موقع النيلين:
2024-11-20@03:24:48 GMT

الإبداع أنثى

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT


قد يكتب الرجل عن الحب كتابًا، ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه، ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله.. فيكتور هوجو.

لا أتفق أبدًا مع كلمات “هوجو”؛ لأن الواقع دائمًا ما يثبت ذكورية الشهرة والإبداع، رغمًا عن أن المرأة غالبًا ما تصير هي البطلة الخفية لأي عمل إبداعي، وهي الملهمة الأولى خلف تحريك كتائب المبدعين، فلا عجب إذا علمنا أن أشهر لوحة فنية في العالم هي “الموناليزا” المرأة الغامضة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي (1503 – 1519)، فضلا عن لوحة “فتاة أقراط اللؤلؤ” للفنان الهولندي يوهانس فيرمير (1665).

بالإضافة إلى أن أهم أشعار شاعر المرأة السوري نزار قباني كانت لحبيبته بلقيس:

هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجًا رائعًا
بين القطيفة والرخام..
كان البنفسج بين عينيها
ينام ولا ينام..

ولن ننسى بطلات روايات الأديب العبقري إحسان عبدالقدوس في “النظارة السوداء” و”لا أنام” و”العذراء والشعر الأبيض”، ومن يمكن أن ينسى “نفيسة” الفنانة المتفردة سناء جميل بطلة رواية أديب نوبل نجيب محفوظ “بداية ونهاية”.

ثم علينا أن نقف قليلا على روائع الطرب للست أم كلثوم التي ألهمت جموعًا من المبدعين ما بين شعراء، الهادي آدم في رائعة “أغدًا ألقاك” وأحمد شوقي، ومن الملحنين رياض السنباطي والقصبجي وغيرهم… ولكن يبدو أنها الوحيدة التى خرجت عن نص “الإبداع للرجال فقط”.

أما في الفلسفة فقد اشتهر أفلاطون وأرسطو وسقراط وسارتر ونيتشه، على الرغم من وجود شخصيات نسائية لم تحظ بنفس الشهرة مثل الفرنسية سيمون دي بوفوار، والأمريكية نانسي كارترايت، فالأسطورة القديمة طالما صورت المرأة بصورة سلبية، وظهرت في كثير من الأساطير القديمة مثل أسطورة “جلجامش” لحضارة بلاد الرافدين، وأسطورة “الندّاهة”، الأسطورة المصرية القديمة، وأسطورة “المرأة الأفعى”، اليونانية، وأساطير أخرى كثيرة، لقد صُورت المرأة على أنها رمز للشر، وعابِثة ومفتعِلة للمشاكل، وكانت الصورة الإيجابية الوحيدة التي تظهر بها المرأة في الأساطير هي في قدرتها على الإنجاب، حيث اعتُبرت رمزًا للخصب، وسرًا من أسرار استمرار الكون.

والمثير للدهشة أن من علم الموسيقار العالمي فريدريك فرانسوا شوبان والدته في البداية، ثم معلمته التشيكية فويتشخ زفنى التي أهداها أول مقطوعته “بولونيز”.

ولكن طاغور رأى ثنائية الرجل والمرأة بطريقة مغايرة على النحو التالي: إنّ الله حين أراد أن يخلق حواء من آدم، لم يخلقها من عظام رجليه حتى لا يدوسها، ولا من عظام رأسه حتى لا تُسيطر عليه، وإنما خلقها من أحد أضلاعه؛ لتكون مساوية له قريبة من قلبه.

ولكن الحقيقة التي لا يمكن تغافلها هي الائتلاف بين الكتابة الأنثوية والذكورية، والاختلاف بين تقييم الإبداع، أو ربما الانطلاق به نحو القمة، فالمرأة ملهمة ودافعة وداعمة للإبداع في شرقنا الباهت، أما إبداعها فيأتي غالبًا مبتسرًا وبزوغها منقوصًا!

ويرى بعض النقاد أن الأسباب تكمن في طبيعة المرأة كالخجل مثلًا، وإلقاء الأعباء والمسئوليات على عاتقها بشكل مبالغ فيه وتحجيم حريتها، التى يزعم البعض ظاهريًا أنها تمتلكها بالكامل في العصر الحديث، ولكن الحقيقة الباطنة تؤكد أنها مقيدة فعليًا بفعل عوامل العادات والتقاليد والممارسات المجتمعية المجحفة.

فالمبدع دائمًا ما يحلق في السماوات بلا قيود ويبحر في محيط المفردات والكلمات، لتكتمل سيرورة الإبداع، فهل يجوز للمرأة أن تنطلق وتغوص على هذا النحو؟

للإجابة عن هذا السؤال نحتاج إلى عقود وجهود مستقبلية للتخلص من هذه الصورة الضبابية، وتحطيم قيود الإبداع التى تحيط بالمواهب النسائية، ولكن هل ستجدي تلك المحاولات؟ أم سوف يضاف هذا الملف إلى قائمة الملفات التي تحمل عنوان “مشكلات أبدية بلا حلول جذرية”!

د. هبة عبدالعزيز – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رينارد: نسعى للفوز في مباراة الغد وأتمنى التوفيق لإندونيسيا ولكن ليس غدًا

ماجد محمد

أكد المدير الفني للمنتخب الأول لكرة القدم، هيرفي رينارد، أنه يسعى للفوز في مباراة الغد أمام إندونيسيا، مشيرًا أنه يعرف اللاعبين جيدًا وهم يعرفونه.

وتابع هيرفي قائلًا:” ثلاث سنوات ونصف كنت مدرباً للمنتخب، وحتى بعد مغادرتي كنت متابع عن كثب، والدوري تنافسي وسعيد بمشاهدة اللاعبين الذين دربتهم يشاركون بالدوري التنافسي، العودة ليست صعبة بالنسبة لي واللاعبين يعرفون ما نريد وأعرف اللاعبين جيداً، والآن قصة جديدة وغداً لدينا مباراة مهمة ونتطلع للفوز بها “.

وعن سؤاله على عدم إحراز أهداف في الثلاث مباريات الأخيرة:” فقط سأتكلم عن المباراة الماضية أمام أستراليا، كنا أقوياء و أظهرنا روح عالية، يجب أن نتطور هجومياً وأظهرنا روح عالية سجلنا هدف ولكن للأسف لم يحتسب أعرف واللاعبين ويعرفوني ولكن الأهم الآن التركيز على القادم”.

وتابع: “غداً الدور الثاني، التنافس كبير بالمجموعة بإستثناء اليابان المتقدمة في المقدمة، تصفيات صعبة ومباراة صعبة، ويجب أن نكون بكامل الجاهزية لتحقيق الفوز”.

واختتم حديثه قائلًا:” أرى الشغف للكرة الإندونيسية من خلال الحضور الكبير في المؤتمر الصحافي، أتمنى التوفيق لكم ولكن ليس غداً”.

مقالات مشابهة

  • أشهر ألعاب الكمبيوتر القديمة التي لا تزال تلاقي شعبية في 2024
  • ماذا فعل القضاء الإيراني مع الطالبة التي خلعت ملابسها بجامعة طهران؟
  • استشاري نفسي: المرأة المتسلطة تكتب شهادة وفاة لحياتها الزوجية
  • قافلة تنموية بقرية أبو شنب مركز أبشواى بالفيوم
  • قافلة تنموية بقرية أبو شنب مركز أبشواي بالفيوم ضمن فعاليات مبادرة "بداية"
  • نبض الشارع
  • رينارد: نسعى للفوز في مباراة الغد وأتمنى التوفيق لإندونيسيا ولكن ليس غدًا
  • مصدر بالأهلي ردا على التفاوض مع مصطفى محمد: نجم كبير ولكن
  • استمرار مبادرة التوعية ضد مخاطر العنف الرقمي بتمريض عين شمس
  • ” عندما يكون الفن القوة التي تتحكم في التعايش السلمي ونبذ الاعراف البالية “فصلية “