بوابة الوفد:
2025-01-29@00:46:18 GMT

احذروا حل الدولتين «المفخخ»!

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

على غرار عبارة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» يلحظ المتابع للمواقف الغربية، أمريكية أو أوروبية، هذه الأيام أنها تعزف على نغمة أنه لا حل للصراع العربى الإسرائيلى سوى «حل الدولتين». الطرح يمتد من أكبر رأس فى النظام الأمريكى وهو بايدن، مرورًا بوزير الخارجية بلينكن، وليس انتهاء بجوزيب بوريل ممثل الاتحاد الأوروبى للسياسة الخارجية، وفى القلب من هذا الاتحاد يأتى نداء ألمانيًا بأنه الحل الوحيد للصراع.

ورغم أن هذا الحل من المفترض أنه يمثل أساس التقسيم الدولى لفلسطين فى 1948، على أساس قيام دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية إلا أن الأولى– الدولة الفلسطينية–ضاعت فى زحام المعارك والصراع وأصبحت فى عداد الأحلام. أبسط تعريف لفكرة حل الدولتين عبر عنه تقرير صحفى بإشارته إلى أنها فكرة عمرها عقود وبعيدة المنال أحيتها حرب غزة. ونضيف من عندنا أنها تحولت بمرور الوقت إلى ما يشبه حبة مخدرات يقدمها الغرب لحلفائه من العرب لكى يعيشوا حالة من الوهم.. وعبر عن ذلك أفضل تعبير قيادى فلسطينى بتأكيده أن ما يطلقه المسئولون الأمريكيون حول حل الدولتين عبارة عن بيع الوهم للشعب الفلسطينى وملهاة أمريكية لكسب مزيد من الوقت.

إذا وضعت فى اعتبارك أن الصراع ممتد من أكثر من ثلاثة أرباع القرن لأدركت بسهولة أنه لو كانت هناك نية لتطبيق ذلك الحل لأصبح حقيقة منذ زمن. قد يرد البعض بأن الفلسطينيين يضعون العقبات أمام الحل ورغم أن ذلك غير صحيح باعتبار أن تلك العقبات فى مفهوم البعض هى إصرارهم على الحصول على حقهم بشكل مناسب، إلا أن اتفاقات أوسلو تدحض تشدد الفلسطينيين وتشير إلى أنهم قبلوا بالقليل وها هو نتنياهو يتباهى بأنه ينأى بإسرائيل عن أخطاء أوسلو.

رغم كل الأمنيات بأن يتحقق حل الدولتين، وبما يحفظ الحقوق الفلسطينية، إلا أنه فى سياقه الحالى ليس سوى فخ لاصطياد العرب وجر من بقى منهم خارج حظيرة التطبيع، وتوفير الأجواء لنهاية غير محرجة لحرب إسرائيل على غزة تحفظ ماء وجه القادة الإسرائيليين.

لو كانت الولايات المتحدة جادة فى صيغة حل الدولتين لسعت إلى تحقيق ذلك باعتبارها شريك تل أبيب فى الحرب على غزة، والشريك له حق فى أن يؤخذ برؤيته.. أما الحديث عن خلافات أمريكية إسرائيلية حول ذلك الحل فأمر لا يمثل فى التحليل النهائى سوى نوع من الخداع. وعلى ذلك لك أن تستغرب ما يشبه اللغة العنترية لممثل الاتحاد الأوروبى رغم كل الترحيب بها، والتى يقول فيها إن معارضة الحكومة الإسرائيلية حل الدولتين «غير مقبولة». ماذا يعنى غير مقبولة وماذا فعل الاتحاد الأوروبى فى مواجهة عدم المقبولية تلك؟ الأكثر من ذلك تأكيده أن حل الدولتين مع دولة فلسطينية مستقلة هو الهدف النهائى للكتلة الأوروبية المكونة من 27 دولة!. معقولة 27 دولة لا تستطيع الترتيب مع حليفتها أمريكا التى تؤيد الحل ذاته وفق التصريحات الرسمية للسعى لدى قادة إسرائيل لفرضه؟ ولو كان الأمر كذلك أليس من المطلوب ردًا على ذلك هو رفع الحماية والدعم عن تلك الدولة العبرية المارقة؟

الخوف كل الخوف، أن يجد البعض منا فى تلك الدعوة الرنانة الفرصة والمبرر للانخراط فى المشاريع الإقليمية التى ترتب لها واشنطن، وعلى رأسها دمج إسرائيل فى المنطقة، ثم نكتشف أن وعد حل الدولتين ليس سوى قبضة ماء سرعان ما تتسرب من بين أيدينا. ما الحل؟ الاتفاق وضبط كل التفاصيل قبل أى خطوة عربية.. بعد أن كادت تلك الخطوات أن تنفد!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات حل الدولتين المفخخ احذروا ح حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

شح التوظيف في العراق.. هل يتحول القطاع الخاص إلى الحل السحري؟

يناير 27, 2025آخر تحديث: يناير 27, 2025

المستقلة/- في وقت أعلنت فيه وزارة التخطيط العراقية انخفاض نسب البطالة والفقر خلال الأعوام الثلاثة الماضية، يبقى شبح شح التوظيف يطارد أكثر من 300 ألف خريج سنوياً، مما يطرح تساؤلات عميقة حول قدرة القطاع الخاص على استيعاب هذه الأعداد، وسط سياسات حكومية توصف بأنها “ترشيق” للقطاع العام الذي يعاني من الترهل والإنفاق الهائل.

أرقام مبشرة أم أزمة كامنة؟

وزارة التخطيط أشارت إلى انخفاض نسبة البطالة من 16.5% إلى 14%، ومعدل الفقر من 23% إلى 17%. لكن خلف هذه الأرقام، يكمن واقع معقد يعاني فيه الخريجون من البطالة، مع تخرج أكثر من 350 ألف طالب سنوياً من الجامعات الحكومية والأهلية، في حين يقتصر التوظيف الحكومي على شريحة محدودة كالأوائل وحملة الشهادات العليا.

فهل يمثل الانخفاض المعلن في معدلات البطالة والفقر انعكاسًا حقيقيًا لتحسن الاقتصاد، أم هو مجرد تهدئة للرأي العام وسط أزمة توظيف متفاقمة؟

الاتجاه نحو القطاع الخاص.. خيار أم اضطرار؟

تؤكد وزارة التخطيط أن الحل يكمن في القطاع الخاص، مشيرة إلى تشكيل “المجلس الدائم لدعم القطاع الخاص” برئاسة رئيس الوزراء، وهو خطوة يُنظر إليها كتحول جذري في رسم السياسات الاقتصادية للبلاد. كما يعزز قانون العمل والضمان الاجتماعي الجديد حقوق العاملين في القطاع الخاص، بمنحهم امتيازات كالتقاعد.

لكن على أرض الواقع، يواجه القطاع الخاص تحديات كبيرة، أبرزها:

ضعف البنية التحتية للاقتصاد المنتج واعتماده على الريع النفطي. غياب الحوافز الحقيقية للمستثمرين. انتشار الوظائف غير المستقرة وغياب الضمان الوظيفي. شح التوظيف الحكومي.. أزمة أم ضرورة؟

منذ سنوات، تسعى الحكومة إلى “ترشيق” القطاع العام لتقليل الإنفاق الاستهلاكي الذي بات يشكل عبئًا كبيرًا على الموازنة. لكن هذه السياسة أثارت استياء شريحة واسعة من الخريجين، الذين يعتبرون الوظيفة الحكومية مصدرًا للأمان الوظيفي والاجتماعي.

ويصف البعض هذا التوجه بأنه “خيار مضطر”، بينما يرى آخرون أنه يعكس فشل الحكومات المتعاقبة في تطوير القطاعات الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الاقتصادي الذي يضمن فرص عمل حقيقية.

هل القطاع الخاص هو الحل؟

في ظل هذه التحديات، يثار الجدل حول قدرة القطاع الخاص على أن يصبح بديلاً حقيقيًا للقطاع العام في توفير فرص العمل. بينما يرى المؤيدون أنه الحل المستقبلي، يشكك آخرون في إمكانية تحقيق ذلك في ظل غياب سياسات واضحة لتنمية هذا القطاع وتقليل هيمنة الدولة على الاقتصاد.

الخلاصة: معضلة بلا حلول سريعة

يبقى شح التوظيف أزمة تؤرق الشباب العراقي، في وقت يبدو فيه التحول نحو القطاع الخاص “خياراً إجبارياً” وليس إستراتيجية نابعة من قوة الاقتصاد. فهل ستنجح الحكومة في كسب رهان القطاع الخاص، أم أن الأزمة ستتفاقم ليبقى الخريجون أسرى البطالة؟

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يجدد دعمه لأي مبادرات هادفة لتحقيق الحل السياسي في اليمن
  • وزير الخارجية: قيام دولة فلسطينية مستقلة الحل الوحيد لإنهاء العنف والعنف المضاد
  • وزير الخارجية: قيام دولة فلسطينية مستقلة هو الحل الوحيد لكسر حلقة العنف والعنف المضاد
  • وزير الخارجية: قيام دولة فلسطينية مستقلة الحل الوحيد لاستقرار المنطقة
  • الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه للسلطة الفلسطينية والأونروا ويشدد على أهمية حل الدولتين
  • الاتحاد الأوروبي: نلتزم بحل الدولتين كإطار لتحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط
  • شح التوظيف في العراق.. هل يتحول القطاع الخاص إلى الحل السحري؟
  • أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الإثنين
  • آثاره كارثيّة.. احذروا تناول «أيبوبروفين» لفترات طويلة!
  • ساويرس يعلق على مقترح ترامب: لا سلام إلا بحل الدولتين