جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-20@04:23:56 GMT

مستقبل الصهاينة وأذنابهم بعد نتنياهو

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

مستقبل الصهاينة وأذنابهم بعد نتنياهو

 

علي بن سالم كفيتان

دارت حوارات وصفت بالجادة بين أوساط النخب السياسية الغربية ومن والاهم من عالمنا عن مستقبل غزة بعد حماس، وخاضوا حتى في التفاصيل عمّن سوف يحكم القطاع بعد مسحه من الوجود وتشريد أهله وقتل قيادات المقاومة الفلسطينية وتسابق المتصهينين لتقديم خدماتهم.

منهم من طرح خدماته الأمنية متزلفًا للكيان بأنه سيكون الحصن الحصين والدرع المتين لحماية بني صهيون، ويضمن عدم تكرار ما حصل في 7 أكتوبر 2023، وآخرون تكفلوا بإعادة إعمار القطاع بعدما هدمه المجرمون على رؤوس ساكنيه، والبعض صار يعمق السراديب ويقطع الأنفاق ويرفع علو الأسوار والمتاريس، لمنع حتى نسمة الهواء من الدخول إلى غزة، ولو استطاعوا جميعهم لوقفوا في طابور لتقديم الخدمات للسيدة أمريكا، في انكسار وذل وهوان لم تشهده الأمة منذ زمن بعيد، لكن المفارقة اليوم أن العالم بات يتحدث بشكل مغاير عن مستقبل الصهاينة وأذنابهم في المنطقة بعد رحيل بنيامين نتنياهو وعصابته المجرمة.

كل حساباتهم ذهبت أدراج الرياح مع إصرار نتنياهو على نحر جيشه حتى آخر جندي داخل خان يونس الصامدة، ولا زلت أذكر هنا مقولة سيدة عربية أصيلة من جبال ظفار أيام حرب احتلال العراق حين وفد للدار مجموعة من الناس إلى المجلس وكانت هي في الداخل تتابع الحرب عبر قنوات الجزيرة وتذرف الدموع على ما حدث في العراق، فقد قضت فيها سنين من عمرها مع العائلة عندما كان النضال العربي يولد من رحم بغداد، دخل عليها حفيدها إلى الغرفة، وقال: "رجال في المجلس"، فردت عليه بشكل فيه نبرة زجر قائلة: "الرجال في الفلوجة"، فأصبح مثلًا دارجًا يُتداول فيما بعد. وإذا قلنا اليوم "إن الرجال في غزة"، فستكون عبارة صادقة، لأن ما يحدث من بطولات في أرجاء غزة العزة، ملاحم سطّرها رجال مثل ليوث الغاب، باتوا يحصدون علوج بني صهيون عن قرب؛ فبعد أن كان الظفر بصهيوني من المستحيلات لتحصنه ومنعته وبُعده عن مرمى المجاهدين، أحضرتهم خطة السنوار إلى الساحة جهارًا نهارًا، فبات القصاص على أرض المعركة.

من كان يتوقع سقوط آلاف الصهاينة بين قتيل وجريح ومشرد وهارب؟ ومن كان يتوقع هجوم الجموع على الكنيست والمطالبة بعزل نتنياهو ومحاكمته؟ ومن كان يتوقع أن تكون إسرائيل مهددة بالإدانة ومن ثم وصمها بجريمة الإبادة الجماعية، على مرأى ومسمع من البشرية؟ ومن كان يتوقع نزوح 90% من الصهاينة إلى الملاجئ في حيفا (تل أبيب)، وتوزيعهم على الفنادق لأكثر من 100 يوم؟! ومن كان يتوقع الهجرة العكسية الكبيرة للصهاينة إلى أوروبا وأمريكا؟

لم يكن يتوقع أحدٌ حدوث ذلك قبل السابع من أكتوبر، ثم يأتي واحد "رأسه مربع"- كما يُقال- ويُقلل من قيمة هذا الحدث المفصلي في تاريخ النضال الفلسطيني، ويُقزِّم الحركة الجهادية ويضعها في قالب الأحزاب الإسلامية التي يُعاديها ويلاحق أبناءها بالحديد والنار ويوصمها بالتبعية لدول إقليمية استطاعت فرض أجندتها على المنطقة وقدمت المال والسلاح والتقنية للجهاد.

يا من راهنتُم على الخيار الخطأ وقزَّمتم أوطانكم وخذلتم شعوبكم ماذا أنتم فاعلون اليوم؟

لا شك أنكم في حيرة من أمركم، ولا شك أن مصيركم كمصير بايدن ونتنياهو، بعد أن اشتعلت المنطقة وباتت على شفا الفوضى التي تنشدها وتسعى لها أمريكا (الفوضى الخلاقة).

يقول البعض إن أكبر نعمة في هذه المواجهة هو غياب الوسطاء التقليديين الذين دأبوا على الانكسار والخنوع للصهاينة وترك المعركة لأصحابها، ليصنعوا واقعًا جديدًا. واليوم بتنا نؤمن أن النصر الذي يُسطِّره المجاهدون في فلسطين ما كان ليحدث، لولا إرادة الله أولًا، ومن ثم غياب تدخل أيادي المعاهدين للكيان الصهيوني في الأمر، فرب ضارة نافعة. ما يحزنني السعي الحثيث من أنظمة عربية لتضميد جراح الصهاينة والبحث لهم عن مخارج من خيبتهم وهزيمتهم، في الوقت الذي تتهاوى فيه راياتهم الهشة ويموت حلمهم في فلسطين.

قبل الختام.. لاذ قلمي بطاولة فسيحة وبات يرقد وحيدًا على أطرافها وقد تجمدت قطرات الحبر داخل أنبوبته البيضاء، فأصبحت كذرات السكر الأزرق، في الوقت الذي يستجير فيه أصبعي من تكرار النقر على الحروف الميتة، وإصابتها بالخدر؛ فالدم لم يعد يزورها، وتقول لي "هذا يكفي".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدرب بوتسوانا: لم يتوقع أحد تأهلنا لنهائيات أمم أفريقيا

قال مورينا راموريبولي المدير الفني لمنتخب بوتسوانا، أنه لعب مباراة منتخب مصر بحثاً عن تحقيق الفوز وضمان التأهل للكان.

مصطفى شوبير: فخور بمشاركتي مع منتخب مصر

وانتهت المباراة بالتعادل 1-1 في الجولة السادسة والأخيرة من مرحلة المجموعات لتصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب.

وقال راموريبولي في المؤتمر الصحفي عقب نهاية المباراة: "لعبنا من أجب تحقيق الفوز على مصر لكن الأهم اننا حافظنا على نقطة التأهل". 

وتابع: “  منتخب مصر لم تتاح له الكثير من الفرص كثيرة خلال المباراة، وسعيد بأداء فريقي طوال أحداث اللقاء ”.

وأضاف راموريبولي: “لم يتوقع أحد أننا سننجح في التأهل لأمم افريقيا،  ولكننا حقنا ذلك عن طريق الإيمان بقدراتنا ”.

وعلق مدرب بوتسوانا على غياب محمد صلاح قائلاً: "تعاملت مع منتخب مصر كفريق وليس كأفراد، ونحن لا نواجه لاعبًا بعينه".

مقالات مشابهة

  • مدرب بوتسوانا: لم يتوقع أحد تأهلنا لنهائيات أمم أفريقيا
  • موقع عالمي يتوقع نفوس العراق لعام 2025
  • الصهاينة يستبيحون سقطرى
  • تصريح أحمد بن مسحار المهيري الأمين العام للجنة العليا للتشريعات بمناسبة اليوم العالمي للطفل
  • شاهد | الزنداني يقول بأن الصهاينة يسعون لتحويل العداء نحو إيران والمسلمون الشيعة بدلًا عن اليهود والأمريكيين
  • حارس مرمى عمان يتوقع التعادل لمباراتهم أمام العراق: الفريقان مضغوطان (فيديو)
  • إعلام إسرائيلي: مشاورات نتنياهو اليوم تأتي بعد رفض مقترحات عقد صفقة المحتجزين
  • أكسيوس: نتنياهو سيعقد مساء اليوم نقاشا حول الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن في غزة
  • نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن التسوية في لبنان مساء اليوم
  • الفرح:سلطات السعودية تهيئ لسيطرة الصهاينة على الكعبة