فقدان شغف الكتابة!
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
هناك شغف يلامس الروح ينبض بالحب والسلام والتفاؤل والأمل وهناك بالمقابل إحساس بالذبول والتكاسل وانعدام الشغف والرغبة فعندما تنطفىء الرغبة في الشيء تصبح الكارثة أكبر وعند مرور الأوقات العصيبة والتحديات الكبيرة التي نواجهها فإنه يشكل لنا نوعاً من التراجع المعنوي وخصوصا عندما لا يكون هناك أشخاص يقفون معنا ويساندون مسيرتنا فنشعر بالوحدة ويتملكنا الشعور بالإحباط وتتوالى المشاعر السلبية في الهجوم على ذلك الشخص الذي لطالما ناضل من أجل البقاء.
أن تكون باحثاً عن عمل منذ عام 2006 ومسجل في سجلات القوى العاملة منذ ذلك الوقت كيف ستكون نفسيتك في وقت من هم بنفس عمرك يفكرون بالتقاعد!
أن تكون شخصاً معطاءً أكثر من اللازم فهذا يؤثر سلباً عليك وعلى مواصلة إبداعك فالعطاء بلا حدود عند النكران والجحود في بلد يشار إليه بالبنان وثورته تعدت البلدان وأنت كما كنت قبل سنوات بدون وظيفة وفي كل عام يصبح العبء أكبر ويصبح المساس بشخصك بالتهميش هو الأصعب والأكبر والأدهى والأمر.
لقد مر وقت طويل وأنت بدون وظيفة لقد حاولت جاهدا ولكن هذه المرة لم تكن للجدران آذان وبقيت وحدك تنزوي في غرفتك الصغيرة مع أفكارك البائسة وأقلامك التالفة وهاتفك الذي ضج منك.
ألا يجب على مسؤولي وزارة العمل النظر في حال من تجاوز السنوات وهو باحث عن عمل؟ وألا يجب على المسؤولين في الجهات المعنية منح مساعدات للباحثين عن عمل؟ لماذا لا تحظى هذه الفئة بالاهتمام؟ فتعطيل الطاقات الشابة ربما يُشجِّع بطريقة أو أخرى على الجريمة، في ظل تراجع مستوى المعيشة؛ فالباحث عن عمل صاحب الـ35 عامًا كيف له أن يبني بيتًا ويكوِّن أسرة؟ وإلى متى سيبقى عالة على والديه وذويه؟ هذا الأمر أصبح لا يجب السكوت عنه وعلينا أن نطرح حلولًا عدة في هذا السياق، ويجب عدم التهاون بهذا الأمر من قبل المسؤولين وأصحاب القرار في هذا البلد.
لقد أصبح الواحد من الباحثين عن عمل يشعر بالظلم، فأن يعيش بلا دخل وبلا مصروف وبلا عائد مالي فهذا شخص مسلوب الإرادة.
أصبح الباحث عن عمل فقيرا لدرجة أنه بدأ بالخجل من نفسه؛ فالتعفف الذي يسكنه لا يجعله يسأل الناس دوما أعطوه أو منعوه.. أما الوعود بالتوظيف أو منح تراخيص لوظيفة ما فباتت غير واقعية، وبات كلٌ يغني على ليلاه!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مكتبة الإسكندرية تختتم فعاليات المؤتمر الدولي "من الحجر إلى الكتابة ومن الكتابة إلى الرقمنة"
اختتمت مكتبة الإسكندرية فعاليات النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي "من الحجر إلى الكتابة ومن الكتابة إلى الرقمنة"، الذي نظمته المكتبة من خلال إدارة مؤسسات المعلومات والمهارات المهنية وجامعة سنجور ، والوكالة الجامعية للفرنكوفونية والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية في مصر.
تمحور المؤتمر هذا العام حول موضوع "تحديد القيم الثقافية المتعلقة بالتراث الثقافي الإفريقي المائي (البحار والأنهار والبحيرات)"، وذلك في إطار سعي القارة الإفريقية للحفاظ على إرثها البيئي والثقافي وتعزيز الوعي بقيمة التراث المائي.
قالت رانيا عثمان، مدير إدارة مؤسسات المعلومات والمهارات المهنية بقطاع المكتبات بالمكتبة، والتي تضمنت دور مكتبة الإسكندرية الكبير كونها أحد الأذرع المساهمة والمشاركة في نشر الثقافة الإفريقية والحفاظ على الإِرث الإفريقي بكل جوانبه.
كشفت تيري فيردل رئيس جامعة سنجور في الإسكندرية، والتي تكلم فيها عن الأهمية البالغة لموضوع المؤتمر وضرورة استغلال كافة الأدوات والطاقات للحفاظ على التراث الثقافي الإفريقي.
كما ضمَّ المؤتمر نخبة من الأكاديميين والخبراء في مجالات التراث والتكنولوجيا، وقد ناقش المشاركون موضوع التراث الثقافي الإفريقي من عدة جوانب، لتشمل الجغرافيا، الحوكمة، المعتقدات، والتراث.
وتطرقوا إلى قضايا حماية التراث المائي وسبل الاستفادة من الأساليب التكنولوجية الحديثة للحفاظ على هذا التراث الهام، وذلك من خلال عروض بحثية ودراسات ميدانية حول قيمة التراث الثقافية وأهمية الحفاظ على مصادره المائية، لما تحمله من تاريخ يعكس حياة المجتمعات الإفريقية وتفاعلها مع البيئات المائية.
وقد شاركت مكتبة الإسكندرية بمحاضرة مميزة قدمها الدكتور أحمد منصور؛ مدير مركز الخطوط، سلط الضوء بها على التراث الملاحي في مصر القديمة وشواهد النقوش الفنية والأثرية المتعلقة بالبحر الأحمر. كما نوه الدكتور منصور أن الدولة المصرية أسست المركز الثقافي الإفريقي (متحف النيل) في مدينة أسوان لتوطيد العلاقات الثقافية مع الدول الإفريقية، وأشار إلى أن مصر منذ عصورها القديمة هي الأسبق في التواصل الثقافي والتجاري مع الدول الإفريقية.
اختتم المؤتمر بتوصيات شملت دعوة المؤسسات الأكاديمية والبحثية الإفريقية والدولية للتكاتف والعمل على تبني المزيد من الابتكارات الرقمية لدعم جهود توثيق وحماية التراث المائي، وذلك لما يشكله من قيمة حضارية مهمة تسهم في تعزيز الهوية الثقافية لدول القارة الإفريقية. هذا وتمت جولة سياحية على هامش الفعالية تضمنت حضور عرض الصوت والضوء الثقافي التاريخي بقلعة قايتباي بالإسكندرية.