تمكن الفريق الموريتاني لكرة القدم من تحقيق المفاجأة في كأس أمم أفريقيا، الجارية فعالياتها في ساحل العاج، بتأهل تاريخي للدور الثاني، إثر فوزه على منتخب الجزائر بهدف وقعه، محمد ديلاهي يالي.

"المرابطون" تأهلوا للدور ثمن النهائي، كأحد أفضل 4 منتخبات حلت في المركز الثالث، في المجموعات الست، وهي نتيجة لمسار طويل من العمل وفق محللين رياضيين.

ثلاث مشاركات.. وفوز وحيد

بدأت مسيرة الفريق الموريتاني مع أول تأهل لهم للمنافسة القارية سنة 2019، التي أقيمت بمصر وتوج بها منتخب الجزائر، ثم نسخة الكاميرون التي نظمت سنة 2022.

#FFRIM ????????????????????????????????́???? ???? الــتأهـــل

Posted by FFRIM - Fédération de Football de la Mauritanie on Tuesday, January 23, 2024

وفي كلتا النسختين لم يتمكن "المرابطون" من تحقيق التأهل واكتفوا بالمشاركة وتحصيل مزيد من الخبرة، في منافسة تضم كبار المنتخبات الأفريقية على غرار منتخب مصر والمغرب والسنغال، صاحب اللقب، وعدة فرق أخرى.

بحكم عدم مشاركتهم كثيرا في النسخ السابقة لكأس أمم أفريقيا، يعد "المرابطون" فريقا مبهما لكثير من المتتبعين لشؤون الكرة، بينما لا يستقطب الدوري المحلي الكثير من المتابعين، لكن الإعلامي والمحلل الرياضي الموريتاني، عماد أحمد بابا، يقول إن البداية الحقيقة للكرة الموريتانية على الصعيد الوطني بدأت في عام 2011، إثر انتخاب المكتب المسير الحالي.

في حديث لموقع الحرة، لفت بابا إلى أن الانطلاقة الحقيقة للكرة الموريتانية بدأت يوم انتخب أعضاء اتحاد الكرة الحالي، الذي يرأسه، محمد  ولد يحيى.

وقال "بعد انتخاب المكتب المسير للاتحاد، بدأ مشروع إخراج الكرة الموريتانية للعالم، وهي التي كانت تعاني من عدة مشاكل".

وبحسب المتحدث، عانى اتحاد الكرة المحلي من عدة مشاكل بسبب تراكم طلبات عدم إشراكه في المنافسات، حيث كان الهدف خلال تلك السنوات (2011 ما بعد) هو رفع تلك العقوبات ثم إنشاء فريق قوي يخوض المنافسات ممثلا لموريتانيا في المحافل الرياضية الإقليمية والدولية.

الانطلاقة..

في 2013 سجلت موريتانيا أول حضور لها في منافسة قارية، وكان ذلك عندما تأهل فريقها المحلي، لنهائيات كأس أمم أفريقيا للفرق المحلية، التي أقيمت في جنوب أفريقيا.

"تلك السنة شهدت الدخول الرسمي التدريجي للكرة الموريتانية للمحافل القارية" وفق ما قال بابا.

يذكر أن الفريق الموريتاني "المحترف" حقق التأهل لنهائيات أمم أفريقيا لأول مرة في تاريخه سنة 2019، وكانت تلك سابقة منذ تأسيسه في ستينيات القرن الماضي.

خلال تلك النسخة، خرج "المرابطون" من الدور الأول بعد أن تذيّلوا  ترتيب المجموعة الخامسة، بعد تعادل وحيد وخسارتين، خلف كل من مالي وتونس وأنغولا.

وفي نسخة 2022، لم يتمكن الفريق الموريتاني أيضا من تجاوز دور المجموعات، وغادر مبكرا الكاميرون التي نظمت نهائيات الكأس الأفريقية، بعد خسارة لقاءاته أمام غاميا وتونس ومالي.

بعدها، عمد الاتحاد المحلي لكرة القدم، إلى دعم الفريق الوطني بلاعبين محترفين، وفق ما أكد بابا، لتنضمّ للمنتخب، عناصر شابة، ساهمت بقسط كبير في تطوير آداء المنتخب الموريتاني -الذي اتفق محللون على أنه قيد التطور بشكل سريع_ وهو ما ظهر من خلال أداء الفريق خلال النسخة الحالية بساحل العاج.

ويضم الفريق الموريتاني أسماء لامعة مثل، أبوبكر كوياتا، هداف الدوري البلجيكي، حمي الطنجي، لاعب نادي الأهلي الليبي، وأبوبكر كامارا، الذي ينشط في صفوف نادي الجزيرة الإماراتي.

???? | جائزة أفضل لاعب في المباراة! ???? | الحارس أبو بكر نياس! ????????????????????

Posted by FFRIM - Fédération de Football de la Mauritanie on Tuesday, January 23, 2024قفزة

بالحديث عن التشكيلة الموريتانية، وتمكنها من التأهل لثمن النهائي، قالت الإعلامية المختصة في المنتخب، آمنة محمد مصطفى، إن "هذا الحدث يشكل قفزة للكرة الوطنية".

وفي اتصال مع موقع الحرة، أوضحت مصطفى أن التمكن من تجاوز دور المجموعات بعد ثلاث مشاركات يعتبر نجاحا للفريق الوطني.

وقالت إن المشاركة الأولى في مصر كانت ناجحة، رغم أن الفريق لم يتمكن من التأهل للدور الثاني، بينما وصفت المشاركة في نهائيات الكاميرون بـ"المخيبة".

وردت مصطفى تلك "الخيبة" وفق وصفها لكون الفريق كان يعيش مرحلة انتقالية، خصوصا خلال فترة جائحة كورونا، التي كبحت جهود النهوض بالكرة في بلادها.

مصطفى شددت على أن تأهل "المرابوطن" في النهائيات الحالية جاء إثر "تراكم التجارب والعمل الذي قدمته الاتحادية الموريتانية لكرة القدم".

طموح

ذات الإعلامية المتواجدة في ساحل العاج، بالقرب من الفريق الموريتاني، قالت إن كل شيء يتيغر للأحسن في الكرة الموريتانية، لافتة إلى الجهود المبذولة في الدوري وحتى "الطموح الذي يسود في صفوف المنتخب".

وفي النسخة الحالية لأمم أفريقيا، انهزم "المرابطون" في الرمق الأخير أمام بوركينا فاسو، كما لم يتمكنوا من الفوز أمام أنغولا، التي هزمتهم بثلاثة أهداف مقابل هدفين ، لكنهم حققوا فوزا تاريخيا أمام الجزائر، التي كانت من بين الفرق المرشحة لنيل اللقب.

وهذا هو الفوز الأول لـ"المرابطون" في نهائيات أفريقيا للأمم، وفوزهم الأول أيضا على الجزائر بعد 11 مباراة جمعتهما.

وقال مدرب موريتانيا، أمير عبدو، في تصريحات تلفزيونية، إثر نهاية اللقاء، "آمنا بأنفسنا وحققنا ما أردناه.. فخور بما حققه اللاعبون، ما حققناه حتى الآن يعد إنجازا".

وتتفق مصطفى مع تصريحات عبدو، حيث تقول إن الإنجاز الذي حققه المرابطون جاء بعد عمل مضنٍ، وسعي جماعي، تضافرت خلاله الجهود وظهر في صورة تأهل تاريخي قد يعد بتحقيق إنجازات أخرى.

من جانبه، لفت عماد أحمد بابا، إلى أن تحقيق هذا التأهل التاريخي، كان تحدٍ وضعه المدرب لنفسه، ووضعه اللاعبون لأنفسهم، بينما ركزت مصطفى على روح الإصرار التي يتمتع بها اللاعبون، قائلة "أنا كنت شاهدة على خيبة الخسارة الأولى والثانية لكنني شاهدت أيضا إصرار اللاعبين على التأهل".

وفي تعليقه على الإنجاز التاريخي الذي حققه "المرابطون" قال المحلل الرياضي السعودي، أسامة النعيمة، إن إخراج منتخب بحجم الجزائر من المنافسة يعد مفاجأة كبيرة، ويدل على أن منتخب موريتانيا، فريق صاعد، يعد بالكثير.

وأضاف في حديث لموقع الحرة "أتوقع أن يؤدي الفريق آداء رائعا في المقابلات اللاحقة".

النعيمة، ذهب بعيدا ليقول "أتوقع أن نرى المنتخب الموريتاني في مباراة نصف النهائي، بالنظر إلى الفنيات والاستماتة التي أظهرها لاعبوه".

وتذهب موريتانيا إلى أبيدجان لملاقاة أحد أبرز مفاجآت البطولة، الرأس الأخضر، في ملعب فيليكس أوفويت-بوانيي في 29 يناير.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أمم أفریقیا

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد نسف أول أوهام الشرق الأوسط القديم؟ (1)

كانت متوقعة تلك المسارعة من بعض أطراف النظام العربي الرسمي، للحديث عن حكم غزة (بقرار أممي/ دولي) بعد انتهاء الحرب، خاصة بعد بدء تبين الملامح الأولى للخيط الأبيض من الخيط الأسود من نتيجة هذه الحرب الضروس التي تمثل الجولة الأكبر تاريخيا واستراتيجيا في أتون الصراع العربي/ الغربي من سنة 1948م، وهي الجولة الأكبر بكل حق، وفي كل شيء، وليس في عدد أيامها وشهورها فقط، ولا حتى في حجم العمل العسكري الضخم الذي كان فيها، ولا حتى في حجم الزخم والجدل السياسي فيها وعنها.. لكنها ستكتسب هذا الوصف بكل أريحية وبكل منطق، وبكل دقة وشمول، من قيامها بوضع رأس الفأس على أصل الشجرة الخبيثة في ضربة شديدة وقاصمة.. فانكشف عنها كل عمقها الخبيث، وتمددها الأخبث في محيط واسع للغاية حولها، ولم يعد هناك بعدها ما يخفي ولم يعد هناك بعدها ما يٌكتم، ولم يعد هناك بعدها ما يٌسكت عنه..

* * *

وعلى السيناتور الأمريكي الراحل بول فيندلي أن ينعم الآن بالسلام في قبره (ت: 2019م)، بعد أن كتب لنا وللعالم كتابا من 40 سنة! وتحديدا سنة 1985م بعنوان "من يجرؤ على الكلام؟"، وتحدث فيه بجرأة مذهلة عن اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة (إيباك)، صاحبة الكلمة القوية في كل علاقة لأمريكا بالشرق الأوسط، سواء في إطار التنفيذ والفعل أو إطار التشاور والمعلومات.

الحديث العربي الرسمي.. وما تم التصريح به عن مستقبل غزة بعد الحرب.. فلا يمكن بحال من الأحوال تصور أنه سيكون قابلا للتحقق في ربوع "أهل الأنوار" في غزة، أولئك الذين صبروا صبرا لا نظير له، "صبر استراتيجي"
سيقول لنا إن الأغلبية العظمى من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب تنفذ رغبات "إيباك" دون مناقشة، إن هم رغبوا في الاحتفاظ بمناصبهم! (هكذا!)، وهو ما رأيناه كشمس السماء في الشهور التسعة الماضية!

* * *

وسنعرف منه أن ذلك ليس إلا الجزء الظاهر من جبل جليد اللوبي الصهيوني الهائل، والذي يمتد نفوذه عبر 200 هيئة ولجنة، تعمل بأوامر مباشرة منه، وتتواجد في كل المؤسسات السياسية والإعلامية والأكاديمية الأمريكية! وهو أيضا ما رأه كوكب الأرض كله في الشهور التسعة الماضية!

سيتعرض الكتاب وكاتبه لهجوم شرس من اللوبي الصهيوني وقتها، والذي وجد في آراء الكاتب جُرأة صادمة لم تحدث من قبل، وهو اللوبي الذي يعمل بجهد صارم على تأمين كل الجيوب والثغرات المفترضة في حصنه الحصين داخل أمريكا، سواء بالترغيب التقليدي، أو الترهيب غير التقليدي، الذي قد يصل إلى القتل.

ولن يصدمنا كثيرا حين يقول فيندلي نصا: "أغلبية المواطنين غير مدركين لحقيقة أن سياسة بلادنا بشأن الشرق الأوسط لا ترسم من قبل خبراء معنيين بالمصالح القومية للولايات المتحدة"..

تذكر أن ذلك كله كان في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، والذي قاله السيناتور الذي مثّل ولاية إيلينوي 22 سنة متصلة (1960-1982م)، الرجل الذي قال كلمته ومضى..

* * *

وعودة إلى الحديث العربي الرسمي.. وما تم التصريح به عن مستقبل غزة بعد الحرب. فلا يمكن بحال من الأحوال تصور أنه سيكون قابلا للتحقق في ربوع "أهل الأنوار" في غزة، أولئك الذين صبروا صبرا لا نظير له، "صبر استراتيجي"، كما سماه بحق الأستاذ فهمي هويدي، وتم تقديم كل شيء شهادة وقربى بين يدي هذا الصبر العظيم، كل شيء حرفيا، من الأرواح والأنفس، إلى المال والبنين، إلى البيوت التي كانت أمس عامرة، إلى الشجر والحجر، إلى شوارع المدن والبلدات والطرق والحارات، والمدارس والمشافي والمساجد.. أكرر ثانية كل شيء.

لذلك فالحديث عن إغراءات المال وإعادة الإعمار سيكون حديثا مملا، وبعيدا جدا عن القبول لدى شعب قدم كل هذه التضحيات من أجل كرامته وعزته وحريته.

ثم إن ملحمة الشهور الطويلة من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م عقدت بأواصر من الفولاذ "رباطا" لا يوصف بين الشعب والمقاومة.. الشعب الذي يرى ما قدمته وتقدمه المقاومة في إرغام العدو وكسر شوكته، بما لم يره الشرق الأوسط من قبل في تاريخه الحديث.. والمقاومة التي رأت في صبر ورباط الشعب ما أعلى من هامتها ورفع رأسها وعززها وأعزها، وبما يفوق ما أعلاه وعززه السلاح والكمائن والأنفاق والمسافة صفر، وكل تلك الأعاجيب المذهلة التي تراها الدنيا صوت وصورة.

* * *

في نفس الإطار تقريبا صرح وزير خارجية أمريكا تصريحه الشهير وقدم فيه "الأثافي الثلاث" التي تتعلق بغزة بعد الحرب، من وجهة نظره الشخصية بالطبع، وأيضا وجهة نظر إدارته، هذا إذا كان لإدارته أولوية تذكر لديه، وهو ما كشفته تلك الاستقالة الكاشفة، للرجل العتيق في إدارة الملف العربي الإسرائيلي، أندرو ميللر" الشهر الماضي (21 حزيران/ يونيو).

ما هي تلك الأثافي الثلاث.. والتي قالها في مؤتمر بمعهد بروكينجز للأبحاث يوم الاثنين الماضي (1 تموز/ يوليو)؟

قال إن الإدارة الأمريكية ترفض احتلال دائم من إسرائيل لغزة، كما ترفض سلطة حماس وإدارتها الحكومية (بغض النظر عن رأى الفلسطينيين أنفسهم!)، كما ترفض الفراغ والفوضى.

الاحتمال الثالث لم يكن موفقا فيه الحقيقة، ويدل على ضعف في خياله السياسي واللغوي، لأنه يعلم استعداد حماس التام، للتقدم في الوقت الذي ستختاره هي وتحدده هي، سواء بالتنسيق المباشر مع باقي الفصائل أو بأي ترتيب أخر، أي لن يكون هناك لا فوضى ولا فراغ.. الحاصل انه أضاف قائلا: "نحن نعمل مع حلفائنا العرب لوضع خطة مستقبل غزة"!! وهو ما بدأنا به الحديث، وهو التصريح انزلق من فم بلينكن، وظهر بعدها فورا، وتحديدا الآن!! على لسان المسؤول العربي الرسمي.

* * *
الشرق الأوسط بعد نسف أوهامه القديمة، وأولها بالطبع بل وعلى رأسها، وهْم الجيش الذي لا يقهر، وبكل ما يرشح وينضح عنه هذا الوهم
الحديث عن الشرق الأوسط بعد نسف أوهامه القديمة، وأولها بالطبع بل وعلى رأسها، وهْم الجيش الذي لا يقهر، وبكل ما يرشح وينضح عنه هذا الوهم: سواء فشل المخابرات الأمريكية في الوصول للأسرى وقيادات المقاومة، وفشل الموساد والشاباك، أو فشل السلاح، أو فشل المقاتل خلف السلاح.. الخ، أو قوة الإرادة والفعل لدى المقاومة، أو قدرة الصبر والصمود لدى الإنسان في غزة.

هذا الحديث سيمتد طولا وعرضا وعمقا وارتفاعا في فضاءات الشرق الأوسط كلها، ليس فقط لمكانة فلسطين والمسجد الأقصى في عالم الإسلام، وليس فقط للقدرات غير العادية للمقاومة (عسكريا وإعلاميا)، ولكن وهو الأهم لأن "البوصلة التاريخية" للصراع بكل أعماقه وامتداداته، أخذت اتجاهها الصحيح للمرة الأولى من خمسينيات القرن الماضي! وحدث في طوفان الأقصى (غزة/ حماس) لم يكن إلا باكورة البواكير، من بدايات، مما لا يُعرف من نهايات.

وكل باب وإن طالـت مغالقه يوما    له من جميل الصبرِ مفتاح

x.com/helhamamy

مقالات مشابهة

  • ماذا بعد نسف أول أوهام الشرق الأوسط القديم؟ (1)
  • محلل سياسي: من يقف وراء تأخر الانتخابات هي البعثة الأممية
  • وراء الأبواب المغلقة: لقاء سري بين مارين لوبان وممثلي الجاليات اليهودية
  • وراء الحدث
  • مسؤول جزائري: ضعف الأرباح وراء إيقاف أنبوب الغاز العابر من الأراضي المغربية
  • ماذا تعني تحية "الذئاب الرمادية" التي سبّبت أزمة بين تركيا وألمانيا؟
  • سكالوني: «الثقة عمياء» في ميسي
  • وزير الداخلية الموريتاني: اعتقال أجانب في مظاهرات ضد نتائج انتخابات الرئاسة
  • ماذا وراء الخطوة الأجرأ للسيسي في وزارة الدفاع؟
  • ماذا بعد تعزية الرئيس الجزائري تبون للملك محمد السادس؟