بوابة الوفد:
2025-04-27@20:55:41 GMT

احذروا حل الدولتين «المفخخ»!

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

على غرار عبارة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» يلحظ المتابع للمواقف الغربية، أمريكية أو أوروبية، هذه الأيام أنها تعزف على نغمة أنه لا حل للصراع العربى الإسرائيلى سوى «حل الدولتين». الطرح يمتد من أكبر رأس فى النظام الأمريكى وهو بايدن، مرورًا بوزير الخارجية بلينكن، وليس انتهاء بجوزيب بوريل ممثل الاتحاد الأوروبى للسياسة الخارجية، وفى القلب من هذا الاتحاد يأتى نداء ألمانيًا بأنه الحل الوحيد للصراع.

ورغم أن هذا الحل من المفترض أنه يمثل أساس التقسيم الدولى لفلسطين فى 1948، على أساس قيام دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية إلا أن الأولى– الدولة الفلسطينية–ضاعت فى زحام المعارك والصراع وأصبحت فى عداد الأحلام. أبسط تعريف لفكرة حل الدولتين عبر عنه تقرير صحفى بإشارته إلى أنها فكرة عمرها عقود وبعيدة المنال أحيتها حرب غزة. ونضيف من عندنا أنها تحولت بمرور الوقت إلى ما يشبه حبة مخدرات يقدمها الغرب لحلفائه من العرب لكى يعيشوا حالة من الوهم.. وعبر عن ذلك أفضل تعبير قيادى فلسطينى بتأكيده أن ما يطلقه المسئولون الأمريكيون حول حل الدولتين عبارة عن بيع الوهم للشعب الفلسطينى وملهاة أمريكية لكسب مزيد من الوقت.

إذا وضعت فى اعتبارك أن الصراع ممتد من أكثر من ثلاثة أرباع القرن لأدركت بسهولة أنه لو كانت هناك نية لتطبيق ذلك الحل لأصبح حقيقة منذ زمن. قد يرد البعض بأن الفلسطينيين يضعون العقبات أمام الحل ورغم أن ذلك غير صحيح باعتبار أن تلك العقبات فى مفهوم البعض هى إصرارهم على الحصول على حقهم بشكل مناسب، إلا أن اتفاقات أوسلو تدحض تشدد الفلسطينيين وتشير إلى أنهم قبلوا بالقليل وها هو نتنياهو يتباهى بأنه ينأى بإسرائيل عن أخطاء أوسلو.

رغم كل الأمنيات بأن يتحقق حل الدولتين، وبما يحفظ الحقوق الفلسطينية، إلا أنه فى سياقه الحالى ليس سوى فخ لاصطياد العرب وجر من بقى منهم خارج حظيرة التطبيع، وتوفير الأجواء لنهاية غير محرجة لحرب إسرائيل على غزة تحفظ ماء وجه القادة الإسرائيليين.

لو كانت الولايات المتحدة جادة فى صيغة حل الدولتين لسعت إلى تحقيق ذلك باعتبارها شريك تل أبيب فى الحرب على غزة، والشريك له حق فى أن يؤخذ برؤيته.. أما الحديث عن خلافات أمريكية إسرائيلية حول ذلك الحل فأمر لا يمثل فى التحليل النهائى سوى نوع من الخداع. وعلى ذلك لك أن تستغرب ما يشبه اللغة العنترية لممثل الاتحاد الأوروبى رغم كل الترحيب بها، والتى يقول فيها إن معارضة الحكومة الإسرائيلية حل الدولتين «غير مقبولة». ماذا يعنى غير مقبولة وماذا فعل الاتحاد الأوروبى فى مواجهة عدم المقبولية تلك؟ الأكثر من ذلك تأكيده أن حل الدولتين مع دولة فلسطينية مستقلة هو الهدف النهائى للكتلة الأوروبية المكونة من 27 دولة!. معقولة 27 دولة لا تستطيع الترتيب مع حليفتها أمريكا التى تؤيد الحل ذاته وفق التصريحات الرسمية للسعى لدى قادة إسرائيل لفرضه؟ ولو كان الأمر كذلك أليس من المطلوب ردًا على ذلك هو رفع الحماية والدعم عن تلك الدولة العبرية المارقة؟

الخوف كل الخوف، أن يجد البعض منا فى تلك الدعوة الرنانة الفرصة والمبرر للانخراط فى المشاريع الإقليمية التى ترتب لها واشنطن، وعلى رأسها دمج إسرائيل فى المنطقة، ثم نكتشف أن وعد حل الدولتين ليس سوى قبضة ماء سرعان ما تتسرب من بين أيدينا. ما الحل؟ الاتفاق وضبط كل التفاصيل قبل أى خطوة عربية.. بعد أن كادت تلك الخطوات أن تنفد!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات حل الدولتين المفخخ احذروا ح حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

بويصير: مصالح واشنطن في ليبيا النفط والاستقرار لا الديمقراطية

????️ ليبيا | بويصير: الحل الأمريكي لليبيا يركز على أصحاب السلاح والنفوذ

ليبيا – رأى الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد بويصير أن الطرح الأمريكي المرتقب لحل الأزمة الليبية يركز على الجهات المسلحة صاحبة النفوذ، باعتبارها القوى القادرة على تحديد مسار الأمور في البلاد.

???? القوة العسكرية محور الحل السياسي ⚔️
بويصير أوضح خلال مداخلته في برنامج “حوارية الليلة” على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا، أن الحديث عن القوة المشتركة له أبعاد أوسع، تهدف إلى لملمة الوضع السياسي عبر المسلحين، مبينًا أن في الشرق المشير حفتر أكثر نفوذًا من حماد وعقيلة، بينما توجد في الغرب جهات سياسية مسلحة نافذة حسب قوله.

???? خيارات الحل: مجلس تأسيسي أو انسحاب جماعي ????️
أشار بويصير إلى أن الحل يتطلب جمع أصحاب النفوذ العسكري، للوصول إلى أحد خيارين: تشكيل سلطة مشتركة تبدأ بمجلس تأسيسي يشرفون عليه، أو قبول جميع الأطراف بالانسحاب من المشهد السياسي والعسكري.

???? الأمريكيون يركزون على السلطة الفعلية ????
أكد بويصير أن السلطة الفعلية بيد المجموعات المسلحة، فيما تبقى الأجسام السياسية ضعيفة التأثير، موضحًا أن التفكير البراغماتي الأمريكي يدفع نحو جمع المتنفذين الحقيقيين العشرة، للبدء بتأسيس جديد يضمن استقرار ليبيا وإدماجها اقتصاديًا.

???? مصالح واشنطن: النفط والاستقرار لا الديمقراطية ????️
اعتبر بويصير أن النفط والغاز الليبيين يمثلان ورقة مهمة لصالح الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الهدف الأمريكي ليس نشر الديمقراطية، بل تحقيق استقرار يسمح بدمج ليبيا في السوق العالمي وجني مكاسب اقتصادية.

???? الحفاظ على وحدة ليبيا لمواجهة روسيا ????️
شدد بويصير على أن مواجهة الوجود الروسي في ليبيا لن تكون ممكنة إلا بتحقيق وحدة البلاد، معتبرًا أن الانقسام الحالي “تحت السطر”، وأنه ما لم يتم تحديد المصلحة الليبية الحقيقية، سيظل الاقتصاد محتكرًا ومجمدًا.

مقالات مشابهة

  • الحل المُستدام للنجد الزراعي في ظفار
  • أطعمة شائعة تضر بالكبد بشكل خفي.. احذروا تأثيرها المدمّر!
  • نقل القمة أو عقدها بلا شرع.. الإطار يختار غداً الحل الأنسب
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • بويصير: مصالح واشنطن في ليبيا النفط والاستقرار لا الديمقراطية
  • مدبولي: مصر ملتزمة بدعم الصومال ورؤية رئيسها لإقامة دولة موحدة ومزدهرة
  • النعمي: اللجنة الاستشارية للبعثة الأممية لا تضم سوى 4 ليبيين فقط
  • مباحثات سعودية فرنسية بالرياض حول الوضع في غزة وجهود تنفيذ حل الدولتين
  • مصر: حل الدولتين الضمان الوحيد للسلام الدائم
  • الإمارات تستضيف وفد الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب