شبكة انباء العراق:
2025-03-04@22:13:36 GMT

تناقضات المواقف العربية

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

انشطر الإعلام العربي في المرحلة الراهنة إلى جبهتين. جبهة كبيرة تستنفر أبواقها صباح مساء لخدمة إسرائيل، وتدعم توجهاتها التوراتية التوسعية. وجبهة يتيمة تذود وحدها لنصرة القضية. .
زعامات عربية تمنع المظاهرات وتحرّمها في السر والعلن، وتعاقب المشاركين فيها. وشعوب عربية مدجنة ومشفرة، منساقة على غير هدى وراء توجهات تلك الزعامات المنحازة بالكامل إلى معسكر الاعداء.

.
قوات أردنية ومصرية تطوعت لحماية الحدود الإسرائيلية، وسخرت جيوشها لخدمة القواعد الأمريكية. .
فقهاء ومشايخ من المتأسلمين والمتأسلفين اختاروا السير بعيون مغمضة خلف الحاخامات المعادين للعروبة والإسلام. .
محللون ومفكرون عرب اعمتهم ولاءاتهم الطائفية فتقزموا وتسطحوا وفقدوا بوصلتهم الانسانية. .
حكومات عربية تندفع بكل قوتها لتقديم فروض الولاء والطاعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي هُزمت وافتضح أمرها أمام العالم، وبانت على حقيقتها الإرهابية، فمنحتها الحكومات العربية الاعذار والمبررات، وسمحت لها بالتدخل في شؤونها والإستيلاء على خيراتها. .
الطامة الكبرى ان معظم زعماء الكيانات العربية يعلمون علم اليقين ان تعاظم قوة إسرائيل سوف يتنامى على حساب ضعفهم وتقهقرهم. وعلى حساب انهيار انظمتهم وتفككها. وهذا ما جرى في العراق وليبيا والسودان واليمن. .
قالت لهم إسرائيل: إن اردتم ممارسة سياسة وطنية مستقلة في إدارة بلدانكم، ورفضتم الوصاية الغربية عليكم، فلدينا عشرات الحجج والخيارات لتدميركم من الداخل، وليس لدينا مشكلة في ذلك. وهذا ما تواجهه بلدان مثل العراق والجزائر والمغرب المهددة بالتقسيم والتجزئة عن طريق الأوكار التي زرعتها الموساد هناك، وعن طريق خلايا داعش ومعسكراتها، فالتدهور الاقتصادي الذي تشهده بعض البلدان العربية هو صورة واقعية لحجم الدمار والانهيار. وربما كان العرّاب (جاكوب كوهين) صريحاً إلى أبعد الحدود عندما وجه خطابه إلى البلدان العربية، فقال في لقاء متلفز: (من لم يخضع لارادتنا ويرفض التطبيع معنا فسوف نرسل له داعش لتأديبه). .
التناقض الأخطر في مسيرة القيادات العربية ان أرصدتها وثرواتها محتجزة في بنوك جنيف وباريس ونيويورك، وبالتالي فان ممتلكاتهم كلها تحت تصرف القوى الصهيونية المهيمنة على البنك الدولي. .
وهناك قاسم مشترك آخر لمعظم بلداننا. وهي انها فاقدة للشرعية، فالانتخابات الصورية التي تنتهي دائما بفوز الرئيس الأوحد بنسة 99.9% يمكن الإطاحة بها جماهيريا بمفاتيح الفوضى المفتعلة. وهذا يعني وجود ثغرات كثيرة في جدران السلطات الهشة. .
كانت هذه صورة مختزلة لتناقضات الواقع العربي. لكن المثير للعجب ان إسرائيل نفسها اصبحت الآن في الزاوية الحرجة. وهذا ما أكده زعيم المعارضة (لبيد) عندما وصف حكومة نتنياهو. بقوله: (هذه ليست حكومة بل كارثة وطنية). .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

عون من القمة العربية: اليوم يعودُ لبنانُ إليكم وهو ينتظرُ عودتَكم جميعاً إليه غداً

في كلمته أمام القمة العربية في القاهرة، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أنه قد يكون آخر الوافدين إلى القمة، لكنه لا يهدف إلى تقديم الدروس عن فلسطين، بل جاء ليقدّم شهادة حياة فقط. وأوضح أنه خدم وطنه لأكثر من أربعين عاماً، وهذا ما يدفعه للتعبير عن موقفه إزاء القضية الفلسطينية.


وجاء في كلمة الرئيس عون:

"قد أكون آخر الوافدين إلى مجلسكم.

وهذا لا يخولني إعطاء الدروس عن فلسطين، موضوع قمتنا... وأمانتنا.

لكنني آتٍ إليكم من أربعين سنة ونيف، جندياً في خدمة وطني وشعبي.

وهذا ما يدفعني لاستئذانكم، لتقديمِ شهادةِ حياةٍ لا غير.

لقد علّمني لبنانُ أولاً، أنّ فلسطينَ قضيةُ حق.

وأنّ الحقَ يحتاجُ دوماً إلى القوة.
وأنّ القوةَ في نضالات الشعوب، هي قوةُ المنطق. وقوةُ الموقف. وقوةُ إقناعِ العالم. وقوةُ حشدِ تأييدِ الرأي العام. وقوةُ موازين القوى الشاملة".


أضاف:" علّمني لبنانُ ثانياً، أنّ فلسطينَ قضيةٌ ثالوث: فهي حقٌ فلسطينيٌ وطني. وحقٌ عربيٌ قومي. وحقٌ إنسانيٌ عالمي.

وأننا كلما نجحنا في إظهار هذه الأبعاد السامية لفلسطين، كلما نصرْناها وانتصرنا معها.

بالمقابل، كلما حجّمناها وقزّمناها، إلى حدودِ قضيةِ فئةٍ أو جهةٍ أو جماعةٍ أو محور...

وكلما تركنا فلسطينَ تُزجُّ في أزقةِ صراعاتٍ سلطويةٍ هنا، أو نزاعاتِ نفوذٍ هناك...

كلما خسرناها وخسرنا معها".

وقال:" علّمتني حروبُ لبنان أيها الإخوة، أنّ البُعدَ الفلسطيني لقضية فلسطين، يقتضي أن نكون دائماً مع شعبِها. أصلاً وفعلاً .

أي أن نكونَ مع خياراته ومع قراراته. مع سلطاتِه الرسمية ومع ممثليه الشرعيين. أنْ نقبلَ ما يقبلُه شعبُها. وأن نرفضَ ما يرفضُه.

أن تكونَ بلدانُنا العربية قوية، باستقرارِها وازدهارِها، بسلامِها وانفتاحِها، بتطورِها ونموِها، برسالتِها ونموذجيتِها...

إنه الطريقُ الأفضلُ لنصرةِ فلسطين.
كما أن سيادة لبنان الكاملة والثابتة، تتحصّن بالتعافي الكامل في سوريا، كما بالاستقلالِ الناجز في فلسطين.

الأمر نفسه بالنسبة إلى كل دولة من دولنا، في علاقاتها وتفاعلها مع كل جار عربي، ومع كل منطقتنا العربية.


أيُ اعتلالٍ لجارٍ عربي، هو اعتلالٌ لكل جيرانه. والعكسُ صحيحٌ".

 
أكمل:" علّمني لبنان بعد عقودٍ من الصراعات والأزمات والإشكاليات، أن لا صحة لأي تناقض موهوم، أو لنزاع مزعوم، بين هوياتنا الوطنية التاريخية والناجزة، وبين هويتِنا العربية الواحدة والجامعة. بل هي متكاملة متراكمة.

أنا لبنانيٌ مئة بالمئة. وعربيٌ مئة بالمئة. وأفخرُ بالاثنين. وأنتمي وطنياً ورسالياً إلى الاثنين.

ما أن تكون فلسطين قضية حقٍ إنساني عالمي، فيقتضي أن نكون منفتحين على العالم كله. لا منعزلين. أصدقاء لقواه الحيّة. متفاعلين مع مراكز القرار فيه. محاورين لها لا محاربين. مؤثرين لا منبوذين.


استطرد:" هذا ما علمني إياه لبنان عن فلسطين، وهذا ما أشهد به أمامكم.

أشهدُ به، بعدما تعهدتُ أمام شعبي، بعودةِ لبنانَ إلى مكانِه ومكانتِه تحت الشمس.

وها أنا هنا بينكم، أجسّدُ العهد. فها هو لبنانُ قد عادَ أولاً إلى شرعيته الميثاقية، التي لي شرفُ تمثيلِها.

ها هو الآن، يعودُ ثانياً إلى شرعيتِه العربية، بفضلِكم وبشهادتِكم وبدعمِكم الدائم المشكورِ والمقدّر.

ليعودَ معكم ثالثاً إلى الشرعيةِ الدولية الأممية. التي لا غنى ولا بديلَ عنها لحمايتِه وتحصينِه واستعادةِ حقوقِه كاملة".


تابع": في بلدي، تماماً كما في فلسطين، ما زالت هناك أرضٌ محتلة من قبل إسرائيل. وأسرى لبنانيون في سجونها. ونحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم.

لا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدودِ أرضِنا، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبتة والمرسّمة أممياً.

ولا سلامَ من دون دولةِ فلسطين.

ولا سلامَ من دون استعادةِ الحقوق المشروعة والكاملة للفلسطينيين.

وهو ما تعهدنا به كدولٍ عربية. منذ مبادرةِ بيروتَ للسلام سنة 2002، حتى إعلان الرياض في تشرين الثاني الماضي.

أيها الإخوة، لقد عانى لبنانُ كثيراً. لكنه تعلّمَ من معاناته.

تعلّمَ ألا يكونَ مستباحاً لحروبِ الآخرين.

وألا يكونَ مقراً ولا ممراً لسياساتِ النفوذِ الخارجية. ولا مستقَراً لاحتلالاتٍ أو وصاياتٍ أو هيمنات.

وألا يسمحَ لبعضِه بالاستقواء بالخارج ضدَ أبناءِ وطنِه. حتى ولو كان هذا الخارجُ صديقاً أو شقيقاً.

وألا يسمحَ لبعضِه الآخر، باستعداءِ أيِ صديقٍ أو شقيق. أو إيذائه فعلاً أو حتى قولاً".


ختم:" تعلمَ لبنان أنّ مصالحَه الوجودية هي مع محيطِه العربي. وأنّ مصالحَه الحياتية هي مع العالمِ الحرِ كلِه.

وأنّ دورَه في منطقته أن يكونَ وطنَ لقاء. لا ساحةَ صراع.

وأنّ علةَ وجودِه هي في صيانةِ الحرية، وصياغةِ الحداثة، وصناعةِ الفرح.

فرحُ الحياةِ الحرة الكريمة السيدة المزدهرة اليانعة، المنفتحة على كلِ ما هو جمالٌ وحقٌ وخيرٌ وعدلٌ وقيمٌ إنسانية جامعة حيّة.
اليوم يعودُ لبنانُ إليكم. وهو ينتظرُ عودتَكم جميعاً إليه غداً.
فإلى اللقاء. وحتى ذاك لكم من لبنانَ كلُ التحية وكلُ الأُخوّة".





مقالات مشابهة

  • حماس ترحب بمخرجات القمة العربية.. وهذا تعليق إسرائيل
  • تراجع تاريخي في بورصة إسرائيل وكل القطاعات تهوي
  • عون من القمة العربية: اليوم يعودُ لبنانُ إليكم وهو ينتظرُ عودتَكم جميعاً إليه غداً
  • الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!
  • أحمد موسى: مفيش دولة عربية هتطبع مع إسرائيل وهي ما زالت تحتل فلسطينذ
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية.. إدانات عربية ودولية لقرار إسرائيل منع دخول المساعدات إلى غزة
  • بعد الرئيس الجزائري.. قيس سعيّد يتغيب عن القمة العربية وهذا موقفه
  • إدانات عربية لوقف إسرائيل المساعدات لغزة
  • مصر والعراق يعززان التعاون الثنائي وينسقان المواقف قبيل القمة العربية في القاهرة
  • إدانة عربية ودولية واسعة لقرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات إلى غزة