خالصة بنت صالح البوسعيدية
من منطلق رؤية "عُمان 2040" وبناءً على توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وترجمة لمتطلبات المرحلة القادمة نحو تمكين أفراد المجتمع ووحداته الإدارية من المشاركة في صنع القرار ومنحهم الصلاحية الإدارية والبعد عن المركزية، فقد أصبح الحديث عن التمكين الإداري أمرا ضروريا لتحقيق أهداف المرحلة المقبلة.
ومما لا شك فيه أن تمكين المرؤوسين له أسس وضوابط رئيسية تكمن في إلمام المرؤوسين بالمعارف والمهارات التي تمكنهم من ممارسة عملهم بكل كفاءة ويسر وتوفير الموارد اللازمة والدعم المستمر بكل أنواعه والذي يساعدهم على إتمام المهام المناطة بهم دون تقصير أو تأجيل.
والتمكين الإداري مصطلح يعنى بتفويض المسؤولية للعاملين بالمؤسسات في إدارة أعمالهم بداية من التخطيط واختيار البرامج والتنسيق لها وإدارة الزمن وتقدير الاحتياجات والمتطلبات اللازمة للتنفيذ وحل المشكلات التي تعترضهم وتُعيق أعمالهم ومهامهم اليومية ومنحهم المسؤولية غير المطلقة في اتخاذ القرارات تجاه تلك المشكلات التي تواجههم وتسهيل ذلك عن طريق توسيع مهامهم ورفع سقف الصلاحيات الممنوحة لهم.
وتفويض المسؤولية للأفراد لاتخاذ القرارات التي تتعلق بمهامهم اليومية وإزالة العوائق والإجراءات الروتينية التي لا فائدة منها سينتج عنه استمرارية العمل ومواصلة الإنتاج في حال غياب المسؤول المباشر عن فريق العمل، ولابد من أن يسبق عملية التمكين التخطيط المسبق والاستعداد التام بإعداد العاملين إعدادا كاملاً وتدريبهم تدريبا كافيا لتحمل مسؤولية التمكين واستغلال الصلاحية الممنوحة لهم استغلالًا جيدًا يهدف إلى الرقى بمستوى العمل وجودة الإنتاجية.
والتمكين يرافقه توسع في المسؤوليات؛ حيث يعمل الأفراد بمبدأ الإدارة الذاتية، فهو من يخطط ويختار الأساليب والأنشطة التي يراها مناسبة وتساعد على تحقيق الأهداف ويحدد زمن التنفيذ دون تدخل من السلطات العليا في الإجراءات المتبعة في العمل، ثم يقيم آداءه ويحدد جوانب القوة وأجه القصور لديه فيتقبل التغذية الراجعة من الأقران والمسؤولين كما ينمي لديه القدرة على حل المشكلات التي تعترض عمله والتي تزيد من إنتاجيته.
وإذا ما تمَّ تفويض الصلاحيات للعاملين وتمكينهم من اتخاذ القرارات التي تسهل مهامهم الوظيفية دون تأجيل تولدت لديهم الثقة بأنفسهم والاستقلالية والالتزام بالعمل وتحمل المسؤولية وهذا يسهل تحقيق الأهداف وإنجاز الأعمال في الوقت المُحدد لها وبالدرجة المطلوبة وبذلك تتقلص الرقابة الخارجية وتتحول إلى مسؤولية داخلية نابعة من الفرد نفسه وبمرور الزمن تصبح التزاما داخليا ناتجا عن الإحساس بالمسؤولية لدى الموظف.
كما إن التمكين يقوّي الرقابة الذاتية لدى الأفراد ويرفع من مستوى الشعور بالانتماء والولاء الوظيفي فالتمكين يساعد على اختزال البيروقراطية المقيتة التي تعيق الجهود المبذولة من أجل التطوير والتغيير والتحسين، واستغلال الوقت والجهد وينتج عنه النجاح في المسؤوليات المُلقاة على عاتق الشخص وتحقيق الجودة في الأداء المؤسسي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الصحة: نشر الوعي الصحي وثقافة الإسعافات الأولية والاستجابة للطوارئ لتحقيق المسؤولية المجتمعية
أكد مدير إدارة الطوارئ الطبية بوزارة الصحة الدكتور أحمد الشطي أهمية نشر الوعي الصحي وثقافة الإسعافات الأولية لإنقاذ الأرواح والاستجابة السريعة لأي طارئ لتعزيز أمان المجتمع والحد من المضاعفات والتأكيد على تحقيق مفهوم المسؤولية المجتمعية.
وقال الشطي في كلمة له اليوم الخميس خلال حفل تكريم 100 فني ومتدرب من منتسبي الإدارة أبطال الطوارئ الطبية إنه تم تدريب 3500 شخص خلال ست فعاليات ضمن دورات الإنعاش القلبي الرئوي اليدوي والإسعافات الأولية التي أقامتها الإدارة في المجمعات التجارية خلال شهر أكتوبر الماضي.
وأضاف أنه تم تنفيذ الدورات في العديد من محافظات البلاد واختيار المجمعات التجارية الأكثر ازدحاما وحيوية بعدد 11 يوم عمل متواصل بمعدل ساعات يقارب 140 ساعة من التدريب الجاد والهادف لجميع فئات المجتمع من مرتادي هذه المجمعات.
وأوضح أن جولة الفعاليات بدأت بمجمع الأفنيوز لثلاثة أيام تلاها استمرار الفعالية أربعة أيام بمجمع البوليفارد والبروميناد على التوالي بواقع يومين لكل مجمع ثم انتقلت لشمال الكويت بمحافظة الجهراء لمدة يومين في مجمع سليل الجهراء ثم انتقلت لمحافظة مبارك الكبير بمجمع 360 واختتمت الفعالية رحلتها بمحافظة العاصمة في سوق المباركية.
وأعرب عن الشكر لجميع إدارات المجمعات التجارية والرعاة الذين جعلوا من الفكرة حقيقة مفيدة لخدمة الكويت من خلال التعاون والتشجيع والحرص على خدمة رواد المجمعات كما تقدم بالشكر لأبطال الطوارئ الطبية على الشغف والالتزام والعطاء الذين أظهروه في خدمة الجمهور بكل الشرائح العمرية والمهنية على حد سواء.
من جانبه أشاد مراقب الإسعاف عبدالله النفيس في كلمته بالدور الكبير لأبطال الطوارئ الطبية الذين شاركوا في هذه الفعاليات والذين لم يدخروا أي جهد في سبيل نشر ثقافة الإسعافات الأولية ورفع الوعي المجتمعي.
وأشار النفيس إلى أن وزارة الصحة عامة وإدارة الطوارئ الطبية خاصة تعتبر هذه الثقافة نهجا مهما من مناهجها التي تتوجه بها إلى المجتمع سواء بهذه الفعاليات أو ورش الإسعافات الأولية التي تقدمها لجميع جهات الدولة أو من خلال مراكز تدريب الطوارئ الطبية المعتمدة.
كما أشاد بدور أبطال الطوارئ الطبية في إخلاء مستشفى الأحمدي مؤخرا والجهد الكبير والحرفية والمهنية العالية في التعامل مع الحوادث الكبيرة.
بدوره ثمن قائد إسعاف منطقة مبارك الكبير محمود الجمالي في كلمته جهود مركز التدريب بالمنطقة وعطائهم الكبير خلال مدة قصيرة من حيث إنجاز الدورات المهنية أو نشر ثقافة الإسعافات الأولية للجمهور الكريم.
من ناحيته عبر قائد منطقة إسعاف حولي جراح الفضلي في كلمته عن اعتزازه بمركز التدريب ورصد التطور النوعي والكمي في الدورات التي يقدمها.
المصدر كونا الوسومالوعي الصحي وزارة الصحة