بوابة الوفد:
2024-11-15@17:17:56 GMT

رب الثورة

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

للمفكر الدكتور سيد القمنى مؤلف رائع هو «أوزوريس.. رب الثورة» ويقول فى صفحاته الأولى: عبر الكاتب الأسبانى «ميجل دى أونامونو» عن إشكالية فكرة الخلود بحكاية موجزة فحواها: كنت أتحدث ذات يوم إلى فلاح، واقترحت عليه وجود إله يحكم فى الأرض وفى السماء، كما افترضت عليه أيضاً عدم وجود عالم آخر، وأنه لن يكون بعثًا ولا نشورًا بالمعنى التقليدى المعروف، فأجابنى الفلاح: وما فائدة وجود الله إذا؟.

. مع القراءة الثانية لكتاب الدكتور القمنى تراءى لى أن اهتمام المصريين بأدبيات الموت وطقوسه نوع من الهروب من منطقة الشك بأن العالم هو العالم الذى نعيشه ولا غير، لأنه كما يقول الفلاح فى حكاية الفيلسوف الإسباني: ما فائدة وجود الله لو لم يكن هناك بعث ونشور!.. بتأمل هذه الفكرة أتصور أن المجتمعات التى امتثلت لحقيقة الخلود والبعث دون وعى مبنى على جدل فكرى هى أكثر المجتمعات خمولًا واستسلامًا لمفهوم القدرية. هذا التصور لا يعنى الدعوة لرفض الفكرة، ولكن القصد منه القول بأن الإيمان لا يعنى تعطيل العقل والاستغناء عن أعظم فضائل التاريخ الإنسانى وهى الحرية.. هنا يقول الدكتور القمنى فى مؤلفه «اوزوريس.. رب الثورة» العالم الآخر عالم غيبى لا دليل عليه سوى ما ورد فى بعض سطور الصحائف المقدسة، فأصبح موضوعًا مختلفًا عليه، وعلى ماهيته، بل وعلى وجوده أصلًا، بين الغيبيين أنفسهم مما يجعله موضوع تصديق وتكذيب، ليستمر قلقًا بين الوجود والعدم- ويختتم هذا الطرح بالقول: بعض الديانات الحية كالمسيحية والإسلام ترى أن عدم الإيمان بالحياة الأخرى، معناه الانهيار الكامل للنظام الأخلاقى الدنيوى- بل وانهيار الإيمان بالله ذاته».

تعقيبًا على رؤية وفلسفة الدكتور سيد القمنى، واتصالًا بواقعنا المعاصر، فإن ما يستوقفنى على وجه التحديد، أن انتقال فكرة الخلود من المصرى القديم إلى معتقدات ظهرت فيما بعد، طفح على ضفتى الفكرة بمجتمعات لم يتجاوز وعيها الاستسلام لفكرة أن العالم كله – كما يقول الفيلسوف الألمانى – عمانويل كانط – سينتهى إلى غاية واحدة، هى نهايته، ولن يبقى سوى الله وحده كعلة خلقية للعالم. 

هذه الفكرة بقدر وجاهتها الفلسفية، إلا أن الواقع قد دحضها منذ زمن طويل مع سلسة المظالم والجرائم التى عصفت بالبشرية تاريخيا، وأوصلتنا اليوم إلى واقع كونى فيه قلة قادرة على القهر والاستغلال تتحكم بكثرة مستضعفة.. هنا يندفع السؤال الطبيعي: إذا كان الله هو الضامن للأخلاق والدال عليها- كما يقول القمنى- فلماذا كل هذه الدماء والدموع والضحايا على مر التاريخ..!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح للمفكر المصريين

إقرأ أيضاً:

القومي لحقوق الإنسان ينعى شقيقة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتقدم السفيرة مشيرة خطاب رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان وأعضاءه وأمانته الفنية، بخالص العزاء والمواساة إلى لإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في وفاة شقيقته المغفور لها بإذن الله. ونسأل الله العلي القدير أن يرحمها رحمة واسعة ويسكنها فسيح جناته، وأن يُلهم فضيلته والأسرة الكريمة الصبر والسلوان.
 

مقالات مشابهة

  • لاريجاني: أي قرار تتخذه المقاومة والحكومة في لبنان نوافق عليه وندعمه
  • بيان الثورة التحريرية الجزائرية في ذكراها السبعين
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • القومي لحقوق الإنسان ينعى شقيقة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
  • الدكتور محمود سعيد: جامعة القاهرة الأولي مصريا في معظم التصنيفات الدولية
  • «المال العام وحرمة التعدي عليه».. موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • شبانة: مونديال الأندية أصبح محل اهتمام العالم.. والأهلي عليه إبرام صفقات قوية
  • المال الحرام وحرمة التعدي عليه .. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • عبدالعزيز السويد: الأخضر في موقف لا يُحسد عليه .. فيديو
  • الدكتور باعزب في قمة COP29: باكو تحتضن العالم من أجل مناخ مستدام”