لجريدة عمان:
2025-03-10@07:21:21 GMT

نوافذ :رسالة إلى وزيرة التنمية الاجتماعية

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

في تاريخ مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي ثمة الكثير من الكوارث والتجاوزات التي لا يمكن نسيانها، والتي أسهمت بشكل مباشر في تأخّر الوعي العربي عن الكثير من القضايا الأساسية، وتكريس الرؤية الأحادية التي تعالج التحديات -إنْ فعلت ذلك- من زاوية شخصية وضيقة لا يمكن فصلها عن المصالح الفردية والفئوية.

ويذكر المشتغلون في مؤسسات المجتمع المدني عندما تمسك كاتب عربي برئاسة اتحاد الكتاب العرب لمدة ربع قرن، وبُذل جهد كبير لإزاحته من على كرسيه وصل إلى حد التصويت على تعديل النظام الداخلي للاتحاد لمنع ترشحه مرة أخرى.

ولا يختلف الأمر كثيرا في «بعض» مؤسسات المجتمع المدني في سلطنة عمان؛ إذ إنها لا تخلو من هذه الممارسات التي يحلو للبعض تسميتها بغواية «التشبث بالكرسي»؛ ولذلك يبقى بعض أعضاء مجالس إدارات الجمعيات لمدة تصل إلى عقدين من الزمن دون إنجازات يمكن أن تحقق الحد الأدنى من الطموحات، دع عنك الحديث عن الإنجازات الخارقة. ونذكر كيف قام أحد أعضاء جمعية مدنية عمانية بإغلاق مقر الجمعية بالمفتاح بعد أن حلت الوزارة مجلس إدارة تلك الجمعية.

ومع بدء حمى الانتخابات في جمعيات المجتمع المدني فإن صوت أعضاء هذه الجمعيات يعلو كثيرا مطالبا وزارة التنمية الاجتماعية بالتدخل لوقف الاحتكار الممنهج من بعض الأسماء على إدارة الجمعيات. وإذا كان قانون الجمعيات المنتظر قد يعالج هذا الأمر كما صرحت ذات يوم وزيرة التنمية الاجتماعية فليس أقل من إصدار تعديل عاجل على النظام الحالي يمنع من كان عضوا في مجلس إدارة أي جمعية مجتمع مدني لدورتين متتاليتين من الترشح لانتخابات الدورة التالية إلا بعد مرور عامين على الأقل.

على أن عمل جمعيات المجتمع المدني وخصوصا الجمعيات المهنية يحتاج إلى إعادة هيكلة ومراجعة كاملة وإخضاع الجمعيات إلى حوكمة دقيقة، وبناء منظومة قياس لأدائها، وإلى أي مدى تقوم بخدمة المهنة التي تمثلها كما هو الحال مع جمعية الصحفيين وجمعية المسرحيين وجمعية السينمائيين.. إلخ.. أما ترك الأمور على النحو الذي هي عليه الآن فلا يبشر بأن هذه الجمعيات يمكن أن تتقدم نحو الأمام أبدا، بل إن بعض الجمعيات لم تعد جاذبة لأصحابها الذين باتوا يتندرون عليها بمسميات تكشف عن توجهاتها كما هو الحال مع تغيير اسم إحدى الجمعيات المهمة والأساسية في البلد من اسمها الحقيقي إلى «جمعية المسافرين»! وحتى لو كان هذا التندر مبالغا فيه إلا أنه يكشف عن حالة تحتاج إلى متابعة وإصلاح، وأن هذه الجمعيات أخذت مسارا غير المسار الذي أشهرت من أجله.

وإذا كانت دعوة مراجعة القانون مهمة وملحة فإن الدعوة الأكثر إلحاحا في هذا التوقيت والتي لا تحتمل أي تأجيل هي الدعوة إلى أن تقوم الوزارة بتنظيم العملية الانتخابية في الجمعيات أو أن تعهدها إلى أي جهة معنية تأخذ طابع الحياد. فلا يعقل وفق أي منطق أن يقوم مجلس إدارة جمعية من الجمعيات أعاد ترشيح نفسه أن يقوم هو بتنظيم الانتخابات، فيقر ما يراه مناسبا له ويمنع ما دون ذلك، وهذا قائم الآن وأمام الجميع ولعل الكثير من الشكاوى وصلت إلى وزارة التنمية الاجتماعية.

كما أن تحويل العملية الانتخابية إلى عملية تتم بنظام التفويض دون سند قانوني معتمد «كالوكالة الشرعية» أمر غير قانوني ولا يفترض أن يتم الاعتداد به أبدا، لأنه يضرب مصداقية الانتخابات.

وتقوم القوائم المترشحة للانتخابات الآن بزيارة المحافظات، والمؤسسات، وجمع تفويضات من أعضاء الجمعية، وكأن التفويض هو الأساس وحضور الانتخابات هو الاستثناء. والتفويض عبارة عن ورقة بيضاء مكتوب عليها أنّ فلانا الفلاني يفوض فلانا الفلاني للقيام بالترشيح نيابة عنه في انتخابات الجمعية، دون أن يكون هناك توثيق قانوني لهذا التفويض، الأمر الذي يجعل التلاعب بمثل هذه التفويضات ممكنا جدا.. وهناك حيل كثيرة تتبع في مثل هذا الأمر لا مجال لذكرها هنا.

على أن منع هذا الأمر بيد وزارة التنمية الاجتماعية عبر إصدار تعميم يمنع التفويضات في العملية الانتخابية، اللهم إلا إن كان التفويض عبر وكالة شرعية تصدرها جهة قضائية كما هو معمول به في جميع مؤسسات الدولة.

وإذا كانت تنمية مؤسسات المجتمع المدني ضمن أولويات رؤية عمان 2040 فإن التدخل السريع لإصلاحها أمر لا يحتمل التأجيل.. وعلى الجمعيات المهنية أن تعود لأصحابها من أبناء المهنة لتخدم مهنتهم وتناقش قضاياهم لا أن تكون وسيلة لتحقيق أهداف شخصية لم يعد من الممكن إخفاؤها.

عاصم الشيدي رئيس تحرير جريدة عمان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مؤسسات المجتمع المدنی التنمیة الاجتماعیة

إقرأ أيضاً:

محافظ قنا يتفقد المركز الطبي للجمعية الشرعية بقوص ويشيد بدور المجتمع المدني

تفقد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، المركز الطبي التابع للجمعية الشرعية بمدينة قوص، لمتابعة سير العمل والوقوف على مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، وذلك في إطار تعزيز المشاركة المجتمعية بين الجهات التنفيذية ومنظمات المجتمع المدني.

رافقه خلال الجولة الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء حسام حمودة، السكرتير العام للمحافظة، وحسين الزمقان، رئيس مركز ومدينة قوص، والدكتورة سمر عاطف، وكيل مديرية الصحة، والدكتور محمد علي الكريوني، رئيس مجلس إدارة الجمعية الشرعية، والدكتور شريف رشدي، نائب رئيس مجلس الإدارة.

واستمع محافظ قنا إلى شرح من رئيس مجلس إدارة الجمعية حول مكونات المركز الطبي والخدمات التي يقدمها، موضحًا أن المركز يتكون من خمسة طوابق تشمل مختلف التخصصات الطبية والإدارية، ومن بينها قسم الحضّانات المخصص لرعاية الأطفال المبتسرين، والذي يضم 25 حضّانة، و7 أجهزة تنفس صناعي، و17 جهاز تنفس لا اختراقي، و10 سرائر صفراء، و10 أجهزة فلو مستر، و10 أجهزة منظم شفط، بالإضافة إلى جهاز أشعة متنقل وجهاز قياس غازات الدم، مما يجعله أحد المراكز الطبية المتميزة في تقديم الرعاية الطبية للأطفال حديثي الولادة.

وخلال زيارته لقسم الحضّانات، أكد محافظ قنا أهمية الدور الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني في تنفيذ مشروعات تنموية تسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، مشيدًا بجهود الجمعية في دعم القطاع الطبي بالمحافظة، كما اطمأن على سير العمل بالقسم، الذي يعمل على مدار الساعة بنظام الورديات، ويضم فريقًا من الأطباء المدربين والمؤهلين لتقديم الرعاية الطبية للأطفال المبتسرين.

من جانبهم، أعرب الطاقم الطبي بالمستشفى وأعضاء مجلس إدارة الجمعية عن سعادتهم بزيارة المحافظ، مشيرين إلى تأثيرها الإيجابي في دعم جهودهم لمواصلة تقديم الخدمات الطبية لأهالي المنطقة، كما أشادوا بتفاعل المحافظ واستماعه إلى مطالبهم وحرصه على متابعة المشروعات الخدمية بالمحافظة.

مقالات مشابهة

  • محافظ قنا يتفقد المركز الطبي للجمعية الشرعية بقوص ويشيد بدور المجتمع المدني
  • وزيرة التنمية المحلية تزور مقر بنك الطعام المصري وتتابع عمليات تعبئة وتغليف الوجبات الساخنة
  • وزيرة التنمية المحلية تزور مقر بنك الطعام المصري
  • التنمية الاجتماعية تنظّم حلقة تخصصية للغة الإشارة
  • محافظ القاهرة: المجتمع المدني والأحزاب شركاء في التنمية
  • محافظ القاهرة: المجتمع المدني والأحزاب باعتبارهم شركاء في التنمية
  • وزيرة التنمية: تنفيذ 48 حملة تفتيش على 12 محافظة
  • وزيرة التنمية المحلية تتابع جهود قطاع التفتيش وتقويم الأداء خلال فبراير 2025
  • حاتم باشات: إعادة المختطفين من السودان رسالة بعدم تخلي مصر عن أبنائها
  • وزيرة التنمية المحلية تعلن ترشيح محافظتي الجيزة والمنوفية لعضوية "اليونسكو" للمدن الإبداعية