يمانيون../

أكد قائد الأسطول الخامس في البحرية الأميركية الأدميرال براد كوبر، أن الهجمات اليمنية على السفن التجارية المتجهة إلى “إسرائيل”؛ هي الأكثر أهمية منذ جيلين، وتحديداً منذ ما يسمّى بـ”حرب الناقلات” في ثمانينيات القرن الماضي، والتي بلغت ذروتها في معركة بحرية استمرت يوماً كاملاً بين واشنطن وطهران، وشهدت إسقاط أميركا طائرة ركاب إيرانية مدنية ما أسفر عن مقتل 290 شخصاً.

لكنّ فيليب بيلكنغتون، الخبير الإيرلندي المتخصص في هذا الشأن، جزم أن الحصار البحري الذي نجح اليمنيون في فرضه على “إسرائيل” على امتداد البحرين الأحمر والعربي؛ هو الأول من نوعه في تاريخ البشرية، لماذا وكيف؟

يجيب الخبير الإيرلندي أن هذا الحدث يتجاوز مستوى التطورات في الشرق الأوسط، لأن فرض حصار بحري، يتطلب قوة عسكرية بحرية في المياه العميقة، وهي العنصر الأكثر تكلفة في القوة العسكرية، والحفاظ عليها مكلف للغاية، وهذا يتطلب ناتجاً محلياً إجمالياً مرتفعاً، وإنفاق جزء كبير من هذا الناتج على القوة البحرية، للدخول في “لعبة الكبار” وفرض حصار بحري، لكن اليمني، بحسب هذا الخبير، استطاع تجاوز عقدة الناتج المحلي لبناء قوة عسكرية بحرية عظيمة، عبر استخدام تكنولوجيا رخيصة، جعلته يفرض حصاراً بحرياً محكماً في مواجهة تحالف دولي، هو الأقوى بحرياً في العالم.

ليست القضية في وعي اليمني الرابض على ثغر ميناء الحُدَيْدة، في مواجهة البوارج الحربية الإسرائيلية- الأميركية- البريطانية، وأدواتهم المحلية والإقليمية، وليست امتلاك الهيبة العسكرية ولا قوتها البحرية، ولا مجاراة حروب الناقلات، ولكنها القضية الإنسانية في نصرة غزة وهي تحت الإبادة الجماعية، رغم امتلاكهم أساسات القوة البحرية القائمة على مبدأ سرعة الحركة عبر قوارب صغيرة، تملك صواريخ مضادة للسفن غير مكلفة، مستفيدين من ميزة القوات الخفيفة والمتحركة، التي تزيد تكاليف العدو وتضعف فعالية هجماته من الجو، والأهم أن حركتهم السريعة الخفيفة هذه تنبض بأصل القضية العقائدية الإنسانية في الانتصار للدم الفلسطيني المسفوح.

ولعل موقع “ذا إنترسبت” الأميركي، فك أحجية الصعود اليمني، في قدرته على فرض حصار بحري غير مسبوق، والسيطرة على سفينة إسرائيلية، واستهداف أكثر من خمس وثلاثين سفينة حاولت الوصول إلى ميناء “إيلات” الإسرائيلي، ومن بينها عدد من السفن الأميركية، آخرها سفينة “أوشن جاز” التابعة لأسطول النقل البحري العسكري الأميركي.

يقول الموقع الأميركي المتخصص إنه لا يمكن للولايات المتحدة النجاح في ردع “الحوثيين” عن خططهم البحرية، لأن ذلك سيعني تصعيداً أميركياً مكلفاً ومحفوفاً بالمخاطر، خاصة أن اليمنيين استطاعوا التغلب على الأسلحة الأميركية خلال سبعة أعوام من الحرب الضارية، عبر هزيمتهم لأقوى حلفاء أميركا عسكرياً في المنطقة بعد “إسرائيل”، أي الجيشين السعودي والإماراتي، وهو ما يجعل إدارة بايدن، بحسب هذا الموقع، تقف على عتبة هزيمة جيوسياسية في مواجهة ما سمّاهم بـ”الحوثيين”.

وما لم يتنبّه إليه الموقع الأميركي أن حركة أنصار الله استطاعت بناء قوتها العسكرية، ومنها البحرية، تحت القصف السعودي/ الإماراتي المتواصل بهذه الأسلحة الأميركية الفتاكة، ومنها الطائرات والبوارج العملاقة، في ظل دعم لوجستي أميركي على مدار الساعة، لذا يجد الأميركي نفسه اليوم يراوح مكانه، إزاء المفاجآت اليمنية المتصاعدة، رغم التحشيد العسكري الغربي المهول، ورغم الغارات الجوية المتلاحقة، والتي تستهدف مطارات اليمن وقواعده الصاروخية منذ أسبوع، واستشهاد العديد من أبطال القوة البحرية.

في وقت تزعم القوات الأميركية أنها صادرت هذا الشهر أجزاء صواريخ إيرانية الصنع، وأسلحة أخرى من سفينة متجهة إلى القوات المسلحة اليمنية، في غارة أدت إلى فقدان اثنين من أفراد البحرية الأميركية، ثم الإعلان عن مقتلهما رغم عدم العثور على جثتيهما، ما يعزز الاعتقاد أنهما سقطا في المواجهة البحرية التي وقعت منذ أسبوعين بين البحرية الأميركية وقوارب يمنية سريعة.

وقد ساهمت العربدة الأميركية في البحرين الأحمر والعربي، من حيث لم ترد، في تعزيز الحصار اليمني للموانئ الإسرائيلية، خاصة أن السفن التجارية صارت تتحرك في مياه تغص بالمواجهة العسكرية، وليس في قدرة البحرية الأميركية حراسة كل سفينة تجارية، لذا وجد كثير من سفن الشحن العالمية، ملاذها بالإعلان رسمياً، أنها لا ترتبط بـ “إسرائيل” ((No Link with Israel وهو ما فعلته أكثر من 64 سفينة تجارية خلال إبحارها في المياه القريبة من المواجهات.

إضافة إلى أن السفن المصرّة على الإبحار نحو الكيان الإسرائيلي، بدأت تأخذ طريقها بالدوران حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما عدّه موقع “فوكس” الإلكتروني الأميركي، إشاعة للفوضى في الاقتصاد العالمي، عندما أخذت سفن الحاويات المبحرة بين أوروبا وآسيا، تعود للإبحار في رحلة طويلة حول القارة الأفريقية عبر رأس الرجاء الصالح، وهو طريق تجاري ظل مهملاً إلى حد كبير منذ افتتاح قناة السويس قبل أكثر من 150 عاماً.

لم يعتد الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي والغربي، على رؤية العربي وهو يغلق البحر في وجه “إسرائيل”، حاولت مصر سنة 1967، إغلاق مضيق تيران قرب جزيرة صنافر في البحر الأحمر، وهو ما دفع الكيان الإسرائيلي إلى إعلان الحرب مباشرة على مصر، فاستقر في وعي العالم أن “إسرائيل” خارج الحصار في كل الظروف، ولكن اليمن بقيادة أنصار الله، ولم يخرج من الحرب المستعرة ضده، في وقت تتربص به قوى داخلية وخارجية، فعلها وانتصر لفلسطين في أحلك لحظاتها التاريخية.

يواصل اليمن حصاره البحري للكيان الإسرائيلي عبر خاصرته الجنوبية منذ شهرين من دون أدنى تردد، ليكون بموقعه البعيد جغرافياً عن قلب الحدث الفلسطيني، هو الأقرب في تضميد جراحه الراعفة، مع أخيه اللبناني والعراقي والإيراني، وهم يؤلمون ويألمون في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ولكنهم دوماً يرجون من الله ما لا يرجوه هذا الوحش العبري مهما امتلك من أسلحة الدمار.

 

نقلا عن الميادين نت #السفن الأسرائيلية#العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن#العدوان الصهيوني على غزةً#اليمن‎#فلسطين المحتلةُ#قطاع غزةالبحر الأحمرالكيان الصهيوني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحریة الأمیرکیة فی مواجهة وهو ما

إقرأ أيضاً:

إسرائيل.. منظمة حقوقية تعلق على قانون ترحيل أفراد عائلات منفذي الهجمات

القدس (CNN)-- انتقدت جماعات حقوق مدنية في إسرائيل تمرير قانون، هذا الأسبوع، يسمح بترحيل أفراد أسرة أي شخص يُعتقد أنه نفذ عملا "إرهابيا".

ويسمح القانون لوزير الداخلية الإسرائيلي "بأن يصدر أمرا بترحيل أحد أفراد أسرة الإرهابي"، إذا اتضح أنه كا على علم بالعمل "الإرهابي" أو دعمه دون اتخاذ ما يمنع القيام به. بالإضافة إلى ذلك، يمكن ترحيل أحد أفراد الأسرة إذا أشاد أو شجع "منظمة إرهابية"، بحسب ما أعلن متحدث باسم الكنيست.

وينص القانون على أن يكون أمر الترحيل ساريا لمدة تتراوح بين 7 إلى 15 عاما للمواطنين الإسرائيليين، وما يصل إلى 20 عاما لغير المواطنين. ويحق لأفراد الأسرة الحصول على عقد جلسة استماع في غضون 10 أيام من إخطارهم بأنهم عرضة للترحيل.

وكان الكنيست أقر القانون بأغلبية 61 صوتا مقابل 41 صوتا. وقد اقترح القانون حزب "القوة اليهودية" بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الذي وصفه بأنه "خطوة حاسمة في معركتنا ضد الإرهاب، ويبعث برسالة واضحة بعدم سماح دولة إسرائيل لعائلات المهاجمين بمواصلة التمتع بالحياة وكأن شيئا لم يحدث"، حسب قوله.

ومن جانبها، قالت جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل إن القانون غير ضروري، "ولا توجد وسيلة لتنفيذه".

وأضافت المنظمة: "يحق لجميع المواطنين والمقيمين التمتع بالحقوق وبالحماية، وأهمها الحصانة من الترحيل من بلادهم، والحق في محاكمة عادلة إذا اُشتبه في ارتكابهم جرائم جنائية على أن تحدد المحكمة العقوبة".

مقالات مشابهة

  • تقنياً.. هكذا هاجمت إسرائيل حزب الله مؤخراً!
  • البحرية البريطانية: زوارق عدة اقتربت من سفينة جنوب غرب عدن
  • القوات المسلحة اليمنية تسقط طائرة أمريكية وتقصف إسرائيل
  • إسرائيل.. منظمة حقوقية تعلق على قانون ترحيل أفراد عائلات منفذي الهجمات
  • إسرائيل تبحث مهاجمة فصائل موالية لإيران في العراق
  • الانتخابات الأميركية.. لماذا فشلت استطلاعات الرأي مجددا؟
  • لماذا تتراجع العملة اليمنية في مناطق الشرعية؟.. تقرير أممي يُجيب ويؤكد أن الريال فقد ربع قيمته مؤخراً
  • لماذا تعد بنسلفانيا محور الفصل في الانتخابات الأميركية؟
  • زعيم حزب الله: لا سلام حتى توقف إسرائيل عدوانها على لبنان
  • لماذا حافظ الجمهوريون على الأغلبية في مجلس النواب الأميركي؟