موقع النيلين:
2025-02-09@03:22:36 GMT

الماركسية.. كيف تم استثمارها؟

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT


على الرغم من أن التيار الذي يطلق على نفسه «الماركسي»، لعب دوراً غير قليل في الحياة السياسية العربية، لاسيّما في عقود الخمسينات والستينات والسبعينات، إلّا أن إنتاجه المعرفي، لا يكاد يذكر قياساً بالنشاط السياسي وباستثناءات محدودة.

وقد واجهت «الماركسية العربية»، وماركس بالذات، نوعين من الإساءة والتشويه عن عمد أو دون قصد بسبب الجهل وعدم المعرفة، والجهل قسمان: إما من الأعداء والخصوم، حيث جرى أبلسة ماركس، ونُسبت إليه الكثير من المواقف لتشويهه لدرجة التأثيم والتحريم والتجريم، خصوصاً بتفسير بعض عباراته باعتبارها معادية للدين.

أو من المريدين والأنصار، حيث جرى تقديسه، فاقترب من منزلة القديسين، لا يأتيه الباطل من أمامه أو من خلفه، واعتُبرت آراؤه واستنتاجاته صالحةً لكل زمان ومكان، وكأن التاريخ توقّف بعده، وحاولت الأحزاب الشيوعية استثمار اسمه لأغراض سياسية وقومية أحياناً، ففي روسيا جرى «روسنة» ماركس بإضافة اسم لينين ومن بعده ستالين إليه، وفي الصين «صيّن» ماركس، بإضافة اسم ماو تسي تونغ إليه، وفي ألبانيا كان اسم أنور خوجة جنباً إلى جنب ماركس، وسميت الماركسية البولبوتية في كمبوديا، والماركسية الجيفارية في أمريكا اللاتينية، وفي عالمنا العربي تعاملنا مع ماركس كشيخ عشيرة أحياناً، وهكذا تضبّبت صورة ماركس، فلم نعد نعرف أين هي صورته الحقيقية من صورته المتخيّلة؟

وحين أطيح بجدار برلين 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989 هناك من سارع إلى إعلان وفاة ماركس مجدداً، مع أنه رحل عن دنيانا في العام 1883، وانتقل بعض الماركسيين العتاة إلى الضفة المعاكسة بزعم التجديد وتغيّر الظروف، حتى استبعد لفظ الإمبريالية عن الولايات المتحدة، وبين عشية وضحاها، أصبح «العامل الدولي» مرادفاً للحديث عنها، في حين كانت الماكينة الإعلامية تضجّ بأسوأ النعوت لها باعتبارها العدو الأكبر للشعوب، بل إن البعض استقوى بها في مواجهة أنظمة بلاده الاستبدادية.

ليس غريباً حين وجدنا من يقول: علينا وضع الماركسية في المتحف، لأنها من تراث الماضي، مثلما ظلّ نفرٌ يتشبّث بكلّ ما قاله ماركس باعتباره الحقيقة المطلقة، وبين التحلّل والجمود، ظلّت صورة ماركس تستخدم ذات اليمين وذات الشمال، حتى ضاع ملمحها الحقيقي.

ولعلّ الحديث عن صورة ماركس اليوم، إنما هو انعكاس لأزمة وعدم اطمئنان وقلق، وهو حديث عدم ثقة وضعف يقين وتشوّش رؤيا، فقد تخلخلت الأسس والقناعات السابقة والراهنة.

من يريد استعادة صورة ماركس فعليه اجتراح الواقع، فقد كان ماركس الحلقة الأولى في التمركس، ولا بدّ من الاستفادة من منهجه الاجتماعي، أما تعليماته والعديد من استنتاجاته، فهي تصلح لعصره وليس لعصرنا، وقد تجاوزها الزمن، حتى وإن كانت صحيحة في حينها، وعلينا قراءة الواقع واستنباط الأحكام المنسجمة مع الحاضر والمتطلعة إلى المستقبل، لأن المرجعية هي للواقع وليست للنصوص، ولا قيمه لنظرية دون الواقع، والممارسة جزء لا يتجزأ من النظرية.

وإذا كانت الغايات شريفة وعادلة فلا بدّ من وسائل شريفة وعادلة أيضاً للوصول إلى تلكم الغايات، لأن الوسيلة من شرف الغاية، والوسيلة إلى الغاية مثل البذرة إلى الشجرة على حد تعبير المهاتما غاندي، لذلك فإن العديد من التجارب الاشتراكية التي زعمت تحقيق العدالة والمساواة وإلغاء الاستغلال، فشلت بالتطبيق العملي، بل كانت نموذجاً آخر للاستبداد والطغيان، ولم يشفع لها التشبّث بالنصوص النظرية، لاسيّما بإهمالها الواقع، فلا قيمة للنصوص إذا لم تأخذ الواقع ومتغيراته بنظر الاعتبار.

وهكذا كانت بعض النصوص الماركسية تقرأ باعتبارها مقدسة، ولا تقبل النقد أو المخالفة أو التقريظ، حتى غدت أيقونات خالدة وسرمدية، وتنطبق على كل زمان ومكان، وفي ذلك خلاف لماركس نفسه، الذي كان ناقداً، وهو القائل «كلّ ما أعرفه أنني لست ماركسياً»، بمعنى عدم رغبته في أن يكون خارج النقد، لكن «الماركسية» المطبقة، جرى امتهانها، في ظلّ بيروقراطية حزبوية شديدة، قادتها إلى الفشل في مواطنها الأصلية أو في فروعها في العالم العربي، التي اكتست برداء ريفي أو طائفي أحياناً.

عبدالحسين شعبان – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

كاردو تطلق نظارات CardoO VR بتقنيات متطورة تعيد تعريف تجربة الواقع الافتراضي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت شركة كاردو المصرية، الرائدة في الإلكترونيات الاستهلاكية وتقنيات إنترنت الأشياء، عن إطلاق نظارات CardoO VR، التي توفر تجربة غامرة لمحبي الألعاب، والتعليم التفاعلي، والتطبيقات الصناعية المتقدمة.

تتميز النظارات بعدسات HD كروية بزاوية رؤية واسعة تصل إلى 100 درجة، وصوت ثلاثي الأبعاد يعزز الواقعية، مع دعم الهواتف الذكية بنظامي iOS وAndroid، كما توفر أزرار تحكم ذكية، وبطارية تدوم حتى 15 ساعة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمختلف الاستخدامات.

في التعليم، تمكن النظارات الطلاب من إجراء تجارب علمية افتراضية وزيارة مواقع أثرية، بينما تدعم في القطاع الطبي تدريب الأطباء عبر محاكاة العمليات الجراحية، وعلاج اضطرابات القلق بتقنيات العلاج الافتراضي، كما تساعد المهندسين في استكشاف التصميمات ثلاثية الأبعاد للمشاريع قبل تنفيذها.

وأكد أحمد عادل، المؤسس والرئيس التنفيذي لكاردو، أن CardoO VR تمثل "خطوة جديدة نحو مستقبل رقمي أكثر تفاعلية"، مشيرًا إلى النمو المتسارع لسوق الواقع الافتراضي، الذي يُتوقع أن يبلغ 67.66 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.

تتوافق نظارات cardoO VR مع الهواتف الذكية التي تعمل بنظامي iOS و Android، وتدعم الشاشات التي تتراوح أحجامها بين 4.8 و7 بوصات، كما تتيح أزرار التحكم الذكية أداء مجموعة من المهام بسهولة، بما في ذلك الرد على المكالمات، وضبط مستوى الصوت، والتنقل بين المحتوى بلمسة واحدة.

استجابة لاحتياجات مستخدمي النظارات الطبية، تدعم بعض الموديلات تصحيح قصر النظر حتى سالب 6.00 درجة، مما يلغي الحاجة إلى ارتداء النظارات الطبية أثناء الاستخدام، لضمان تجربة مشاهدة خالية من العوائق.

تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 171 مليون شخص يستخدمون تقنيات الواقع الافتراضي حول العالم، ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 67.66 مليار دولار خلال السنوات القادمة. يعكس هذا النمو السريع الإقبال المتزايد على هذه التقنيات في مجالات مثل الألعاب، التعليم، الترفيه، والتطبيقات الصناعية.

مقالات مشابهة

  • مفتي الديار المصرية السابق: الاجتهاد يبدأ من زمن النبي ويستمر لتشكيل التراث
  • كاردو تطلق نظارات CardoO VR بتقنيات متطورة تعيد تعريف تجربة الواقع الافتراضي
  • تصريحات مدير مطار بغداد تثير غضب المواطنين والناشطين: استفزازية وبعيدة عن الواقع
  • الري: إجراءات جادة للتعامل مع قضايا المناخ من خلال تنفيذ مشروعات على أرض الواقع
  • بعد فشل اجتماع بعبدا.. هل يتقدّم سيناريو حكومة الأمر الواقع؟!
  • الذات العربية وإشكالات الواقع
  • كاردو تُطلق نظارات cardoO VR للواقع الافتراضي
  • الداخلية: انخفاض معدلات الجريمة بجميع أشكالها في ذي قار
  • من الواقع للدراما.. ظهور يوسف عمر ووالدته في مسلسل شباب امرأة
  • مسيرة حياتي من الدراويشية إلى الماركسية ثم إلى الحداثة المنفتحة