عيد الكرامة وثورة خطفها الإرهاب!
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
يحتفل المصريون اليوم بمناسبتين وعيدين فى يوم واحد، وهما عيد الشرطة المصرية وهو يعد تخليدا لذكرى موقعة الإسماعيلية عام 1952، التى راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزى فى 25 يناير عام 1952، بعد أن رفضوا تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزى بعد أن جاءتهم التوجيهات من فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية آنذاك.
فى هذا اليوم الذى يعتبر من الأعياد القومية لمصر، نترحم على الشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل مصر، ونقدم التهنئة لجميع أبطال الشرطة، العيون الساهرة على حماية الوطن.
بدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة «البريجادير أكسهام» باستدعاء ضابط الاتصال المصرى وسلمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد باشا سراج الدين، وزير الداخلية فى ذلك الوقت، الذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
وبدأت المجزرة الوحشية التى قامت بها قوات الاحتلال وانطلقت مدافع الميدان ومدافع الدبابات تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة وبعد أن قوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال «أكسهام» بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، وصرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: «لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة»، واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم وسقط منهم فى المعركة 50 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف، ولم تفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.
ولم يستطع الجنرال البريطانى «أكسهام» أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقام للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: لقد قاتل رجل الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا، وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال «أكسهام» بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم، تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم، وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الانجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى ويحتفى بها.
سلام على روح الشهداء الأبرار، وتحية تقدير لرجال الشرطة البواسل الذين يواصلون جهودهم فى حفظ الأمن والنظام وتطبيق القانون فى ظل احترام حقوق الإنسان وحسن المعاملة.
المناسبة الثانية التى تحل اليوم هى ذكرى ثورة 25 يناير 2011، التى قام بها مجموعات من المصريين، واختاروا لها أن تكون يوم الاحتفال بعيد الشرطة للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية تحولت الاحتجاجات إلى ثورة عارمة عمت أرجاء البلاد فى 28 يناير وعلى أثرها تنحى الرئيس حسنى مبارك عن منصبه، وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة قيادة البلاد.
لثورة 25 يناير نجاحاتها وإخفاقاتها،. كانت ناجحة لأنها علمت العالم أن الشعوب لا تسكت على الظلم والقهر، عرف الشعب المصرى دون قيادة أن يثور ويغير ويرفض الواقع، وضحى المواطن بحياته من أجل إعلاء القيم وتحقيق العدالة، ولكن سلبياتها تتركز فى المتربصين الذين امتطوا الثورة وغيروا وجهتها فى اتجاه تحقيق مصالحهم.
لولا القوات المسلحة التى انحازت إلى ثورة الشعب فى 30 يونيو، بعد استيلاء الإخوان على السلطة لكان نال مصر ما نال بعض الدول العربية الشقيقة التى اندلعت فيها ثورات الربيع العربى.
انحياز القوات المسلحة المصرية للشعب أدى إلى تصحيح مسار ثورة 25 يناير فى 30 يونيو وتم طرد جماعة الإخوان الخونة وعاد للوطن استقراره وأمانه الذى ينعم فيه اليوم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن الإرهاب وثورة المصريون الشرطة المصریة رجال الشرطة
إقرأ أيضاً:
سوق اليوم الواحد يستقطب آلاف المواطنين في الزقازيق بخصومات تصل إلى 30%
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقيم اليوم "سوق اليوم الواحد" بمدينة الزقازيق لبيع السلع والمواد الغذائية بأسعار مخفضة تصل إلى 30% مقارنة بالأسعار المعتادة في الأسواق المحلية.
يأتي هذا السوق تنفيذ لتوجيهات القيادة السياسية وتعليمات الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، وبالتعاون بين محافظة الشرقية والشركة القابضة للصناعات الغذائية والغرفة التجارية وشركات القطاع الخاص وكبار التجار.
وصرح عبدالكريم عوض الله، وكيل وزارة التموين بالشرقية، أن السوق شهد إقبالا كثيف من المواطنين الذين أعربوا عن رغبتهم في استمرارية هذه المبادرة بشكل دائم.
وأضاف أن السوق يوفر مجموعة متنوعة من السلع الغذائية مثل الزيت والسكر والمكرونة والأرز والسمن والألبان والجبن بأنواعها والبقوليات والخضروات والفواكه، بالإضافة إلى السلع غير الغذائية.
وأوضح وكيل الوزارة أن مديرية تموين الشرقية نجحت في تنفيذ أسواق اليوم الواحد على مدار 43 يوم للأسبوع الحادي عشر على التوالي، مشيراً إلى أن هذه المبادرة سيتم تعميمها على جميع مراكز ومدن المحافظة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للمواطنين.
وأكد عوض الله أن المديرية تتابع سير العمل في الأسواق بشكل مستمر لضمان الالتزام بمعايير الجودة والأسعار المخفضة، كما أعلن عن انتهاء المديرية من إقامة وافتتاح 18 معرضاً من معارض "أهلاً رمضان" في مختلف مراكز المحافظة، مع استمرار العمل لإقامة المزيد من هذه المعارض في باقي المراكز والمدن لتوفير مختلف السلع الغذائية والخضروات والفواكه واللحوم بأسعار مناسبة.
وتأتي هذه المبادرات في إطار الجهود المتواصلة للأجهزة التنفيذية لتخفيف العبء المعيشي عن المواطنين وتقديم كافة صور الدعم الممكنة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.