بوابة الوفد:
2024-12-18@15:51:34 GMT

رب الثورة

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

للمفكر الدكتور سيد القمنى مؤلف رائع هو «أوزوريس.. رب الثورة» ويقول فى صفحاته الأولى: عبر الكاتب الأسبانى «ميجل دى أونامونو» عن إشكالية فكرة الخلود بحكاية موجزة فحواها: كنت أتحدث ذات يوم إلى فلاح، واقترحت عليه وجود إله يحكم فى الأرض وفى السماء، كما افترضت عليه أيضاً عدم وجود عالم آخر، وأنه لن يكون بعثًا ولا نشورًا بالمعنى التقليدى المعروف، فأجابنى الفلاح: وما فائدة وجود الله إذا؟.

. مع القراءة الثانية لكتاب الدكتور القمنى تراءى لى أن اهتمام المصريين بأدبيات الموت وطقوسه نوع من الهروب من منطقة الشك بأن العالم هو العالم الذى نعيشه ولا غير، لأنه كما يقول الفلاح فى حكاية الفيلسوف الإسباني: ما فائدة وجود الله لو لم يكن هناك بعث ونشور!.. بتأمل هذه الفكرة أتصور أن المجتمعات التى امتثلت لحقيقة الخلود والبعث دون وعى مبنى على جدل فكرى هى أكثر المجتمعات خمولًا واستسلامًا لمفهوم القدرية. هذا التصور لا يعنى الدعوة لرفض الفكرة، ولكن القصد منه القول بأن الإيمان لا يعنى تعطيل العقل والاستغناء عن أعظم فضائل التاريخ الإنسانى وهى الحرية.. هنا يقول الدكتور القمنى فى مؤلفه «اوزوريس.. رب الثورة» العالم الآخر عالم غيبى لا دليل عليه سوى ما ورد فى بعض سطور الصحائف المقدسة، فأصبح موضوعًا مختلفًا عليه، وعلى ماهيته، بل وعلى وجوده أصلًا، بين الغيبيين أنفسهم مما يجعله موضوع تصديق وتكذيب، ليستمر قلقًا بين الوجود والعدم- ويختتم هذا الطرح بالقول: بعض الديانات الحية كالمسيحية والإسلام ترى أن عدم الإيمان بالحياة الأخرى، معناه الانهيار الكامل للنظام الأخلاقى الدنيوى- بل وانهيار الإيمان بالله ذاته».

تعقيبًا على رؤية وفلسفة الدكتور سيد القمنى، واتصالًا بواقعنا المعاصر، فإن ما يستوقفنى على وجه التحديد، أن انتقال فكرة الخلود من المصرى القديم إلى معتقدات ظهرت فيما بعد، طفح على ضفتى الفكرة بمجتمعات لم يتجاوز وعيها الاستسلام لفكرة أن العالم كله – كما يقول الفيلسوف الألمانى – عمانويل كانط – سينتهى إلى غاية واحدة، هى نهايته، ولن يبقى سوى الله وحده كعلة خلقية للعالم. 

هذه الفكرة بقدر وجاهتها الفلسفية، إلا أن الواقع قد دحضها منذ زمن طويل مع سلسة المظالم والجرائم التى عصفت بالبشرية تاريخيا، وأوصلتنا اليوم إلى واقع كونى فيه قلة قادرة على القهر والاستغلال تتحكم بكثرة مستضعفة.. هنا يندفع السؤال الطبيعي: إذا كان الله هو الضامن للأخلاق والدال عليها- كما يقول القمنى- فلماذا كل هذه الدماء والدموع والضحايا على مر التاريخ..!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح للمفكر المصريين

إقرأ أيضاً:

رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد المصارف السوداني ينعي الدكتور محمد خير الزبير وزير المالية ومحافظ البنك المركزى الأسبق

ينعي رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد المصارف السوداني ومديرى عموم المصارف المغفور له باذن اللهالدكتور محمد خير الزبير وزير المالية ومحافظ البنك المركزى الأسبق الذي وافته المنية بالقاهرةكان الفقيد من أميز الذين اعطوا كثيرا لوطنهم وأمتهم في مجال العمل المالي والمصرفي وكان متجردا وعفيف اليد واللسان وكانت فترات عمله كمحافظ للبنك المركزي ووزيرا للمالية من اكثر الفترات انجازاوالفقيد هو ابن عم رئيس الاتحاد الأسبق حاتم عبد الله آلزببر وشقيق المرحوم محجوب الزبيررحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا والهم اهله وذويه وزملاءه في العمل الصبر والسلوانانا لله وإنا إليه راجعونسونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدكتور حسن الشافعي: اللغة العربية لغة خالدة تتحدى الزمن وتعبر الحضارات
  • رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد المصارف السوداني ينعي الدكتور محمد خير الزبير وزير المالية ومحافظ البنك المركزى الأسبق
  • «اللهم رب الناس أذهب البأس».. دعاء المريض كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • المراد بالنصيحة في حديث النبي عليه السلام "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"
  • كل كلام يقوله الإنسان محسوب عليه إلا 3 أمور فما هي؟.. علي جمعة يوضح
  • عقيص: الشيخ نعيم قاسم يقول للبنانيين إن حزب الله لا يريد أن يبني دولة
  • الدكتور عمرو الشال: إطلاق موسوعة علمية خاصة بالمراجعات الفكرية للمتطرفين
  • غارديان: خذل العالم سوريا والآن عليه ترك أمر مستقبلها لشعبها
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية