تواجه إسرائيل منعطفا حاسما في صراعها المستمر مع حماس، حيث تشهد البلاد أكثر أيامها دموية في ساحة المعركة في غزة، مما أدى إلى مقتل 24 جنديا من قوات الإحتلال الإسرائيلية في غضون 24 ساعة. 

ويثير هذا التطور المثير للقلق، وهو أعلى عدد يومي من القتلى منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر، جدلاً مكثفاً داخل إسرائيل بشأن مسار الحرب.

 

ورغم وقوع ثلاث إصابات أثناء الهجوم على معاقل حماس، فإن الظروف المحيطة بوفاة الجنود الـ 21 المتبقين، وجميعهم من وحدات الاحتياط، تثير قلقاً كبيراً بين الجمهور الإسرائيلي. وكان هؤلاء الجنود الذين تم نشرهم بالقرب من الحدود بين غزة وإسرائيل يستعدون لهدم المباني المرتبطة بهجمات حماس السابقة، ولكن الكمين أدى إلى تفجير المتفجرات قبل الأوان، مما أدى إلى وفاتهم المأساوية.

يثير هذا الحادث تساؤلات حرجة حول استراتيجية الجيش الإسرائيلي في تفكيك البنية التحتية لحماس، لا سيما بالنظر إلى الحالات السابقة التي فقد فيها جنود حياتهم بسبب المتفجرات المستخدمة في عمليات الهدم. يواجه الجيش الإسرائيلي الآن تحديات في التعامل مع شبكة الأنفاق الواسعة التي تستخدمها حماس، وتحقيق التوازن بين الحاجة إلى استمرار العمليات مع تزايد خطر وقوع حوادث في ساحة المعركة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن انتشار قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي في المناطق التي يعتقد أنها خالية من كتائب حماس. وعلى الرغم من تسريح العديد من جنود الاحتياط، إلا أن الجيش الإسرائيلي يظل يقظًا، ويتوقع تهديدات محتملة من حماس. ويشكل هذا الوجود العسكري المستمر في غزة وعلى طول الحدود الإسرائيلية خطر وقوع المزيد من الكمائن والإصابات.

وينشأ الآن تحول ملحوظ في المشاعر العامة، حيث يدعو ما يصل إلى نصف الإسرائيليين، وفقاً لبعض استطلاعات الرأي، إلى استكشاف احتمالات الهدنة أو وقف إطلاق النار طويل الأمد. تكتسب الاحتجاجات، التي تقودها عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس، زخماً متزايداً، مما يؤكد الحاجة إلى وقف إطلاق النار لتسهيل إطلاق سراح الرهائن الـ 136، الذين يفترض أن 29 منهم على الأقل ماتوا.

وتخرج عائلات الرهائن إلى الشوارع بمطالبها، مع الاحتجاجات الأخيرة خارج منزلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس وقيسارية. وتتهم بعض الفصائل نتنياهو بأن "يديه ملطختان بدماء الرهائن" مما يزيد الضغوط على رئيس الوزراء.

ويواجه نتنياهو تحديات داخلية داخل حكومته الحربية، حيث يسعى السياسيان المعارضان بيني غانتس وغادي آيزنكوت، وهما جزء من ائتلاف الطوارئ، إلى إجراء مناقشات حول اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الرهائن. علاوة على ذلك، تحث الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، الحليفتان الرئيسيتان لإسرائيل، نتنياهو على النظر في سياسة ما بعد الحرب التي تنطوي على الانسحاب من غزة ونقل السلطة إلى السلطة الفلسطينية، وهو ما قد يؤدي إلى حل الدولتين ــ وهو الاقتراح الذي يعارضه نتنياهو.

وفي هذا المشهد المعقد، يتعين على نتنياهو أن يتنقل بين مطالب شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين يصرون بإصرار على مواصلة الحرب ضد حماس. ومع تزايد الخسائر البشرية وتزايد الدعم الشعبي لوقف إطلاق النار، يواجه نتنياهو ضغوطا متزايدة لإعادة تقييم موقفه والنظر في الحلول الدبلوماسية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

إيهود باراك: نتنياهو يبيع الأكاذيب للأمريكيين.. ومقترحات ويتكوف إشكالية كبيرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو بأن كل ما يفعله هو للحفاظ على ائتلافه واستمراره، وأنه يبيع الأكاذيب للأمريكيين ويستغل عدم فهمهم العميق لواقع الحال في المنطقة وانشغالهم بقضية أوكرانيا.

وقال باراك، خلال حوار مع الإذاعة العبرية العامة، صباح اليوم الأحد: "لو كنا نعيش في عالم مثالي، لكانت مقترحات (المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف) ممتازة، أما ونحن نعيش في أرض الواقع، فإنها تنطوي على إشكالية كبيرة"، مشددًا من جديد على أن الأولوية الأولى ينبغي أن تكون لاستعادة كل الرهائن دفعة واحدة، وفقا لما نقلته وكالة سما الفلسطينية.

وحذر باراك من أن "استمرار هذا النقاش حول الصفقة يعني حكمًا بالإعدام عليهم، واستنساخ عشرات من قصة ملاح الجو الإسرائيلي المفقود في لبنان منذ أربعة عقود، رون أراد. لا صلاحية أخلاقية للحكومة لفعل ذلك، ولا لحرب جديدة، خاصة بحرب تقتل بقية الرهائن".

ويعتقد باراك، وهو خصم لدود لنتنياهو منذ سنوات، أن الحرب لن تتجدد على غزة لأسباب أخرى لدى نتنياهو – الذي يرغب في التفرغ لتمرير مشروع قانون الموازنة العامة، الذي يعني عدم المصادقة عليه سقوطًا فوريًا لحكومته.

كما انتقد باراك ويتكوف، قائلًا: "ويتكوف مشغول بأوكرانيا، وإنه يشكّك في قدراته على فهم حقيقة الواقع، ويخشى أن ينجح نتنياهو بالتغرير به، وبالتالي نسج وهم وصورة مزورة لديه وهو يتعامل مع الشرق الأوسط".

وأكد باراك أن "إهمال المخطوفين كارثة يتحمل مسؤوليتها نتنياهو ودرمر، فإنقاذ الحكومة والبقاء في الحكم هو الأساس لديهما"، ويعتقد أنه على إسرائيل الدخول في مداولات تعيد المحتجزين فورًا.

كما زعم أن حركة حماس لن تكون موجودة، ليس بالجهد العسكري، بل بطرح سياسي لليوم التالي، باستبدالها بجهة أخرى.

وقال: "لن تنجح الحكومة عسكريًا بفعل ما فشلت في تحقيقه حتى الآن طيلة عام وربع العام. مقاتلة حماس عسكريًا حتى تدمير آخر جندي فيها هذا وهم".

وأضاف: "كنا في جباليا أربع مرات، ولن يحدث شيء جوهري في المرة الخامسة، بل ستقتل العمليات العسكرية الرهائن، وسيُقتل المزيد من الجنود، وسنعود إلى نقطة الصفر. الحرب ستقتل الرهائن، ورأينا أن مثل ذلك قد حدث… وهذا علاوة على مكانة إسرائيل في العالم وتهديد اتفاقات إبراهام".

ورأى باراك أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لا يتعامل مع خطة التهجير بجدية، ولا يرى واقعنا المركب".

مقالات مشابهة

  • يديعوت احرونوت: استقالة رئيس شعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي
  • نتنياهو يتوعد .. نستعد للمراحل المقبلة من الحرب
  • عاجل. نتنياهو يهدد حماس بـ "تبعات لا يمكن احتمالها" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • أسير إسرائيلي يطالب نتنياهو يإعادة جميع الرهائن بشكل عاجل
  • آلاف الإسرائيليين يطالبون نتنياهو باستمرار وقف إطلاق النار بغزة لإطلاق الرهائن
  • نتنياهو: أوقفنا إدخال المساعدات إلى غزة وحماس لم تلتزم بوقف إطلاق النار
  • إيهود باراك: نتنياهو يبيع الأكاذيب للأمريكيين.. ومقترحات ويتكوف إشكالية كبيرة
  • ايهود باراك يتهم نتنياهو ببيع الأكاذيب للأمريكان
  • رئيس حزب إسرائيلي معارض: نتنياهو يتهرب من مفاوضات المرحلة الثانية