أنهت "نماء لخدمات المياه" الأعمال التنفيذية لمشروع إنشاء شبكات المياه بولاية المضيبي، وذلك في توقيت قياسي قبل الخطة التنفيذية للمشروع والذي كان من المتوقع الانتهاء منه في مارس 2024،وتم تشغيل المشروع واستقبال طلبات التوصيل في المناطق التي يخدمها ابتداء من نوفمبر 2023م،وقد بلغت تكلفة المشروع 65 مليون ريال عماني، إذ يسعى المشروع إلى ضمان استدامة خدمة المياه ومواكبة التوسع العمراني والسكاني في ولاية المضيبي نظرًا لتزايد الطلب على المياه ومواكبة للتوسع في خط نقل المياه المغذّي لمحافظتي شمال وجنوب الشرقية، ويغطي المشروع عددًا من القرى والتجمعات السكانية المترامية بولاية المضيبي ويشمل مناطق الروضة والأخضر وسمد الشأن وخضراء بني دفاع ومركز بالولاية، ويبلغ عدد المستفيدين من المشروع أكثر من 130 ألف نسمة في عام 2025 ومن المتوقع أن يكون إجمالي المستفيدين بحلول عام 2040 أكثر من 154 ألف نسمة.

وقال المهندس غالب بن عامر المسلمي، مدير المشروع: إن التكلفة الإجمالية للمشروع تتجاوز 65 مليون ريال عماني، وبلغ إجمالي عدد التوصيلات المنزلية في المشروع 14 ألف توصيلة منها 6113 بمركز ولاية المضيبي، وفي قرية الروضة 1541 توصيلة، أما في قرية الأخضر 2862 توصيلة، وبلغت في سمد الشأن 2113 توصيلة، كما شملت قرية خضراء بني دفاع 1128 توصيلة.

وأشار إلى أن المشروع يتكون من نوعين من أنابيب توزيع المياه "الحديد المطاوع وأنابيب البولي إثيلين" بأطوال تبلغ أكثر من 890 كيلومترًا وتم توفير بعض المضخات المعززة للشبكات وعدد من المحابس والوصلات وفوهات الحريق لاستخدامها في حالات الطوارئ ومعابر الطرق وجميع الأعمال المرتبطة بالتوصيلات المنزلية.

وأوضح أن أهم التحديات التي واجهت تنفيذ المشروع هي العمل جنبًا إلى جنب مع مشروع خط النقل المياه الاستراتيجي للشرقية والذي يلزم إنهاء الخزانات فيه ليتم توصيل الشبكات إليها، إضافة إلى الطبيعة الجغرافية لمناطق التنفيذ مرورًا بمقاطع الأودية وتعرض المنطقة الفترة الماضية لحالات سقوط الأمطار وجريان الأودية المستمر.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

إثر نهب المشروع وانهيار العملة.. سكّان الضالع يعتمدون على تجميع مياه الأمطار من أسطح المنازل طيلة عقد كامل

يعيش سكان مدينة الضالع وضواحيها جنوبي اليمن، فيما يشبه العصور الغابرة، حيث يعتبر حصول السكان على المياه النقية التي هي أساس الحياة، حلم صعب المنال، ولذلك يلجأون إلى تجميع مياه الأمطار من أسطح المنازل لتغطية نحو 50 بالمئة من احتياجاتهم، بعد توقف ضخ المياه في المشروع الحكومي وتعرض الأنابيب للنهب والبيع في سوق الخردة، واستمرار الإنهيار الإقتصادي.

وأكد سكان محليون لوكالة خبر، أن مدينة الضالع تشهد أزمة مياه خانقة طوال أيام السنة، بسبب توقف ضح المياه في الشبكة الرئيسية الحكومية منذ سنوات، ليلجأ السكان إلى شراء "بوزات" المياه من السوق.

ولأن اغلب آبار المياه في الضالع مركز المحافظة، تضخ مياه مالحة يضطر الباعة والسكان نقل المياه من المناطق المجاورة، ما يضاعف الكفلة. ليس هذا فحسب، بل إن اندلاع الحرب على الجبهتين الشمالية والشمال غربية في "مريس- قعطبة، والفاخر- قعطبة" ضاعفت المعاناة لتدفق موجات النزوح بشكل كبير، وفقا لمصادر سكانية عديدة.

كما أسهم بشكل كبير انهيار العملة المحلية وخسارتها التي تجاوزت 900 بالمئة مقارنة بين بسنوات ما قبل اندلاع الحرب في العام 2015، نتيجة انقلاب المليشيا الحوثية في سبتمبر/ أيلول 2017، في احتدام أزمة المياه.

ووفقاً للسكان المحلين، بلغ قيمة "بوزة" الماء الحجم الصغير 30 ألف ريال، فيما الحجم الكبير تجاوز سعرها 70 ألفا وبالكاد تغطي الاحتياج الشهري لأسرة مكونة من خمسة افراد. بالمقابل هي الكلفة التي تساوي الراتب الشهري للموظف الحكومي في القطاعات المدنية.

وأمام التقاعس والتجاهل الحكومي المتعمّد لإصلاح الشبكة الحكومية لإمداد المنازل بالمياه بعد أن تعرضت اعدادا كبيرة من أنابيب المشروع للنهب من قِبل بعض العصابات وبيعها في سوق الخردة، وسط صمت حكومي أيضاً، لجأ السكان للبحث عن حلول بديلة لتخفيف حدّة الأزمة.

يقول السكان لوكالة خبر، إن البعض يقوم بنقل المياه من الآبار القريبة على ظهور الحمير والمركبات، رغم أنها مياه مالحة وبعضها ملوثة نسبياً في نفس الوقت بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إليها إثر تهالك الشبكة الرئيسية. وتستخدم هذه المياه في التنظيف والاستحمام، فيما تُخصص "البوزات" ذات المياه النقية للطهي والشرب، ومع ذلك لا تقل الكلفة الشهرية للأخيرة عن 30 ألفا.

البعض الآخر من السكان، يلجأ إلى قوننة الاستخدام، وان كان ذلك بمثابة قانون ثابت لدى كافة السكان إلا أنه نسبته لدى هذه الشريحة أكثر. ولذلك يزداد انتشار الاوبئة والأمراض وظهور الجائحات الوبائية بين الحين والآخر بين أوساط السكان في مختلف مناطق المحافظة التي تتشابه معاناتها في مقدمتها مدينتي الضالع وقعطبة والأخيرة 20 كيلومتر شمالاً.

مياه الأمطار حل بديل

امام احتدام الأزمة، يلجأ السكان خلال مواسم هطول الأمطار، إلى الحلول البديلة وبطرق بدائية بتجميع المياه من سطوح المنازل في داخل الخزانات و "الدبات" البلاستيكية رغم احتوائها على نسبة كبيرة من الأتربة.

ووفقاً لمصادر سكانية، في مثل هذه الأيام التي تشهد المدينة وضواحيها هطول أمطار بشكل شبه أسبوعي، يقضي الأطفال والنساء وقتهم تحت زخات المطر لتجميع المياه، حرصا على عدم تفويت أدنى كمية.

السكان وخلال مواسم الأمطار يعتمدون بنسبة تقارب 50 بالمئة على تجميع المياه من اسطح المنازل، وتتم على مرحلتين. المرحلة الأولى وهي بداية نزول المياه من اسطح المنازل وغالباً ما تكون نسبة الأتربة فيها عالية يتم تجميعها وتخصيصها لقضاء الحاجات في الحمامات، فيما المرحلة الثانية ونسبة الأتربة تكون أقل بكثير تستخدم للاستحمام وشطف الملابس وأواني الطعام.

ويتم تخزين هذه المياه بشكل متلاحق في خزانات وأوعية لأكثر من أسبوع بدون تنظيفها وتطهير المياه بمادة الكلور أو ترسيبها، خصوصا العائلات الفقيرة، مما يتسبب بظهور يرقات داخلها، رغم التحذيرات الطبية من آثار ذلك على صحة السكان.

التحذيرات الطبية، لم تلق رواجاً بين السكان لانعدام آلية التوعية الصحية لدى الجهات المعنية، عبر وسائل الإعلام الرسمية (مرئية ومسموعة ومقروءة) وتخصيص حملات منظمة، ورفد الجهات الحكومية المعنية للسكان بالمواد اللازمة، والمطهرات في ظل تردي الأوضاع الإقتصادية نتيجة الحرب والانهيار الاقتصادي.

وغالباً، ما تتفاقم الأوضاع الصحية في مثل هكذا مواسم، وتنتشر الأمراض الوبائية بشكل كبير بين السكان، وسط تجاهل حكومي لأكثر من خمس سنوات لدعوات الأهالي المتجددة بإعادة تأهيل شبكة المياة وضخها للمنازل بشكل أسبوعي على أقل تقدير للحدّة يسهم من المعاناة.

ومنذ اندلاع الحرب في البلاد في مارس/ أذار 2015، وبدء سيطرة جماعة (الإخوان المسلمين فرع اليمن) على الحكومة الشرعية، ومؤخراً طفح المكايدات بين الأطراف التي تقاسمت السلطة في الحكومة وما أسفر عنها من ازمات مفتعلة، توقف ضخ المياه في المشروع الحكومي إلى المنازل في مدينة الضالع.

وتعرضت أنابيب المشروع لأعمال نهب على مرأى ومسمع الجهات الحكومية، وبيع اعداد كبيرة منها في سوق الخردة دون تحرك الجهات الحكومية والأجهزة الأمنية ساكناً وضبط الجناة، ومحاسبة الجهات التي تقف وراءهم، ليعيش السكان فيما يشبه العصور الغابرة.

مقالات مشابهة

  • إثر نهب المشروع وانهيار العملة.. سكّان الضالع يعتمدون على تجميع مياه الأمطار من أسطح المنازل طيلة عقد كامل
  • افتتح مشروع مياه في باب المندب.. طارق صالح: اليمن مقبرة المشروع الإيراني
  • محافظ المنيا: الانتهاء من تطوير مناطق عشش محفوظ ومدينة العمال وأبوهلال
  • محافظ المنيا: الانتهاء من تطوير مناطق عشش محفوظ ومدينة العمال و أبوهلال بتكلفة 194 مليون جنيهاً
  • بتكلفة 2 مليار جنيه.. حياة كريمة تنفذ مشروعات خدمية في 13 قرية بأسوان
  • مجمعات للخدمات الحكومية ومراكز للشباب.. مشروعات تنموية شاهدة على إنجارات حياة كريمة بالجيزة
  • توفر 15 ألف متر مكعب يوميا.. تشغيل محطة لتنقية المياه العادمة في كتارا
  • استجابة للأهالي بحث حلول أزمة انقطاع المياه بقرية 2 بالمنيا
  • صيانة أفلاج شمال الشرقية بتكلفة ١.٦ مليون ريال
  • الانتهاء من تنفيذ 19 ألفا و255 مشروعا في الشرقية