موقع النيلين:
2024-10-03@08:18:54 GMT

الإبداع أنثى

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT


قد يكتب الرجل عن الحب كتابًا، ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه، ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله.. فيكتور هوجو.

لا أتفق أبدًا مع كلمات “هوجو”؛ لأن الواقع دائمًا ما يثبت ذكورية الشهرة والإبداع، رغمًا عن أن المرأة غالبًا ما تصير هي البطلة الخفية لأي عمل إبداعي، وهي الملهمة الأولى خلف تحريك كتائب المبدعين، فلا عجب إذا علمنا أن أشهر لوحة فنية في العالم هي “الموناليزا” المرأة الغامضة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي (1503 – 1519)، فضلا عن لوحة “فتاة أقراط اللؤلؤ” للفنان الهولندي يوهانس فيرمير (1665).

بالإضافة إلى أن أهم أشعار شاعر المرأة السوري نزار قباني كانت لحبيبته بلقيس:

هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجًا رائعًا
بين القطيفة والرخام..
كان البنفسج بين عينيها
ينام ولا ينام..

ولن ننسى بطلات روايات الأديب العبقري إحسان عبدالقدوس في “النظارة السوداء” و”لا أنام” و”العذراء والشعر الأبيض”، ومن يمكن أن ينسى “نفيسة” الفنانة المتفردة سناء جميل بطلة رواية أديب نوبل نجيب محفوظ “بداية ونهاية”.

ثم علينا أن نقف قليلا على روائع الطرب للست أم كلثوم التي ألهمت جموعًا من المبدعين ما بين شعراء، الهادي آدم في رائعة “أغدًا ألقاك” وأحمد شوقي، ومن الملحنين رياض السنباطي والقصبجي وغيرهم… ولكن يبدو أنها الوحيدة التى خرجت عن نص “الإبداع للرجال فقط”.

أما في الفلسفة فقد اشتهر أفلاطون وأرسطو وسقراط وسارتر ونيتشه، على الرغم من وجود شخصيات نسائية لم تحظ بنفس الشهرة مثل الفرنسية سيمون دي بوفوار، والأمريكية نانسي كارترايت، فالأسطورة القديمة طالما صورت المرأة بصورة سلبية، وظهرت في كثير من الأساطير القديمة مثل أسطورة “جلجامش” لحضارة بلاد الرافدين، وأسطورة “الندّاهة”، الأسطورة المصرية القديمة، وأسطورة “المرأة الأفعى”، اليونانية، وأساطير أخرى كثيرة، لقد صُورت المرأة على أنها رمز للشر، وعابِثة ومفتعِلة للمشاكل، وكانت الصورة الإيجابية الوحيدة التي تظهر بها المرأة في الأساطير هي في قدرتها على الإنجاب، حيث اعتُبرت رمزًا للخصب، وسرًا من أسرار استمرار الكون.

والمثير للدهشة أن من علم الموسيقار العالمي فريدريك فرانسوا شوبان والدته في البداية، ثم معلمته التشيكية فويتشخ زفنى التي أهداها أول مقطوعته “بولونيز”.

ولكن طاغور رأى ثنائية الرجل والمرأة بطريقة مغايرة على النحو التالي: إنّ الله حين أراد أن يخلق حواء من آدم، لم يخلقها من عظام رجليه حتى لا يدوسها، ولا من عظام رأسه حتى لا تُسيطر عليه، وإنما خلقها من أحد أضلاعه؛ لتكون مساوية له قريبة من قلبه.

ولكن الحقيقة التي لا يمكن تغافلها هي الائتلاف بين الكتابة الأنثوية والذكورية، والاختلاف بين تقييم الإبداع، أو ربما الانطلاق به نحو القمة، فالمرأة ملهمة ودافعة وداعمة للإبداع في شرقنا الباهت، أما إبداعها فيأتي غالبًا مبتسرًا وبزوغها منقوصًا!

ويرى بعض النقاد أن الأسباب تكمن في طبيعة المرأة كالخجل مثلًا، وإلقاء الأعباء والمسئوليات على عاتقها بشكل مبالغ فيه وتحجيم حريتها، التى يزعم البعض ظاهريًا أنها تمتلكها بالكامل في العصر الحديث، ولكن الحقيقة الباطنة تؤكد أنها مقيدة فعليًا بفعل عوامل العادات والتقاليد والممارسات المجتمعية المجحفة.

فالمبدع دائمًا ما يحلق في السماوات بلا قيود ويبحر في محيط المفردات والكلمات، لتكتمل سيرورة الإبداع، فهل يجوز للمرأة أن تنطلق وتغوص على هذا النحو؟

للإجابة عن هذا السؤال نحتاج إلى عقود وجهود مستقبلية للتخلص من هذه الصورة الضبابية، وتحطيم قيود الإبداع التى تحيط بالمواهب النسائية، ولكن هل ستجدي تلك المحاولات؟ أم سوف يضاف هذا الملف إلى قائمة الملفات التي تحمل عنوان “مشكلات أبدية بلا حلول جذرية”!

د. هبة عبدالعزيز – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

اعترافات عصابة الأجانب بمصر القديمة: شكلنا عصابة لسرقة المساكن وبيع المسروقات

أدلى 6 متهمين بتكوين تشكيل عصابي بينهم 5 أشخاص يحملون جنسية إحدى الدول العربية، باعترافات تفصيلية خلال تحقيقات النيابة العامة التي أجريت معهم، على خلفية اتهامهم بسرقة الشقق السكنية بمنطقة مصر القديمة، حيث كشف المتهمون أنهم قاموا بسرقة العديد من المساكن في المنطقة، بقصد تحقيق أرباح غير مشروعة، مضيفين أنهم أتخذوا من دائرة القسم مكانا لهم لمزاولة نشاطهم الإجرامى.

وأضاف المتهمون، أنهم أتفقوا فيما بينهم على تكوين تشكيل عصابي تخصص نشاطه الإجرامي في سرقة الشقق السكنية بأسلوب "كسر الباب، والتسلق"، مضيفين أنهم قاموا برصد أحد التجار من قاطني المنطقة، وذلك لعلمهم المسبق بثرائه واحتفاظه بمبالغ مالية ومشغولات ذهبية في منزله، فقاموا بمراقبته حتى تيقنوا عدم تواجده في شقته ودلفوا إليه في وقت متأخر من الليل، موضحين أنهم بمجرد دخولهم إلي شقة التاجر، واستولوا على مبلغ مالي كبير ومشغولات ذهبية وأجهزة كهربائية، لافتين إلى أنهم توجهوا عقب ذلك إلى عميلهم سيئ النية لبيع متحصلاتهم من السرقة بسعر أقل من سعرها الحقيقي، فتم القبض عليهم أثناء ذلك.

كانت تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من ضبط تشكيل عصابى مكون من 6 أشخاص "5 منهم يحملون "جنسية إحدى الدول" تخصص نشاطه الإجرامى فى ارتكاب جرائم سرقة المساكن، وعُثر بحوزتهم على (كمية من المشغولات الذهبية والفضية – مبالغ مالية عملات "أجنبية ومحلية" – 33 ساعة مختلفة الأنواع – مجموعة من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية - الأدوات المستخدمة فى ارتكاب وقائع السرقة)، واعترفوا بارتكابهم واقعتى سرقة، وأرشدوا عن كل المسروقات المستولى عليها لدى عميلهما "سيئا النية" (صاحب محل مصوغات، بائع بالمحل) تم ضبطهما، وباستدعاء المجنى عليهما تعرفا على المسروقات المستولى عليها واتهموهم بالسرقة.







مقالات مشابهة

  • قبلة شكر.. مصور يوثق لحظة خاصة جمعت بين أنثى طائر البوم وفرخها في سلطنة عُمان
  • طنجة: خلاف بين جارين يتحول لجريمة قتل بحي بني مكادة القديمة
  • تأملات في التفاصيل القديمة
  • نيللي: لم اعتزل الفن ولكن المعروض لم يكن مناسبا لي
  • اعترافات عصابة الأجانب بمصر القديمة: شكلنا عصابة لسرقة المساكن وبيع المسروقات
  • معرض صوت المرأة يلقي الضوء على التحديات التي تواجه المرأة المبدعة بالإمارات
  • مجلة أمريكية: التماثيل القديمة التي أعيدت مؤخرا إلى اليمن أصبحت الآن معارة لمتحف في نيويورك (ترجمة خاصة)
  • معجم اللغة المصرية القديمة يحصد جائزة إيكروم الشارقة
  • الداخلية تنظم مؤتمرًا طبيًا تحت عنوان "الاستراتيجيات الطبية العامة لصحة المرأة المصرية"
  • الثقافة تصدر «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» بهيئة الكتاب