فرس النهر هو حيوان ضخم يتواجد في أفريقيا جنوب الصحراء ويتغذى على الأعشاب، ويُعرف باللغة العربية بـ «البرنيق» و«سيد قشطة» كما يسمونه في مصر نسبة للاسم الذي أطلق على أول حيوان أودع في حديقة الحيوانات بالجيزة عند إنشائها، وهو حيوان شبه مائي ويستوطن البحيرات والأنهار في أفريقيا، وقد امتد موطنه سابقا عبر وادي النيل إلى فلسطين والأردن.
حيث دعوه بـ«وحش النيل» وبرزت أفراس النهر في العديد من مسلسلات وأفلام الرسوم المتحركة، حيث استخدم شكل جسدها المستدير لإظهارها بمنظر فكاهي غالبا. وفرس النهر حيوان اجتماعي يعيش في قطعان يبلغ عدد أفرادها 40 حيوانا، ويسمى فرس النهر الذكر «ثورا» بحسب التعبير الإنجليزي، وتسمى الأنثى «بقرة»، ويسمى الصغير «عجلا»، ويُعرف هذا النوع أيضا باسم فرس النهر المألوف وفرس النهر النيلي، وذلك لتمييزها عن فرس النهر القزم وغيره من الأنواع المنقرضة، إلا أن مجرد التعبير بقول «فرس النهر» يقصد به إجمالا هذا النوع. تمضي أفراس النهر معظم نهارها وهي تتمرغ في الماء أو الوحل مع باقي أفراد القطيع، ويساعد الماء على إبقاء حرارة جسدها معتدلة ومنع جلدها من التقشر والجفاف. وتغادر أفراس النهر المياه عند الغسق.
وتمشي لمسافة معينة قد تبلغ 8 كيلومترات لترعى طعامها الأساسي وهو الحشائش القصيرة وتمضي من 4 الى 5 ساعات تقتات وتستهلك قرابة 68 كيلوغراما من الأعشاب كل ليلة. وتم تصوير أفراس النهر وهي تقتات على الجيفة قرب الماء عادة في بعض الأحيان، كما وردت تقارير أخرى عن أكلها للحم وحتى صيدها وافتراسها لحيوانات أخرى وأكلها بني جنسها أيضا، ولكن لأن معدتها غير ملائمة لهضم اللحم، فلذلك هي لا تقدم على أكله إلا في حال تعرضت لنقص في مخزونها الغذائي الطبيعي أو سلكت سلوكا شاذا. وتتغوط أفراس النهر في الماء عادة، إذ يشكل برازها ترسبات مواد عضوية في قاع النهر، ولا يزال العلماء غير مدركين تماما للدور البيئي الذي تلعبه هذه الترسبات. وتتواصل أفراس النهر شفهيا بواسطة الجأر والنفخ بأنوفها، كما يعتقد أنها تتواصل بطريقة ارتداد الصوت كالخفافيش إلى أن الهدف من هذه الأصوات لايزال غير معلوم حاليا.
د. هند الشومر – الأنباء الكويتية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
جيوش من الفيضانات والأعاصير والزوابع
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
في الوقت الذي تحاول فيه المدن الأمريكية التقاط انفاسها وترميم بنيتها التحتية بعدما عصفت بها العواصف الساحقة، وزحفت نحوها الأعاصير الحارقة. تلوح في الأفق تهديدات مرعبة أكثر خطورة من سابقاتها. تتمثل بعواصف رعدية غير مسبوقة، وأمطار غزيرة مصحوبة بفيضانات عارمة قد تتحول إلى طوفان حقيقي يشبه الطوفان الذي شهدته سهول الميزوبوتاميا في زمن سيدنا نوح. يوم فتحت أبواب السماء بماء منهمر، وتفجرت الارض عيونا، والتقى الماء على أمرٍ قد قُدر. .
فقد حذر خبراء الأرصاد الجوية من العواصف التي تسببت بهطول أمطار غير عادية إلى درجة وصفها خبراء الطقس: بأنها فيضانات تحدث مرة كل 100 عام أو حتى 500 عام. حيث ضربت مدينة هيوستن، تكساس، ثلاث فيضانات، كل منها يُحدث كل 500 عام، بين عامي 2015 و 2017. وشملت تلك الفيضانات إعصار هارفي، وهو أغزر هطول للأمطار مُسجل على الإطلاق في الولايات المتحدة. حيث دُمّرت المنازل والمحال التجارية وجرفت السيارات. .
تجدر الاشارة انه منذ أوائل القرن العشرين، أصبحت أحداث هطول الأمطار أكثر غزارة وتكرارا في معظم أنحاء الولايات المتحدة، وأصبحت الفيضانات مشكلة أكبر. .
تعمل الغازات المنبعثة من الأنشطة البشرية، مثل قيادة السيارات وزراعة الغذاء، على تسخين الغلاف الجوي، مما يسمح له باحتجاز المزيد من بخار الماء. وقال خبراء الطقس: إنه مقابل كل درجة فهرنهايت ترتفع فيها درجة الحرارة، يمكن للغلاف الجوي أن يحتفظ بما يقرب من 4 في المائة من الماء. إنها زيادة بنسبة 7 في المائة لكل درجة مئوية واحدة. ويسقط هذا البخار في النهاية على الأرض على شكل مطر أو ثلج. .
لقد شهدت الولايات المتحدة تحولا في خارطة توزيع هطول الأمطار الغزيرة على مدى العقود الثلاثة الماضية. فقد لقي العشرات حتفهم في ولايات تينيسي وميسوري وإنديانا وكنتاكي، عندما جرفتهم التيارات العنيفة نحو المناطق المنخفضة. وشهدت ولايات أركنساس وميسوري وتينيسي وميسيسيبي، ثلاثة أيام متواصلة من الفيضانات الجارفة. .
اطلقت المراصد الجوية حوالي 260 تحذيرا في الايام الماضية، حذرت فيها من ارتفاع مناسيب المياه في 15 ولاية. وتعرضت ولاية تكساس لسلسلة من الأعاصير. وتضررت ولاية تينيسي لأعاصير ساحقة. .
ختاماً: اعلموا إن الله إذا غضب على قوم جعل شتائهم صيفاً وصيفهم شتاءً. وجعل ليلهم نهاراً ونهارهم ليلاً. وأرسل عليهم ريحاً صرصراً عاتية، وجعلهم كأعجاز نخلٍ خاوية، وأهلكهم بالطاغية حتى لا تذر لهم باقية. .