قبل 72 عامًا، وتحديدًا فى 25 يناير من عام 1952 سطرت الشرطة المصرية واحدة من الملاحم الفاصلة فى تاريخها وتاريخ مصر كله، حيث تصدت ببسالة منقطعة النظير لقوات الاحتلال البريطاني، ورفضت تسليم أسلحتها وتسليم مدينة الإسماعيلية للمحتل، ودارت معركة بين قوات الشرطة بأسلحتها الخفيفة وقوات الاحتلال بأسلحتها الثقيلة ليسقط من قوات الشرطة المصرية 56 شهيدًا و73 جريحًا، وهو ما مهد الطريق أمام ثورة 23 يوليو فى نفس العام، ويتحول يوم 25 يناير من كل عام إلى عيد للشرطة المصرية، حيث سيذكر التاريخ بكل الفخر بطولات وتضحيات هيئة الشرطة فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن ومواجهة الجرائم بأنواعها، وعلى مدى السنوات اللاحقة قدمت الشرطة آلاف الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وهم يتصدون لقوى الجريمة الإرهابية والجنائية دفاعًا عن أمن الوطن، وما زالوا على العهد ويمين الولاء، بدعم وتلاحم مع قواتنا المسلحة الباسلة.

القدماء المصريين أول من عرفوا نظام الشرطة واستخدموا السفن النهرية لحماية القوافل التجارية وضمان سلامتها كما اخترعوا الأسلحة والسيوف التي كانت تستخدم فى تسليح رجال الأمن.

يرجع أصول تأسيس الشرطة المصرية إلى آلاف الأعوام والأحقاب التاريخية، فالمتتبع لتاريخ جهاز الشرطة المصرية منذ قدم التاريخ يجد أن وجوده سابقاً لوجود الدولة نفسها وبالتطلع إلى النقوش الموجودة على جدران المعابد والقصور والبرديات التي عثر عليها وجد أفراد يُوكل إليهم أعمال الشرطة.

ففى العصر القديم كان هناك تقسيم محكم لجهاز الشرطة، فكان هناك الشرطة المحلية، وشرطة المعابد، وشرطة حراسة المقابر، والشرطة النهرية، و وشرطة للمناجم والمحاجر، وشرطة شرطة لجمع الضرائب وضبط الأسواق، وشرطة لحراسة فرعون، و شرطة لمراقبة حكام الأقاليم لضمان تأييدهم لفرعون.

يكشف لنا التاريخ النقاب عن نموذج للتعامل الراقى منذ القدم للشرطة مع المواطنيين فى عهد " الملك رمسيس الثالث"، فعندما قامت أعداد غفيرة من العمال بتنظيم اضطرابات واعتصامات وطالبوا من رئيس الشرطة الإنصات لهم، إستمع إلى مطالبهم ووقف إلى صفهم ورفع شكواهم للملك وسعى لصرف أجورهم المتأخرة. واعتنى المصريون القدماء بنظام حماية الدروب والشوارع والطرقات والمقابر.

إن أقدم جهاز شرطة فى التاريخ كان مصريًا، وكان اختيار رئيس الشرطة يعتمد على الذكاء وسعة الأفق والخلق الحسن من بين الضباط ممن يحملون رتبة "حامل العلم" فى حرس الملك، وكان هناك رئيس لشرطة العاصمة والمدن الكبرى لوجود عمال نحت وتزيين المقابر وكانت لشرطة مدينة قفط جنوب مصر مكانة هامة لأنها تقع على طريق جلب الذهب من وادي الحمامات وكانت هناك سلطة كبيرة ونفوذ لرئيس الشرطة الصحراء التى تقوم بتعقب الفارين إلى الواحات وحماية عمال قطع الحجار وكان رئيس شرطة الصحراء تحت الإشراف المباشر للوزير وذلك طبقا لما جاء في كتاب "تاريخ أنظمة الشرطة فى مصر" للدكتور ناصر الأنصاري.

فى تلك الفترة كان علم الشرطة مرسوم عليه صورة غزال في طيبة أو درع مستطيل الشكل مرسوم عليه الملك يضرب عدواً له وكانت علاقة الشرطة بالشعب تعتمد على الصداقة، كما جاء في نصيحة الحكيم "آني" لابنه وهى "اتخذ من شرطى شارعك صديقاً لك ولا تجعله يثور عليك" وكانت أجهزة الشرطة تتكون من الشرطة المحلية لحفظ النظام فى المدن الكبرى مثل منف وطيبة وتل العمارنة والصحراء والحرس الملكى وكان يشرف عليه الوزير وتضم كذلك شرطة المعابد وكانت مخصصة لحفظ النظام داخلها وشرطة المقابر لحفظ وحماية ما تحويه من كنوز وشرطة أمن الدولة لكشف المؤامرات ورصد أعمال حكام الأقاليم وكان يوجد ما يسمى بالشرطة النهرية لتوفير الأمن للتجارة عبر نهر النيل.

وفي عصر أمنحوتب الثالث انتشرت القرصنة فى حوض البحر المتوسط فعيّن الملك حراسة للسواحل المصرية وشرطة المناجم والمحاجر وكانت توكل للشرطة مهام أخرى مثل المعاونة في جمع الضرائب ومراقبة ضبط المكاييل والأوزان والخبز ومنع الغش.

ومن المهام التي أوكلت للشرطة في تلك الفترة هى حماية الأراضى الزراعية وحرس الحدود والمهام الخاصة والحراسات الخاصة والشرطة النهرية وشرطة تنفيذ الأحكام واقتفى الرومان أثر البطالمة فى أول الأمر ثم لجأوا لنظام مزدوج يضم رجال شرطة مدنيين لحفظ الأمن والنظام يتم تعيينهم من أهالي المنطقة ويضم أيضاً رجال الجيش وكان رجال الشرطة فى تلك الفترة من المتطوعين.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الشرطة المصریة شرطة فى

إقرأ أيضاً:

في لفتة إنسانية.. الشرطة تعيد شخصا مصابا بالتوحد لوالدته بـ عين ‏شمس

كشفت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية ملابسات ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تغيب أحد الأشخاص يحمل جنسية إحدى الدول بالقاهرة، ونجحت في العثور عليه وإعادته لوالدته.

كانت قد رصدت أجهزة وزارة الداخلية ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تغيب أحد الأشخاص يحمل جنسية إحدى الدول، بالقاهرة.

بالفحص تبين ورود بلاغ لقسم شرطة عين شمس بمديرية أمن القاهرة من إحدى السيدات تحمل جنسية إحدى الدول، مقيمة بدائرة القسم، بغياب نجلها يعاني من مرض التوحد عقب خروجه من مسكنهما.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من العثور على المبلغ بغيابه بدائرة قسم شرطة النزهة، وتم تسليمه لوالدته عقب أخذ التعهد اللازم عليها بحسن رعايته، وتقدمت بالشكر لرجال الشرطة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

اقرأ أيضاًقبل عمرة رمضان.. الداخلية تداهم 4 شركات سياحة غير مرخصة آخر 24 ساعة

تأجيل محاكمة المتهم بقتل «صاحب قهوة أسوان» لجلسة الغد

وزير العدل الصومالي يؤكد حرص بلاده على تعزيز التعاون القضائي مع مصر

مقالات مشابهة

  • مطالبات بتأجيل تطبيق نظام البكالوريا المصرية
  • هدية من “أم الإمارات” إلى الشعب الفلسطيني .. وصول سفينة المساعدات الإماراتية السادسة لميناء العريش وصلت اليوم سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”
  • "البكالوريا المصرية والثانوية العامة.. هل يمكن التوفيق بين النظامين دون تعقيدات؟.. خبير يجيب
  • شرطة المرور تُحيي ذكرى الشهيد القائد والرئيس الصماد
  • «عفاريت الأمراض».. كيف عالج المصريون القدماء مرضاهم بـ السحر والتعاويذ؟ دراسة علمية تكشف التفاصيل
  • الشرطة تمنع كارثة كاد أن يتسبب فيها نجل مايكل جوردان على سكة حديد
  • مطرب المهرجانات مسلم في قسم الشرطة .. لهذا السبب
  • في ذكرى وفاتها.. نادية لطفي أيقونة السينما المصرية التي لا تغيب (بروفايل)
  • اعتقال شرطي مزيّف أرهب السكان في بريطانيا
  • في لفتة إنسانية.. الشرطة تعيد شخصا مصابا بالتوحد لوالدته بـ عين ‏شمس