر أن حكومة المرشد الإيرانى على خامنئى فى طهران لم تنتبه قبل إطلاق الصواريخ إلى أن باكستان ليست مثل بقية الدول التى تستهدفها إيران فى أنحاء الإقليم من حولها، ثم لا ترد هذه الدول ولا تصد.
لم تنتبه حكومة المرشد خامنئى لهذا، ولو انتبهت لكانت قد فكرت ألف مرة؛ لأن صواريخها ما كادت تستهدف بلوشستان، حتى كانت صواريخ مماثلة قد انطلقت من باكستان إلى الأراضى الإيرانية، فقتلت وأصابت عددًا من الإيرانيين.
وقد كان الرد الباكستانى سريعًا إلى الدرجة التى قيل معها إن الجيش هناك لم يخبر رئيس الوزراء بالأمر، وأنه بالكاد أحاط عارف علوي، الرئيس الباكستاني، علمًا بالموضوع.. والذين قالوا بذلك قصدوا الإشارة إلى أن جيشًا بقدرات جيش باكستان يرى نفسه قادرًا على إدارة معركة مع الهند بجلالة قدرها، وبكل ما لديها من قدرات عسكرية تقليدية وغير تقليدية. فالهند وباكستان جارتان لدودتان، وكلتاهما قوة نووية.. وهذا ما يجعل الجيش الباكستانى يتطلع إلى أى معركة عسكرية مع إيران باعتبارها شيئًا عاديًا يمكن التعامل معه بسهولة وفى لحظات!
وهذا بالضبط ما يمكن رصده من أول الموضوع إلى آخره، وهذا أيضًا ما يمكن فهمه من اللهجة التى يتحدث بها البيان الصادر عن مكتب أنوار الحق.. فمن قبل البيان كانت باكستان قد ردت على الهجوم الإيرانى حسب ما يقوله مبدأ "المعاملة بالمثل" وكانت قد استدعت سفيرها من طهران، وكانت قد طردت السفير الإيرانى من العاصمة إسلام آباد، وكانت قد قالت إن على إيران أن تفكر جيدًا قبل الذهاب إلى أى مغامرة غير محسوبة.
ولكن.. سرعان ما عاد السفيران إلى موقعيهما، وسرعان ما تلقى أمير حسين عبداللهيان، وزير الخارجية الإيرانى، اتصالًا من جليل عباس جيلانى، وزير الخارجية الباكستانى، واتفقا على تعاون أوثق فى القضايا الأمنية.
والغالب أن إيران لن تكرر ما فعلته، وأنها وهى تمارس ما تمارسها فى الإقليم من حولها، سوف تبتعد تمامًا عن حدودها مع باكستان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة الطريقة ا صدر بيان التغلب الجارتين
إقرأ أيضاً:
مندوب باكستان في الأمم المتحدة: طرد سكان غزة يناقض القانون الدولي
أكد مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عاصم افتخار أحمد، أن طرد أي شعب من أرضه يتناقض مع كل مبادئ القانون الدولي، مشددًا على ضرورة التزام المجتمع الدولي بحماية الحقوق الأساسية للشعوب، لا سيما في ظل الأوضاع الراهنة في غزة.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام عربية، أعرب السفير الباكستاني عن أمله في المضي قدمًا نحو المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرًا أن نجاح هذه المراحل سيسهم في تخفيف معاناة المدنيين وتهيئة الأجواء لحل سياسي شامل.
وشدد افتخار أحمد على أهمية توجيه رسالة واضحة إلى إسرائيل بأن استئناف القتال غير مقبول، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لمنع أي تصعيد عسكري جديد في قطاع غزة.
كما طالب السفير الباكستاني بضرورة الضغط على إسرائيل لفتح المعابر والسماح لمنظمة الأونروا بمواصلة عملها الإنساني داخل القطاع، مشيرًا إلى أن استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة داخل الأمم المتحدة، تهدف إلى ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان في غزة دون عوائق.
غوتيريش: من حق الفلسطينيين العيش في أرضهم وغزة جزء لا يتجزأ من فلسطين
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم، مشددًا على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن فصله عن أي حل سياسي مستقبلي.
ورحب غوتيريش، في بيان رسمي، باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، موجهًا الشكر إلى الوسطاء، وفي مقدمتهم مصر وقطر والولايات المتحدة، على جهودهم في التوصل إلى هذا الاتفاق، كما شدد على ضرورة المضي قدمًا في تنفيذه لضمان التهدئة المستدامة وحماية المدنيين.
وفي سياق حديثه عن الحل السياسي، جدد الأمين العام تأكيده على ضرورة حل الدولتين، داعيًا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون غزة جزءًا لا يتجزأ منها، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
كما شدد غوتيريش على ضرورة رفض أي محاولات للتطهير العرقي، محذرًا من التداعيات الخطيرة لأي سياسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تغيير التركيبة الديمغرافية في الأراضي المحتلة.
وتأتي تصريحات غوتيريش وسط تزايد الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول سياسية تنهي الصراع في غزة، وتعزز مسار التسوية وفق قرارات الشرعية الدولية.