راشد بن حميد الراشدي **
اليوم ومع حرب غزة وما يحدث على أرض المعركة من بطولات يقوم بها أبناء المقاومة البواسل والذين أدهشوا العالم باستعداداتهم ومقاومتهم للعدو الغاشم ضاربين أروع المُثل مع تكالب العالم عليهم من جميع الدول التي تدعم الظالم على صاحب الحق والأرض.
فقد أثلجت صدورنا صور انتصارات المقاومة الشجاعة خلال اليومين الماضيين.
ومع الدول لحقت المؤسسات العالمية من جامعات وجمعيات ولجان حقوقية ومؤسسات عالمية بارزة في نصرة الظالم وإيجاد الأعذار له ودماء الأطفال والشيوخ والمدنيين العزل تسيل بقوة، تُفجِّر ينابيع الأسى على أمم ميتة في قلبها وروحها وأخلاقها، فهوَت وماتت ضمائرها وعندما يكون الخصم شخصًا آخر تهُب كل قوى الشيطان نحو مؤازرته والدفاع عنه، وإلا فأين جمعيات ولجان حقوق الإنسان وأين الأمم المتحدة وأين لجانها وأين جامعة الدول العربية وأين أخوة العرب وأين وأين وأين؟!
لقد سقطت كل الأقنعة المزيفة بدثار العروبة والإسلام والإنسانية في مستنقع الغاب الذي يسود العالم وكشفته غزة. كذلك نرى وسائل وقنوات الإعلام بكل وسائله وأساليبه الخبيثة ينشر أن الذئب مظلوم، وأن المظلوم ذئب مفترس، ليس له حق يدافع به عن نفسه، فقد سقطت الكثير من أقنعة القنوات الإعلامية التي تدعي الحياد في نقل الخبر في مستنقع الجهات التي توجه مسار عملها. كذلك سقطت أقنعة رموز كثيرة كانت تعتبر من الداعمين لنضال الشعوب، وعندما تعلق الأمر بنصرة غزة انبروا لنصرة الصهاينة الغاصبين.
أما الصهاينة أنفسهم فقد سقطت وتعرت جميع أقنعتهم أمام العالم، وهم يستخدمون أبشع وسائل القتل والتنكيل بأهالي غزة دون رحمة أو شفقة، لكن لعنة الله تلاحقهم لجرمهم الى يوم الدين، قبحهم الله وأخزاهم؛ فصفقة القرن ومخططات اليهود فضحتها اليوم غزة، وتجرد كل شيء من لباسه، فصفعة غزة دوت في أرجاء العالم، فقد عرت مخططات الصهاينة التي كانت تُطبخ على نار هادئة من أجل تمدد إسرائيل واحتلال دول المنطقة، فغزة كانت الشوكة التي أطبقت على عنق الصهاينة والتي ستنتصر بإذن الله قريبًا. سقطت جميع الأقنعة وبقيت أقنعة الشعوب المتمسكة بالحق شامخة بإنسانيتها الحقة، فقد خرجت عن بكرة أبيها مُنددة بأفعال الغزاة، وكذلك أقنعة العلماء الصامدين الزاهدين والذين عروا كل مفسد، وجاهدوا بكلمة الحق في سبيل نصرة الأمة ونصرة الحق.
اليوم.. تستبسل غزة بشجعانها لتعري جميع الأمم في أخلاقياتها ومبادئها وأفعالها وأقوالها وسلوكياتها، ولتبقى كلمة الحق هي الفصل في كل ما يحدث من حولنا؛ فالأفعال والأقوال هي القاسم المشترك لكل تلك المؤامرات، ولا غالب إلا الله، والنصر لغزة بإذن الله.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«أحمد عمر هاشم»: الإسراء والمعراج معجزة كبرى ودعوة للثبات على الحق مهما كانت التحديات
نظم جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته (56)، اليوم الاثنين، «احتفالية الأزهر برحلة الإسراء والمعراج»، حاضر فيها الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الندوة الإذاعي سعد المطعني، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، وذلك رغبةً من الأزهر الشريف في الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة وتفنيد كل ما يثار من شبهات حول هذه المعجزة الكبرى.
قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد وباليقظة تكريما للرسول «صلى الله عليه وسلم»، مصداقا لقوله تعالى «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى»، وعبده هنا تفيد أن الرحلة تمت بالروح والجسد، والإيمان بذلك واجب لأنهما ثابتان بالكتاب والسنة، مضيفا أن هذه معجزة عظمى لم تحدث لنبي قبل نبينا الكريم «صلى الله عليه وسلم» تكريما له وتصديقا لخيريته، ويجب علينا فقط التسليم والإيمان التام بما أخبرنا به الله تعالى من أمور غيبية لن يكون بمقدور عقولنا أن تستوعبها، خاصة في ظل ما نشهده في العصر الحالي من حملات للتشكيك في الكثير من الثوابت والمعجزات بحجة أن العقل لا يقبلها.
ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد الفتاح العواري أن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد، وبمثابة راحة ومواساة من الله سبحانه وتعالى لقلب النبي «صلى الله عليه وسلم» بعد عام الحزن، إذ جلبت له كل خير بعد ما لاقاه من إيذاء، واصفًا إياها بأنها معجزة كبرى ودعوة للثبات على الحق مهما كانت التحديات، مشيرًا إلى أن الإسراء والمعراج كانت أيضًا تكريمًا وتشريفًا للمسجد الأقصى وبيانًا لمكانته في الإسلام، كما أن هذه الرحلة المباركة تحتوي على دروس عظيمة للمسلمين منها الصبر واليقين والثبات على الإيمان في مواجهة الشدائد، كما أنها تذكر المسلمين بأن الحياة مليئة بالصعوبات، لكن ثبات الإيمان والإصرار على الحق يفتح الأبواب ويجلب الفرج، مؤكدا أن ذكرى الإسراء والمعراج تدعو المسلمين إلى التقرب لله في كل الأحوال والتمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية السامية.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية أن رحلة المعراج لم تكن مجرد معجزة، حيث رأى فيها النبي «صلى الله عليه وسلم» من آيات ربه الكبرى، وفرضت خلالها أقدس فريضة في الإسلام، وهي الصلاة، محذرا من محاولات البعض لتزييف الحقائق أو التشكيك في هذه المعجزة الكبرى بدعوى حرية الرأي، مؤكدًا أن ذكرى الإسراء والمعراج تدعو المسلمين للإيمان والتسليم بكل ما يعجز عقلنا البشري القاصر عن تصوره، والعمل على تصحيح المفاهيم وتحقيق الإيمان الراسخ بمعجزات الله وخيرية نبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم ".
أدار الندوة الإذاعي القدير سعد المطعني، كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم ومدير الإذاعة الأسبق، والذي أكد أن هذه ذكرى غالية على قلوب المسلمين، وتثبت عظمة ومكانة المسجد الأقصى ومدينة القدس في تاريخنا وتراثنا الإسلامي، مؤكدا أن القدس عربية وحتما ستعود يوما محررة، هذا وعد الله ولا يخلف الله وعده، كما افتتح الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الصغير عمر أحمد، وتخلل الحفل إلقاء بعض الأناشيد والتواشيح الدينية للمنشدة الزهراء لايق حلمي وعدد من طلاب الأزهر الشريف حول أهمية معجزة الإسراء والمعراج وقيمتها الروحية للمسلمين.
شارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم (4)، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
اقرأ أيضاً«مشروع رؤية».. رحلة ثقافية بين صفحات الفقه وأخلاقيات الإسلام في معرض الكتاب
معرض الكتاب يناقش «فك شفرة الرجال والنساء» لـ آيات الحداد
مدير المتحف المصري يكشف تفاصيل وأسرار «مقبرة بيتوزيريس» في معرض الكتاب 2025