عربي21:
2024-12-27@09:27:25 GMT

ويسألونك عن الثورة.. فقل..

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

ثلاثة عشر عاما مرت على واحدة من أعظم ثورات القرن الواحد والعشرين، وتنبع عظمتها من تلك الحياة التي أسس لها الثوار في ميدان التحرير في أيامها الثمانية عشر والتي جسّدت عالم المدينة الفاضلة التي تخيلها أفلاطون. ولن أطيل في ذلك فلقد سبقني في وصف تلك الأيام آخرون في العديد من المقالات والمقابلات، ولا تزال المقاطع المصورة في مواقع رفع الفيديوهات موجودة تحيي الذكرى وتحرك الشجون.



يعتقد البعض أن تلك الثورة قد ماتت، لا سيما وأن هناك من يريد أن يحملها كل تبعات ما آلت إليه البلاد ويشتكي منه العباد اليوم، كما أن هناك من يريد أن يشيطن من كانوا فيها وليس فقط من دعوا لها، متخيلين أنهم بذلك يمكن أن يوسموا أطهر وأنقى نشاط بشري عرفه الإنسان منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، فالله الحق هو من حرم على نفسه الظلم وجعله محرما على عباده، وأرسل المرسلين ليخرجوا العباد من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأنظمة إلى العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

فمن ظن أن الثورة انتهت بالإطاحة بالنظام الذي أتى بها واعتقال الداعين لها ومحو آثارها وتغير دستورها ومحاولة شيطنتها واعتقال داعميها وتخويف أنصارها؛ فهو واهم..

من ظن أن الثورة انتهت بالإطاحة بالنظام الذي أتى بها واعتقال الداعين لها ومحو آثارها وتغير دستورها ومحاولة شيطنتها واعتقال داعميها وتخويف أنصارها؛ فهو واهم
فكل نجاح تحققه في عملك رغم الفساد فهي ثورة، ألم تكن الثورة بالأساس على الفساد وإقصاء الكفاءات؟ فلا تجعل الفاسدين يقصونك أو يثبطوك أو يثنوك عن أن تخدم بلادك، فإن فعلت فأنت ثائر.

وكل قيمة تعلمها لابنك فهي ثورة، في ظل عمليات الإفساد المتعمد وتلويث الذوق العام ومحاولة تنحية المبادئ والقيم المعنوية لصالح القيم المادية والاستهلاكية وصولا لصناعة إنسان استهلاكي شهواني، فإن تعليمك لابنك أو أخيك أو صديقك قيمة ومبدأ هو الثورة بعينها.

أن ترفع الظلم عن زميل أو جار في ثورة، فأعداء القيم الانتهازيين لا يعيشون إلا في مجتمع يسوده الظلم والتفرقة، فلا يمكن لهؤلاء أن يستفيدوا من مجتمع إلا بالتفرقة بين أبنائه، وما من أداة أفضل لهم في ذلك إلا بإشاعة الظلم، فإن كانوا يستطيعون ذلك في دوائر تحكمهم، فلا تصنعها أن في دوائر تحكمك، فابدأ بنشر العدل في بيتك ينتشر العدل في المجتمع.

تعليمك تلاميذك ومرؤوسيك وزملاءك أمجاد أجدادنا فهي ثورة.. تفشل الأمم وتخور عندما تستهين بأمجادها وتاريخها، فما رأيت يوما احتلالا ولا كارها لشعب إلا وعمد إلى تزوير تاريخ هذا الشعب الذي يكره أو يريد أن يستغل، فعلم أبناءك وتلاميذك ومرؤوسيك وكل من تملك عليهم كلمة أمجاد أجدادك واجعلهم يتأسون بها.

عليك أن تقبل الرأي الآخر ولو كان مرجوحا فما أتيت ثورة يناير إلا بالشقاق وتزكية الخلاف وبث الكراهية من ورائهما، فعلينا أن نسمع بعضنا بعضا حتى تتألف القلوب وتعود ثورتنا التي ما كنا نريد منها إلا أن توضع هذه البلاد في المكانة التي يجب أن تكون فيها
توعية جيرانك بمخاطر الفساد وضرورة محاربته فهي ثورة، كلّم محيطك عن أضرار الفساد وكيف أنه سوسة تنخر في أي مجتمع حتى تجعله قاعا صفصفا وهو المراد لأي مستغل ولكل مصاصي دماء الناس، وانصحهم بألا يخالطوا الفاسدين ولا ينصاعوا أو يكونوا لهم أداة.

احترامك لمواعيدك وتربية أبنائك على احترامها فهي ثورة، نهضت الأمم باحترام الوقت وتقديره، فبه تضبط الأعمال وبه تبنى المعاني قبل المباني، وبه يقدر الإنسان أو يهان، فما عمر الإنسان إلا دقائق تعد، إما له أو عليه، والحصيف من يأخذ من تلك الدقائق لبنات يبني بها مجد بلاده، وإن هو فعل فقد قدم لتلك الثورة ما حيل بين الثوار وهدفهم.

تقديرك للرأي الآخر ولو مرجوح فهي ثورة، وأخيرا عليك أن تقبل الرأي الآخر ولو كان مرجوحا فما أتيت ثورة يناير إلا بالشقاق وتزكية الخلاف وبث الكراهية من ورائهما، فعلينا أن نسمع بعضنا بعضا حتى تتألف القلوب وتعود ثورتنا التي ما كنا نريد منها إلا أن توضع هذه البلاد في المكانة التي يجب أن تكون فيها، فهي تستحق وشعبها يستحق والأمة من ورائهما تستحق، فإن نهضت مصر نهضت الأمة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة الفساد مصر مصر الإصلاح الفساد الثورة 25 يناير مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تقرير ديوان المحاسبة: بين الحزن والمسؤولية الوطنية

#تقرير_ديوان_المحاسبة: بين الحزن والمسؤولية الوطنية

#عبدالقادر_مقدادي

تقرير ديوان المحاسبة السنوي بما يحمله من أرقام وتفاصيل حول الفساد والترهل الإداري، ليس مدعاة للسخرية أو الشماتة بل هو جرس إنذار يجب أن يستوقف الجميع عنده. عندما نقرأ عن التجاوزات سواء كانت مالية أو إدارية
يجب أن نستشعر الحزن والأسى لما آل إليه حال بعض مؤسساتنا لا أن نكتفي بمشاعر العجز أو التذمر

الفساد الإداري والمالي ليس مجرد أرقام تُكتب في التقارير، بل هو واقع يؤثر على التنمية ويعرقل تحقيق العدالة الاجتماعية. كل دينار يذهب في غير مكانه الصحيح هو خسارة مباشرة للوطن وللأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة طفلة الهاتف النقال…قصة من الواقع 2024/12/25

تقرير كهذا يجب أن يكون نقطة تحول يدفع باتجاه تفعيل الرقابة الحقيقية وتحقيق المحاسبة الفعلية، بعيدآ عن الاستعراض أو التسويف كما يجب أن يكون فرصة لمراجعة آليات العمل الإداري وتعزيز ثقافة النزاهة والشفافية في المؤسسات العامة.

الوطن يستحق الأفضل وكل جهد يُبذل في مكافحة الفساد وإصلاح الترهل الإداري هو خطوة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقآ . كان الله بعون الوطن وقادته وعسى أن تكون هذه التقارير بداية لحركة إصلاح جادة تحفظ مقدرات الدولة وتعيد الثقة بمؤسساتها.

مقالات مشابهة

  • هــــؤلاء هــم ثقب الفساد الأسود
  • توكل كرمان: الثورة السورية ستستعيد كل العواصم التي احتلتها ايران وستسقط حكم الملالي في طهران
  • تقرير ديوان المحاسبة: بين الحزن والمسؤولية الوطنية
  • مؤسسات تم تحويلها للقضاء ومكافحة الفساد بعد تقرير ديوان المحاسبة / أسماء
  • هل آن الأوان لإحداث ثورة في التعليم العالي؟
  • في ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة الأستاذة: سارة الطيب بلال
  • محمد التابعي.. أمير الصحافة المصرية الذي أسقطت مقالاته الظلم
  • الخطيب التقى قنديل والأمين ووفد أهالي الموقوفين: نرفض الظلم ونطالب بمحاكمات عادلة
  • السودان: ثورات تبحث عن علم سياسي
  • من أهداف حرب السودان … قتل ثورته