عربي21:
2025-03-28@20:06:16 GMT

صراعات داخلية تعصف بحزب الشعب الجمهوري

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

تقترب تركيا يوما بعد يوم من الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 آذار/ مارس القادم في جميع أنحاء البلاد. ومن المتوقع أن يكتمل إعلان الأحزاب السياسية عن أسماء مرشحيها في الأيام القادمة، لتتكثف الحملات الانتخابية للتنافس الديمقراطي، في ظل ظروف سياسية تختلف عن تلك التي أجريت فيها الانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل أقل من عام.



حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، يعاني من أزمات وصراعات داخلية، ولم يتعافَ الحزب حتى الآن من آثار صدمة خسارة الانتخابات الرئاسية، رغم تغيير رئيسه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. ويتساءل كثير من مؤيدي الحزب عن موعد التغيير الذي تعهد به الرئيس الجديد، أوزغور أوزل، ويعبرون عن خيبة أملهم في أدائه، كما يساورهم الخوف من أن الصراعات الداخلية التي تعصف بالحزب قد تؤدي به إلى هزيمة تاريخيّة في الانتخابات المحلية.

الصراع بين رئيس حزب الشعب الجمهوري ورئيس بلدية إسطنبول يلقي بظلاله على عملية تحديد أسماء المرشحين. ويرغب كل واحد منهما في ترشيح أسماء موالية له في المدن التي تعتبر من قلاع الحزب، ويحاول أوزل أن يعزز قبضته على الحزب كيلا تكون رئاسته مؤقتة، فيما يسعى إمام أوغلو إلى السيطرة على الحزب من خلال تمكين الموالين له من الفوز في أكبر عدد من البلديات
هناك ثلاثة شخصيات مؤثرة في حزب الشعب الجمهوري، وهي: رئيسه الحالي أوزغور أوزل، ورئيسه السابق كمال كليتشدار أوغلو، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. ويؤدي التنافس بين هؤلاء إلى ثلاثة صراعات، الأول بين الكماليين والأكرميين، والثاني بين الأوزغوريين والأكرميين، والثالث بين الأوزغوريين والكماليين. ويسعى كل واحد من هذه الأطراف الثلاثة إلى كسب مزيد من النفوذ في حزب الشعب الجمهوري والحفاظ عليه.

الصراع بين رئيس حزب الشعب الجمهوري ورئيس بلدية إسطنبول يلقي بظلاله على عملية تحديد أسماء المرشحين. ويرغب كل واحد منهما في ترشيح أسماء موالية له في المدن التي تعتبر من قلاع الحزب، ويحاول أوزل أن يعزز قبضته على الحزب كيلا تكون رئاسته مؤقتة، فيما يسعى إمام أوغلو إلى السيطرة على الحزب من خلال تمكين الموالين له من الفوز في أكبر عدد من البلديات. وهذا التنافس هو ما يؤخر إعلان المرشحين في بعض تلك المدن.

كليتشدار أوغلو خسر رئاسة حزب الشعب الجمهوري بعد انهزامه في الانتخابات الرئاسية، إلا أن كافة المؤشرات تشير إلى أنه يتطلع إلى العودة، ويرى أن أبواب رئاسة حزب الشعب الجمهوري قد تفتح أمامه على مصراعيها بعد الانتخابات المحلية. ومن المؤكد أن أنصار كليتشدار أوغلو لن يتأخروا في التحرك لمحاسبة الثنائي "أوزل-إمام أوغلو" وإسقاطهما في حال خسر الحزب الانتخابات المحلية في إسطنبول وأنقرة.

الموالون لحزب الشعب الجمهوري يخافون من أن تؤدي هذه الصراعات الداخلية إلى عزوف الناخبين عن التصويت لمرشحين لأنهم مقربون من أوزل أو إمام أوغلو، كما يعبرون عن انزعاجهم من الانتقادات التي يوجّهها أنصار القيادة القديمة إلى القيادة الجديدة وأدائها، ويرون أن تلك الانتقادات في هذا التوقيت تنفر الناخبين من حزب الشعب الجمهوري ولا تصب في مصلحته.

وعلى صعيد التحالفات الانتخابية، يضطر حزب الشعب الجمهوري للتحالف مع حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية، حزب الأكراد الموالين لحزب العمال الكردستاني، ليواصل التنافس في إسطنبول مع حزب العدالة والتنمية المتحالف مع حزب الحركة القومية. وبدون ذاك التحالف يكاد فوز إمام أوغلو يستحيل في 31 آذار/ مارس القادم. ولم يعلن حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية حتى الآن دعمه لمرشح حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، علما بأن هناك أنباء تشير إلى استمرار المباحثات بين الطرفين.

فوز مرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية بإسطنبول سيؤدي إلى سقوط إمام أوغلو وتراجع نفوذه في حزب الشعب الجمهوري. ومن المؤكد أن النتائج التي ستخرج من صناديق الاقتراع في نهاية آذار/ مارس القادم، في غاية الأهمية لأكبر أحزاب المعارضة، وأنها قد تهز توازناته الداخلية لتحرر أوزل من وصاية إمام أوغلو، كما يقول أردوغان، أو تسقطه مع الساقطين
وفي غضون ذلك، أعلنت باشاك دميرتاش، زوجة القيادي السابق صلاح الدين دميرتاش المسجون بتهمة دعم الإرهاب، أنها مستعدة للترشح لرئاسة بلدية إسطنبول، إن كان حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية يوافق على ترشيحها. وأثارت تصريحات دميرتاش مخاوف في صفوف حزب الشعب الجمهوري الذي يراهن في إسطنبول على أصوات الأكراد الموالين لحزب العمال الكردستاني. ويدور الحديث حاليا في الكواليس السياسية والإعلامية حول طلب حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية من حزب الشعب الجمهوري دعمه لمرشحيه في بعض أقضية إسطنبول، أو منح المقربين منه مناصب إدارية رفيعة في بلدية إسطنبول الكبرى، في مقابل دعم إمام أوغلو في الانتخابات المحلية.

رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان قال إنهم "سيحرّرون أوزغور أوزل الذي تكاد رئاسته تنتهي بسبب الوصاية المفروضة عليها"، في إشارة إلى أن فوز مرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية بإسطنبول سيؤدي إلى سقوط إمام أوغلو وتراجع نفوذه في حزب الشعب الجمهوري. ومن المؤكد أن النتائج التي ستخرج من صناديق الاقتراع في نهاية آذار/ مارس القادم، في غاية الأهمية لأكبر أحزاب المعارضة، وأنها قد تهز توازناته الداخلية لتحرر أوزل من وصاية إمام أوغلو، كما يقول أردوغان، أو تسقطه مع الساقطين.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا الانتخابات الأحزاب الشعب الجمهوري التحالفات تركيا انتخابات أحزاب الشعب الجمهوري تحالفات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الانتخابات المحلیة فی حزب الشعب الجمهوری بلدیة إسطنبول مارس القادم فی إسطنبول إمام أوغلو على الحزب

إقرأ أيضاً:

الاحتجاجات تتواصل بتركيا وأردوغان يلمح إلى فساد جديد بالمعارضة

تواصلت الاحتجاجات في تركيا اليوم الأربعاء بعد أسبوع من اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، في حين جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومه على حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه إمام إوغلو، وقال إن تحقيقات جديدة بتهم الفساد قد تطال الحزب.

وتوقف حزب الشعب الجمهوري، قوة المعارضة الرئيسية التي كانت تدعو الآلاف من المتظاهرين الى التجمع كل مساء أمام مبنى بلدية إسطنبول، عن القيام بذلك، ودعا سكان إسطنبول الأربعاء إلى التصفيق أو اطلاق أبواق السيارات أو التلويح بالأعلام من نوافذهم، إيذانا بمرحلة جديدة في التحرك.

كما دعا زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل (54 عاما)،، إلى مسيرة ضخمة السبت في إسطنبول دعما لإمام أوغلو المسجون بتهمة الفساد، وللمطالبة بانتخابات مبكرة.

وأكد الحزب أنه سيواصل حشد الدعم والضغط على الحكومة، ودعا إلى مقاطعة عدد من وسائل الإعلام والعلامات التجارية والمتاجر التي يصفها بأنها مؤيدة لأردوغان.

وبينما يقول حزب الشعب الجمهوري، إن سجن إمام أوغلو خطوة مناهضة للديمقراطية تهدف إلى القضاء على تهديد انتخابي لأردوغان، تنفي الحكومة ممارسة أي نفوذ على القضاء، وتؤكد استقلال المحاكم.

إعلان تحقيقات جديدة

في المقابل، جدد أردوغان هجومه على حزب الشعب الجمهوري ، وأعلن أن تحقيقات جديدة بتهم الفساد قد تطال الحزب.

وأضاف أنه بعد ذلك "لن يتجرأون حتى على النظر في عيون أنصارهم ناهيك عن الأمة"، وتابع "كفوا عن إرهاب الشارع".

يأتي هذا، فيما تستمر الاحتجاجات، ففي العاصمة أنقرة كما إسطنبول حيث تم حظر التظاهرات منذ الأسبوع الماضي، احتج عشرات الأساتذة من جامعة الشرق الأوسط التقنية المرموقة، بتشجيع من طلابهم.

كما احتج طلاب يدرسون الطب من جامعتين كبيرتين في المدينة انضم إليهم أساتذة، جنبا إلى جنب، وفقا للقطات نشرتها وسائل الإعلام التركية.

ونشر أكرم إمام أوغلو الذي اختاره حزب الشعب الجمهوري الأحد الماضي مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها عام 2028، على موقع "إكس" عبر محاميه رسالة على شكل تحد لأردوغان ووعد بـ"هزيمته في صناديق الاقتراع".

رئيس جديد للبلدية

وبعد الظهر، انتخب مجلس بلدية اسطنبول نوري أصلان كرئيس بلدية موقت، وهو أيضا من حزب الشعب الجمهوري، لقطع الطريق أمام تعيين الدولة مسؤولا على رأس العاصمة الاقتصادية لتركيا.

وأعلنت السلطات أن الشرطة أوقفت أكثر من 1400 شخص منذ 19 مارس/آذار، بتهمة المشاركة في تجمعات غير شرعية.

وبحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية، أوقف 172 شخصا في إسطنبول في الأيام الأخيرة بسبب استفزازات وأعمال عنف أو بسبب إخفاء وجوههم أثناء التظاهرات.

وجاء احتجاز إمام أوغلو -الذي شغل منصب رئيس بلدية إسطنبول لفترتين- قبل أيام من ترشيح حزب الشعب الجمهوري له لانتخابات الرئاسة والذي تم بالفعل الاثنين الماضي.

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2028، وقد استنفد أردوغان (71 عاما) فرص الترشح للرئاسة المحددة بفترتين. وإذا رغب في الترشح مرة أخرى، فعليه الدعوة لانتخابات مبكرة قبل انتهاء فترته الرئاسية الحالية.

إعلان

واحتُجز إمام أوغلو بعد يوم من إلغاء جامعة إسطنبول شهادته، الأمر الذي إذا تم تأييده فسيمنعه من الترشح للرئاسة بموجب القواعد الدستورية التي تشترط حصول المرشحين على شهادة جامعية بعد دراسة لـ4 سنوات.

مقالات مشابهة

  • حزب الشعب الجمهوري في مأزق حقيقي.. من المرشح الحقيقي بعد سقوط إمام أوغلو؟
  • حزب (DEM) يوجه صفعة قوية لـ أوزغور أوزيل
  • محاكمة إمام أوغلو قانونية أم انقلاب على الديمقراطية؟
  • هل يسعى أوزغور أوزيل للإطاحة بفريق إمام أوغلو؟ كواليس صدام داخلي في حزب الشعب الجمهوري
  • الاحتجاجات تتواصل بتركيا وأردوغان يلمح إلى فساد جديد بالمعارضة
  • شبهات فساد تحاصر كبار مسؤولي حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول
  • بعد سجن إمام أوغلو..المعارضة تنتخب رئيساً مؤقتاً لبلدية إسطنبول
  • ما خيارات حزب الشعب الجمهوري حال إلغاء مؤتمر الحزب الكبير؟
  • هل يعود كيليجدار أوغلو لرئاسة حزب الشعب الجمهوري؟
  • إزالة ملصقات إمام أوغلو في تركيا بعد اعتقاله