بوابة الوفد:
2024-08-03@14:15:07 GMT

احذروا حل الدولتين «المفخخ»!

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

على غرار عبارة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» يلحظ المتابع للمواقف الغربية، أمريكية أو أوروبية، هذه الأيام أنها تعزف على نغمة أنه لا حل للصراع العربى الإسرائيلى سوى «حل الدولتين». الطرح يمتد من أكبر رأس فى النظام الأمريكى وهو بايدن، مرورًا بوزير الخارجية بلينكن، وليس انتهاء بجوزيب بوريل ممثل الاتحاد الأوروبى للسياسة الخارجية، وفى القلب من هذا الاتحاد يأتى نداء ألمانيًا بأنه الحل الوحيد للصراع.

ورغم أن هذا الحل من المفترض أنه يمثل أساس التقسيم الدولى لفلسطين فى 1948، على أساس قيام دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية إلا أن الأولى– الدولة الفلسطينية–ضاعت فى زحام المعارك والصراع وأصبحت فى عداد الأحلام. أبسط تعريف لفكرة حل الدولتين عبر عنه تقرير صحفى بإشارته إلى أنها فكرة عمرها عقود وبعيدة المنال أحيتها حرب غزة. ونضيف من عندنا أنها تحولت بمرور الوقت إلى ما يشبه حبة مخدرات يقدمها الغرب لحلفائه من العرب لكى يعيشوا حالة من الوهم.. وعبر عن ذلك أفضل تعبير قيادى فلسطينى بتأكيده أن ما يطلقه المسئولون الأمريكيون حول حل الدولتين عبارة عن بيع الوهم للشعب الفلسطينى وملهاة أمريكية لكسب مزيد من الوقت.

إذا وضعت فى اعتبارك أن الصراع ممتد من أكثر من ثلاثة أرباع القرن لأدركت بسهولة أنه لو كانت هناك نية لتطبيق ذلك الحل لأصبح حقيقة منذ زمن. قد يرد البعض بأن الفلسطينيين يضعون العقبات أمام الحل ورغم أن ذلك غير صحيح باعتبار أن تلك العقبات فى مفهوم البعض هى إصرارهم على الحصول على حقهم بشكل مناسب، إلا أن اتفاقات أوسلو تدحض تشدد الفلسطينيين وتشير إلى أنهم قبلوا بالقليل وها هو نتنياهو يتباهى بأنه ينأى بإسرائيل عن أخطاء أوسلو.

رغم كل الأمنيات بأن يتحقق حل الدولتين، وبما يحفظ الحقوق الفلسطينية، إلا أنه فى سياقه الحالى ليس سوى فخ لاصطياد العرب وجر من بقى منهم خارج حظيرة التطبيع، وتوفير الأجواء لنهاية غير محرجة لحرب إسرائيل على غزة تحفظ ماء وجه القادة الإسرائيليين.

لو كانت الولايات المتحدة جادة فى صيغة حل الدولتين لسعت إلى تحقيق ذلك باعتبارها شريك تل أبيب فى الحرب على غزة، والشريك له حق فى أن يؤخذ برؤيته.. أما الحديث عن خلافات أمريكية إسرائيلية حول ذلك الحل فأمر لا يمثل فى التحليل النهائى سوى نوع من الخداع. وعلى ذلك لك أن تستغرب ما يشبه اللغة العنترية لممثل الاتحاد الأوروبى رغم كل الترحيب بها، والتى يقول فيها إن معارضة الحكومة الإسرائيلية حل الدولتين «غير مقبولة». ماذا يعنى غير مقبولة وماذا فعل الاتحاد الأوروبى فى مواجهة عدم المقبولية تلك؟ الأكثر من ذلك تأكيده أن حل الدولتين مع دولة فلسطينية مستقلة هو الهدف النهائى للكتلة الأوروبية المكونة من 27 دولة!. معقولة 27 دولة لا تستطيع الترتيب مع حليفتها أمريكا التى تؤيد الحل ذاته وفق التصريحات الرسمية للسعى لدى قادة إسرائيل لفرضه؟ ولو كان الأمر كذلك أليس من المطلوب ردًا على ذلك هو رفع الحماية والدعم عن تلك الدولة العبرية المارقة؟

الخوف كل الخوف، أن يجد البعض منا فى تلك الدعوة الرنانة الفرصة والمبرر للانخراط فى المشاريع الإقليمية التى ترتب لها واشنطن، وعلى رأسها دمج إسرائيل فى المنطقة، ثم نكتشف أن وعد حل الدولتين ليس سوى قبضة ماء سرعان ما تتسرب من بين أيدينا. ما الحل؟ الاتفاق وضبط كل التفاصيل قبل أى خطوة عربية.. بعد أن كادت تلك الخطوات أن تنفد!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات حل الدولتين المفخخ احذروا ح حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

السودان الجديد و التخلق من داخل الخنادق

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن إشكالية النخبة السودانية ذات التفاعل مع المسرح السياسية، أنها تقدم العاطفة على حقائق الواقع، و تحاول البحث عن مبررات لفعل مستقبلي قبل الشروع فيه، لأنها على قناعة أن خبراتها و قدراتها الذاتية لا تساعدها على مواجهة التحديات بالصورة المطلوبة، أن الأزمة السياسية بعد ثورة ديسمبر كانت حالة فريدة في تاريخ السودان، أن تعجز القيادات السياسية على إدارة الإزمة السياسية التي تواجهها، و تخضع خضوعا كاملا للنفوذ الخارجي لكي يدير لها الأزمة من وراء ستار.. و بدلا أن تواجه عقدتها لكي ترفع الحرج عن نفسها، لكنها تحاول أن تبحث لها عن شماعات لكي تعلق عليها فشلها في إعتقاد أنها لا تريد أن ينكشف ضعف قدراتها..
أن حالة الفشل وسط النخب كانت تزداد كل يوم نتيجة لطول فترات النظم الشمولية، التي خلفت قيادات منهوكة القوى و متواضعة فكريا، الأمر الذي لا يؤهلها أن تقدم مشاريع سياسية تفرضها على الساحة السياسية لكي تتحاور فيها مع القوى الأخرى، كل كان يحاول أن يفرض شروطا على الآخرين دون أن يكون له أداة ضغط عليهم. هذا الضعف المتواصل أكده الدكتور منصور خالد في كتابه "النخبة و إدمان الفشل" عندما يكتب ( تعود الأزمة النخبوية – في جوانبها الفكرية – إلي تصدع الذات، الذي يقود، بطبعه، إلي الفجوة بين الفكر و الممارسة؛ بين ما يقول المرء و ما يفعل، بين التصالح مع الواقع السلبي في المجتمع و الإدانة اللفظية لهذا الواقع) الآن تجد الوسائط الاجتماعية التي أصبحت حلبة صراع إعلامي مليئة بالمطاردة التي تحمل معلومات مزيفة، باعتبارها معلومات تستند على الرغبات المؤسسة على الذات، و ليست بهدف حل المشكل وفقا لمعطيات الواقع، و هناك الذين يعتقدون أن الحل لا يمكن أن يكون إلا على يد النفوذ الخارجي، و أصبح الداخل و الدعوة إليه توقع صاحبها في اتهام بأنه مساندا للكيزان و الفلول، أن النخبة إذا لم تستطيع أن تخرج من حالة الوهم و الإدعاء السالب الذي يهدف لتضخيم الذات دون أي مقومات موضوعية لا تستطيع أن تسهم في الحل..
أن وقف الحرب و حل المشكلة السياسية السودانية لن يتم خارج السودان، و لن تكون أمريكا و توابعها من دول الجوار و الدول العربية هي التي سوف تحل المشكلة، و هي السبب الأساسي الذي قاد للحرب، أن الحل يجب أن يكون داخل السودان، و وسط الشعب السوداني، و الذين لا يرغبون مواجهة الشعب هؤلاء لا اعتقد سوف يكون لهم حظا في تقديم شيئا مفيدا للحل. و قبل الحل؛ كل قوى سياسية يجب أن تراجع أفكارها، و تعيد بناء مرجعيتها الفكرية، لكي تستطيع أن تتعايش مع أفكار الأخر.. أن التجارب التاريخية منذ المهدي أكدت أن أي قوى لوحدها لا تستطيع أن تفرض قناعاتها و شروط العمل السياسي على الأخرين.. في الحل لا يتم البحث عن معلمين للتلقين، بل البحث عن منابر تجمع الكل للحوار المفتوح و الوصول لتوافق وطني، الذي يوافق سوف يشارك، و من يرفض عليه أن يعتزل العمل السياسي.
هناك أيضا الذين يعتقدون أن وقف الحرب بهدف الرجوع للثورة مرة أخرى، هل هؤلاء يعتقدون أن الحرب أقل شأنا من الثورة، هؤلاء ماذا يريدون أن يهدموا بالثورة الذي لم تهدمه الحرب، الحرب لم تهدم فقط المؤسسات و المشاريع و كل المكونات المادية، بل هدمت حتى القيم الربانية و القيم الروحية، و الأخلاق و الاعراف و التقاليد، و استخدمت كل أدوات التنكيل و القتل ، و النهب و السرقة و الاغتصابات و التهجير و الإبادة الجماعية، أن الذين ينادون بإعادة الثورة بعد الحرب هؤلاء يعلمون أنهم عاجزون في التعامل مع الواقع الجديدة و إفرازاته، و أن مرجعياتهم الفكرية عاجزة ان تقدم رؤى لواقع كانت بعيدة عنه عندما بدأ يتشكل في مواجهة المؤامرة على البلاد.. أن الحل يجب أن يكون في السودان من خلال الحوار الوطني الجامع، و التوافق و التناغم الكامل بين القوى المدنية و العسكرية، بهدف حفظ أمن البلاد و تأمينها من آهل الأجندة الخارجية و العملاء في الداخل و الخارج.. و هذه الأشياء لا تتم بوجود الميليشيا أو التسوية معها و خدامها، لابد من هزيمتها و عدم رجوعها مرة أخرى إلي الساحتين العسكرية و السياسية. هزيمة الميليشيا تعني معرفة الحقيقة عن الحرب و من كان وراءها و الداعمين لها و الذين تعاونوا مع الميليشيا في الداخل و تقديمهم للمحاكمة أمام القضاء..
أن وقف الحرب ليس تعني وقف لأصوات المدافع و البنادق و الطيران، أنما تعني بداية لتخلق سودان جديد فرضته حالة التلاحم بين المستنفرين و المقاومة الشعبية و بين طلائع الجيش و القوى النظام الأخرى، الذين جمعتهم الخنادق و تقديم الأروح و مزيج الدم السائل من الجميع، صورة جديدة تخلقت مع مأساة السودان و التأمر عليه بهدف تقسيمه و نهب ثرواته.. أن الذي غاب عن هذه الملامح الوطنية غير جدير أن يفرض على آهل السودان شروطا، أو خيارات لا رجاء منها.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الخليجي يجدد دعمه لاستضافة الكويت لخليجي 26
  • وزير الثقافة: الحوار مع المبدعين هو الحل من أجل مستقبل مشرق
  • السودان – سيناريو حل الدولتين.!!
  • السودان الجديد و التخلق من داخل الخنادق
  • فيها سم قاتل.. احذروا هذا النوع من الشوكولاته
  • «تعزيز الاستثمارات الإماراتية في مصر».. برلمانيون يكشفون نتائج زيارة «بن زايد» ومستقبل العلاقات بين الدولتين
  • سفير الدولة لدى سانتياغو لـ«الاتحاد»: زيارة رئيس تشيلي إلى الإمارات نقلة نوعية للعلاقات الاستراتيجية
  • ميدفيديف: الحرب الشاملة في الشرق الأوسط هي الحل
  • “الاتحاد لائتمان الصادرات” و”مصرف التنمية الدولي” يبرمان اتفاقية تعاون دعماً لمبادرة “تسريع الصادرات”
  • رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم: المملكة ستكون أول دولة تستضيف كأس العالم بشكلها الجديد بمفردها