السيسي: مصر تعمل على عدم توسيع الحرب.. والاقتتال ليس في مصلحة المنطقة
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
قال الرئيس السيسي، إنّه ليس في مصلحة المنطقة أن تدخل في اقتتال، سواء ليبيا أو السودان أو غيرهما: "أديكم شفتوا النتائج بتبقى عاملة إزاي علينا كلنا".
أضاف في حديثه مع عدد من المسؤوليين والإعلاميين خلال لقاء على هامش الاحتفال بعيد الشرطة الـ72، وعرضتها قناة "إكسترا نيوز"، "نحرص على أن نكون عاملا يعمل على إطفاء الحرائق وليس إشعالها، وبالتالي، فإننا نسعى دائما إلى عدم توسيع الحرب".
وتابع: "ما حدث في الأربع أشهر الماضية أنهك الجميع، وكان له نتائج قاسية على الجميع، ونرسل رسائل للجميع بأنه من المهم ألا تخرج الأمور عن السيطرة أكثر من ذلك".
وواصل: "نبذل جهدنا في السودان، ومع الصومال، قلنا إننا مع أي عمل دبلوماسي واتفاق بين إثيوبيا ودول الجوار والصومال وإريتريا وجيبوتي وكينيا، كل هذه الدول لها مواني على المحيط أو البحر الأحمر وتصدر تستورد عن طريق جيبوتي، وقد يحدث ذلك عن طريق كينيا أو الصومال أو إريتريا.. خشوا في اتفاقات من دي".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس السيسي عيد الشرطة
إقرأ أيضاً:
وحدة السودان
بسم الله الرحمن الرحيم
السودان بعد أن ألحت عليه الخطوب، وألحفت عليه الكوارث، هل يستطيع أن يحتفظ بقوميته؟، يحتفظ بوحدته وشعوره، وبمثله العليا وعقله، هل تستطيع أقاليمه، ومدنه، وقراه، بعد هذه الأحداث العظيمة التي هزتها، أن تنخرط في غير عنف ولا اكراه، بعد أن تضع الحرب أوزارها، في نفس الوحدة التي كانت عليها؟، وحدة التفكير، والشعور، والآلام، والأمال، هل ستظل محتفظة بهذا كله؟ أم تنقسم ولاياته وتستقل بعضها عن بعض؟
الشيء الذي استطيع أن أجزم به وأنا مطمئن، أن شعب السودان على اختلاف شرائحه، وسحنه، وطوائفه، ليس بحاجة إلى فطنة أو ذكاء، حتى يحكم على الأشياء حكماً صحيحاً أو مقارباً، فالشعب الذي نفذت بصيرته، وأصبح عقله قادراً على أن يفهم الساسة حينما يتحدثون، حتماً سيبتغي إلى الوحدة وسائلها، وسيسلك إليها سبلها، وسيكون مهيأً دائماً لأن ينهض بواجباتها، لأنه مستيقن بقلبه، وعقله، أن أبغض شيء إليه، وأنآه عنه، هو الفرقة والتشرذم.
السودانيون المقيم منهم أو الظاعن، المطمئن أو القلق، الموسر أو المعسر، سيجدون في أنفسهم هذه المشاعر الفياضة التي لا ينكرها إلا المكابرون، مشاعر الألفة والتضامن التي تملك القلوب، وتسيطر على الضمائر، سنرى مهد العصبية سيهجر أو كاد يهجر، وسيعود الناس إلى سجيتهم القديمة، يعودون إلى سماحة طبعهم، ونبل أخلاقهم، وستخضع تلك القبائل النافرة التي أشعلت أوار الحرب إلى ما يبتغيه الأغلبية، وسيخوضون مع هذه الأغلبية فيما يخوضون فيه، وستفرض عليهم بنود الوحدة التي يأنفون منها حتى يأخذوا بحظ منها، وسيكون التعليم هو سبيل هذا الأخذ، حينها تتحقق الصلة بينهم وبين الوحدة دون إكراه، أو ارغام، أو عنف، نعم هذا ما سيتحقق، كل هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الوحدة كامنة بعقل السواد الأعظم من هذا الشعب وبشعوره ووجدانه ومتربعة في حناياه.
لقد صاغت الحرب عقولنا، ولعل من مأثرها أننا لن نتردد ولن نتلكأ في أن تجري الأمور على هذا النحو بيننا وبين من أشعلوا نائرتها، سنظل على هذه الخصومة المتصلة، والحرب التي لا تأصرها آصرة، حتى تثوب تلك القوى إلى رشدها، ولن نتركها تمضي هائمة حتى ندبر لها حبالاً وثيقة حول أعناقها، نفعل ذلك حتى تبقى الصلة متينة بيننا وبين ماضينا التليد، الذي لا يجوز التفريط فيه، فنحن أمة لا تعنو إلى قهر، أو تطمئن إلى غضاضة، و"محل الرهيفة تنقد" كما يقول المثل السوداني.
د.الطيب النقر
nagar_88@yahoo.com