ناصر أبوعون

روح تصعد إلى سماوات اليقين، وتقطف ثمار الإرادة من سدرة اليقين، وتتمترس خلف درع الوطن، وتعيد كتابة تاريخ القصيدة، وتعزف لحن الشموخ على قيثارة الوطن، وتستقطر عطر الحياة من وردة جبليّة تتفرّع شرايينها وتتشبث بوتين الحياة في قيعان الجبل الأخضر.

إنها الدكتورة سعيدة خاطر فصلٌ لا فاصلة في سِفْر الإبداع العُمانيّ؛ أثبت لها العاكفون على تأريخ المشهد الثقافيّ العربيّ الريادةَ والتفرّدَ وقصب السبق في "أدب الأطفال"؛ بل هي عمود خيمة الأنشطة النِّسْوِيّة الفاعلة على مدى رُبُع قرنِ ونيف، وصاحبة الصالون الأكثر تأثيرًا على الصعيد الخليجيّ والذي كسر أسيجة المكان، وحواجز الزمان، فاستقطب شخصيات عربيّة لها سِيرٌ إبداعيّة مشرّفة بدءًا من مرتفعات الأطلس غربا إلى جبال الحجر الشرقيّ في عُمان واليمن السعيد بأصالته، وطافت "بهم وبهن" ولايات سلطنة عُمان، واستنهضت في هذا التطواف المكوكيّ سيرة الآباء العُمانيين الأولين، الذين ولّى زمانهم، ولم تندثر آثارهم، وبقيت روائح زمنهم الجميل تضوع فكرًا وتهطل ثقافةً وتتخلّق من مكانز المناديس نورًا يبدِّد عتمة الجهالة التي ضرب السكوت عليها خيمته حينا من الدهر، ونفضت عن مسيرتهم الإبداعية غبار السنين، وبعثت الروح في سيرتهم الذاتية من تحت الركام الذي أهاله عليهم رافعو قميص التجديد على أسِنّة حرابٍ حاقدةٍ توشك أن تنغرس في صدر تراثنا العربي التليد، ثَقّفَ الغرب شفرتها ليذبحَ الشرقيُّ تاريخ أجداده، ويقوّض أركان دُوله وأوطانه بأيدٍ سمتها عربيٌّ، وقناعها تجديديّ سقوا ماء الحداثة تمرّدًا في كؤوس ظاهرها شفاءٌ للناس، وباطنها سُمٌّ زُعاف؛ ليتصدر الغربيّ وراعي البقر الأمريكيّ مشهد "نهاية التاريخ" الذي يحلم به المدعو "فوكوياما" ذو الرأس اليابانيّ والقلب الصهيونيّ والفكر الإقصائيّ.


 

صالون الدكتورة سعيدة خاطر لا يعيش في جلباب الباحثين عن بقعة ضوء، وإنما خرج عن المسارات المرسومة سلفًا للفعاليات الثقافية العربيّة التي تتزنّر بالبهرجة الترويجية، وتتأطر بأجندات دعائية خاوٍ وِفَاضُها تضع المسؤول عن الصالون في واجهة المشهد وهو في الحقيقة جالس على كرسيٍّ أكلت الأرضةُ قوائمه، ويوشك أن تذروه رياح اليقين فتمحو سِناجَ حروفه، وتبيّض أبجدية سطوره الزائفة.

ويبقى الشعر الوطنيّ علامة سيميائية لها حضورها ونورها الجوانيّ الصادق مع الدكتورة سعيدة خاطر شمسا في أبهى طلعتها، حتى إذا ما ألقت من أسورتها على صوره زادتها نصاعة، وفكّت عُجمة ألفاظه فأكسبتها رصانة، وعزفت على قيثارة روحه فاستنطقت جمال موسيقاه بداعةً.[(الشعرُ في عينيكِ روضٌ يعبقُ/ صدحتْ بلابلهُ وفاحَ الزنبقُ)،(يا حلوةَ الحلوات هل تتقبلي/ بوحَ الحروف ِعلى شفاهِك يورقُ) (وحدتكِ في العشق ِلا شركٌ فقد/ وحدتُ نبضة َخافقي إِذ يخفقُ) (شلالُ عشقك كلما طوقته/ يجري قصيداً هادراً يتدفقُ)].فإذا ما تأملنا البيت الثالث استقبلتنا (لا) النافية للجنس والوحدة (لا شِرْكٌ)؛ فقد وقفت على رأس التفعيلة قاطعةً وقطعية، لأنّ الخبر في هذا المحل فُضْلة ويُسْتدَلُّ عليه من السياق؛ لذا لم تأبه الشاعرة بذكره ومن ثَمّ فهو عَمَهٌ مقصودٌ من جانبها، تتقصّد به التحوّل عن رؤية أي وطنٍ آخر أو الانتباه إلى كائن آخر يشاركها العشقَ الخالص لِعُمان المتحد في نبض خافقها. ومن روائع التصوير الفني الذي جمع بين التجسيد والتشخيص في صورة واحدة (شلالُ عشقك كلما طوقته/ يجري قصيداً هادراً يتدفقُ)، وهو تصوير يَحَارُ فيه القاريء فلا يدري كيف يقبض على أحدهما لتداخلهما في نسيجِ صُورةٍ شعريّة جِدُّ مذهلة جمعت بين الاستعارة والمجاز والكناية في إهاب واحد ومتوسلة بالإزاحة اللغوية لتوليد معانٍ ثرَّةٍ ومباغتة.

وعودٌ على بدء.. تطل شمس الشعر مع الدكتورة سعيدة خاطر مضمخة بروحها البهية، ومتمصّرة بهيبة امرأة عُمانية كل صباح؛ فتنشر ضوءها خيوطا من ذهب يستضيء بها كورال من جِنّيات الشعر المصطفّة على طول الساحل العُمانيّ بامتداد 3165 كيلومترًا يعزفن "الكونشرتو الكبير" "Concerto Grosso"، الذي يتردّد صداه في متتاليات موسيقية من "الصولو"، تتقاطع مع دفقات من "السبرانو" المسكوب من حناجر وطنية خالصة في أرواح عُشّاق عُمان من أقصى الجنوب الشرقيّ على بحر العرب إلى عتبات المحيط الهنديّ، وصولا إلى بحر عُمان وانتهاءً عند رأس مسندم شمالًا، تصدحُ بسيمفونية حب لتستحث أصوات موسيقاه الصادحة على أحبال "التينور" هدير الطبول المنبعث من "رزحة تقليدية" توقظ أصداؤُها الجمالَ النائم على مضيق هرمز فتتسامر مع "تغرود" في مدخل الخليج تتراقص على نغماته عرائس بحر العرب.

فيالجمال نداء عُمان الوطن والحبيبة بالهمزة الخالية من الصّوت الممدود الدالة على الملاصقة والذوبان في الأنسجة فهي بِضعة من الشاعرة، حيث تتبدّى في الجزء صورة الكل، وكأنّ عُمان في كبريائها وشموخها طبعت صورتها في صفحة وجه الشاعرة فتداخل المنادَى والمنادِي واتحدا، وحلّت روح الوطن في المواطِنة سعيدة خاطر الوفيّة الحالمة عندما تنشدنا: [("أعُمان" من أغرى الشموسَ بمقلةٍ/ منكِ تشعُ وفيكِ تخبو وتغرقُ)/ ("أعُمان"يا قارورة َالعطر ِالنفيسِ/ ترفقي بقلوبِ من يتعشقوا)]. إنها (قارورة العطر) التي دلقتها الدكتورة سعيدة خاطر بعد أن جمعت قطراتها من سويداء قلبها ونثرتها على خارطة عُمان فهبّت رياح الصبا وتضوَّعَ العبير من بين أكمام وردها الجبليّ، واحتشدت ولايات السلطنة في "كورس" كبير على مسرح الوطن بامتداد خارطته، فسجّل التاريخ على جغرافيتها النابضة بالحياة ملاحم البطولة والفداء، ورسم على وجهها الصبوح رايات السلام والمحبة بأحرفٍ من شموخ، تعزف لحن الوفاء الخالد من أقصاها إلى أقصاها.[(يالاسمك غنتْ مروجُ حقولهِ/ طوراً تميسُ وتارةً تتأنقُ) (هل تدري "مسقطُ" كيف عُتقَ حسنُها/ ما كان عهدي بالجمال يعتقُ/ يتنفسُ التاريخُ في ردهاتِها) (وفمُ المفاخر ِبالبطولةِ يشرقُ بردٌ سلام ٌ للصديقِ وأهلِها)،(نارٌ لأطماع ِ الغزاة ِ تُحَرِّقُ)].

 

 

 

 

 

      

      

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مستوحى من الزهور.. جورجينا تطرح عطرها الجديد| لن تصدق ثمنه

تصدر اسم عارضة الأزياء الأرجنتينية جورجينا رودريجيز، صديقة أسطورة كرة القدم كريستيانو رونالدو، منصات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد أن أطلقت عطرها الجديد من قبل علامة تجارية سعودية شهيرة، إذ شهد حفل الحدث حضور عدد كبير نجوم الفن والموضة والسوشال ميديا من جميع أنحاء الوطن العربي. 

عطر جورجينا جورجينا رودريجيز تخطف الأنظار في حفل تدشين عطرها الجديد 

خطفت جورجينا رودريجيز الانظار لحظة وصولها حفل انطلاق عطرها الجديد من لافيرن، إذ طلت على الحاضرين بفستان ميدي ذو أكمام طويلة باللون الأسود مع حذاء باللون الذهبي، لتثبت أن البساطة والأناقة هي أساس كل شيء، ولكن الأمر الذي خطف قلوب الجماهير والحاضرين تواجد أطفالها إلى جانبها في الحفل، على الرغم من كونها سيدة أعمال إلا أنها لا تنسي أبدًا أنها أم فهي من الأمهات اللواتي يفضلن دومًا وجود أطفالهن في كل المناسبات، وهذه ليست المرة الأولى التي تصطحب أطفالها معها إلى حدث ما. 

 

سعر عطر جورجينا الجديد.. مستوحى من الزهور 

تساءل محبي وعشاق العطور، عن سعر عطر جورجينا رودريجيز الجديد، وهو واحد من أحدث ما أنتجت ماركة لافيرن للعطور النسائية، ووفقًا لما قاله البراند المصنع " الأنوثة في زجاجة"، فبحسب قولهم فهو عطر صُمم للأنثى التي عجز الشعراء عن وصفها، ورحلته تصميمه لم تكن صدفة، بل كان نتيجة رحلة من التخطيط والعمل تجاوزت عاماً بأكمله، تعاونت داليا ايزم مع جورجينا وصنعا أكثر من 740 عينة، وأخيرًا بعد الكثير من التجارب والمحاولات اختارت جورجينا التركيبة الساحرة في زجاجة عطر، لينطلق رحيقها جامعاً لكل أسرار الأنوثة في هذه الزجاجة المكونة من 75 مل. 

 

يأتي عطر جورجينا  في حقيبة بتصميم عصري مع باودر خاص، وزجاجة العطر على شكل جسد أنثى فالافتتاحية مكونة من الكشمش الأسود واليوسفي، وقلب الزجاجة من الياسمين والسوسن والكشمير وزهر البرتقال، وأخيرًا القاعدة من المسك.

عطر جورجينا 

ويبلغ سعر زجاجة عطر جورجينا الجديد، 152.17 ريال سعودي، أي ما يعادل بالمصري 1960 جنيه. 

 

وبعد ساعات قليلة من انطلاقه توافد الكثيرون على شراء هذا العطر الجديد الذي مرّ على، إذ لفتت شكل الزجاجة الفاخرة باللون الوردي الأنظار، والتي تأتي مرفقة في حقيبة كتب عليها اسم العلامة التجارية. 

وسرعان ما انهالت التعليقات الإيجابية للفتيات اللواتي جربن العطر والتي جاءت كالأتي، " جميل جدا والريحه هاديه وحلوه"، "العطر خيييييييال يهبل"، "يجنن يابنات انصحكم فيهه"، "طلبته ماندمت من جد ررروعه فخم والباكج مرتب ومعاه عينه وكيس لو حبيتي تهدينه بصراحه يفوزون والسعر مناسب جدا". 

عطر جورجينا 

مقالات مشابهة

  • محمد عبد الرحمن «توتا» يكشف أسرار بداياته الفنية
  • عضو بـ«النواب»: نصر أكتوبر سيظل علامة فارقة ونقطة مضيئة في الوطن العربي
  • العنود اليوسف: شكلي بقول لجورجينا تذكر الله طول الحفلة تناظر بعيوني .. صور
  • جامعة المنصورة تتصدر الجامعات في محو الأمية دورة يوليو
  • مفاجأة في سعر عطر جورجينا الجديد.. «غير متوقع»
  • إلهام شاهين من مهرجان المونودراما: "الوطن العربي لن يهدأ إلا بقيام الدولة الفلسطينية"
  • إلهام شاهين في افتتاح مهرجان المونودراما: «الوطن العربي لن يهدأ إلا بقيام دولة فلسطين»
  • مصادر للوفد: تفويض الشاعر أحمد سامى خاطر قائماً بأعمال رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي
  • علي الخواجة لـ "الفجر الفني": بسمة بوسيل أعجبت بأغنية "هبدأ أعيش" من الوهلة الأولى..شيرين هي صوت الوطن العربي بأكمله (حوار)
  • مستوحى من الزهور.. جورجينا تطرح عطرها الجديد| لن تصدق ثمنه