قنابل نووية قرب مناطق سكنية في العراق
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
شفق نيوز/ يتسبب تواجد مواقع "الطمر الصحي" قرب المناطق السكنية بمخاطر صحية كبيرة على قاطنيها، خاصة مع التوسع العمراني وزحفه نحو تلك المواقع، وسط دعوات بضرورة نقلها إلى أماكن بعيدة عن السكان لتجنب آثارها الخطيرة الأشبه بـ"القنابل النووية"، بحسب متخصصين.
ويعد "الطمر الصحي" في العراق "غير صحي" في حقيقته، خاصة إذا كان بالقرب من المناطق السكنية، إذ تكثر فيه الذباب والبعوض الذي ينقل أمراضاً انتقالية مثل الكوليرا والزحار وغيرها إلى الساكنين، بالإضافة إلى أمراض جلدية مختلفة، وفق استشاري طب الأسرة، حسن القزاز.
ويضيف القزاز لوكالة شفق نيوز، "كما تتجمع في مواقع (الطمر الصحي) الحيوانات التي تنقل الأمراض، من الكلاب السائبة والقطط وغيرها، فضلاً عن احتمالية تعرض الساكنين قرب تلك المواقع لهجمات الكلاب".
ويوضح، أن "الروائح الكريهة المنبعثة من مواقع (الطمر الصحي) تسبب الازعاج للساكنين قربها، وفي حال استنشاق الدخان الناتج عن حرق هذه المواقع قد يسبب الاختناق والحساسية".
بؤر خصبة للأمراض
تؤدي عملية الطمر غير النظامية لنفايات البلدية إلى تحول هذه المواقع إلى بؤر خصبة لتكاثر الجراثيم والبكتيريا والفيروسات والعوامل المعدية وانتشار الروائح الكريهة، بحسب مدير قسم مراقبة وتقييم الأنشطة الصناعية والخدمية في وزارة البيئة، جليل حسين سلمان.
ويضيف سلمان في حديث لوكالة شفق نيوز، "فضلاً عن إمكانية العبث بها من قبل جامعي القمامة واحتمالية إصابتهم بالأمراض المختلفة أو تعرضهم للمخاطر بسبب النفايات الحادة المطروحة مع نفايات البلدية".
ويؤكد، أن "الطرق السليمة للتخلص من النفايات تتمثل بالالتزام بتعليمات إدارة نفايات البلدية، والتشريعات البيئية التي تنظم هذا الموضوع، والتي تشمل إنشاء مواقع للطمر الصحي خارج حدود البلدية بمسافة لا تقل عن (2) كم، وعن التجمعات السكنية ومحرمات الطرق العامة بمسافة لا تقل عن (1) كم".
ويتابع، "بالإضافة إلى توفير المتطلبات البيئية داخل الموقع، والالتزام برفع النفايات من المحطات الوسطية (مواقع التجميع) ضمن التوقيتات الزمنية المناسبة".
علماً أن التعامل المثالي مع النفايات يستلزم - وفق سلمان - تنفيذ مبادئ التنمية المستدامة، المتمثلة بتقليل استخدام المواد لتقليل حجم النفايات المطروحة، وفرز النفايات وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها واستثمارها عن طريق توليد الطاقة الكهربائية نتيجة حرقها أو إنتاج الغاز الحيوي والأسمدة نتيجة تخميرها.
ويبيّن، أن "عملية حرق النفايات بالقرب من المناطق السكنية تنطوي على مخاطر كبيرة بسبب انبعاث الدايوكسينات والفيورينات، وهي مواد مسرطنة تنتج عند حرق المواد البلاستيكية الموجودة ضمن النفايات البلدية، فضلاً عن انبعاث أكاسيد الغازات والدقائق والتي يمكن أن يؤدي استنشاقها إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والربو والحساسية، بالإضافة إلى التأثيرات البيئية المتمثلة بتردي نوعية الهواء المحيط".
مخاطر أشبه بـ"القنابل النووية"
من جهته، يشير الخبير البيئي، رمضان حمزة، إلى أن "النفايات في العراق حالها كحال باقي الملوثات سواء المنزلية أو الصناعية بأنواعها الصلبة والسائلة والغازية، وتكمن خطورتها في الغازات المنبعثة منها أو الأدخنة الناتجة عن حرقها والملوثة لجو المنطقة الموجودة فيها".
ويضيف حمزة لوكالة شفق نيوز، كما "تكثر في هذه المواقع الحيوانات والجرذان والكلاب السائبة الملوثة وقد تدخل إلى بيوت الساكنين قربها، لذلك هي خطيرة جداً وأشبه بـ(القنابل النووية) لنقلها الأمراض وتسببها بالتلوث".
ويوضح، أن "مواقع الطمر كانت في السابق بعيدة عن مراكز المدن، وكانت هناك ساحات خضراء تفصل بينها وبين المدن، لذلك كان شعور الإنسان بها قليلاً، لكن بعد الزيادة السكانية والحروب والتغييرات الديموغرافية توسعت المناطق الهامشية وأصبحت جزءاً من نسيج المدينة وبدأ فيها إنشاء مشاريع سكنية، أما مواقع الطمر الصحي فقد بقيت في مكانها، لذلك أصبحت قريبة من المدن ما شكل مصدر خطر على الساكنين".
إعادة تدوير النفايات
وعن إمكانية إعادة تدوير النفايات يؤكد حمزة، أن "عمليات إعادة تدوير النفايات فيها فوائد كثيرة، في حال أحسن فرز المواد وإعادة معالجتها، حيث إن النفايات الطبية خطرة، ويجب معالجتها داخل المستشفيات قبل التخلص منها، كما يجب عدم خلطها مع النفايات الأخرى لخطورتها، بل ينبغي جمعها في مناطق خاصة".
ويبيّن، "ورغم وجود معمل لإعادة التدوير في المحمودية، لكن حجمه لا يتناسب مع كمية النفايات، لذلك على البلديات والمحافظات توزيع أكياس ملوّنة لفرز النفايات ونقلها بسيارات خاصة".
ويدعو الخبير البيئي "رئيس الوزراء والوزارات المعنية إلى ضرورة إعادة النظر بوجود مواقع الطمر الصحي داخل المناطق السكنية، وكذلك في المعالجات من خلال الاستفادة من تجارب الدول لتخليص البيئة من هذه الملوثات وإعادة تصنيعها".
"معرفة مصادر النفايات أهم من المعالجة"
وفي السياق نفسه، يقول المهتم بالشأن البيئي، علي قاسم، إن "معالجة النفايات تفتقر للدراسة بشكل عام في العراق، وأن معرفة مصادر النفايات أهم من المعالجة نفسها، حيث يجب معرفة ما يستهلكهُ المجتمع وما يخلفهُ والنتيجة من استبداله".
ويشرح قاسم خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، "لو نظرنا إلى كومة نفايات في إحدى الشوارع، ستجد أن النفايات البلاستيكية تُشكل النسبة الأكبر فيها، وهذه النفايات البلاستيكية تكون بالغالب ذات الاستعمال الواحد، وهُنا يجب مراجعة الإنتاج والاستهلاك وفرض ضوابط على المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد لتقليلها في الأسواق، وبهذا سيلجأ المستهلك لشراء المنتجات ذات الاستخدامات المتعددة".
ويضرب قاسم مثالاً على ذلك "قناني المياه الكبيرة القابلة لإعادة الاستخدام والمستخدمة في أجهزة تبريد المياه (البراد)، يُمكن أن تُعوض بدلاً من قناني المياه الصغيرة ذات الاستخدام الواحد في البيوت على الأقل".
وعن مخاطر وجود النفايات قرب المدن، يذكر قاسم أن "لها آثاراً سلبية من جانبين، الأول مخاطر قصيرة الأمد، حيث تُسبب تلوث الهواء بعد عمليات الحرق أو إعادة التدوير، والثاني مخاطر بعيدة الأمد، حيث إن بعض النفايات الصلبة تتحول إلى مسرطنة إذا ما بقيت لفترة طويلة بالتربة دون معالجة".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي تلوث البيئة وزارة البيئة الطمر الصحي المناطق السكنية المناطق السکنیة لوکالة شفق نیوز الطمر الصحی فی العراق
إقرأ أيضاً:
شمّا بنت سلطان: مسارات جديدة لتحويل النفايات إلى موارد قابلة للاستخدام
أعلنت مبادرة «صفر نفايات»، تعيين الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، رئيسة للمبادرة لتتولى توجيه المرحلة التالية من تطور المبادرة لتعزيز أثرها الفعال في العمل المناخي.
وبالتزامن مع فعاليات مؤتمر الأطراف«COP29» احتفلت مبادرة «صفر نفايات» بالذكرى السنوية الأولى لإطلاقها بتركيز أكبر على تسريع الجهود العالمية لإزالة الكربون من قطاع النفايات.
وأحدثت المبادرة التي أطلقت لأول مرة في مؤتمر «COP28» تقدماً ملحوظاً لتتحول إلى تحالف قوي يسعى لإيجاد حلول فعالة وقابلة للتطوير في إدارة النفايات.
وقالت الشيخة شمّا «إن الانتقال إلى اقتصاد أكثر دائرية تستهلك فيه الموارد بوعي أكثر وإعادة تدويرها بكفاءة أكثر، عامل مهم في مواجهة التحديات الملحّة في التغير المناخي. حالياً تدار نحو 50% من النفايات بشكل غير مناسب، إما بحرقها أو إرسالها إلى مكبات النفايات، ما يزيد من حدة المشكلة. لذا فإن مهمة «صفر نفايات» في إزالة الكربون من هذا القطاع أمر في غاية الأهمية بتنفيذ مسارات جديدة لتعزيز عمليات تحويل النفايات إلى موارد قابلة للاستخدام، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة. وستؤدي مؤسسة المسرّعات المستقلة دوراً رئيساً في تنفيذ المرحلة التالية من «صفر نفايات» بما في ذلك تعزيز مزاياها وآثارها إلى أبعد من الحدود الإقليمية، مع التركيز على تطبيقها عملياً، وعقد شراكات شاملة مع كل القطاعات وإعداد توصيات تتعلق بسياسة الإدارة المستدامة للنفايات التي تتضمن مبادئ الاقتصاد الدائري».
وقالت الدكتورة آمنة الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة «نهنئ الشيخة شمّا بنت سلطان، إحدى القيادات الملهمة في العمل المناخي والاستدامة، على ترأسها لمبادرة «صفر نفايات». وهذه المبادرة من أبرز المحركات المهمة في جهود دولتنا الرامية إلى تعزيز العمل المناخي العالمي وإشراك أصحاب العلاقة وتشجيعهم على معالجة الانبعاثات التي يولدها قطاع النفايات بفعالية، وتسريع التحول إلى مستقبل منخفض الكربون. وأطلقت المبادرة للتركيز على ثلاثة محاور: إيجاد حلول عملية، وعقد شراكات قوية شاملة في عدد من القطاعات، وتعزيز إمكانات نمو الاقتصاد الدائري. لذا تفخر الوزارة بدعم هذه المبادرة وإتاحة الفرصة لإبقاء هدف الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية قابلاً للتحقيق»
وقال المهندس علي الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة تدوير «إن تعيين الشيخة شما رئيسةً للمبادرة خطوة رئيسة نحو الأمام حيث ستسهم خبرتها العميقة وقيادتها الحكيمة في قطاع المناخ في تعزيز جهودنا بشكل أكبر وأكثر فعالية ما يساعدنا على تحقيق أهدافنا وتعميم فوائد المبادرة بشكل أكبر وتسريع عجلة تقدمها القابل للقياس. وسنواصل معاً العمل على إعداد إطار عمل عالمي لمعالجة الانبعاثات الصادرة من النفايات وتوفير مزيد من القيمة في الوقت الذي نتخذ فيه خطوات واسعة نحو تحقق مستقبل مستدام بصافي انبعاثات صفرية».
وفي إطار الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق المبادرة نظّمت حلقة نقاش خاصة للحديث عن إنجازات المبادرة وأهدافها المستقبلية. كما أضاءت على التقرير البحثي الذي نُشر أخيراً وركز على مدى التقدم الذي أحرزته «صفر نفايات» خلال العام الماضي، حيث قدم التقرير أفكاراً قابلة للتنفيذ وحلولاً قابلة للتطوير لمعالجة الانبعاثات الناتجة عن النفايات وتسهم بشكل كبير في تفاقم مشكلة غازات الدفيئة في العالم. كما أكد التقرير البحثي التزام المبادرة بتمكين أصحاب العلاقة في العالم وتزويدهم بأدوات واستراتيجيات عملية ما يعزز من دور المبادرة في تشكيل مستقبل مستدام ومنخفض الكربون.