عربي21:
2024-07-03@12:26:42 GMT

ويسألونك عن الثورة.. فقل..

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

ثلاثة عشر عاما مرت على واحدة من أعظم ثورات القرن الواحد والعشرين، وتنبع عظمتها من تلك الحياة التي أسس لها الثوار في ميدان التحرير في أيامها الثمانية عشر والتي جسّدت عالم المدينة الفاضلة التي تخيلها أفلاطون. ولن أطيل في ذلك فلقد سبقني في وصف تلك الأيام آخرون في العديد من المقالات والمقابلات، ولا تزال المقاطع المصورة في مواقع رفع الفيديوهات موجودة تحيي الذكرى وتحرك الشجون.



يعتقد البعض أن تلك الثورة قد ماتت، لا سيما وأن هناك من يريد أن يحملها كل تبعات ما آلت إليه البلاد ويشتكي منه العباد اليوم، كما أن هناك من يريد أن يشيطن من كانوا فيها وليس فقط من دعوا لها، متخيلين أنهم بذلك يمكن أن يوسموا أطهر وأنقى نشاط بشري عرفه الإنسان منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، فالله الحق هو من حرم على نفسه الظلم وجعله محرما على عباده، وأرسل المرسلين ليخرجوا العباد من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأنظمة إلى العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

فمن ظن أن الثورة انتهت بالإطاحة بالنظام الذي أتى بها واعتقال الداعين لها ومحو آثارها وتغير دستورها ومحاولة شيطنتها واعتقال داعميها وتخويف أنصارها؛ فهو واهم..

من ظن أن الثورة انتهت بالإطاحة بالنظام الذي أتى بها واعتقال الداعين لها ومحو آثارها وتغير دستورها ومحاولة شيطنتها واعتقال داعميها وتخويف أنصارها؛ فهو واهم
فكل نجاح تحققه في عملك رغم الفساد فهي ثورة، ألم تكن الثورة بالأساس على الفساد وإقصاء الكفاءات؟ فلا تجعل الفاسدين يقصونك أو يثبطوك أو يثنوك عن أن تخدم بلادك، فإن فعلت فأنت ثائر.

وكل قيمة تعلمها لابنك فهي ثورة، في ظل عمليات الإفساد المتعمد وتلويث الذوق العام ومحاولة تنحية المبادئ والقيم المعنوية لصالح القيم المادية والاستهلاكية وصولا لصناعة إنسان استهلاكي شهواني، فإن تعليمك لابنك أو أخيك أو صديقك قيمة ومبدأ هو الثورة بعينها.

أن ترفع الظلم عن زميل أو جار في ثورة، فأعداء القيم الانتهازيين لا يعيشون إلا في مجتمع يسوده الظلم والتفرقة، فلا يمكن لهؤلاء أن يستفيدوا من مجتمع إلا بالتفرقة بين أبنائه، وما من أداة أفضل لهم في ذلك إلا بإشاعة الظلم، فإن كانوا يستطيعون ذلك في دوائر تحكمهم، فلا تصنعها أن في دوائر تحكمك، فابدأ بنشر العدل في بيتك ينتشر العدل في المجتمع.

تعليمك تلاميذك ومرؤوسيك وزملاءك أمجاد أجدادنا فهي ثورة.. تفشل الأمم وتخور عندما تستهين بأمجادها وتاريخها، فما رأيت يوما احتلالا ولا كارها لشعب إلا وعمد إلى تزوير تاريخ هذا الشعب الذي يكره أو يريد أن يستغل، فعلم أبناءك وتلاميذك ومرؤوسيك وكل من تملك عليهم كلمة أمجاد أجدادك واجعلهم يتأسون بها.

عليك أن تقبل الرأي الآخر ولو كان مرجوحا فما أتيت ثورة يناير إلا بالشقاق وتزكية الخلاف وبث الكراهية من ورائهما، فعلينا أن نسمع بعضنا بعضا حتى تتألف القلوب وتعود ثورتنا التي ما كنا نريد منها إلا أن توضع هذه البلاد في المكانة التي يجب أن تكون فيها
توعية جيرانك بمخاطر الفساد وضرورة محاربته فهي ثورة، كلّم محيطك عن أضرار الفساد وكيف أنه سوسة تنخر في أي مجتمع حتى تجعله قاعا صفصفا وهو المراد لأي مستغل ولكل مصاصي دماء الناس، وانصحهم بألا يخالطوا الفاسدين ولا ينصاعوا أو يكونوا لهم أداة.

احترامك لمواعيدك وتربية أبنائك على احترامها فهي ثورة، نهضت الأمم باحترام الوقت وتقديره، فبه تضبط الأعمال وبه تبنى المعاني قبل المباني، وبه يقدر الإنسان أو يهان، فما عمر الإنسان إلا دقائق تعد، إما له أو عليه، والحصيف من يأخذ من تلك الدقائق لبنات يبني بها مجد بلاده، وإن هو فعل فقد قدم لتلك الثورة ما حيل بين الثوار وهدفهم.

تقديرك للرأي الآخر ولو مرجوح فهي ثورة، وأخيرا عليك أن تقبل الرأي الآخر ولو كان مرجوحا فما أتيت ثورة يناير إلا بالشقاق وتزكية الخلاف وبث الكراهية من ورائهما، فعلينا أن نسمع بعضنا بعضا حتى تتألف القلوب وتعود ثورتنا التي ما كنا نريد منها إلا أن توضع هذه البلاد في المكانة التي يجب أن تكون فيها، فهي تستحق وشعبها يستحق والأمة من ورائهما تستحق، فإن نهضت مصر نهضت الأمة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة الفساد مصر مصر الإصلاح الفساد الثورة 25 يناير مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي: ثورة 30 يونيو حفظت لمصر مكانتها.. ومهدت لمرحلة جديدة من البناء والاستقرار

هنأ البرلمان العربي، جمهورية مصر العربية، بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحكومة وبرلمان وشعب مصر، بمناسبة حلول ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، والتى حفظت لمصر مكانتها العربية والإقليمية والدولية، وأعادتها إلى مكانتها التى تستحقها باعتبارها رمانة ميزان المنطقة.

وقال البرلمان العربي بهذه المناسبة إن ثورة الثلاثين من يونيو أثبتت للعالم أجمع مدى وعى أبناء الشعب المصرى بكل طوائفه، وأظهرت المعدن الأصيل لهذا الشعب وحرصه على تماسك دولته من خلال تلاحمه مع جيشه الوطني العظيم للعبور ببلادهم إلى مرحلة من الأمان والاستقرار بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.

وأشاد البرلمان العربي بالإنجازات التى ترتبت على هذه الثورة الخالدة، والتى مهدت لطفرة غير مسبوقة فى مسيرة البناء والتعمير وساهمت فى بناء مرحلة جديدة من الاستقرار فى ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل تحقيق التنمية المنشودة ومواجهة كل التحديات.

وأشار البرلمان العربى بأن هذه الثورة الخالدة أصبحت علامة فارقة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية، حيث ساهمت بشكل كبير فى إنقاذ مصر والمنطقة برمتها من الفوضى والانهيار، خاصةً فى ظل الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى خدمة القضايا العربية وجهودها لتعزيز التضامن العربي على كافة الأصعدة، داعيًا الله أن يديم على مصر وشعبها وجيشها العظيم نعمة الأمن والأمان والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • ثورة ٣٠يونيو عمادها شعبها
  • في ذكرى النكسة المزدوجة.. 30 يونيو و3 يوليو 2013
  • تهامة المنسية: بين الظلم التاريخي والاستبعاد السياسي إلى متى يتم تغييب تهامة ؟
  • أستاذ تاريخ: ثورة 30 يونيو كانت مفصلية في التاريخ المصري العظيم
  • أستاذ تاريخ: 30 يونيو ثورة مفصلية في التاريخ المصري العظيم
  • بالموسيقى والفنون التشكيلية.. "قصور الثقافة" تحتفل بذكرى 30 يونيو بالمحلة
  • مفهوم الثورة وأهدافها في احتفالات 30 يونيو بثقافة المنيا
  • البرلمان العربي: ثورة 30 يونيو حفظت مكانة مصر عربيا ودوليا ومهدت لمرحلة البناء والاستقرار
  • «السفيرة عزيزة» يهنئ المصريين بذكرى 30 يونيو: أعظم يوم في تاريخنا المعاصر
  • البرلمان العربي: ثورة 30 يونيو حفظت لمصر مكانتها.. ومهدت لمرحلة جديدة من البناء والاستقرار