جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@09:40:10 GMT

مستقبل الصهاينة وأذنابهم بعد نتنياهو

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

مستقبل الصهاينة وأذنابهم بعد نتنياهو

 

علي بن سالم كفيتان

دارت حوارات وصفت بالجادة بين أوساط النخب السياسية الغربية ومن والاهم من عالمنا عن مستقبل غزة بعد حماس، وخاضوا حتى في التفاصيل عمّن سوف يحكم القطاع بعد مسحه من الوجود وتشريد أهله وقتل قيادات المقاومة الفلسطينية وتسابق المتصهينين لتقديم خدماتهم.

منهم من طرح خدماته الأمنية متزلفًا للكيان بأنه سيكون الحصن الحصين والدرع المتين لحماية بني صهيون، ويضمن عدم تكرار ما حصل في 7 أكتوبر 2023، وآخرون تكفلوا بإعادة إعمار القطاع بعدما هدمه المجرمون على رؤوس ساكنيه، والبعض صار يعمق السراديب ويقطع الأنفاق ويرفع علو الأسوار والمتاريس، لمنع حتى نسمة الهواء من الدخول إلى غزة، ولو استطاعوا جميعهم لوقفوا في طابور لتقديم الخدمات للسيدة أمريكا، في انكسار وذل وهوان لم تشهده الأمة منذ زمن بعيد، لكن المفارقة اليوم أن العالم بات يتحدث بشكل مغاير عن مستقبل الصهاينة وأذنابهم في المنطقة بعد رحيل بنيامين نتنياهو وعصابته المجرمة.

كل حساباتهم ذهبت أدراج الرياح مع إصرار نتنياهو على نحر جيشه حتى آخر جندي داخل خان يونس الصامدة، ولا زلت أذكر هنا مقولة سيدة عربية أصيلة من جبال ظفار أيام حرب احتلال العراق حين وفد للدار مجموعة من الناس إلى المجلس وكانت هي في الداخل تتابع الحرب عبر قنوات الجزيرة وتذرف الدموع على ما حدث في العراق، فقد قضت فيها سنين من عمرها مع العائلة عندما كان النضال العربي يولد من رحم بغداد، دخل عليها حفيدها إلى الغرفة، وقال: "رجال في المجلس"، فردت عليه بشكل فيه نبرة زجر قائلة: "الرجال في الفلوجة"، فأصبح مثلًا دارجًا يُتداول فيما بعد. وإذا قلنا اليوم "إن الرجال في غزة"، فستكون عبارة صادقة، لأن ما يحدث من بطولات في أرجاء غزة العزة، ملاحم سطّرها رجال مثل ليوث الغاب، باتوا يحصدون علوج بني صهيون عن قرب؛ فبعد أن كان الظفر بصهيوني من المستحيلات لتحصنه ومنعته وبُعده عن مرمى المجاهدين، أحضرتهم خطة السنوار إلى الساحة جهارًا نهارًا، فبات القصاص على أرض المعركة.

من كان يتوقع سقوط آلاف الصهاينة بين قتيل وجريح ومشرد وهارب؟ ومن كان يتوقع هجوم الجموع على الكنيست والمطالبة بعزل نتنياهو ومحاكمته؟ ومن كان يتوقع أن تكون إسرائيل مهددة بالإدانة ومن ثم وصمها بجريمة الإبادة الجماعية، على مرأى ومسمع من البشرية؟ ومن كان يتوقع نزوح 90% من الصهاينة إلى الملاجئ في حيفا (تل أبيب)، وتوزيعهم على الفنادق لأكثر من 100 يوم؟! ومن كان يتوقع الهجرة العكسية الكبيرة للصهاينة إلى أوروبا وأمريكا؟

لم يكن يتوقع أحدٌ حدوث ذلك قبل السابع من أكتوبر، ثم يأتي واحد "رأسه مربع"- كما يُقال- ويُقلل من قيمة هذا الحدث المفصلي في تاريخ النضال الفلسطيني، ويُقزِّم الحركة الجهادية ويضعها في قالب الأحزاب الإسلامية التي يُعاديها ويلاحق أبناءها بالحديد والنار ويوصمها بالتبعية لدول إقليمية استطاعت فرض أجندتها على المنطقة وقدمت المال والسلاح والتقنية للجهاد.

يا من راهنتُم على الخيار الخطأ وقزَّمتم أوطانكم وخذلتم شعوبكم ماذا أنتم فاعلون اليوم؟

لا شك أنكم في حيرة من أمركم، ولا شك أن مصيركم كمصير بايدن ونتنياهو، بعد أن اشتعلت المنطقة وباتت على شفا الفوضى التي تنشدها وتسعى لها أمريكا (الفوضى الخلاقة).

يقول البعض إن أكبر نعمة في هذه المواجهة هو غياب الوسطاء التقليديين الذين دأبوا على الانكسار والخنوع للصهاينة وترك المعركة لأصحابها، ليصنعوا واقعًا جديدًا. واليوم بتنا نؤمن أن النصر الذي يُسطِّره المجاهدون في فلسطين ما كان ليحدث، لولا إرادة الله أولًا، ومن ثم غياب تدخل أيادي المعاهدين للكيان الصهيوني في الأمر، فرب ضارة نافعة. ما يحزنني السعي الحثيث من أنظمة عربية لتضميد جراح الصهاينة والبحث لهم عن مخارج من خيبتهم وهزيمتهم، في الوقت الذي تتهاوى فيه راياتهم الهشة ويموت حلمهم في فلسطين.

قبل الختام.. لاذ قلمي بطاولة فسيحة وبات يرقد وحيدًا على أطرافها وقد تجمدت قطرات الحبر داخل أنبوبته البيضاء، فأصبحت كذرات السكر الأزرق، في الوقت الذي يستجير فيه أصبعي من تكرار النقر على الحروف الميتة، وإصابتها بالخدر؛ فالدم لم يعد يزورها، وتقول لي "هذا يكفي".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حماس ردا على خطة ترامب: لن يتوقع أحد ما قد يجري

رد مصدر من حركة «حماس» داخل غزة على ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن سعيه للسيطرة على القطاع وتهجير سكانه، وقال إن الحركة الفلسطينية «ستكون لها كلمة قوية، وفعل أقوى في حال طبق ترمب أو حتى حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية مثل هذه الخطة».

اقرأ ايضاًهكذا تدرج ظهور زوجة أحمد الشرع الرئيس السوري.. من هي لطيفة الدروبي؟

وحذّر المصدر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من أن تلك الخطة «ستكون ارتداداتها كبيرة، وستشمل كل دول المنطقة، ولن يتوقع أحد ما قد يجري»، وفق تعبير المصدر.

وفرض تكرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تصريحاته بشأن عزمه على تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر أو الأردن، وتهديده بـ«السيطرة» على القطاع، تساؤلات عدة بشأن مدى قدرة الفلسطينيين وفصائلهم على مجابهة تلك المساعي في ظل الأوضاع المأساوية بالقطاع.

وقال ترمب للصحافيين، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء: «الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة» وأضاف: «سنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى... إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك، وسنسيطر عليها».

ولاقت تصريحات ترمب ردوداً منددة من السلطة الفلسطينية والفصائل بما فيها حركة «حماس» التي وصفت خطط الرئيس الأميركي بأنها «عدائية» للشعب الفلسطيني وقضيته ولن تخدم الاستقرار في المنطقة، داعيةً الإدارة الأمريكية إلى التراجع عنها.

«ليس سهلاً ولا مريحاً»

وشرحت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط» أن قياداتها تلقت تلك التصريحات بشكل منفرد لكن لم يتم التطرق لنقاشات واسعة بشأنها بعد، بسبب حداثتها.

لكن المصدر القريب من قيادة الحركة في قطاع غزة، قال إنه على الرغم من أن الحركة «اعتادت» تلقي مثل هذه التصريحات أخيراً؛ لكنها «في جانب تأخذها على محمل الجد لأنها تتم إعلامياً وعلى الملأ أمام العالم».

واستدرك المصدر أن «ما يميز (أجواء) تلك التصريحات هو الرفض العربي والإسلامي وحتى الدولي لها». شارحاً أن الحركة ترى «أن تطبيقها (أي خطة ترمب) على واقع الأرض ليس سهلاً، ولن يكون بالطريقة المريحة التي يتحدث بها ترمب أو غيره، ولذلك تبقى مجرد (حبر على ورق) لا قيمة لها»، وفق قول المصدر.

 

وذكّر المصدر، بأن «مخططات تهجير الفلسطينيين قائمة منذ عقود، ولم يفلح أحد في تطبيقها حتى تحت النار، وكما فشلت إسرائيل في فعل ذلك بحربها في قطاع غزة، فلن تفلح به أيضاً حكومة اليمين المتطرف، ومن يقف خلفها من إدارة ترمب أو أي قوة».

وأكد المصدر على ما جاء في بيان «حماس» الذي شدد على أنه «سيتم التعامل مع أي مخططات بهذا الشأن على أنه احتلال جديد سيواجه بالمقاومة والقوة اللازمة». كما قال المصدر.

«تأثيرات على الهدنة»

مصدر مسؤول آخر من حركة «حماس» خارج غزة قال لـ«الشرق الأوسط»، إن الحركة «ستنظر لأي خطوة تهدف لتهجير السكان بعدّها تصفية للقضية، ولذلك ستجابهها بطرق ووسائل عدة، منها عملياً على الأرض بمنع أي محاولات للتهجير، ودبلوماسياً بالتحرك مع كل الجهات العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لوقف هذا المخطط الخطير».

ولفت إلى أن «الولايات المتحدة عليها أن تعي أن أي خطوة بهذا الاتجاه سيكون لها تأثير على مجريات المرحلتين الثانية والثالثة من الهدنة، وأنه على إدارة ترمب أن تكون في موقف أفضل مما هي عليه الآن، وأن تضغط أكثر على حكومة بنيامين نتنياهو للمضي قدماً في الاتفاق، وليس العمل على تعكير صفوه من خلال مثل هذه المقترحات التي ستنسف كل شيء».

 

ويقول المصدر: «نحن سننتظر حتى آخر لحظة، ولن نستعجل اتخاذ أي إجراءات قبل أن نرى فيما إذا كانت هذه المخططات سترى النور ويتم تنفيذها، أم أنها ستبقى مجرد كلام لجس نبض الفلسطينيين والعالم العربي والإسلامي».

هل تُعجّل بالمصالحة؟

اقرأ ايضاًحماس تسلم قائمة بـ 25 أسيرا.. وتطورات في قضية "أربيل يهودا"

وعندما سألت «الشرق الأوسط»، المصدرين من «حماس» بشأن التحديات التي يطرحها ترمب على ملف المصالحة أو تخلي «حماس» عن حكم القطاع، توافق المصدران على أن «الحركة لا مانع لديها» وزاد أحدهما «لا نمانع أن تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية عن القطاع، ولكن كل ذلك يجب أن يكون وفق أسس وشراكة وطنية جامعة لكل الفصائل، وأن يكون أي قرار جماعي ضمن توافق».

ورأى المصدر أن «قضية اليوم التالي للحرب وحكم القطاع، يجب أن يكونا أيضاً ضمن توافق وطني فلسطيني، بعيداً عن محاولات الولايات المتحدة وإسرائيل التدخل في مستقبل الفلسطينيين».

وأفاد المصدر بأن «حماس» منخرطة بمفاوضات المرحلة الثانية للهدنة وذاهبة إلى «حوارات فلسطينية بالقاهرة مع حركة (فتح) بقلب وعقل منفتحين، وسنقدم كل مرونة من أجل تفويت الفرصة على الاحتلال وغيره».

Via SyndiGate.info


Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند حماس ردا على خطة ترامب: لن يتوقع أحد ما قد يجري دعاء المطر للميت أمي وأبي الكشف عن إعلان فيلم Jurassic World Rebirth بطولة سكارليت جوهانسون – موعد العرض هكذا تدرج ظهور زوجة أحمد الشرع الرئيس السوري.. من هي لطيفة الدروبي؟ موجة رفض عالمية واسعة النطاق ضد قرار ترامب بتهجير الفلسطينيين Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • اعلام العدو يكشف موعد تسليم قائمة الأسرى الصهاينة المقرر الإفراج عنهم غداً
  • عشرات المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • موقع عالمي يتوقع انخفاض الإنفاق الحكومي في العراق خلال 2025
  • كما فعل “الصهاينة الأوائل”.. الإعلام العبري يطرح “أسماء دول” تصلح لاستقبال المهجرين الغزيين 
  • حماس ردا على خطة ترامب: لن يتوقع أحد ما قد يجري
  • نتنياهو: ترامب يرى مستقبلًا مختلفاً لقطاع غزة
  • نتنياهو: إسرائيل اليوم أقوى من أي وقت مضى
  • مقاوم فلسطيني يقتحم معسكراً للاحتلال في الضفة ويقتل ويصيب عدداً من الضباط والجنود الصهاينة
  • بحماية قوات العدو.. قطعان المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • ترامب يلتقي نتنياهو اليوم لبحث تطورات الأوضاع بغزة والملف الإيراني