قال جيمس شوتر الكاتب بصحيفة "فايننشال تايمز" إن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تتهمها بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في حرب غزة، حظيت بمتابعة وثيقة عالميا وبقدر من الجدل السياسي لم يسبق له مثيل.

وأوضح الكاتب أنه حتى قبل أن يصدر قضاة المحكمة قرارهم، فإن اتهاما ديمقراطيا مدعوما من قبل الغرب أمام المحكمة بارتكاب أكبر جريمة دولية، أحدث ضجة في جميع أنحاء العالم.

وتعتبر إسرائيل وحلفاؤها أنه لا أساس من الصحة لهذه القضية، لكن بالنسبة للفلسطينيين ومؤيّديهم، ولا سيما في دول الجنوب، تمثل القضية اختبارا لمصداقية النظام الدولي الذي لطالما اعتبروه ضدّهم، كما يقول شوتر.

الجميع لديهم موقف

ونقل الكاتب عن داليا شيندلين، خبيرة استطلاعات الرأي والمحللة السياسية المقيمة في تل أبيب قولها إن الناس في جميع أنحاء العالم لديهم موقف من هذه القضية، "لذلك يمكنني أن أتخيّل أن أيّ قرار سيُتّخذ من قبل المحكمة سيؤجج غضب كلا الجانبين بطريقة أو بأخرى".

وأضاف الكاتب أن قضية جنوب أفريقيا قوبلت في إسرائيل بعدم الفهم والغضب، لا سيما أن اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 التي تم تقديم الاتهام بموجبها صيغت ردا على الهولوكوست.

ووضح الكاتب أنه بالنسبة للفلسطينيين، فإن القضية تقدم الأمل في زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل لدفعها نحو إنهاء هجومها المدمر على غزة، الذي أدى حتى اللحظة الراهنة إلى مقتل أكثر من 25 ألف شخص وتشريد 1.9 مليون من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. كما يرون أنها فرصة لمحاسبة إسرائيل على ممارسات القمع التي لطالما استخدمتها ضدهم على مدى 75 عاما.

أول جهد دولي

ونقل الكاتب عن حسام زملط، السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة قوله إن هذه القضية تمثل أول جهد دولي جدي لإنهاء الوضع المروع والمطالبة بالمحاسبة "بعد 75 عاما من الحرمان من حقوقنا الأساسية، على قدم المساواة مع جميع الشعوب الأخرى".

ويضيف زملط "هذه لحظة حاسمة. فإذا التزمت محكمة العدل الدولية بولايتها القانونية، ونجحت في حكمها، فقد نجحت في إثبات مصداقيتها وتعزير النظام الدولي المبني على القانون. وإذا فشلت، أعتقد أنها بذلك تقوّض مصداقيتها، والمهام الموكولة لها، والنظام القائم على القانون برمته".

وحسب شيمين كيتنر -أستاذة القانون الدولي في كلية ديفيس للحقوق بجامعة كاليفورنيا- فإن التأثير الأكثر إلحاحا لأي إجراءات طارئة، إذا وافقت إسرائيل على الالتزام بها، سيكون على الحرب في غزة.

ويشك المحللون القانونيون في أن تأمر المحكمة إسرائيل بوقف العمليات، لكن الخيارات الأخرى، مثل الأمر بزيادة المساعدات الإنسانية، أو السماح بوصول محققين مستقلين، تعتبر أكثر ترجيحا.

صدور أي أوامر سيؤثر

لكن محللين قالوا إنه حتى لو اختارت إسرائيل تجاهل أي أوامر صادرة عن المحكمة، فإن مجرد صدورها يمكن أن يؤثر على كيفية تعامل الدول الأخرى معها، كأن تكون الدول الأخرى أقل استعدادا لبيع الأسلحة لإسرائيل، أو أكثر استعدادا لفرض العقوبات.

ويعتقد البعض أن الحكم النهائي ضد إسرائيل يمكن أن يؤثّر على الإجراءات في محاكم أخرى، مثل المحكمة الجنائية الدولية، التي تتعامل مع الإجراءات الفردية، وليس الدول.

وذكر الكاتب أنه بالنسبة للمحكمة نفسها، تبقى كثير من الأمور على المحك، ونسب إلى كيتنر قولها إن هذه القضية ستزيد من لجوء الدول إلى المحاكمات الدولية، بعد الشلل الذي أصاب مجلس الأمن الدولي.

وأضافت كيتنر أن هذا الاتجاه يشكل فرصا ومخاطر لمحكمة العدل الدولية "فهو يمكن أن يعزّز في نهاية المطاف نفوذ المحكمة". ولكن هناك خطرا من أن يتم جرّ المحكمة إلى قضايا من شأنها أن تتركها عرضة لاتهامات بـ"التسييس".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذه القضیة الکاتب أن

إقرأ أيضاً:

حكم نهائي لصالح شيرين عبد الوهاب.. المحكمة ترفض دعوى روتانا وتلزمها بدفع تعويض

قضت المحكمة الاقتصادية بعدم جواز الدعوى المقامة من شركة روتانا للصوتيات والمرئيات ضد المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب، والتي طالبت فيها بتنفيذ بنود العقد المبرم بينهما، وإلزام الشركة بدفع تعويض قدره مليوني جنيه.

وجاء في بيان صادر عن مكتب المستشار ياسر قنطوش، محامي شيرين عبد الوهاب، أن المحكمة رفضت كذلك الدعوى رقم 2127 التي تقدمت بها روتانا لوقف بث أغاني "اللي يقابل حبيبي"، "بتمنى أنساك"، و"نحتفل". كما ألزمت المحكمة الشركة بدفع التعويض المقرر عن منع بث الأغاني، مؤكدة أن الحكم نهائي وغير قابل للاستئناف.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 250 عامًا بعد الرحيل.. ودموع فرقة أم كلثوم لم تجفlist 2 of 2جوائز "غرامي" 2025.. بيونسيه تحطم رقما قياسيا ولامار يتألق في الرابend of list

ينهي القرار القضائي السابق سلسلة من الخلافات بين المطربة المصرية وشركة روتانا، التي بدأت في عام 2019، حين رفعت الشركة دعوى أمام محكمة القاهرة الاقتصادية، طالبت فيها شيرين بسداد تعويض قدره 10 ملايين جنيه، بسبب عدم التزامها ببنود التعاقد، الذي ينص على تقديم ألبومين، يتضمن كل منهما 10 أغانٍ، على أن تقوم الشركة بتصوير أغنيتين بطريقة الفيديو كليب، إضافة إلى المشاركة في 3 حفلات غنائية من تنظيم الشركة.

في المقابل، تقدمت المطربة، البالغة من العمر 45 عاما، ببلاغ إلى النائب العام ضد عدد من ممثلي "روتانا"، اتهمتهم فيه بالتعدي الصارخ على حقوقها الفنية، بعد طرح أغنية "الدهب" دون حصولهم على تنازلات أو موافقات منها بصفتها المالكة للأغنية.

إعلان

وحينها، علّقت روتانا على الدعوى في بيان رسمي، قالت فيه إن مجموعة روتانا للموسيقى لم تستلم من شيرين عبد الوهاب أو من يمثلها أو ينوب عنها أي أغنية جديدة بصوتها ذات صلة بعقدها مع المجموعة. وبذلك، تبقى أغنية "الدهب"، التي انتشرت على منصات الاستماع الرقمية العربية والعالمية، هي آخر ما قدمته الفنانة للشركة.

وبعد فترة من النزاعات القضائية، أعلنت شيرين عبد الوهاب، العام الماضي 2024، إلغاء جميع تعاقداتها مع روتانا، وأكدت، في بيان صادر عن مكتب محاميها، أنها سددت قيمة الشرط الجزائي للشركة، البالغ 5 ملايين جنيه مصري، إضافة إلى 3 ملايين أخرى، بعد تسريب أغنيتها "بحلفلك" عبر شركة إنتاج أخرى.

أكدت شيرين في بيانها أن شركة روتانا لم يعد لها الحق في الاعتراض على أي تعاقد تبرمه مع جهات إنتاجية أخرى.

إلا أن الخلافات تجددت مجددًا مع بدء شيرين في طرح الأغاني التي سبق أن منعت روتانا بثها. وفي ذلك الوقت، نشرت المطربة المصرية تغريدة عبر حسابها على منصة "إكس"، أعلنت فيها أنها ستطلق أغنياتها قريبًا عبر قناة أسمتها "البوتجاز"، وهو ما نفذته لاحقًا من خلال إصدار مجموعة من الأغاني الجديدة عبر تليغرام، من خلال تلك القناة.

وكانت شيرين عبد الوهاب قد انضمت إلى روتانا بعد انتهاء تعاقدها مع مكتشفها، المنتج نصر محروس، عام 2006، وقدمت مع الشركة عددًا من الألبومات، منها: "بطمنك"، "حبيت"، "اسأل عليا"، "أنا كتير"، و"نساي"، الذي كان آخر ألبوماتها مع الشركة، وصدر عام 2018، قبل بداية الأزمة بينهما.

مقالات مشابهة

  • على خلفية رفعها قضية ضد “إسرائيل”.. ترامب يفرض عقوبات على جنوب أفريقيا
  • سياسي: ترامب يوقع عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لدعم إسرائيل
  • الواحدة تلو الأخرى... ترامب يقود انسحابات بالجملة من المنظمات الدولية
  • ترامب يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ويعلن حالة الطوارئ بسبب تحقيقاتها في جرائم إسرائيل
  • “فايننشال تايمز”: خطة ترامب لتهجير سكان غزة سخيفة
  • ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إسرائيل
  • بسبب إسرائيل.. ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
  • بأمر المحكمة: رفض دعوى إثبات نسب طفل للاعب إسلام جابر
  • فايننشال تايمز: ديمغرافية بلغاريا في خطر وهذا هو السبب
  • حكم نهائي لصالح شيرين عبد الوهاب.. المحكمة ترفض دعوى روتانا وتلزمها بدفع تعويض