بوابة الوفد:
2024-12-22@20:36:07 GMT

عيد الكرامة وثورة خطفها الإرهاب!

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

يحتفل المصريون اليوم بمناسبتين وعيدين فى يوم واحد، وهما عيد الشرطة المصرية وهو يعد تخليدا لذكرى موقعة الإسماعيلية عام 1952، التى راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزى فى 25 يناير عام 1952، بعد أن رفضوا تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزى بعد أن جاءتهم التوجيهات من فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية آنذاك.

تم إقرار هذا اليوم إجازة رسمية عام 2009، تقديرا لجهود الشرطة المصرية فى حفظ الأمن والأمان واستقرار الوطن واعترافا بتضحياتهم.

فى هذا اليوم الذى يعتبر من الأعياد القومية لمصر، نترحم على الشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل مصر، ونقدم التهنئة لجميع أبطال الشرطة، العيون الساهرة على حماية الوطن.

بدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة «البريجادير أكسهام» باستدعاء ضابط الاتصال المصرى وسلمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد باشا سراج الدين، وزير الداخلية فى ذلك الوقت، الذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وبدأت المجزرة الوحشية التى قامت بها قوات الاحتلال وانطلقت مدافع الميدان ومدافع الدبابات تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة وبعد أن قوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال «أكسهام» بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، وصرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: «لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة»، واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم وسقط منهم فى المعركة 50 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف، ولم تفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.

ولم يستطع الجنرال البريطانى «أكسهام» أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقام للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: لقد قاتل رجل الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا، وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال «أكسهام» بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم، تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم، وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الانجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى ويحتفى بها.

سلام على روح الشهداء الأبرار، وتحية تقدير لرجال الشرطة البواسل الذين يواصلون جهودهم فى حفظ الأمن والنظام وتطبيق القانون فى ظل احترام حقوق الإنسان وحسن المعاملة.

المناسبة الثانية التى تحل اليوم هى ذكرى ثورة 25 يناير 2011، التى قام بها مجموعات من المصريين، واختاروا لها أن تكون يوم الاحتفال بعيد الشرطة للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية تحولت الاحتجاجات إلى ثورة عارمة عمت أرجاء البلاد فى 28 يناير وعلى أثرها تنحى الرئيس حسنى مبارك عن منصبه، وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة قيادة البلاد.

لثورة 25 يناير نجاحاتها وإخفاقاتها،. كانت ناجحة لأنها علمت العالم أن الشعوب لا تسكت على الظلم والقهر، عرف الشعب المصرى دون قيادة أن يثور ويغير ويرفض الواقع، وضحى المواطن بحياته من أجل إعلاء القيم وتحقيق العدالة، ولكن سلبياتها تتركز فى المتربصين الذين امتطوا الثورة وغيروا وجهتها فى اتجاه تحقيق مصالحهم.

لولا القوات المسلحة التى انحازت إلى ثورة الشعب فى 30 يونيو، بعد استيلاء الإخوان على السلطة لكان نال مصر ما نال بعض الدول العربية الشقيقة التى اندلعت فيها ثورات الربيع العربى.

انحياز القوات المسلحة المصرية للشعب أدى إلى تصحيح مسار ثورة 25 يناير فى 30 يونيو وتم طرد جماعة الإخوان الخونة وعاد للوطن استقراره وأمانه الذى ينعم فيه اليوم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن الإرهاب وثورة المصريون الشرطة المصریة رجال الشرطة

إقرأ أيضاً:

بناء الإنسان.. مفتي الجمهورية يدير ندوة تثقيفية في أكاديمية الشرطة

نظمت أكاديمية الشرطة "كلية التدريب والتنمية" ندوة تثقيفية بعنوان "بناء الإنسان أساس بناء الأوطان" حاضر فيها فضيلة الدكتور/ نظير عياد - مفتى الديار المصرية - لعدد (١٤٠) ضابطاً من مختلف الرتب من الدارسين بالدورات التدريبية الأساسية المنعقدة حالياً بمعهدى "القادة - الضباط" التابعين لكلية التدريب والتنمية.


تناولت الندوة المحاور الرئيسية لبناء المواطن عقائدياً ومسلكياً فى إطار الدور المجتمعى للوزارة.. وتناول فضيلة المفتى أهمية غرس مفهوم الولاء للوطن فى الأجيال الجديدة ، وتنشيط الذاكرة الوطنية للأجيال فى ظل التحديات التى تهدد الأمن القومى للدولة المصرية على المحاور الداخلية والإقليمية والدولية .

تعرف على آخر موعد لسداد تكاليف حج القرعة


كما أشاد فضيلته بتضحيات وجهود رجال الشرطة التى قدموها لتحقيق الأمن والإستقرار للبلاد .. وأكد فضيلته على أهمية دور رجال الشرطة فى تحقيق الأمن للوطن والمواطنين.. وأشار إلى ذكر نعمة الأمن فى العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة .


ووجه فضيلته الشكر والتقدير للجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية لتنمية وتطوير الجوانب المعرفية والعلمية والثقافية لدى أعضاء هيئة الشرطة ، بإتباع أحدث النظم والبرامج التدريبية.


ولاقت فعاليات الندوة إستحسان وإشادة جميع الحضور من خلال طرح الأسئلة والإستفسارات التى تؤكد وعيهم وحرصهم على تدعيم دورهم فى حماية أمن الوطن ومقدراته.  
 

يأتي ذلك فى إطار إستراتيجية وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى الإرتقاء بالدور المجتمعى وتنمية الوعى الدينى المستنير لضباط الشرطة.

مقالات مشابهة

  • السيسي يثمن التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الشرطة وعائلاتهم في مواجهة الإرهاب
  • السيسي يثمن التضحيات الكبيرة لأبناء جهاز الشرطة وعائلاتهم في مواجهة الإرهاب
  • بناء الإنسان.. مفتي الجمهورية يدير ندوة تثقيفية في أكاديمية الشرطة
  • أكاديمية الشرطة تنظم ندوة دينية تثقيفية لفضيلة مفتي الديار المصرية
  • الإعلام والذكاء الاصطناعي.. تغطية الأزمات وثورة الخوارزميات
  • النفاق الأمريكى فى سوريا!
  • الوعى جدار حصين أمام التحديات التى تواجهها الدولة المصرية
  • وداعا قائد الشاشة المصرية.. نبيل الحلفاوى موهبة استثنائية متعددة الأبعاد وإرث فنى لا ينسى
  • ناصر عبدالرحمن يكتب : الشخصية المصرية (6) الغواية
  • «القاعدة» و«داعش» أذرع الإرهاب الممتدة في أفريقيا