عربي21:
2024-07-06@01:53:58 GMT

صراعات داخلية تعصف بحزب الشعب الجمهوري

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

تقترب تركيا يوما بعد يوم من الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 آذار/ مارس القادم في جميع أنحاء البلاد. ومن المتوقع أن يكتمل إعلان الأحزاب السياسية عن أسماء مرشحيها في الأيام القادمة، لتتكثف الحملات الانتخابية للتنافس الديمقراطي، في ظل ظروف سياسية تختلف عن تلك التي أجريت فيها الانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل أقل من عام.



حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، يعاني من أزمات وصراعات داخلية، ولم يتعافَ الحزب حتى الآن من آثار صدمة خسارة الانتخابات الرئاسية، رغم تغيير رئيسه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. ويتساءل كثير من مؤيدي الحزب عن موعد التغيير الذي تعهد به الرئيس الجديد، أوزغور أوزل، ويعبرون عن خيبة أملهم في أدائه، كما يساورهم الخوف من أن الصراعات الداخلية التي تعصف بالحزب قد تؤدي به إلى هزيمة تاريخيّة في الانتخابات المحلية.

الصراع بين رئيس حزب الشعب الجمهوري ورئيس بلدية إسطنبول يلقي بظلاله على عملية تحديد أسماء المرشحين. ويرغب كل واحد منهما في ترشيح أسماء موالية له في المدن التي تعتبر من قلاع الحزب، ويحاول أوزل أن يعزز قبضته على الحزب كيلا تكون رئاسته مؤقتة، فيما يسعى إمام أوغلو إلى السيطرة على الحزب من خلال تمكين الموالين له من الفوز في أكبر عدد من البلديات
هناك ثلاثة شخصيات مؤثرة في حزب الشعب الجمهوري، وهي: رئيسه الحالي أوزغور أوزل، ورئيسه السابق كمال كليتشدار أوغلو، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. ويؤدي التنافس بين هؤلاء إلى ثلاثة صراعات، الأول بين الكماليين والأكرميين، والثاني بين الأوزغوريين والأكرميين، والثالث بين الأوزغوريين والكماليين. ويسعى كل واحد من هذه الأطراف الثلاثة إلى كسب مزيد من النفوذ في حزب الشعب الجمهوري والحفاظ عليه.

الصراع بين رئيس حزب الشعب الجمهوري ورئيس بلدية إسطنبول يلقي بظلاله على عملية تحديد أسماء المرشحين. ويرغب كل واحد منهما في ترشيح أسماء موالية له في المدن التي تعتبر من قلاع الحزب، ويحاول أوزل أن يعزز قبضته على الحزب كيلا تكون رئاسته مؤقتة، فيما يسعى إمام أوغلو إلى السيطرة على الحزب من خلال تمكين الموالين له من الفوز في أكبر عدد من البلديات. وهذا التنافس هو ما يؤخر إعلان المرشحين في بعض تلك المدن.

كليتشدار أوغلو خسر رئاسة حزب الشعب الجمهوري بعد انهزامه في الانتخابات الرئاسية، إلا أن كافة المؤشرات تشير إلى أنه يتطلع إلى العودة، ويرى أن أبواب رئاسة حزب الشعب الجمهوري قد تفتح أمامه على مصراعيها بعد الانتخابات المحلية. ومن المؤكد أن أنصار كليتشدار أوغلو لن يتأخروا في التحرك لمحاسبة الثنائي "أوزل-إمام أوغلو" وإسقاطهما في حال خسر الحزب الانتخابات المحلية في إسطنبول وأنقرة.

الموالون لحزب الشعب الجمهوري يخافون من أن تؤدي هذه الصراعات الداخلية إلى عزوف الناخبين عن التصويت لمرشحين لأنهم مقربون من أوزل أو إمام أوغلو، كما يعبرون عن انزعاجهم من الانتقادات التي يوجّهها أنصار القيادة القديمة إلى القيادة الجديدة وأدائها، ويرون أن تلك الانتقادات في هذا التوقيت تنفر الناخبين من حزب الشعب الجمهوري ولا تصب في مصلحته.

وعلى صعيد التحالفات الانتخابية، يضطر حزب الشعب الجمهوري للتحالف مع حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية، حزب الأكراد الموالين لحزب العمال الكردستاني، ليواصل التنافس في إسطنبول مع حزب العدالة والتنمية المتحالف مع حزب الحركة القومية. وبدون ذاك التحالف يكاد فوز إمام أوغلو يستحيل في 31 آذار/ مارس القادم. ولم يعلن حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية حتى الآن دعمه لمرشح حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، علما بأن هناك أنباء تشير إلى استمرار المباحثات بين الطرفين.

فوز مرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية بإسطنبول سيؤدي إلى سقوط إمام أوغلو وتراجع نفوذه في حزب الشعب الجمهوري. ومن المؤكد أن النتائج التي ستخرج من صناديق الاقتراع في نهاية آذار/ مارس القادم، في غاية الأهمية لأكبر أحزاب المعارضة، وأنها قد تهز توازناته الداخلية لتحرر أوزل من وصاية إمام أوغلو، كما يقول أردوغان، أو تسقطه مع الساقطين
وفي غضون ذلك، أعلنت باشاك دميرتاش، زوجة القيادي السابق صلاح الدين دميرتاش المسجون بتهمة دعم الإرهاب، أنها مستعدة للترشح لرئاسة بلدية إسطنبول، إن كان حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية يوافق على ترشيحها. وأثارت تصريحات دميرتاش مخاوف في صفوف حزب الشعب الجمهوري الذي يراهن في إسطنبول على أصوات الأكراد الموالين لحزب العمال الكردستاني. ويدور الحديث حاليا في الكواليس السياسية والإعلامية حول طلب حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية من حزب الشعب الجمهوري دعمه لمرشحيه في بعض أقضية إسطنبول، أو منح المقربين منه مناصب إدارية رفيعة في بلدية إسطنبول الكبرى، في مقابل دعم إمام أوغلو في الانتخابات المحلية.

رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان قال إنهم "سيحرّرون أوزغور أوزل الذي تكاد رئاسته تنتهي بسبب الوصاية المفروضة عليها"، في إشارة إلى أن فوز مرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية بإسطنبول سيؤدي إلى سقوط إمام أوغلو وتراجع نفوذه في حزب الشعب الجمهوري. ومن المؤكد أن النتائج التي ستخرج من صناديق الاقتراع في نهاية آذار/ مارس القادم، في غاية الأهمية لأكبر أحزاب المعارضة، وأنها قد تهز توازناته الداخلية لتحرر أوزل من وصاية إمام أوغلو، كما يقول أردوغان، أو تسقطه مع الساقطين.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا الانتخابات الأحزاب الشعب الجمهوري التحالفات تركيا انتخابات أحزاب الشعب الجمهوري تحالفات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الانتخابات المحلیة فی حزب الشعب الجمهوری بلدیة إسطنبول مارس القادم فی إسطنبول إمام أوغلو على الحزب

إقرأ أيضاً:

داود أوغلو منتقدا أردوغان بشأن سوريا: ليست لقاء عائليا بل حربا قتلت مليون شخص

علق رئيس الوزراء التركي الأسبق وزعيم حزب "المستقبل" المعارض، أحمد داود أوغلو، على الاعتداءات التي طالت اللاجئين السوريين  في مدن تركية خلال الأيام الماضية، مشددا على ضرورة تمسك تركيا "بالدفاع عن الحقوق الديمقراطية وحقوق الإنسان ضد جميع أنواع التمييز العرقي والطائفي والديني"، كما انتقد تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن "اللقاء على المستوى العائلي" مع رئيس النظام السوري.

وقال داود أوغلو خلال اجتماع مشترك بين حزبي "السعادة" و"المستقبل"، الأربعاء، إن "علينا جميعا أن نكون حذرين من أن هذه القضية هي بمثابة استفزاز يهدف إلى خلق اضطرابات في تركيا، أبعد بكثير من قضية اللاجئين"، مشيرا إلى أن "انتقال أحداث قيصري إلى شمال سوريا".

Türkiye’nin rotası nedir? pic.twitter.com/HMibsduLJM — Ahmet Davutoğlu (@Ahmet_Davutoglu) July 3, 2024
وأضاف مخاطبا الحكومة التركية، "لا ينبغي على تركيا أن تضل طريقها"، موضحا أن طريق تركيا "هو طريق حماية الكرامة الإنسانية، والدفاع عن الحقوق الديمقراطية وحقوق الإنسان ضد جميع أنواع التمييز العرقي والطائفي والديني. وهو طريق يتلخص في طرح سياسة موحدة وتكاملية بدلا من سياسة الاستقطاب والإقصاء والتهميش".

وتطرق السياسي التركي إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي تحدث فيها عن إمكانية لقائه برئيس النظام السوري بشار الأسد ورفع العلاقات إلى المستوى العائلي كما كانت قبل القطيعة.

وقال داود أوغلو، إن "تصريحات أردوغان حول اللقاء مع الأسد على المستوى العائلي أحدثت تقلبات خطيرة في شمال سوريا، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا"، مشددا على أن "رجل الدولة يحتاج إلى رؤية ردود الفعل التي قد تتبع الكلمات التي يقولها".

وتثير مساعي أنقرة للتطبيع مع نظام الأسد، مخاوف لدى معارضين في مناطق شمال غرب سوريا التي تقع تحت السيطرة التركية، وكان العديد من المحتجين خلال المظاهرات التي انطلقت في الشمال تنديدا بأحداث قيصري، أعربوا عن استيائهم من التوجه التركي الجديد تجاه دمشق.


إلى ذلك، شدد داود أوغلو على أن بعد حديث أردوغان عن لقاء الأسد "فإن مئات الآلاف الذين فروا من طغيان الأسد إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة تركيا في شمال سوريا، سيعتقدون أن تركيا تضحي بهم، الأمر الذي يجعل من الصعب إدارة المناطق تلك".

واستدرك بالإشارة إلى "ضرورة التفاوض مع بشار الأسد"، معتبرا أن "اللقاء يجب أن يكون لقاء رجل دولة، ولا ينبغي أن يكون بحنين عائلي".

وقال إن "رئيس الجمهورية التركية لا يتوسل إلى رئيس أي دولة لتحقيق السلام. إنه يضع شروط تحقيق السلام"، وأضاف أن أردوغان "ظل يقول دعونا نجتمع مع الأسد لمدة عامين، بينما الأخير يفرض شروطه ويقول: لا، لن أتحدث، اسحبوا قواتكم أولا".

وشدد داود أوغلو في ختام حديثه على أن "القضية ليست قضية شخصية ولا لقاء بين العائلات، بل هي قضية أدت إلى مقتل أكثر من مليون شخص، استخدم ضدهم أسلحة دمار شامل"، موكدا ضرورة "القيام بمبادرة دبلوماسية شاملة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة والدول المجاورة فيما يتعلق بعودة اللاجئين في تركيا".


وخلال الأيام الأخيرة، شهدت تركيا موجة من أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في عدد من الولايات، عقب اعتداءات نفذها عشرات الأتراك بحق سوريين بولاية قيصري، مساء الأحد.

وسرعان ما انتقلت التوترات إلى مناطق سيطرة القوات التركية في شمال غرب سوريا، حيث شهدت مناطق مختلفة تظاهرات منددة بالاعتداء على اللاجئين السوريين في تركيا، وقد تخلل موجة الاحتجاج مظاهر مسلحة رافقها إنزال للعلم التركي عن المباني الرسمية.

وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في بيان، عن اعتقال 474 شخصا تورطوا في أعمال تحريض ضد اللاجئين في عدد من الولايات التركية، بينهم 285 من أصحاب السوابق الجنائية.

تجدر الإشارة إلى أن الأرقام الرسمية التي كشفت عنها وزارة الداخلية التركية الشهر المنصرم، توضح وجود 3 ملايين و114 ألفا و99 سوريا يعيشون في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة (الكمليك).

مقالات مشابهة

  • بعد اعترافات زعيمهم.. عملية امنية تعصف بـجماعة القربان في ذي قار
  • هل ينجح الفرقاء السياسيون بتركيا في تحقيق التوافق؟
  • الشعب الجمهوري: ارتفاع الأسعار أهم التحديات أمام الحكومة الجديدة
  • داود أوغلو منتقدا أردوغان بشأن سوريا: ليست لقاء عائليا بل حربا قتلت مليون شخص
  • بايدن: لن أنسحب أنا زعيم الحزب الديمقراطي
  • لا مكان للضعفاء
  • «الشعب الجمهوري»: الحكومة الجديدة ينتظرها عمل كبير لتحقيق تكليفات الرئيس
  • رئيس برلمانية الشعب الجمهوري بـالشيوخ يطالب الحكومة بالتوسع في إنشاء صناديق الاستثمار العقاري
  • حرب الشعب الجمهوري: ذكرى 3 يوليو ستظل علامة فارقة في تاريخ مصر
  • المحافظون في بريطانيا يعترفون بفوز متوقع لمنافسيهم بحزب العمال