صالحة عبيد: التجريب والتحريك والفك والتركيب...طريقتي التي تجعلني أستمتع في كتابة السرد
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
- تجربتي انعكست بنسبة ما لكنني حرصت على أخذ مسافة من الشخوص
- الكتابة المستمرة وفعل المثابرة تجعل للكاتب أسلوبه الخاص
- كنت مستمتعة بالكتابة بالرغم من قتامة الموضوع وثقله
- رابط الشخوص جميعًا -وهو ما قد لا يتبدى للبعض-.. هو رابط الغضب المتراكم.
في عالم الأدب الإماراتي تتألق صالحة عبيد بروايتها "دائرة التوابل"، التي ترشحت للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية.
في هذا الحوار، سنقتفي أثر الرائحة ونقف عند عتبة الرواية وشخصياتها وأزمنتها، لنستكشف عبر هذا الحوار القصير الحكايات والزمان والمكان.
******************************************
- نبارك لكِ -في البدء- وصول روايتك "دائرة التوابل" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، هل توقعتِ ذلك؟ وكيف استقبلتِ الخبر؟
* بارك الله فيكم، بالنسبة للتوقعات فإن الأمر يصعب التكهن به خصوصًا أننا نتحدث في أي تنافس عن جانب لا يستهان به من الحظ، كنت فقط أضع الأمل.. أما عن استقباله فقد جاء بسعادة دون شك.. والأجمل أنه جاء وسط انهماكي بالعمل على نتاج قادم.
- "دائرة التوابل" عتبة مواربة ولا تشرح مضمون الرواية، لماذا اخترتِ هذا العنوان بالذات؟
* التوابل بشكل ما تتحرك في خلفية العمل هي ليست بارزة لكنها كانت دائما الخيط الرفيع الذي ربط بين ثلاثة أجيال منذ فاطمة مرورًا بشمَّا وصولًا إلى شيريهان.. أما الدائرة فقد تكون إشارة دائمة في "لا وعيي" إلا أن الأشياء هي دوران دائم في التاريخ والإنسان والشعور، كل نهاية هي بداية أخرى، وكل بداية هي نهاية في موضع آخر وهكذا.. أردت من العنوان أيضًا أن يحمل ثيمة الرائحة كونها عنصر البطل فيما يتعلق بهذا العمل وحوله تتحرك كثير من الأحداث.
- كيف استلهمتِ فكرة الرواية غير المألوفة؟ حيث امرأة تشم فوق العادة، وتحكم على الناس وتقرر بشأنهم استنادا إلى روائحهم.
* في "لا وعيي" كنت مرعوبة في فترة "كوفيد ١٩"من فكرة تعطل الحواس أكثر من تعطل الجسد الكامل المؤدي للموت.. هذا العطب بقي هاجسًا بداخلي وإن كنت لا زلت أرفض الكتابة المباشرة الاستعجالية عن فترة الوباء.. وضمنيًا من هناك أتت شمَّا العالية بحاستها الخارقة التي تفوقت على كل شيء وكل أحد.. الحاسة التي خفت أن تتلاشى فأعطيتها دور البطولة ثم تتابعت الأفكار.
- الرواية نوع جديد من الكتابة، وصف بأنه مزيج بين أكثر من نوع من أنواع السرد الأدبي، كيف ترينه أنتِ؟ وهل كان أمرا خططتِ له فعلا؟
* أحب فكرة اللعب أثناء الكتابة وبقدر ما توحي هذه الكلمة بالاستخفاف لدى البعض بقدر ما أنها تعني المحاولة لكي لا يكون ما قيل منذ بدأ الإنسان نسج القصص معادًا بذات الطريقة الرتيبة.. إنها متعة التجريب والتحريك والفك والتركيب.. لا أقول أن كتابتي خارقة بالضرورة.. لكنها طريقتي التي تجعلني أستمتع في كتابة السرد.. ثم العمل على جعل القارئ شريكًا في تلك اللعبة متى ما سمح لي بذلك.
- ثلاث شخصيات وثلاثة أزمنة ربطتها صالحة بحبل رفيع. كيف استطعتِ الحفاظ على هذا الرابط وقت الكتابة؟
* رابط الشخوص جميعًا وهو ما قد لا يتبدى للبعض.. هو رابط الغضب المتراكم بدءًا من ابن المعتز وصولا لشيريهان.. غضب أزمنتنا المشتعلة، غضبنا المتراكم منذ أول شعور بالغضب، إذ أنني لا أؤمن "بطزاجة" الأشياء اليوم.. هذا البعد المركب هو ما يمنح الحياة قدرتها على التعقد والاستمرار والحفر العميق بدلا من الانبساط فالتسطيح فالتلاشي.. كنت أفكر بالغضب وأمده كخيط بين الشخوص غضب ابن المعتز الذي تمكن منه جراء قتل والده وجده وغضب شمَّا من البتر ونقمة فاطمة من الصفعة والحرمان وحنق شيريهان من عدم تمكنها من سبر طريقها نحو تفكيك الموت واستكشاف العدم وكل منهم يتقاطع مع غضبه بالآخر
- بدا أن هناك اندماجا حدث بين الشخصيات والقرَّاء، وهذا ما عبر عنه كثير منهم، كيف نجحت في صنع ذلك؟
* كنت مستمتعة بالكتابة بالرغم من قتامة الموضوع وثقله ولعل ذلك وصل للقارئ فاستمتع بدوره.. يصعب التكهن لكنه احتمال ولم يكن خطة معدة مسبقا بالطبع بقدر ما أردت أن تصل للقارئ الفكرة المبدئية التي سيبدأ منها التأويل كلٌ وتجربته الخاصة أثناء القراءة.
- بطلة الرواية مأخوذة بهاجس الموت واكتشاف أسراره، وأنتِ كذلك لك تجربتك الخاصة مع الموت، هل تترك صالحة شيئا منها في الشخصيات التي تكتبها؟
* نسبيًا نعم.. الكتابة فيما يتعلق بدائرة التوابل كانت مبحثي الضخم بشكل شخصي لكن لا تقاطع كبير وإلا لكانت كل الشخوص، أنا تجربتي انعكست بنسبة ما لكنني حرصت على أخذ مسافة ما استطعت من الشخوص أثناء الكتابة لكي لا أخل بالشرط الفني.
- ماذا تقولين للقراء الذين تمنّوا نهاية مختلفة؟
* لا بأس، لا تمنحنا الحياة ما نتمناه غالبًا.. ولذلك نواصل.
- كيف يمكن أن يكون لكاتب ما أسلوبه الخاص في قول الأشياء؟ برأيك.
* بالكتابة المستمرة.. الكتابة بعد الأخرى التي ستخفف منها ككاتب من أصوات الآخرين وتبدأ شيئا فشيئًا بإيجاد صوتك الخاص.. والأصيل.. لا أظن أن هناك شيئًا آخر غير فعل المثابرة قد يحقق ذلك.
- قد ترين أنه أمر سابق لأوانه، لكن ما أول ما ستفعلينه إذا فزتِ بالبوكر؟
* في الحقيقية لا أعلم.. هذا سؤالٌ سابق لأوانه بكثير لذلك لا أستطيع الإجابة عنه.
***********************************
في سطور:
*صالحة عبيد صالحة عبيد، كاتبة إماراتية من مواليد 1988. نشرت قصة قصيرة بعنوان "زهايمر" (2010)، تلاها مجموعتان قصصيتان هما "ساعي السعادة" (2012) و"آيباد الحياة على طريقة زوربا" (2014). فازت مجموعتها الثالثة "خصلة بيضاء بشكل ضمني" (2015) بجائزة العويس للإبداع 2016. وفازت عن مجمل أعمالها بجائزة الإمارات للشباب في فئة الكتابة الإبداعية عام 2017، وفي العام 2018 نشرت روايتها الأولى بعنوان "لعلها مزحة".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تحقيق جديد لواشنطن بوست ينسف الرواية الإسرائيلية عن مذبحة مسعفي رفح
تناولت صحف ومواقع عالمية العديد من القضايا أبرزها، مأساة المسعفين الذين اغتالهم الجيش الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة، والموقف الفرنسي من مسألة الدولة الفلسطينية، والملف النووي الإيراني.
فقد عادت صحيفة "واشنطن بوست" إلى مأساة المسعفين الفلسطينيين الذين اغتالهم الجيش الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة، وقالت إنها "أجرت تحقيقا معمقا شمل الاستماع إلى شهود عيان وخبراء، وتحليل بيانات أقمار صناعية وصور ولقطات فيديو، نسفت كلُّها الرواية الإسرائيلية على نحو لا لبس فيه".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2السلطة تدعو واشنطن للتحقق من إلغاء نظام دفع مستحقات السجناء الفلسطينيينlist 2 of 2خبير أميركي: لهذا سوريا التحدي الأصعب لترامب في الشرق الأوسطend of listوكشف التحقيق كثيرا من مغالطات الجيش الإسرائيلي، ومنها على سبيل المثال أنه أطلق النار على سيارات الإسعاف من بعيد، بينما كانت المسافة عشرات الأمتار، وأحيانا أقل من 20 مترا.
وفي موضوع آخر، أوردت صحيفة "لوموند" في افتتاحيتها أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اضطُر إلى إعادة طرح موضوع الدولة الفلسطينية بسبب خطورة التطورات الناجمة عن التجاوزات الإسرائيلية في الحرب على غزة.
وقالت لوموند إن "الاعتراف بفلسطين يعني الحفاظ على إمكانية قيام دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه الائتلاف الحاكم في إسرائيل رفضا قاطعا"، مشيرة إلى أن "موضوع الدولة الفلسطينية يتطلب قول الحقائق لهذا الائتلاف، الذي يستقبَل أعضاؤه في باريس وكأنَّ ما يحدث في غزة والضفة الغربية أمر طبيعي".
إعلان الاختبار الأكبرومن جهة أخرى، جاء في مقال نشرته "وول ستريت جورنال" أن "إنهاء البرنامج النووي الإيراني قد يبدو ظاهريا أهم أهداف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، لكنّ الاختبار الأكبر سيكون في سوريا".
وأوضح المقال أن "مقاربة ترامب القائمة على تفضيل الاقتصاد على القوة العسكرية، والاعتماد أكثر على الحلفاء تبدو مقنعة، لكنّ أقوى حليفين لواشنطن في المنطقة هما إسرائيل وتركيا، وهنا تكمن المشكلة، فهما يتصارعان وكلاهما يمقُت الآخر".
أما "واشنطن تايمز" فأشادت في افتتاحيتها بسياسة الرئيس ترامب المتعلقة بالهجرة، وقالت إن المهاجرين غير النظاميين يغادرون الآن طواعية لتجنب عواقب وخيمة، منها غرامات مالية تناهز الألف دولار على كل يوم يبقى فيه المهاجر بعد صدور أمرِ ترحيله.
وأضافت أن هذه الطريقة تجرّد الحقوقيين والمحامين من أيّ هامش للمناورة، فبعد أن يغادر المهاجر الأرض الأميركية لن يستطيعوا فعل شيء، كما كتبت الصحيفة.